الإطار التنسيقي يتحرك للرد على رسائل روبيو التحذيرية
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
27 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يستعد الإطار التنسيقي في العراق لعقد اجتماع طارئ خلال اليومين المقبلين لمناقشة تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات بعدما نقلت مصادر مطلعة أن الوزير الأمريكي وجه رسائل تحذيرية قد تحمل في طياتها تهديدات مباشرة.
ويبدو أن هذا التحرك يعكس قلقاً متزايداً داخل الأوساط السياسية العراقية من تداعيات السياسة الأمريكية الجديدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي تركز على استراتيجية “الضغط الأقصى” ضد طهران. ويظهر هذا الاجتماع كمحاولة لصياغة موقف موحد يحمي العراق من أي عقوبات محتملة قد تطال شخصيات أو كيانات اقتصادية وسياسية.
وحثت وزارة الخارجية الأمريكية، خلال الاتصال الهاتفي، الحكومة العراقية على ضمان استقلالها في مجال الطاقة، وهو ما أكدته المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس في بيان رسمي.
وأشارت إلى أن روبيو والسوداني ناقشا أهمية تقليص الاعتماد على إيران في هذا القطاع الحيوي، مع التأكيد على استئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي-التركي بأسرع وقت.
وتكشف هذه الدعوة عن رغبة واشنطن في تحجيم النفوذ الإيراني الاقتصادي في العراق، حيث يعتمد الأخير على الغاز الإيراني لتوليد نحو 40% من الكهرباء، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة لعام 2024.
ويعتبر هذا الضغط جزءاً من سياسة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، لكنها قد تضع الحكومة العراقية أمام خيارات صعبة بين الحفاظ على علاقاتها مع طهران وتلبية المطالب الأمريكية.
يتعامل قادة الإطار التنسيقي مع مضمون الرسائل التي نقلها روبيو على أنها تهديد مباشر لاستقرار النظام السياسي في العراق. وتنتشر في أروقة بغداد تكهنات حول احتمال فرض عقوبات أمريكية قد تشمل مصارف محلية أو شخصيات بارزة، وهو ما قد يفاقم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها البلد بالأصل.
ويشير هذا التصور إلى حساسية الموقف السياسي الداخلي، حيث يرى البعض أن أي تصعيد أمريكي قد يؤدي إلى ردود فعل من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تمتلك نفوذاً كبيراً في الساحة العراقية. وتظهر هذه الديناميكية تعقيد المشهد، حيث يحاول السوداني الحفاظ على توازن دقيق بين الضغوط الخارجية والاستقرار الداخلي.
وأكد ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، خلال مشاركته في منتدى أربيل يوم الخميس 27 فبراير 2025، أن العراق ليس ضمن الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي. وأوضح أن التركيز الأمريكي ينصب على مواجهة إيران، وأن العراق يُنظر إليه كساحة ثانوية في هذا الصراع.
ويعزز هذا التصريح الانطباع بأن واشنطن تستخدم العراق كأداة في استراتيجيتها الأوسع ضد طهران، دون الالتفات الكامل إلى احتياجاته الداخلية. ويثير هذا تساؤلات حول مدى جدية الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، خاصة مع استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه بغداد.
ويسعى العراق، بحسب تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى الحفاظ على توازن في علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، مع التأكيد على الالتزام بالاتفاقية الأمنية مع طهران. وأشار حسين في مقابلة تلفزيونية إلى أن بغداد تعمل على حماية مصالحها الوطنية وسط الضغوط الدولية المتزايدة.
ويعكس هذا الموقف التحدي الكبير الذي يواجهه السوداني في إدارة علاقات خارجية معقدة، حيث يمتلك العراق حدوداً طويلة مع إيران تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر، مما يجعل التعاون معها ضرورة جيوسياسية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على الدعم الأمريكي، سواء عسكرياً أو اقتصادياً، يضع الحكومة في موقف لا تحسد عليه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمریکی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تُصعّد ضد إيران: خامنئي هدف مباشر في أي ضربة قادمة
في تطور لافت وخطير، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي تهديدًا صريحًا للمرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدًا أن طهران قد تكون هدف الضربة القادمة، وأن "اليد الطويلة" لإسرائيل ستصل إلى رأس النظام إذا استمر في تهديدها.
وقال كاتس خلال زيارته قاعدة رامون الجوية برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "جئت اليوم لأشكركم على العمل الرائع الذي أنجزتموه في عملية 'الأسد الصاعد' عندما فتحتم الأجواء أمام طهران، وضربتم رأس الأخطبوط الإيراني مرارًا وتكرارًا، وأبعدتم تهديدات الإبادة عن دولة إسرائيل".
وأضاف: "أريد أن أنقل رسالة واضحة إلى الديكتاتور خامنئي: إذا استمريتم في تهديد إسرائيل، فإن يدنا الطويلة ستمتد إلى طهران مجددًا وبقوة أكبر – وهذه المرة إليكم شخصيًا أيضًا".
وكان كاتس هدد خامنئي للمرة الأولى بشكل صريح باغتياله، خلال حرب الـ12 يوما في يونيو الماضي، وأشار إلى أن منع وجود خامنئي هو جزء من أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
وصف كاتس خامنئي بـ"هتلر العصر الحديث" وقال إن "مثل هذا الشخص لا ينبغي أن يكون موجودا" وأكد أن "ديكتاتور مثل خامنئي لا يمكن أن يستمر في الوجود" في إشارة إلى التهديد بالقضاء عليه.
كما وجه رسالة تحذير واضحة إذا واصل خامنئي تهديد إسرائيل، فإن "الذراع الطويلة" لإسرائيل ستصل إلى طهران مرة أخرى.