حيلة تيك توك للنوم في الطائرة.. لماذا يحذر الخبراء من تطبيقها؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
انتشرت في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي -خاصة "تيك توك"- حيلة جديدة تساعد الركاب على النوم أثناء رحلات الطيران، إذ يربطون أحزمة الأمان حول كواحلهم لتثبيت أقدامهم ومنعها من الانزلاق، مما يمنحهم شعورا بالراحة أثناء الجلوس.
ومع ذلك حذر الخبراء من مخاطر هذه الطريقة، مؤكدين أن أحزمة الأمان صممت ليتم تثبيتها حول منطقة الحوض لحماية الركاب أثناء الاضطرابات الجوية أو الهبوط الاضطراري.
وأشاروا إلى أن ربط الأحزمة حول الكاحلين قد يزيد خطر التعرض للإصابات، كما قد يشكل تهديدا لسلامة الركاب الآخرين في حال حدوث اضطرابات مفاجئة.
Passenger seatbelt hack to make it easier to sleep on the plane is ‘extremely dangerous’: experts https://t.co/in3AAUG3dp pic.twitter.com/lWoKFNKvzz
— New York Post (@nypost) February 13, 2025
تفاوتت ردود الفعل على مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر المسافرين وهم يجربون حيلة النوم باستخدام حزام الأمان، فقد أعرب العديد من المسافرين عن رغبتهم في تجربتها، في حين حذر آخرون من مخاطرها، مشيرين إلى احتمال التسبب في إصابات خطيرة أثناء الاضطرابات الجوية الشديدة.
إعلان تحذيرات من التجربةليس من المفاجئ أن مضيفي الطيران في الولايات المتحدة يعارضون هذه الحيلة، ومن بينهم سارة نيلسون رئيسة رابطة مضيفي الطيران التي تمثل 55 ألف مضيف في 20 شركة طيران، وفي تصريحها لشبكة "سي إن إن" وصفت نيلسون هذه التجربة بأنها "حيلة خطيرة للغاية".
وقالت نيلسون "تم تصميم حزام الأمان ليكون منخفضا ومشدودا حول الحوض لضمان أقصى درجات الحماية أثناء الاضطرابات الجوية أو الهبوط الاضطراري، أو الحوادث، وعدم تثبيت الحزام بشكل صحيح لا يعرضك فقط للخطر، بل قد يتسبب أيضا في إصابة الآخرين إذا اندفعت فجأة أثناء الاضطرابات الجوية".
وأكدت نيلسون أن هذه الممارسة تمثل انتهاكا للوائح الفدرالية وتعليمات طاقم الطائرة، محذرة من عواقبها بقولها "توقفوا عن ذلك، الرفض المتعمد قد يعرضكم لغرامة تصل إلى 35 ألف دولار".
وشرح مايكل والاس خبير السفر كيف يمكن أن تشكل هذه الوضعية خطرا على الركاب، مما يعرضهم للإصابات المحتملة.
ورغم استمرار انتشار هذه الحيلة الفيروسية المتعلقة باستخدام حزام الأمان لتسهيل النوم أثناء الرحلة فإن الخبراء يحذرون من مخاطرها الكبيرة.
من جانبه، حذر الدكتور ناثان كونيل اختصاصي أمراض الدم والنساء في مستشفى بريغهام وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد من خطورة تقييد تدفق الدم، مشيرا إلى أن ذلك قد يزيد خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
وأوضح كونيل "في حال حدوث اضطرابات جوية أو حالة طوارئ فإن ربط الساقين بحزام الأمان بهذه الطريقة قد يؤدي إلى إصابات في الساق أو الكاحل، مما قد يزيد احتمالية الإصابة بجلطات دموية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أثناء الاضطرابات الجویة
إقرأ أيضاً:
شاهد حي على تطور هذه البلاد المباركة.. “طرق الحج”.. من دروب المشقة إلى مسارات الأمان
البلاد ــ العلا
شكّلت طرق الحج عبر العصور شريانًا روحيًا وتاريخيًا، يربط قلوب المسلمين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وشهدت هذه الطرق تحولات كبرى، انتقلت فيها الرحلة من مشقّة الصحراء ومخاطر الطريق إلى راحة الوصول وأمان المسير في ظل عناية المملكة بضيوف الرحمن.
ففي الماضي، كانت قوافل الحجيج القادمة من مختلف الأقطار تمر عبر مسارات شاقة، كدرب الحج الشامي والمصري والعراقي واليمني، تعبر من خلالها الجبال والصحارى، وتواجه تقلبات الطبيعة وندرة الماء، فضلًا عن احتمالات انقطاع الإمداد أو التعرض للخطر.
ومع توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بدأ فصل جديد من التغيير الجذري في مسارات الحج، حيث أُنشئت شبكات طرق برية وخطوط سكك حديدية وموانئ ومطارات، رافقها تطوير منظومة النقل والخدمات اللوجستية، حتى أصبحت الرحلة التي كانت تستغرق شهورًا لا تتجاوز اليوم بضع ساعات، محاطة بأعلى معايير السلامة والرعاية.
وفي إطار هذه النقلة النوعية، شهدت المملكة توسعًا كبيرًا في شبكات المطارات المنتشرة في جميع مناطقها، حيث أصبحت بوابات جوية متكاملة على مدار العام، تستقبل مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم.
كما اعتمدت منظومة الحج على أحدث الحلول الرقمية والتقنيات الذكية، التي سهّلت الإجراءات بشكل غير مسبوق، من خلال أنظمة إلكترونية متكاملة تُدار بذكاء اصطناعي، تتيح تتبع حركة الحشود، وإصدار التصاريح، وتقديم الخدمات التوعوية واللوجستية بمرونة وسرعة، عبر تطبيقات ذكية متعددة اللغات.
ومن أبرز المبادرات الرائدة في هذا السياق، مبادرة “طريق مكة”، التي أطلقتها المملكة لتيسير إجراءات الحجاج من بلدانهم، إذ يتم استكمال كافة إجراءات الدخول من المطارات في الدول المستفيدة، بما في ذلك التحقق من الوثائق، إصدار تأشيرات الدخول، تسجيل الخصائص الحيوية، والتخليص الجمركي، لتصل أمتعة الحاج مباشرة إلى مقر إقامته في المملكة، في تجربة تُجسّد التكامل التقني والخدمي من نقطة الانطلاق حتى الوصول.
واليوم، تواصل المملكة تقديم نموذج متقدم في إدارة شؤون الحج، من خلال رؤية المملكة 2030، التي وضعت خدمة الحجيج في صدارة أولوياتها، عبر تطوير البنى التحتية والمرافق الذكية في المشاعر المقدسة، وتيسير التنقل بين المواقع بوسائل حديثة، تشمل القطارات، والحافلات الترددية، والطرق السريعة، إلى جانب أنظمة إلكترونية تسهم في تنظيم الحشود وتيسير الإجراءات.
وتبقى طرق الحج، من الماضي إلى الحاضر، شاهدًا حيًا على تطور هذه البلاد المباركة، وسعيها المستمر لجعل الرحلة الإيمانية أكثر رحابة وسلامًا.