الجزيرة:
2025-06-13@13:05:08 GMT

كائنات حية لا تتنفس أبدا.. كيف تعيش في أعماق البحار؟!

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

كائنات حية لا تتنفس أبدا.. كيف تعيش في أعماق البحار؟!

لا تستطيع أغلب الكائنات الحية العيش من دون تنفس الأكسجين، إلا أن قليلا جدا من الكائنات الحية تستطيع أن تعيش في بيئة خالية تماما من الأكسجين وتستطيع أن تحصل على الطاقة بطرق أخرى.

ففي دراسة حديثة قامت بها مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات ونشرت في مجلة "آي إس إم إي جورنال"، وضح الباحثون كيف تستطيع كائنات حية تسمى الفورامينيفرا العيش في أعماق البحار في بيئة مظلمة وخالية من الأكسجين.

توجد الفورامينيفيرا أو "المثقبات" بكثرة على الأرض ويبلغ قطر معظمها حوالي 300 ميكرون فقط. وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، يقول الدكتور براتول ساراسواتي الأستاذ السابق بقسم علوم الأرض في معهد بومباي للتكنولوجيا إن الفورامينيفيرا تنتشر على نطاق واسع في المياه البحرية في العالم.

وتعيش هذه النوعية من الكائنات في المستنقعات وفي أعماق البحار والمحيطات، وحتى أعماق 10 كم في خندق ماريانا في المحيط الهادي، وأيضا تطفو على سطح البحر.

وكما أن هناك أنواعا من الفورامينيفيرا تعيش في البيئات الغنية بالأكسجين، فقد وجد أيضا أن العديد من الأنواع تتحمل مستوى أكسجين منخفض يبلغ 0.1 إلى 1 مل/لتر، وأيضا تتحمل البيئات الخالية من الأكسجين.

صورة للمعدات المستخدمة في الدراسة على عمق حوالي 570 مترًا تحت سطح المحيط قبالة ساحل كاليفورنيا (ناسا) كيف تحصل الفورامينيفرا على الطاقة؟

هذا النوع من الفورامينيفيرا الذي تناولته الدراسة يستطيع العيش في بيئة خالية من الأكسجين والحصول على الطاقة عن طريق التغذية الكيميائية الذاتية، وهي عملية أيضية تستخدم مصادر الطاقة غير العضوية لامتصاص الكربون.

إعلان

والأصل في عملية التنفس أنها تساعد على إدخال عنصر الكربون للعمليات الأيضية التي يقوم بها الكائن الحي، مما يعطيه الطاقة، وأي طريقة تحقق هذا الغرض تعد بديلا للتنفس.

وخلال هذه العملية تقوم الفورامينيفرا بعملية يطلق عليها علميا كليبتوبلاستي أو "السرقة" إذ تسرق الفورامينيفرا البلاستيدات الخضراء من نوع آخر من الكائنات الحية مثل الطحالب التي تقوم بعملية البناء الضوئي، وتحتفظ بالبلاستيدات لعدة أسابيع أو أشهر، وتظل هذه البلاستيدات المحتجزة نشطة وقادرة على القيام بتثبيت الكربون.

يمكّن ذلك الفورامينيفيرا من البقاء على قيد الحياة في بيئات خالية من الأكسجين. ويقول الدكتور رافائيل مورارد عالم الأحياء الدقيقة بمركز ماروم لعلوم البيئة البحرية في جامعة بريمن الألمانية، في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، إنه "خلال المرحلة المبكرة من الحياة على وجه الأرض كانت كمية الأكسجين في المحيط منخفضة للغاية ولم تكن أشكال الحياة القديمة وقتئذ تعتمد على الأكسجين للتنفس".

فريق المراقبة يتولى توجيه وتسجيل عمليات مركبة هرقل التي تعمل عن بعد لجمع الرواسب التي تحتوي على الفورامينيفيرا (ناسا) حياة على كواكب أخرى

وكانت الفورامينيفرا تستخدم التغذية الكيميائية الذاتية للحصول على الطاقة في هذه الظروف البيئية السابقة، ولكنها تستخدمها اليوم في الأماكن المظلمة في أعماق البحار. لذا تحاول هذه الدراسة فهم المسارات الجزيئية لحصول الفورامينيفرا على الطاقة.

ولجمع عينات الفورامينيفيرا، قام الباحثون باستخدام المركبة هرقل التي يتحكم بها عن بعد من سفينة الاستكشاف "إي في نوتيلوس" التي تديرها مؤسسة استكشاف المحيطات، وجمع الفريق الرواسب التي تحتوي على الفورامينيفيرا من على عمق حوالي 570 مترًا تحت سطح المحيط قبالة ساحل كاليفورنيا. وتشتهر مؤسسة وودز هول التي أجرت الدراسة باستخدامها السفن المتطورة والروبوتات القادرة على استكشاف أعماق البحار.

إعلان

ويحتفظ العلماء بسجلات أحفورية للفورامينيفيرا يعود تاريخها إلى أكثر من نصف مليار عام، مما يعني أن سجل هذه المجموعة أطول من معظم أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

وقد موّلت هذه الدراسة وكالة ناسا للفضاء، وذلك لاهتمام الوكالة بإمكانية وجود حياة على كواكب أخرى، إذ تتشابه بيئة أعماق البحار مع الكواكب الأخرى في أمور مثل درجات الحرارة الباردة والظلام وعدم وجود الأكسجين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی أعماق البحار من الأکسجین على الطاقة

إقرأ أيضاً:

مصر تنظم أكبر تحالف لاستخدام الذكاء الصناعى فى قياس وتحليل البيانات البحرية

قال الدكتور عمرو زكريا حمودة نائب رئيس اللجنه الحكوميه لعلوم المحيطات باليونسكو ورئيس لجنة الخبراء للمخاطر البحريه وموجات التسونامي، إن المعهد القومى لعلوم البحار نظم على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بفرنسا أكبر تحالف لاستخدام الذكاء الصناعى فى قياس وتحليل البيانات البحرية.

وأوضح “حمودة” أن هذا التحرك جاء بناء على توجيهات وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور محمد أيمن عاشور بشأن التعاون الدولى لنقل التكنولوجيا وتوجيهات رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد الدكتورة عبير منير. 

"التعليم العالي" تقدم إرشادات لمرضى الأمراض المزمنة بشأن لحوم عيد الأضحىأبرزها المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة.. التعليم العالي تستعرض أنشطتها خلال أسبوعأكبر تحالف لاستخدام الذكاء الصناعى فى قياس وتحليل البيانات البحرية

وشارك في الحدث كل من السكرتير العام للسلطة الدولية لقاع المحيطات ود. لتيشيا كارفالوا، ورئيس اللجنه الحكوميه لعلوم المحيطات باليونسكو د. يوتاكا، وبحضور نائب وزير الموارد الطبيعيه بالصين ورئيس أكاديمية العلوم بفرنسا، ورئيس جامعة المحيط بالصين، ورئيس المعهد الأول لعلوم البحار بالصين.

واتفق المشاركون في التحالف على البدء فى التعاون المشترك من خلال المركز الصينى الأفريقى ومركز التدريب المشترك بين السلطة الدولية لقاع البحار لأفريقيا ومقرهم بالمعهد القومى لعلوم البحار فى استخدام نظم الذكاء الصناعى فى برامج الحفاظ على السواحل والبيئة البحرية والحد من المخاطر الطبيعية لتغيرات المناخ وذلك بالتعاون مع أكاديمية العلوم بفرنسا وجامعة علوم البحار بالصين حيث يعتبر من أكبر تجمعات فى مجال علوم البحار والمصايد بشأن استخدام نظم الذكاء الصناعى فى نظم البرمجة وبناء القدرات لدول القارة.

طباعة شارك التعليم العالي القومي لعلوم البحار الأمم المتحدة اليونسكو تسونامي

مقالات مشابهة

  • معاهدة أعالي البحار تكتسب زخما والتنفيذ في يناير 2026
  • تعاون مصري أممي لدعم البحث العلمي في أعماق البحار ضمن مؤتمر المحيط في فرنسا
  • مسؤول إيراني: دولة “صديقة” في المنطقة حذرتنا من هجوم إسرائيلي محتمل
  • الرئيس الإيراني: لن نقبل أبداً أن نخفض أبحاثنا إلى الصفر
  • رئيس تحرير هآرتس: هل تعيش إسرائيل حتى عام 2040؟
  • مصر تنظم أكبر تحالف لاستخدام الذكاء الصناعى فى قياس وتحليل البيانات البحرية
  • غوتيريش يدعو إلى وقف الجشع لحماية المحيطات من الانهيار
  • لماذا تغيب العرب عن هذا المؤتمر ؟
  • بنوك تنمية تعتزم ضخ 3 مليارات لمكافحة بلاستيك المحيطات
  • من الجبن إلى الروبيان.. 8 أطعمة لا يجب طهيها على الشواية أبدا