قال الدكتور عبد اللطيف سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إن الفرار إلى الله يمثل جوهر العلاقة بين العبد وربه، حيث يجمع بين الخوف من العذاب والرجاء في الرحمة، مستشهدا بقول الله تعالى: «ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين».

الملجأ الآمن

وأوضح «سليمان»، خلال حلقة برنامج «وقفات»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الأحد، أن هذه الآية تحمل معاني عميقة، إذ إن الفرار عادةً يكون من شيء مخيف، لا «إلى»، إلا أن الله- عز وجل- وحده هو الذي يُفر منه إليه، لأنه الملجأ الآمن والمقصد الحق.

  

الفرار إلى الله ليس مجرد هروب

وأضاف أن القرآن الكريم يوضح كيفية الفرار من الجهل إلى العلم، ومن الكسل إلى العمل، ومن المعصية إلى الطاعة، لافتًا إلى أن الفرار إلى الله ليس مجرد هروب، بل هو سعي إلى الطمأنينة والإيمان والاعتصام بحبله المتين.  

النجاة الحقيقية

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يُعلم أصحابه هذا المعنى العظيم، مستشهدًا بدعائه قبل النوم: «اللهم الجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك»، وهو ما يعكس اليقين الكامل بأن النجاة الحقيقية لا تكون إلا في جوار الله سبحانه.  

ودعا إلى ضرورة جعل شعارهم في الحياة «وعجلت إليك ربي لترضى»، والعمل بجد واجتهاد للفوز برضوان الله وجنته، سائلاً الله أن يحسن وفادتنا إليه، ويغفر ذنوبنا، ويسترنا في الدنيا والآخرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفرار إلى الله الملجأ الأزهر الشريف الدكتور عبد اللطيف سليمان

إقرأ أيضاً:

البابا لاوُن الرابع عشر للشباب: دعوة للصداقة والشهادة في عالم مُتعطش للسلام

وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر رسالته بمناسبة اليوم العالمي الأربعين للشباب تحت شعار "وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء" (يوحنا ١٥، ٢٧).

وفي مستهل الرسالة، عبّر الحبر الأعظم عن شكره العميق للشباب على الفرح والحماسة التي نقلوها خلال احتفالهم باليوبيل في روما، داعيًا إياهم إلى جعل هذا اللقاء خطوة ثابتة نحو الأمام في حياتهم المسيحية، وشهادتهم للإيمان.

وأكّد الأب الأقدس أن ديناميكية اليوم العالمي المقبل للشباب، الذي سيُحتفل به في الثالث والعشرين من نوفمبر تقوم على محورين أساسيين يستعدّ الشباب من خلالهما ليكونوا "شهودًا شجعانًا للمسيح" وصولًا إلى اللقاء العالمي في سيول عام 2027.

وتوقف قداسة البابا عند جانبين لهذه الشهادة:

- الصداقة مع يسوع: الشهادة المسيحية تولد من الصداقة مع الرب المصلوب والقائم. إنها ليست مجرد دعاية، بل تحوّل داخلي وتوعية اجتماعية. فالمسيح يدعوكم "أصدقاء"، هو الذي يعرف قلوبكم وتوقكم للحق والجمال والسلام. هذه الصداقة، التي تسبق كل شيء وتمنح الشركة مع الله، هي التي تولّد الفرح والشهادة. دعا البابا الشباب ليعيشوا كـ "تلاميذ محبوبين"، أسوة بالرسول يوحنا، حيث من هذا الحب الصادق ينبثق فرح الشهادة.

- الالتزام في المجتمع كبُناة للسلام: يجب على الشباب أن يقتدوا بـ يوحنا المعمدان، الشاهد المتواضع الذي لم يسعَ للشهرة، بل أشار إلى المخلّص. الشهادة الحقيقية هي أن نُظهِر يسوع في حياتنا ونخرج من "مناطق راحتنا" نحو الفقراء والمستبعدين. بهذه الطريقة، يمكن للشباب أن يصبحوا مُرسَلين للمسيح ويُظهروا أن الله هو "القرب والشفقة والحنان".

وأشار عظيم الأحبار إلى أن الشهادة قد لا تكون سهلة دائمًا، وقد يواجه الشاهد الرفض أو حتى العنف، مذكّرًا بوصية المسيح: "أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم". ودعا الشباب لعدم السماح لـ "الشر أن يغلبهم، وإنما ليغلبوا الشر بالخير".

البابا تواضروس يشهد احتفالية بطريركية الروم الأرثوذكس بمرور 17 قرنًا على "نيقية"بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية تحتفل بعام القديس أثناسيوس بحضور البابا تواضروس الثانيالبابا لاون الرابع عشر يترأس قداس يوبيل الحياة المكرسة | صورالبابا تواضروس يشرح معاني المزمور الثالث والعشرين: الله يقودنا نحو الراحة الأبدية

وفي الختام، شدّد قداسة البابا لاون الرابع عشر على أن الصداقة مع المسيح تُثمر أسلوب عيش أخوي، يبعث "دفء" و"طعم" الأخوّة، ويحثّ على بناء السلام الفعّال، ومحاربة اللامبالاة والانغلاق. ووجه قداسته دعوة أخيرة إلى الشباب لقبول علاقة مقدسة مع العذراء مريم، وتنميتها من خلال صلاة المسبحة الوردية، ليختبروا أنهم ليسوا وحدهم أبدًا، وأنهم أبناء محبوبون من الله.

طباعة شارك الفاتيكان البابا لاوُن البابا لاوُن الرابع عشر المسيحية قداسة البابا العذراء مريم

مقالات مشابهة

  • لماذا بدأت سورة الفاتحة بالحمد لله رب العالمين؟.. عالم أزهري يوضح
  • حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله.. عالم أزهري
  • دعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًا
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • خطيب المسجد النبوي: اللهم انصر فلسطين على الصـ..هاينة
  • أشد العوائق عن السير إلى الله وبلوغ مغفرته.. خطيب المسجد النبوي يحذر
  • خطيب المسجد النبوي: الاستغفار والتوبة أرجى القربات وأعظم العبادات لنيل الثواب
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. والمؤمن لا يزال يبحث عن النجاة من أوحال الذنوب والمعاصي حتى يلقى الله
  • البابا لاوُن الرابع عشر للشباب: دعوة للصداقة والشهادة في عالم مُتعطش للسلام
  • ميرهان حسين: دخلت الفن بالصدفة وأحضر لمفاجأة في عالم الغناء.. فيديو