بيروت – شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، امس الأربعاء، على أن بلده لن يكون “منصة” للهجوم على البلدان الأخرى، ولا سيما “الدول العربية الشقيقة”.

حديث عون جاء خلال لقائه وفدا من السفراء العرب في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت، وفق بيان للمكتب الإعلامي للرئيس.

وقال عون إن “ما يحصل في المنطقة لا تقتصر تداعياته على الشعب الفلسطيني فقط، بل تطال الدول العربية كلها، ومن بينها لبنان”.

وأضاف أنه “لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة إلا من خلال موقف عربي موحد”.

وبشأن الأوضاع في بلاده، أعرب عون عن أمله بدعم الدول العربية “كي يعود لبنان شرفة العرب، كما كان يقول مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود”، حسب البيان.

وأكد أن “لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول، ولا سيما الدول العربية الشقيقة”.

وتابع: “كل المنطقة العربية مترابطة ببعضها، ولا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية فتحدياتنا واحدة، واهتماماتنا يجب أن تكون واحدة”.

ويعد هذا التصريح الثاني من نوعه منذ تولي عون منصب رئيس لبنان، في يناير/كانون الثاني الماضي.

وخلال الجلسة الأولى للحكومة اللبنانية الجديدة بحضور رئيسها نواف سلام، وكافة الوزراء في القصر الرئاسي، في 11 فبراير/ شباط الجاري، نوه وزير الإعلام بول مرقص إلى أن عون طلب من الوزراء “ضرورة الامتناع عن توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة، وعدم استخدام لبنان كمنصّة لهذه”.

ووفق مراسل الأناضول، تهاجم الفصائل اللبنانية، المدعومة من إيران، أحيانا في خطاباتها دولا عربية، على رأسها السعودية والإمارات، لدعم البلدين قوى لبنانية معارضة للحزب.

ولفت عون خلال حديثه اليوم إلى أن لبنان “سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي مستهل اللقاء، تحدث سفير فلسطين أشرف دبور باسم الوفد، موجها التهنئة إلى الرئيس عون بانتخابه، ومتمنيا للبنان الخروج من أزماته الحالية، لاسيما في ظل عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب.

وأشاد دبور بدعم عون للقضية الفلسطينية، وباحتضان لبنان للفلسطينيين على أرضه، مؤكدا أنهم سيكونون على الدوام إلى جانب لبنان ومحترمين لسيادته.

وشدد دبور، باسم السفراء العرب على “وقوف بلدانهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة، ودعمهم لما تحقق حتى الآن من استكمال الاستحقاقات الدستورية، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.

والثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من القرى والبلدات التي احتلها جنوب لبنان خلال الحرب الأخيرة، لكنه لا يزال متمركزا في 5 نقاط داخل الأراضي اللبنانية على طول خط الحدود.

وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الحالي.

ومع ذلك، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على قواتها في 5 مواقع داخل لبنان، دون أن تعلن عن موعد للانسحاب منها.

وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلّف 4 آلاف و109 قتلى و16 ألفا و899 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ومنذ سريان الاتفاق، ارتكبت إسرائيل قرابة ألف خرق له في لبنان، ما خلّف 79 قتيلا و274 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع قياسي بأسعار «أضاحي العيد» في الدول العربية

تشهد أسواق المواشي في معظم الدول العربية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، في ظل تحديات اقتصادية متفاقمة ومحدودية الإنتاج المحلي، ما جعل أداء الشعيرة الدينية حلمًا صعب المنال لدى كثير من الأسر ذات الدخل المحدود.

تفاوت كبير في الأسعار.. والارتفاع سيد الموقف

السعودية، التي تُعد من أكبر أسواق الأضاحي في العالم العربي نظرًا لتزامن العيد مع موسم الحج، بلغ فيها متوسط سعر الأضحية 1750 ريالًا سعوديًا، ما يعادل نحو 466.66 دولارًا.

الإمارات شهدت بدورها أسعارًا مشابهة، حيث تراوح سعر الأضحية بين 900 و2500 درهم، بمتوسط 1700 درهم، أي حوالي 462 دولارًا، وهي تقريبًا نفس أسعار العام الماضي.

أما الكويت، فسجلت واحدة من أعلى الأسعار، حيث تراوح سعر الأضحية المحلية بين 170 و200 دينار كويتي (ما يعادل 553 إلى 651 دولارًا)، وهو ما وصفته وسائل إعلام محلية بأنه يعادل تقريبًا سعر 9 براميل نفط، فيما بلغت أسعار الأغنام المستوردة بين 110 و150 دينارًا.

الدول المغاربية: استيراد واسع ومحاولات للضبط

في الجزائر، سعت الحكومة لاحتواء ارتفاع الأسعار من خلال استيراد مليون رأس غنم، وحددت سعر الأضاحي المستوردة بـ 40 ألف دينار جزائري (نحو 303 دولارات)، فيما تراوح سعر الأضحية المحلية بين 70 و100 ألف دينار (530 إلى 760 دولارًا)، مع تفاوت بحسب الحجم والسلالة.

وفي تونس، ارتفعت الأسعار بشكل واضح، حيث بلغ سعر الأضاحي الصغيرة حوالي 700 دينار تونسي (234.92 دولارًا)، وتجاوز سعر الأنواع الكبيرة 1400 دينار.

أما ليبيا، فسجّلت مستويات مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، حيث تراوح متوسط الأسعار بين 2300 و4500 دينار ليبي (529 إلى 1035 دولارًا)، وسط أزمة في الثروة الحيوانية وارتفاع تكاليف الأعلاف والعملات الأجنبية.

وفي موريتانيا، بلغ متوسط سعر الأضحية نحو 92,500 أوقية جديدة (278 دولارًا)، وسُجل ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، رغم تصدير أعداد كبيرة من المواشي إلى دول الجوار، خصوصًا السنغال.

بلاد الشام: استقرار محدود وقلق شعبي

في سوريا، تراجع سعر الأضحية بشكل حاد مقارنة بالعام الماضي، إذ انخفض من نحو 6 ملايين ليرة إلى ما بين 1.75 و2.5 مليون ليرة (230 إلى 329 دولارًا تقريبًا)، رغم أن منظمة “الفاو” قدرت عدد الأغنام في البلاد بنحو 18.8 مليون رأس.

وفي لبنان، استقر سعر الأضحية عند متوسط 400 دولار، مع زيادة ملحوظة في الإقبال على الشراء هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

أما فلسطين، فقد شهدت الضفة الغربية ارتفاعًا بنحو 20%، حيث تراوح سعر الأضحية بين 700 و1050 دولارًا، بمتوسط قدره 850 دولارًا.

مصر والعراق واليمن: بين التوازن والضغوط

مصر سجلت متوسط سعر بلغ 15 ألف جنيه مصري (302 دولارًا)، مع استقرار نسبي في الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت زيادات قياسية.

وفي العراق، بلغ متوسط سعر الأضحية حوالي 500 ألف دينار عراقي (381 دولارًا)، وسط قلق شعبي من ارتفاع الأسعار وتزايد الضغوط المعيشية.

اليمن شهدت استقرارًا نسبيًا، حيث بلغ متوسط سعر الأضحية 200 دولار دون تغييرات تذكر مقارنة بالعام الماضي، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة.

السودان: استمرار الارتفاع رغم التراجع الاقتصادي

في السودان، بلغ سعر الأضحية في المتوسط 220 دولارًا، حيث يُباع الخروف الواحد في الخرطوم بـ 550 ألف جنيه سوداني، وسط تحديات اقتصادية متزايدة ونقص في المعروض الحيواني المحلي.

أداء الشعيرة مهدّد

رغم اختلاف نسب الارتفاع من بلد إلى آخر، فإن الصورة العامة تشير إلى عبء ثقيل يتحمله المواطن العربي الراغب في أداء شعيرة الأضحية، وسط ارتفاع أسعار الأعلاف، وتدهور العملات المحلية، وأزمات اقتصادية متراكمة، وفي حين تسعى بعض الحكومات لتخفيف التكاليف عبر الاستيراد أو الدعم، يظل العيد بالنسبة لكثيرين مناسبة يغلب عليها القلق الاقتصادي أكثر من الفرح الديني.

آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 20:44

مقالات مشابهة

  • الغرفة الألمانية العربية تنظم ورشة عمل حول نظام التسجيل المسبق للشحنات (ACI)
  • هذه مقررات اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية
  • العراق أكثر الدول العربية إستيراداً من تركيا
  • السيسي وبن زايد يؤكدان ضرورة حماية سيادة الدول الشقيقة وتعزيز الاستقرار الإقليمي
  • الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان على فلسطين
  • ارتفاع قياسي بأسعار «أضاحي العيد» في الدول العربية
  • ورشة عمل لـالهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول العنف ضدّ النساء في لبنان
  • بري استقبل عراقجي وبعثة صندوق النقد: دعمٌ إيراني لإعادة الإعمار وتشديد على السيادة اللبنانية
  • عاجل|الدول العربية تهيمن على أكبر صفقات الغاز المسال في مايو 2025
  • جليلاتي: سوق دمشق للأوراق المالية لن يكون مجرد منصة لتداول الأسهم والسندات، بل سيكون له دور فاعل في إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما سيسهم في استقرار العملة الوطنية وربط الاقتصاد السوري بالاقتصادات العالمية