أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقائه نتنياهو دعوته للحلّ في قطاع غزة: وهو ترحيل سكانه إلى مصر والأردن، وأماكن أخرى، والسيطرة الأمريكية على القطاع، لإعادة تعميره، وتحويله إلى ريفييرا، شاطئاً جميلاً مزدهراً. ووصلت تصريحاته إلى إعلان تملك أرض القطاع أمريكياً، كما هو الحال، لعدد من الأراضي في العالم، أصبحت ملكية أمريكية.
أما نتنياهو، وهو يستمع إلى هذا المشروع، فكان بمنظر الطالب المطيع المندهش، المؤيِّد له وربما تصوّر، وهو يستمع إلى هذا المشروع، كما لو أنه انتصر في حرب غزة "انتصاراً مطلقاً".
ثمة ملاحظة في هذه التصريحات تتعلق بنتنياهو، لم تلفت الانتباه إليها. وذلك بالنظر إلى مختلف أبعاد مشروع ترامب، الذي حظي على إجماع دولي، في نقده، وعدم الموافقة عليه. وذلك من قِبَل كل حلفائه الأوروبيين، وغير الأوروبيين في العالم.
هذا ولم يُسمع أيضاً، من دول عربية، تأييداً له. بل عدم اعتراض عليه حتى لو كانت من جماعة دول التطبيع.
فترامب ومشروعه غرقا في العزلة الدولية السياسية، التي ليس لها من مثيل.. بل حتى تصريحات المساعدين لترامب، كانت أغلبها تخفيفاً، أو إيحاء بتغيير ما فيه. ولكن ليس دفاعاً عنه بالكامل، أو اعتباره نهائياً، سيذهب إلى التطبيق، أبى من أبى، ورضي من رضي.
أما الملاحظة المتعلقة بنتنياهو، فكانت ابتلاعه وموافقته، على أن تَمتلِك أمريكا قطاع غزة. وذلك كما كل الأراضي التي تمتلكها في العالم.
ترامب ومشروعه غرقا في العزلة الدولية السياسية، التي ليس لها من مثيل.. بل حتى تصريحات المساعدين لترامب، كانت أغلبها تخفيفاً، أو إيحاء بتغيير ما فيه. ولكن ليس دفاعاً عنه بالكامل، أو اعتباره نهائياً، سيذهب إلى التطبيق، أبى من أبى، ورضي من رضي.الأمر الذي يعني أنه قبِل لأرضٍ تُعتبر من ناحية المشروع الصهيوني، من أراضي "إسرائيل"، أن تُمتلك من قِبَل أمريكا. وهذا من المُحرّمات في الموقف المبدئي، في المشروع الصهيوني.
الأمر الذي يكشف المستوى المُذِّل، الذي كان عليه نتنياهو أمام ترامب. ويكشف مدى "مبدئية"، ومدى قناعة نتنياهو، وغيره كثيرون، بالأكذوبة التاريخية، التي استُخدمت لاغتصاب أرض فلسطين، التي هي للفلسطينيين وحدهم، وللعرب والمسلمين، (أمّة وعقيدة).
وعودٌ إلى مشروع ترامب، إذ من العجب، أن يخطر ببال عاقل طرحه، أصلاً. والدليل الإجماع الدولي، وفي الأساس، من قبَل الدول الأوروبية، والدول التابعة لأمريكا والصهيونية، التي رفضت المشروع، وانتقدته علناً. وقد وصل الأمر من قِبَل كثيرين، إلى وصفه باللامعقول أو بالجنوني.
الأمر الذي يسمح، لمحلل سياسي بأن يذهب بعيداً، لمعرفة كيف يفكر هذا الرجل، وكيف سيقود الدولة الأمريكية الكبرى، من خلال هذا العقل الهوائي، وهذا المنطق الخارج على المعقول.
أيّ قيادة هذه، تطرح مشروعاً "غير مقنع"، و"غير قابل للتطبيق"، ويذهب بهيبة أمريكا إلى الفشل، أو تمريغها بالطين.
ولكن على الرغم مما واجهَ هذا المشروع، من اعتراضات عليه، راح ترامب يتوهّم، بأن الكل يؤيّده، وموافق عليه، أو سيوافق عليه.
ومن ثم سيكون الحلّ الأمثل لقطاع غزة وسكانها، حتى بعد ما فعلته حرب الإبادة الوحشية الإجرامية المدانة، وحتى بعد ما حققته المقاومة الفلسطينية العسكرية، من انتصار في ردع الجيش الصهيوني، قتالاً ميدانياً، طوال خمسة عشر شهراً، كما بعد صمود شعبي أسطوري، أمام حرب إبادة أمريكية ـ صهيونية، وبعد الزحف الشعبي الهائل، من الجنوب إلى الشمال، واحتفائه بالانتصار الذي مثله، اتفاق وقف إطلاق النار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة المشروع امريكا غزة رأي مشروع ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)
في تطور سياسي مفاجئ، فشل تحرك لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تصويت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة ضد اتهامه بـ"إساءة استخدام السلطة"، على خلفية شن ضربات عسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونغرس. الخطوة التي كان من شأنها أن تفتح فصلاً جديداً من الصراع بين الإدارة التنفيذية والتشريعية، انتهت بسقوط المبادرة وبقاء ترامب في مأمن من الإقالة.
التحرك جاء بمبادرة فردية من النائب الديمقراطي آل غرين (عن ولاية تكساس)، الذي اتهم ترامب بتجاوز صلاحياته الدستورية، واتخاذ قرار خطير بالحرب دون موافقة الكونغرس، في إشارة مباشرة إلى الضربات المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأسابيع الماضية. وقال غرين خلال مداخلته أمام المجلس: "لا ينبغي أن يكون لرئيس واحد فقط، أيًا كان، السلطة لإدخال 300 مليون أميركي في حرب دون استشارة ممثليهم المنتخبين".
اقرأ أيضاً ترامب يهدد بضرب النووي الإيراني من جديد.. في هذه الحالة 25 يونيو، 2025 البيت الأبيض يتحدى الشكوك ويحسم الجدل حول مصير المنشآت النووية الإيرانية 25 يونيو، 2025ورغم ما أحدثته المبادرة من ضجة في الإعلام والدوائر السياسية، إلا أن نتائج التصويت كانت قاطعة:
344 نائبًا صوتوا ضد العزل، مقابل 79 فقط أيدوا القرار.
اللافت أن الانقسام لم يكن فقط بين الحزبين، بل شق صفوف الديمقراطيين أنفسهم، إذ انضم عدد كبير منهم إلى الجمهوريين في التصويت لصالح تأجيل أو إسقاط القرار، ما شكل ضربة سياسية لمبادر غرين والتيارات المناهضة لترامب داخل الحزب.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التصويت لا يعكس فقط موقفًا من الضربات ضد إيران، بل يعكس أيضًا حجم التعقيد السياسي داخل الكونغرس في التعاطي مع الملفات الخارجية التي تمس الأمن القومي، وخاصة في ظل إدارة توصف بأنها تتخذ قراراتها العسكرية بصورة حاسمة وسريعة.
ترامب لم يعلّق مباشرة على التصويت، لكنه ألمح في وقت سابق إلى أن خصومه "يستخدمون كل ورقة سياسية ممكنة لإضعاف القيادة الأميركية في لحظة حاسمة".
البيت الأبيض من جهته أصدر بيانًا مقتضبًا اعتبر فيه التصويت "تأكيدًا على شرعية القرار العسكري الذي اتخذته الإدارة في مواجهة التهديد النووي الإيراني".
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الجدل الداخلي والدولي حول شرعية الضربات الأميركية ضد طهران، والتي يرى معارضو ترامب أنها نُفذت دون غطاء قانوني من الكونغرس، فيما يقول المدافعون إن "الرئيس تصرف ضمن صلاحياته لحماية الأمن القومي".
من جهة أخرى، يرى محللون أن فشل تمرير مشروع العزل لا يعني نهاية المعركة، بل هو مؤشر على حجم الانقسام السياسي داخل واشنطن، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي قد تعيد خلط أوراق السلطة في البيت الأبيض والكونغرس معًا.