علامات الساعة الصغرى والكبرى كما وردت في القرآن والسنة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
ورد عن علامات الساعة، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج".
علامات الساعةومن أولى علامات الساعة، "قبض العلم"، الذي يعني أن العلم لا يُنتزع من الكتب، بل يُقبض بقبض العلماء الذين يحملون فهمًا حقيقيًا للعلم، فهم الذين يعلمون معنى المعلومات ويطبقونها في حياتهم.
أما كثرة الزلازل فهي التي شاهدناه في الفترة الأخيرة، في العديد من دول العالم، وكثرة الزلازل من علامات الساعة التي أخبر بها رسول الله كدليل وشاهد على اقتراب الساعة.
أما المقصود بتقارب الزمان، فهو تقارب المسافات بفضل التقدم التكنولوجي ووسائل النقل الحديثة، التي جعلت المسافات بين المدن والدول تتقلص بشكل كبير.
وفيما يخص "ظهور الفتن"، قال جبر: "الفتن التي يتحدث عنها الحديث الشريف هي التي تضل الإنسان عن دينه وتبعده عن عبادة ربه. اليوم نرى العديد من الناس يتحدثون في أمور الدين بدون فهم حقيقي، ويتخذون من أنفسهم مرجعًا في قضايا شرعية قد تشوش على العامة".
علامات الساعة الصغرىورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل علامات الساعة الصغري انتهت وهل يفترض علينا تتبع علاماتها؟.
واستشهد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، بحديث النبي الكريم لما جاءه رجل يسأله "يا رسول الله متى الساعة؟ فرد النبي: وما أعددت لها" فلم يجب النبي عن سؤاله.
وفي الحديث الآخر "كنَّا جُلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فجاءَ رجلٌ شديدُ بياضِ الثِّيابِ شديدُ سَوادِ شعرِ الرَّأسِ لا يُرَى علَيهِ أثرُ سَفرٍ ولا يعرفُهُ منَّا أحدٌ فجلسَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فأسندَ ركبتَهُ إلى ركبتِهِ ووضعَ يدَيهِ علَى فخِذيهِ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإسلامُ قالَ شَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ وإقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ وصَومُ رمضانَ وحَجُّ البَيتِ فقالَ صدَقتَ فعجِبنا منهُ يسألُهُ ويصدِّقُهُ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإيمانُ قالَ أن تؤمِنَ باللَّهِ وملائكتِهِ ورسلِهِ وكتبِهِ واليومِ الآخرِ والقدَرِ خيرِهِ وشرِّهِ قالَ صدَقتَ فعَجِبنا منهُ يسألُهُ ويصدِّقُهُ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإحسانُ قالَ أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تراهُ فإنَّكَ إن لا تراهُ فإنَّهُ يراكَ قالَ فمتَى السَّاعةُ قالَ ما المسئولُ عنها بأعلمَ منَ السَّائلِ قالَ فما أمارتُها قالَ أن تلِدَ الأمةُ ربَّتَها قالَ وَكيعٌ يعني تلِدُ العجَمُ العربَ وأن ترَى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البِناءِ قالَ ثمَّ قالَ فلقيَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعدَ ثلاثٍ فقالَ أتَدري مَن الرَّجلُ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ ذاكَ جبريلُ أتاكم يعلِّمُكُم معالمَ دينِكُم".
وأكد أمين الفتوى، أن سيدنا جبريل لم يحدد وقت لعلامات الساعة، مؤكدا على أن الغرض من علامات الساعة ليس أن نتتبعها أو أن نحكم على أن هذا من علامات الساعة أو غير ذلك، وإنما الغرض من علامات الساعة أن يزداد إيماننا بالله وبرسوله، ونستعد ليوم القيامة.
وأشار إلى أنه لذلك قال الله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
آخر علامات يوم القيامةوأجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن سؤال يقول: ما هى آخر علامات يوم القيامة ظهورا، هل الدابة أم الدخان؟
وقال علي جمعة، في فيديو له، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بأن العشر علامات حينما تنفرط لن نعرف قابلها من دابرها، كما أن العلماء قالوا: إن علامات القيامة حينما تظهر سيختلف فيها الناس في أيها ظهرت أولا.
وتابع: قد تظهر الدابة في مكان لا يعلم ظهورها كثير من الناس، وقد يرى البعض الدخان، ولا يعلم ظهوره كثير من الناس، فيختلف الناس في أي علامات يوم القيامة ظهرت أولا، فكل سيحكم بناء على ما رآه أولا ووصل إليه خبره.
وأشار إلى أن هذه الفترة بين قيام الساعة ويوم القيامة غير معلومة ، وعندما يريد الله تعالى القيامة فإنه يقول كن فيكون وأمره بين الكاف والنون ، فالساعة هي وقت الدمار والانتهاء ، وسنمكث ما شاء الله أن نمكث في الفناء والعدم المحض، ثم كن فيكون فنبعث مرة أخرى للحساب فقال تعالى: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) الآية 48 من سورة إبراهيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علامات يوم القيامة علامات الساعة علامات الساعة الصغرى آخر علامات يوم القيامة علامات نهاية الساعة المزيد من علامات الساعة
إقرأ أيضاً:
لا يضر الشمس إطباق الظلام
كانت الكاتبة الراحلة أروى صالح (ت: 1997م) من أوائل من انتبهوا لموضوع صراع المال والنجومية الذي يغلي في صفوف السياسيين والمثقفين في فترة السبعينيات في مصر، وأشارت إليه إشارات واضحة وشخّصته تشخيصا دقيقا في كتابها المعروف "المبتسرون"، وقالت رحمها الله عنهم إنهم اتخذوا من العمل العام ومن حرفة "الثقافة" وسيلة للارتفاع فوق الناس العاديين، ومفتاحا سهلا لغزو الدنيا والتعالي على الناس، وأن الحقيقة الوحيدة التي تجمعهم هي الصراع من أجل المال والنجومية والبقاء في دائرة الضوء، وأن جهلهم بالأفكار يعادل جهلهم بالحياة نفسها!
وقد أثبتت المواقف صدق كل كلمة قالتها في وصف من تحدثت عنهم، بل إنهم قد ذهبوا في المسار الذي ذكرته عنهم إلى ما هو أبعد مما وصفتهم به. والواضح أنها كانت تتحدث من خلال تجربه فعلية وشخصية عاشتها وعاينتها بنفسها، وزاد على ذلك معرفتها بطبائع النفس البشرية التي تسكن جوانح البشر، فكتابتها تقول إنها كانت عميقة النظر والفكر، ولم تكن تمر على الأشخاص والمواقف مرورا عابرا سريعا، إضافة إلى كونها درست الطب وما تمنحه هذه الدراسة من سعة علمية ومعرفية بالإنسان وإشكالاته.
* * *
ونحن نسمع الآن عن قدر كبير من الصراعات، يدور بين عدد من السياسيين والمثقفين في عالمنا العربي، وفي داخل الأحزاب والحركات الإصلاحية، وهي في حقيقتها صراعات لها ألف صلة وصلة بما ذكرته الكاتبة، وأبعد ما تكون عما يدّعونه من أسباب معلنة، يفسرون بها مواقفهم وخلافاتهم.
وأكثر ما يدل على ذلك هي لهفتهم على الإعلام ووسائل النشر في الميديا، ومسارعتهم لإبداء آرائهم في الأمور من قبل أن تكتمل مراحلها وتبدو حتى بدايات آثارها، بل وهي لا زالت مفتوحة على تطورات لا يعلمها إلا الله، ومنهم من كان يتعيش (عيشا) ماديا على ما بات الآن ينكره وينقده، والذي لولاه ما كان قد سمع به أحد من خارج أسرته وزملائه.
* * *
وكثيرا ما تأملت في النص القرآني التحذير من "الشرك" في مواضع كثيرة، وفهمت أن النص القرآني المفتوح على كل الزمان وكل المكان، يشير إلى موضوع "الشرك" كونه حالة مرافقة للإنسان، في كل وقت من أوقات انحرافه وضلاله، بعيدا عن وعيه بوجوده ومصيره.. وليس كونه فقط عبادة أصنام بالمعنى المجرد.
* * *
وهذا الانحراف يأخذ بصاحبه إلى ضلالات بعيدة، يلتبس عليه فيها ما للنفس من مطالب وشهوات وخداع، وما للدين من حرمة وطاعة وإتباع، ويغيب عنه النور الذي يعينه على التمييز بين الخطأ والصواب، والحق والباطل، وما يفنى وما يبقى.
وقد أخطأت الحركات الإصلاحية خطأ كبيرا، حين اتجهت في العمل الدعوي والإصلاحي إلى الحشد والتعبئة حول الأفكار العامة والمعاني العامة، ولم تتجه على أعماق الإنسان من حيث كونه فردا يحوي قلبا، إذا صلح، صلح له ولها كل شيء، وإذا فسد، فسد له ولها كل شيء.
ودائما ما تكون "البدايات" هي البشرى والبشارة في مسارات الحياة، ونتأمل في المعنى بالغ العمق وبالغ الوضوح في الحديث الشريف: "كل أمر ذي بال لا يبدأ، فيه بسم الله الرحمن الرحيم، فهو أبتر. والمسألة تتجاوز بكثير ترديد الحروف والألفاظ، بل حضور الوعي حضورا مركزيا مُركّزا، بأن الله على كل شيء شهيد وأنه سبحانه أقرب للإنسان من حبل الوريد.
* * *
دارت في نفسي كل هذه الخواطر وأنا أتابع "لهاث" البعض خلف وسائل الإعلام، للحديث عن "طوفان الأقصى" أو الحديث عن "مستقبل الحركات الإصلاحية".. من أولئك الصنف من الناس الذين يصرون على الجلوس بمحاذاة النافذة، ولو سألتهم عن تفاصيل الطريق لا يعرفون.. كما يقول الكاتب الروسي الشهير ليرمنتوف.
ولا أدرى حقيقة، من يقصدون بأحاديثهم؟ هل يقصدون عامة الناس؟ وغالبا العامة من الناس مشغولون بأمورهم الشخصية، وقليلا ما ينتبهون إلى الأمور العامة، خاصة إذا كانت لا زالت مفتوحة على التطور والتغير والتأثير والتأثر، إذ لا ريب أن هناك في الأمور أمور، خاصة في الأمور ذات التركيب والتعقيد الخاص، وما هو معروف عن أحوالها أقل كثيرا جدا مما هو مجهول.
وإذا كانوا بالفعل يقصدون العامة من الناس، فماذا يرجون من التأثير على وعيهم بهذا الذي يقولونه..؟ هل يريدون من الناس إعلان اللعنة على من قام بالعمل لأن أحدهم أو بعضهم خرج يقول إن عقله وفهمه ووعيه بالأشياء والأحداث لم يستوعب المدى البعيد المقصود من هذا العمل التاريخي الضخم؛ الذي وضع القضية الفلسطينية في دوائر جديدة تماما من دوائر الوجود؟
وإذا ما أعلن الناس لعناتهم، فهل هذا يسعده وتقر بها عينه، وعين كل القوى التي وقفت ضد فلسطين والأقصى على مدار التاريخ البعيد والقريب؟
وإذا كان يقصدون "جهات أخرى" أيا ما كانت، ولا نعلم في حقيقة الأمر ما بينهم وبينها، ويريدون أن يصل إليها صوتهم، لغرض ما، لا نعلمه وهم يعلمونه، فهناك عشرات الطرق الخفية والخلفية التي يريد أحدهم الوصول إليها وهي سهله ومتاحة لأصحاب المطالب المجهولة بعيدا عن الإعلام.
* * *
رحم الله ابن خلدون (ت: 1406م) الذي كان يُعرّف التوحيد بأنه: العجز عن إدراك الأسباب وكيفية تأثيرها، وتفويض ذلك إلى خالقها المحيط بها.
أنا لا أريد أن أتطرق إلى النوايا ومكنونات الصدور، لكن هناك أشياء يكون الظاهر فيها من الظواهر غير المفهومة، مدعاة للتساؤل وطلب الفهم، خاصة ما يتعلق منها بالموضوع والتوقيت.
وعلى ذكر الظاهر والظواهر، كان الأستاذ العقاد رحمه الله (ت: 1964م)، يؤمن بالنظرية التي تربط بين مظهر الإنسان وأفكاره! وكان يقول لرواده في الصالون كما ذكر لنا الأستاذ أنيس منصور رحمه الله (ت2011م) في كتابه المهم "في صالون العقاد": انظروا إلى وجه ماركس، انظر إلى وجه سارتر.. الخ.
وأنا أؤمن كثيرا بهذه النظرية، لأنه بالفعل صفحة وجه الإنسان تنبئ بالكثير مما تحويه جنبات نفسه، ودوافعه الخفية.
* * *
يقولون إن الشأن الإنساني هو مجال "الإرادة".. ولا تحكمه الحتمية التي تحكم الظواهر الطبيعية، وهذا صحيح تماما، إنسانيا ودينيا، وقد كانت معركة "الإرادة" من أكثر المعارك تجليا ووضوحا، في "طوفان الأقصى".. ذاك المعول الذي نزل على أم رأس "الدولة الصهيونية" وصدعها تصديعا، ليس فقط في داخلها المشروخ بألف شرخ وشرخ "مجتمع ودولة وجيش".. ولكن وهو الأهم في "الحبل السُري" الذي يربطها بالغرب الاستعماري بكل ما يحويه من دعاية وإعلام ودعم مادي وسياسيي.
* * *
سنة 1926 م خرجت مظاهرات تندد بكتاب د. طه حسين "الشعر الجاهلي"، وذهبت إلى البرلمان، فخرج الزعيم سعد زغلول رحمه الله (ت: 1927م) ليقول لهم: "إن مسألة كهذه لا يمكن أن تؤثر في هذه الأمة المتمسكة بدينها، هَبوا أن رجلا مجنونا يهذي في الطريق فهل يضير العقلاء شيء من ذلك؟ إن هذا الدين متين، وليس الذي شك فيه زعيما ولا إماما حتى نخشى من شكه على العامة، فليشكّ ما شاء، ماذا علينا إذا لم يفهم البقر؟".
ماذا علينا إذا لم يفهم أحدهم أو بعضهم، وجهل أعماق الصراع ومكوناته وأبعاده، وما يمثله "الطوفان" في مسار هذا الصراع؟
ومن جاهل به، وهو يجهل جهله ويجهل علمنا، أنه به جاهل!
x.com/helhamamy