المهرجانات الشتوية وتنمية المحافظات
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تعَد المهرجانات المقامة في مختلف المحافظات منذ بدء موسم السياحة الشتوية أحد الممكنات الداعمة لتنمية المحافظات عبر لامركزية الفعاليات والمناشط، وتعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية، وتمثّل المحافظات بمختلف مقوماتها وبناها الأساسية المتطوّرة وجهات للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها، حيث شهدت المحافظات تحديثا كبيرا في البنى الأساسية منذ إطلاق برنامج تنمية المحافظات، إضافة إلى استحداث مرافق أخرى داعمة للاستثمار السياحي، مما حفّز المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بالقطاع السياحي على النمو.
ورغم حداثة فكرة المهرجانات الشتوية في سلطنة عُمان، فإنها قدّمت نموذجا رائدا في التنظيم والاستعداد الجيد لاستقبال الزوار والسياح، وحظيت بانطباع إيجابي من قبل أفراد المجتمع عامّة، وأظهرت مقوّمات سلطنة عُمان التي تزخر بها في مختلف المحافظات والمواقع لا سيّما المقومات السياحية والتراثية والثقافية، وتنوّعت الفعاليات والمناشط الترفيهية.
ومع قرب انتهاء غالبية المهرجانات الشتوية، لا بد من تقييم تجربة المهرجانات التي نظمتها المحافظات وولاياتها؛ للوقوف على الملاحظات الواردة إن وجدت أو لتعزيز بعض الجوانب الداعمة لاستدامة المهرجانات وتطوير فعالياتها مستقبلا. فمن المهم تطوير منهجيات الترويج للمهرجانات والاستفادة من التسويق الرقمي وعدم الاعتماد على الناشطين والحسابات الإلكترونية في المنصّات؛ لعدم وصولها لجميع شرائح المجتمع مثل فئتي الأطفال وكبار السن.
أيضا من الجيد عدم تداخل توقيت الفعاليات والمهرجانات، بحيث يحظى كل مهرجان بالنشاط المجتمعي والإعلامي للترويج عنه، حيث رُصدت إقامة أكثر من مهرجان وفعالية في الوقت نفسه، مما أثّر في فاعلية بعض الحملات الإعلامية والترويجية لبعض المهرجانات، كذلك من الجيد التفكير في إمكانية الاستعانة بالفرق التطوعية للترويج عن الفعاليات المقامة؛ لخبرتهم في التواصل الفعّال مع مختلف شرائح المجتمع، وللتنوع في الترويج بدلا من الاعتماد كليا على الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات الإلكترونية في المنصات الرقمية، أيضا أرى من المهم أن يتم التركيز على المقومات الطبيعية والسياحية والميزة التنافسية لكل محافظة عند التخطيط للمهرجانات؛ بهدف الترويج عن المحافظة وتشجيع الزوّار والسيّاح على زيارتها، واكتشاف المقومات التي تزخر بها وتميزها عن غيرها من المحافظات، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في المحافظة من خلال زيارة عدة مواقع مختلفة إضافة إلى المهرجان.
أرى من المهم أن يتم دمج الفعاليات والمناشط المختلفة التي تنظمها المحافظة خلال العام؛ بهدف عدم إرباك المتابع والمهتم بكثرة الفعاليات المقامة خلال فترة وجيزة، كذلك أقترح أن تؤجَّل بعض المهرجانات إلى موسم الصيف في المحافظات التي تتميز بجو معتدل الواقعة حدودها على الشريط الساحلي بدءًا من نيابة الأشخرة بمحافظة جنوب الشرقية مرورا بمحافظة الوسطى وصولا إلى محافظة ظفار، حتى يتسنى للسائح والزائر تنظيم جدول زيارته إلى المهرجانات طيلة العام، أيضا من الجيد دراسة مقترح تنظيم ملتقيات أو منتديات اقتصادية واستثمارية تزامنا مع إقامة المهرجانات في المحافظات؛ بهدف التعريف بالفرص الاقتصادية والاستثمارية للمحافظة وعرضها للمستثمرين وروّاد الأعمال وأصحاب الأعمال الأخرى؛ لجلب أكبر عدد من الاستثمارات النوعية في المحافظات، بحيث تكون الفرص الاستثمارية مستقبلا ضمن الحوافز التي تشجّع الزوار والسياح إلى زيارة المحافظات وارتياد المهرجانات باستمرار مثل زيادة عدد الغرف الفندقية، وزيادة عدد المنتجعات، وتنوّع المحال التجارية، التي بلا شك ستكون إضافة قيّمة للمواقع السياحية إضافة إلى الجهود الحكومية المتواصلة لتحديث البنى الأساسية السياحية.
إنها فرصة سانحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعظيم إيراداتها والتوسّع في المحافظات عبر المهرجانات الشتوية، مما تدعم الاقتصاد العُماني وتزيد وتيرة الأنشطة السياحية من خلال ارتفاع نسبة الإشغال في المرافق السياحية.
إن استمرار تنظيم المهرجانات الشتوية سنويا يعَد فرصة لتنمية المحافظات اقتصاديا وتنمويا، وكذلك تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال تعزيز التفاعل المجتمعي عبر إيجاد بيئة ترفيهية مستدامة، وهنا نستطيع القول بأن المهرجانات الشتوية ساعدت كثيرا في اكتشاف الفرص التي تمتلكها مختلف محافظات سلطنة عُمان، وآلية توظيفها لتعظيم الاستفادة من الميزة التنافسية لكل محافظة، وأتوقع أن تشهد المهرجانات الشتوية في الأعوام القادمة مزيدا من التطوّر والتحديث في الفعاليات والمناشط المقامة هذا العام من خلال تحليل الملاحظات المرصودة، وأن تحظى الفعاليات بالتجديد؛ لتوقعي أن المهرجانات الشتوية في العام المقبل ستشهد تنافسية من حيث جاذبية الزوّار والسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها وإضفاء الجانب الابتكاري والإبداعي في الفعاليات لتكون المحافظات واجهة سياحية إضافة إلى المهرجانات الشتوية المقامة فيها، مما يعزّز فكرة لامركزية إقامة المهرجانات في المحافظات طيلة العام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المهرجانات الشتویة فی المحافظات إضافة إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
تعاون بين «مجلس التوازن» و«أدنيك» لتنظيم الفعاليات الدفاعية والأمنية وتمثيل الإمارات دولياً
أبوظبي (الاتحاد)
وقع مجلس التوازن ومجموعة أدنيك اتفاقية تعاون استراتيجية تهدف إلى تعزيز تكامل الجهود الوطنية في تنظيم الفعاليات الدفاعية والأمنية، وتمثيل دولة الإمارات على الساحة الدولية من خلال المعارض والفعاليات المتخصصة.
تم توقيع الاتفاقية خلال اليوم الأول من فعاليات «اصنع في الإمارات 2025» في جناح مجلس التوازن، وذلك بحضور الدكتور ناصر حميد النعيمي، الأمين العام لمجلس التوازن، وحميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز رائد للابتكار والتقنيات الدفاعية على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال شراكة فاعلة تشمل التخطيط المشترك والتنفيذ المتكامل للفعاليات المتخصصة في قطاع الدفاع، إلى جانب توحيد الجهود في تمثيل دولة الإمارات بالمعارض الدفاعية العالمية تحت مظلة الجناح الوطني لدولة الإمارات.
وأكد الدكتور ناصر حميد النعيمي، أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء نموذج مؤسسي موحد لتمثيل دولة الإمارات في الفعاليات الدفاعية دولياً؛ وقال: نسعى من خلال هذا التعاون إلى تعزيز الكفاءة في تنظيم الفعاليات الدفاعية وتمكين الشركات الوطنية المتخصصة في الصناعات الدفاعية من التوسع دولياً تحت مظلة موحدة، بما يعكس رؤية الدولة وتوجهاتها الاستراتيجية في قطاع الدفاع والأمن.
وقال حميد مطر الظاهري: فخورون بهذه الشراكة مع مجلس التوازن التي تعزز من دور «أدنيك» في دعم المنظومة الدفاعية للدولة عبر تنظيم فعاليات عالمية المستوى، وتمكين الحضور الدولي للإمارات من خلال منصات متخصصة تبرز قدراتها الصناعية والتكنولوجية.
وأوضح أن مجموعة أدنيك وبالتعاون مع مجلس التوازن ستتولى تنظيم وإدارة الفعاليات والمشاركات الدولية لمجلس التوازن والشركات الإماراتية المنضوية تحت مظلة المجلس، لتعزيز المشاركة في كبريات المعارض الدفاعية العالمية، والترويج للصناعات الدفاعية والأمنية المتطورة والرائدة وفتح المزيد من الأسواق أمام تلك المنتجات، إضافة لإتاحة الفرصة أمام تلك الشركات الإماراتية لبناء علاقات شراكة طويلة الأمد وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في الصناعات الوطنية.