يديعوت أحرونوت: رفات إيلي كوهين قد تُسلّم إلى إسرائيل قريبا
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وسائل إعلام عربية، أن رفات إيلي كوهين المدفون في سوريا قد يتم تسليمها إلى إسرائيل قريبا.
من هو الجاسوس إيلي كوهين؟وُلِد إيلي كوهين قبل مئة عام، في السادس من ديسمبر عام 1924 بمدينة الإسكندرية، لعائلة يهودية مكوّنة من ثمانية أبناء، تعود أصولها إلى مدينة حلب السورية. هاجر والداه إلى مصر واستقرا بها، حيث نشأ كوهين على مبادئ الصهيونية منذ طفولته.
تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية اليهودية بالإسكندرية، ثم التحق بجامعة الإسكندرية لدراسة الإلكترونيات. وفي عام 1944 انضم إلى الحركة الصهيونية "بني بريث" وإلى المحافل الماسونية.
بدايات اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية
بدأت علاقة كوهين بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في عام 1952، حين كلّفه بعض عناصر المخابرات – من بينهم أعضاء خلية “الصفقة السيئة” التي نفذت عمليات تخريبية سرية في مصر – بمهمة مراقبة وتحليل بعض الأنشطة. وخلال التحقيقات التي أعقبت كشف تلك الخلية، تم استجوابه في مصر لكنه نال البراءة من تهمة التجسس.
الهجرة إلى إسرائيل
في أعقاب عملية سوزانا وتدهور أوضاع اليهود في مصر عام 1957، غادر كوهين إلى إسرائيل مع أسرته واستقر في بات يام. عمل في البداية مترجماً للصحف العربية في جهاز الاستخبارات العسكرية، ثم موظفاً في قسم المحاسبة داخل المخابرات المركزية الإسرائيلية. وفي عام 1959 تزوّج من نادية، وهي مهاجرة من العراق وشقيقة الكاتب المعروف سامي ميخائيل.
من موظف إلى جاسوس للموساد
عام 1960، ترك كوهين عمله الرسمي ليتدرب سراً كعميل لصالح الموساد، دون علم زوجته. أبلغها فقط أن عمله الجديد "مرتبط بمشروع حكومي سري"، وبدأت زيارات متكررة لشخص غامض كان يتواصل معه بانتظام.
وخلال التحقيقات اللاحقة، قالت زوجته إنها لم تشكّ بشيء رغم غرابة تصرفاته أحياناً، مشيرةً إلى أنه أخبرها ذات مرة بأنه سيسافر إلى الخارج نيابة عن حزب العمل لجلب قطع غيار للأسلحة الإسرائيلية، واستمرت رحلته تلك ثمانية أشهر تبادل خلالها الرسائل معها.
في تلك الرحلة إلى الأرجنتين، أنشأ كوهين هوية مزيفة باسم كامل أمين ثابت، وهو رجل أعمال سوري من عائلة ثرية. وبعد فترة قصيرة، تمكن من دخول سوريا عام 1962 متنكراً في شخصيته الجديدة كمواطن سوري عائد من المهجر، واستقر في دمشق بشقة قريبة من مقر هيئة الأركان العامة.
التغلغل في النخبة السورية
نجح كوهين في تكوين شبكة علاقات واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية السورية، حيث أقام صداقات وثيقة مع كبار ضباط الجيش وقيادات حزب البعث. ومع مرور الوقت، أصبح قريباً من شخصيات بارزة مثل أمين الحافظ رئيس الجمهورية، وصلاح البيطار رئيس الوزراء، وميشيل عفلق مؤسس حزب البعث.
توسّع نفوذه إلى حدّ أن اسمه طُرح كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة السورية، بينما كان في الحقيقة يزوّد إسرائيل بمعلومات حساسة عن تحركات الجيش وخطط الدفاع السورية.
الرواية المصرية في كشفه
وفق روايات استخباراتية مصرية، كان لجهاز المخابرات العامة في مصر دورٌ أساسي في كشف هوية كوهين، إذ التقطت صور له أثناء جولة برفقة مسؤولين سوريين على جبهة الجولان. وعند عرض الصور على ضباط المخابرات المصرية في إطار التعاون الأمني مع دمشق – تعرف عليه أحدهم فوراً، لكونه خضع سابقاً للتحقيق في قضية عملية سوزانا. وتشير بعض التقارير إلى أن معلومات من العميل المصري رأفت الهجان ساهمت أيضاً في تأكيد هويته.
الاعتقال والمحاكمة
في 24 يناير 1965، أعلنت سوريا رسميًا اعتقال إيلي كوهين، الذي لُقِّب بـ"العميل الرئيسي". وبعد شهر، بدأت محاكمته التي جرى معظمها خلف أبواب مغلقة، بينما بُثّت مقاطع محدودة منها عبر التلفزيون السوري.
ولم تُوجه إليه تهمة "التجسس" رسميًا، بل أُدين بتهمة دخول مناطق عسكرية محظورة، وهي جريمة يعاقب عليها القانون السوري بالإعدام. ويُعتقد أن السلطات السورية تجنبت توجيه تهمة التجسس لتفادي الإحراج الذي قد يكشف عن ثغرات أمنية خطيرة داخل مؤسساتها.
الإعدام والنهاية
فجر الثامن عشر من مايو عام 1965، نُفّذ حكم الإعدام شنقاً بحق إيلي كوهين في ساحة المرجة وسط دمشق، بحضور حشود من المارة. كان حينها في الأربعين من عمره. وبعد إعدامه، أعلنت إسرائيل منحه ترقية بعد وفاته إلى رتبة مقدم في الجيش.
دُفن جثمانه في دمشق، ورفضت السلطات السورية تسليمه لإسرائيل. ورغم مطالبات متكررة من عائلته والحكومة الإسرائيلية، لا يزال مكان دفنه الدقيق مجهولاً حتى اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفات الجاسوس إيلي كوهين سوريا إسرائيل الجاسوس إيلي كوهين إلى إسرائیل إیلی کوهین فی مصر
إقرأ أيضاً:
ما حظوظ تطبيق اتفاق آذار بين الدولة السورية وقسد بعد التدخل الأمريكي؟
تكثف الولايات المتحدة تحركاتها السياسية في سوريا الهادفة إلى تطبيق تفاهم 10 آذار/ مارس الذي وقع عليه الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وعلى مدار اليومين الماضيين، اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك بالرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، في لقاءات أكد أن الهدف منها المضي في تطبيق الاتفاق، الذي يحول دون مواجهة عسكرية لا تبدو سهلة على الجابين السوري و"قسد".
اتفاق آذار
وينص اتفاق آذار على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة، وعلى أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.
وكذلك، وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، مع ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، وتأمين حمايتهم من الدولة السورية.
كما يرفض الاتفاق دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري، على أن يتم تطبيقع بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي (2025).
خلافات كبيرة
وتتهم حكومة دمشق "قسد" بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق، في حين تتحدث "قسد" عن عدم تقديم تنازلات من قبل الدولة السورية.
وبين ذلك، تحاول واشنطن تذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق، الذي يعني فشلة مواجهة كبيرة قد تخوضها الدولة السورية مدعومة من تركيا، مقابل "قسد" التي لا زالت تستقوي بالتحالف الدولي.
وعن حظوظ نجاح المسعى الأمريكي، يقول المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا إن الأمور لا زالت غير واضحة، فرغم الضغط الأمريكي أجد أن رغبة واشنطن بالتوصل إلى اتفاق شامل من شأنها عرقلة المضي في الاتفاق.
ويوضح لـ"عربي21" أن الأفضل هو العمل على الوصول إلى اتفاقات مرحلية وجزئية للبدء ببعض الخلافات الكبيرة بين الجانبين.
وتابع بأن على الولايات المتحدة فصل الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، لأن التوصل إلى اتفاق في ملف النفط واندماج "قسد" بالجيش السوري وغيرها من التفاصيل، تجعل المهمة مستحيلة.
وبحسب الغبرا فإن من الأجدى التركيز على حل المشاكل العالقة بدلا من الإصرار على التوصل إلى تفاهم شامل، وخاصة أن الحكومة السورية هي انتقالية، وجيشها لا زال ناشئاً.
مهمة مستحيلة
بدوره، يرى السياسي السوري المقيم في الولايات المتحدة أيمن عبد النور أن حظوظ تطبيق اتفاق آذار تبدو معدومة، نظراً للخلافات الكبيرة.
بجانب ذلك، أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى عدم وجود ضغط أمريكي بالقدر الكافي، وقال: "لا تبدو الضغوط الأمريكية كافية لتجاوز الملفات الخلافية".
أما السياسي والكاتب الكردي، علي تمي، فأشار إلى جهات تريد عرقلة تطبيق الاتفاق، وفي مقدمتها حزب "العمال" الكردستاني.
وأضاف لـ"عربي21" أن اتفاق 10 آذار ولد ميتاً والسبب لأن قيادات قسد غير قادرين على الالتزام بتعهداتهم ولأن كوادر حزب "العمال" الكردستاني هو المتحكم بالوضع في شرق نهر الفرات.
وبحسب تمي، تريد "قسد" أن تكون لها حصة من النفط ويكون لها تشكيل شبه مستقل عن الجيش، ولهذا اعتقد أن الاتفاق لن ينفذ والأرجح نحن ذاهبون إلى حرب لا مفر منها، بعد انتهاء مدة تطبيق الاتفاق، أي بعد دخول العام الجديد.
استفزاز دمشق
ووفق العديد من القراءات تحاول "قسد" جر الحكومة السورية إلى مواجهة عسكرية للانقلاب على الاتفاق، وذلك من خلال استفزاز الحكومة السورية في أحياء حلب (الأشرفية، الشيخ مقصود" التي تخضع لسيطرتها، وفي الجبهات الشرقية لحلب.
وتطالب "قسد" بحكم "لا مركزي" وإجراء تعديلات على الإعلان الدستوري، في حين تؤكد دمشق أنها منفتحة على أي نقاش يضمن حقوق الأكراد السوريين السياسية والثقافية، لكن دون مطلب الفيدرالية أو اللامركزية.