جوارديولا.. رجل فقد صوابه يحمل آمال السيتي المحطمة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
شبكة انباء العراق ـــ سيف معتز محي ..
أحيانا يفقد الإنسان السيطرة على نفسه، حتى وإن حاول النهوض مرارا وتكرارا، بعد فترة ربما تكون قصيرة من الفشل، ليصل بعدها إلى أقصى درجات الإحباط والتخبط،التي تجعله ينظر للحياة بشكل سلبي، وكأن العالم توقف من حوله.
تلك الأحاسيس تعد بمثابة الوصف الأدق، لما يشعر به أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، وهو الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، والذي يمر بفترة صعبة لم يعتد عليها من قبل.
ويبدو جوارديولا شاحبا مستسلما، والحزن يملأ قلبه، في كل مرة يظهر فيها خلال الموسم الحالي، الذي أصبح بمثابة الصدمة أو الكابوس، رغم أفكاره المذهلة وقدراته الفنية التي جعلته “فيلسوف” كرة القدم في العصر الحديث، كما أطلق عليه أغلب عشاق الكرة.
تصريح صادم
من المعروف عن جوارديولا، قدرته على التحدث والتغلب على المنافسين بالحرب النفسية من خلال المؤتمرات الصحفية، سواء قبل أو بعد المباريات، بكلمات خفيفة، ولكنها تحمل الكثير من المعاني القوية.
لكن يبدو أن الحالة التي يمر بها “الفيلسوف الإسباني” من تعثرات وصدمات متتالية، جعلته يفقد هذه الميزة، خاصة بعد الخسارة القاتلة أمام ريال مدريد، بنتيجة (2-3)، قبل أيام في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وخرج الفيلسوف بتصريح مفاجئ للجميع، قائلا: “لست جيدا بما يكفي لتقديم المطلوب، مثل إدارة هذا النوع من المواقف”.
ويدل هذا التصريح على الحالة النفسية الصعبة التي تشير إلى أن جوارديولا فقد السيطرة على الأفكار التي تدور في عقله للخروج من هذه المحنة الصعبة.
ومن المفترض أن هذه اللحظات، تحتاج إلى شخصية قوية، لمنح الفريق دفعة معنوية، من أجل العودة للطريق الصحيح، لكن جوارديولا، أعلنها صراحة أمام الجميع، بأنه لا يمتلك القدرة على إيجاد الحل، وهو ما سيعود على فريقه بالسلب من دون أدنى شك.
استسلام وعقل مشوش
يأتي هذا التصريح الكارثي في فترة حرجة من الموسم، يحتاج فيها السيتي إلى إعادة ترتيب أوراقه، من أجل الاستمرار في البطولة الأوروبية، ومواصلة صراعه بمراكز المقدمة على أقل تقدير بالدوري الإنجليزي الممتاز.
صحيح أن المدرب الإسباني، يُعرف بشخصيته المتزنة، وحكمته في إدارة المباريات الكبرى، لكن السقوط المتكرر بسيناريوهات أشبه بالأفلام السينمائية، جعلته يفقد السيطرة على نفسه.
آمال محطمة
رغم التعثرات العديدة التي تعرض لها جوارديولا، هذا الموسم، إلا أنه يمتلك رصيدا كافيا، دفع إدارة مانشستر سيتي لتجديد عقده في تشرين الثاني الماضي، في محاولة، لمنحه دفعة قوية، للاستمرار في المنافسة.
جوارديولا نفسه كان يحلم بتصحيح المسار، وتحقيق عدة أهداف بارزة، منها الحفاظ على الدوري الإنجليزي الممتاز، للمرة الخامسة تواليا، واستعادة لقب دوري أبطال أوروبا.
لكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها، حيث تحطمت أحلام “الفيلسوف” بالسقوط مرارا وتكرارا، حتى تراجع للمركز الخامس، بفارق 16 نقطة عن ليفربول المتصدر، بعد مرور 24 جولة، مما يشير إلى صعوبة الحفاظ على البريميرليج.
وعلى مستوى دوري أبطال أوروبا، تعقدت الأمور بشكل واضح، بالفشل في التأهل للدور التالي مباشرة، باحتلال المركز 22، ومن ثم الذهاب إلى الملحق لمواجهة ريال مدريد، ولكنه اصطدم بسيناريو كارثي على أرضه ووسط جماهيره.
وأصبح رجال جوارديولا، قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة، خاصة وأن مباراة الإياب، ستكون على ملعب “سانتياجو برنابيو” معقل ريال مدريد.
وكان ذلك، سببا كافيا، لاستمرار الحالة النفسية السيئة لدى المدرب الإسباني، والذي ظهر مصدوما أمام عدسات المصورين نتيجة الخسارة القاتلة.
قلب مُحطم
يحتاج كل شخص في المواقف الصعبة إلى داعم نفسي قوي، ينتشله من حزنه ودفعه لمواصلة السيطرة على نفسه، لكن صدمة جوارديولا، لم تقتصر على الحياة العملية، فحسب، بل امتدت لعلاقته الزوجية.
وقبل أشهر قليلة، تم الإعلان عن نهاية علاقة جوارديولا بزوجته، بعد 30 عاما من الحياة المستقرة بين الطرفين، ليتحطم قلبه في الوقت الذي يعاني فيه بشكل واضح بالناحية العملية.
ولا يوجد شك أن الجوانب الشخصية تؤثر على الحياة العملية في كثير من الأحيان، وهو ما تسبب في زيادة معاناة مدرب مانشستر سيتي بكل الأشكال خلال الموسم الحالي.
وبعيدا عن هذه الضغوطات، فإن المدرب الإسباني يحتاج للتوقف قليلا عن العمل، والحصول على إجازة طويلة لإعادة ترتيب أوراقه، لكنه يرتبط بعقد مع مان سيتي حتى 2027، ولكن هذا لن يمنع جوارديولا عن الرحيل حال أراد ذلك.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات السیطرة على
إقرأ أيضاً:
جوارديولا يشيد بيامال ويضع حدًا للمقارنات مع ميسي: ليو لا يتكرر
امتدح بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، النجم الصاعد لامين يامال، جناح برشلونة، مؤكدًا أن ما يقدمه اللاعب الشاب في هذا العمر المبكر أمر استثنائي ونادر في عالم كرة القدم، لكنه في الوقت ذاته شدد على استحالة مقارنته بأسطورة اللعبة ليونيل ميسي.
وفي تصريحات لمنصة "DAZN"، قال جوارديولا: "ما يُقال عن يامال صحيح ومذهل. عادةً ما يصل اللاعبون إلى هذا النضج الكروي في سن 24 أو 25 عامًا، لكنه يُظهر وعيًا باللعبة يتجاوز سنوات عمره بكثير. أحيانًا تشعر أنه يجب أن يكون حاضرًا في كل هجمة، رغم أنه يكتفي بلمسة واحدة، ثم يهدأ للحظات، قبل أن يعود بلقطة أو تمريرة تصنع الفارق وتمنح فريقه الفوز".
وأضاف المدرب الإسباني: "يامال يفهم اللعبة بطريقة رائعة، لديه قدرة على قراءة المباراة لا يمتلكها كثيرون في عمره، إنه موهبة فريدة، وبرشلونة محظوظ جدًا بامتلاكه لاعبًا بهذا النضج والرؤية".
ورغم الإشادة، رفض جوارديولا الانسياق خلف المقارنات المتزايدة بين يامال ومواطنه ليونيل ميسي، موضحًا: "لن أقول إن يامال مثل ليو، أنا آسف، لكن ليونيل ميسي لا يتكرر أبدًا. بالنسبة لي، لا أحد في العالم يمكن أن يُقارن به، الأمر ببساطة مستحيل".
وكان جوارديولا قد درب ميسي خلال فترة ذهبية في برشلونة بين عامي 2008 و2012، أسفرت عن حصد ثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني ولقبين في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى أداء كروي مذهل عزز مكانة النجم الأرجنتيني كأفضل لاعب في تاريخ اللعبة، بحسب وصف المدرب الكتالوني.
واختتم بيب حديثه قائلاً: "ميسي ليس مجرد لاعب عظيم، بل حالة استثنائية في تاريخ كرة القدم، على الصعيدين الفردي والجماعي، وسيظل معيارًا يقاس به الجميع، لكن من دون أن يُضاهيه أحد".