"غزة أجمل في رمضان".. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
مع حلول شهر رمضان، تعمل بلديات قطاع غزة المنكوب بشكل مكثف لنفض غبار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تركت ندوبا عميقة في شوارعه وأحيائه السكنية على مدى 15 شهرا.
ويمر شهر رمضان، وهو الأول بعد الإبادة الجماعية، على الفلسطينيين في غزة وسط مشاعر مختلطة بين الفرح بحلوله والحزن على ما خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار واسع وفقدان كبير.
ووسط الدمار الواسع الذي شمل نحو 88% من البنى التحتية بما فيها من منازل ومؤسسات حيوية وخدمية، تحاول بلديات القطاع عشية رمضان تنظيف وتزيين الشوارع وإضفاء لون جمالي عليها يعيد إليها رونقها وبعضا من الحياة المفقودة جراء الإبادة.
وفي 2 فبراير/شباط الجاري، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف القطاع منطقة "منكوبة" جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.
"غزة أجمل بأيدينا"
في محافظة غزة، أطلقت البلدية مبادرة تطوعية لتنظيف شارع عمر المختار الذي يضم أحد أبرز أسواق المدينة، وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي وبمشاركة مجتمعية.
وقالت البلدية، في بيان، إن حملة "غزة أجمل بأيدينا" تم إطلاقها الجمعة استعدادا لـ"استقبال شهر رمضان ولتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في التخفيف من الكارثة التي تعيشها المدينة بعد حرب الإبادة".
وقال رئيس البلدية يحيى السراج، بحسب البيان، "هذه المبادرة تؤكد أن غزة ستكون كما كانت دوما جميلة ونظيفة بأيدي أبنائها وأن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة الإعمار والبناء وأنه شعب حي متمسك بأرضه وحبه لوطنه ومدينته".
وتابع "المدينة تستقبل شهر رمضان في ظل ظروف صعبة نتيجة العدوان وبرغم ذلك سنستمر في الوقوف إلى جانب شعبنا في توفير الخدمات الأساسية وتعزيز صمود أهلها وتمسكهم بمدينتهم العزيزة على قلوب أبنائها".
وأشار السراج إلى أن مشاركة المنظمات الأهلية في هذه المبادرة تمثل "رافعة وتعزز من مشاركة المجتمع المحلي في العمل التطوعي".
وتضمنت المبادرة، بحسب البيان، تنظيف الشوارع وجمع النفايات إلى جانب أعمال تبليط وإصلاح أرصفة.
وفي هذا الوقت من كل عام قبل اندلاع الإبادة، كان شارع عمر المختار يعج بمرتاديه من فلسطينيي غزة ويتزين بفوانيس وأَهِلّة مضيئة، إلا أن الإبادة فرضت ظلاما دامسا على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"غزة أجمل في رمضان"
وفي خان يونس جنوب القطاع، أطلقت البلدية حملة لتنظيف وتزيين شوارع المحافظة في محاولة لتجميل مظهرها العام بعد الدمار الواسع الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بها على مدى أشهر الإبادة.
الحملة التي تحمل شعار "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي ولجان مجتمعية، بحسب سلسلة منشورات للبلدية على فيسبوك.
وقالت البلدية، في منشوراتها، إن هذه الحملة تأتي "ابتهاجا بقدوم شهر رمضان" المرتقب غدا السبت.
وأوضحت أن الحملة تشمل "أعمال إزالة ورفع الركام" في شوارع خان يونس، فيما نشرت صورا تظهر الأعمال التي انطلقت في حي الأمل غرب المدينة.
وذكرت أن فرقا تطوعية ساهمت في أعمال طلاء جدران منازل نجت من الإبادة، لتجميل المظهر العام للمدينة التي طالها جانب واسع من الدمار.
كما زيّن بعض الشبان جدران منازل في محافظة خان يونس بشعار "غزة أجمل في رمضان"، التي رسموا بجانبها فانوسا.
في السياق، شرعت طواقم البلدية بجمع النفايات المتراكمة في شوارع المدينة في إطار هذه الحملة.
"من وسط الدمار يولد الأمل"
وضمن حملة "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بلدية رفح جنوب القطاع للعمل منذ صباح اليوم الجمعة لإعادة الرونق إلى المدينة التي ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر على 60% من أراضيها، وفق تصريح سابق لرئيس البلدية أحمد الصوفي، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وعلى أحد الجدران الناجية من حرب الإبادة، خطت مجموعة من الشبان عبارة "من وسط الدمار يولد الأمل" و"غزة أجمل في رمضان"، إلى جانب رسمة رمزية لطفل مبتسم يحمل فانوس رمضان مضيئا وإلى جانبه هلال، وأسفله ركام واسع على يساره يظهر قبة مسجد ومئذنته.
وقالت بلدية رفح، في بيان، إنها تنفذ الحملة بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي والمجتمع المحلي، لـ"تهيئة بيئة أكثر نظافة وجمالًا خلال الشهر الفضيل".
وأضافت أن هذه الجهود "تعكس روح العطاء والتكاتف بين أبناء المجتمع، حيث يشارك الجميع في إعادة رونق المدينة رغم التحديات".
وأشارت إلى أن "مشهد العمال وهم يزيلون آثار الدمار يُلهم الأمل ويؤكد أن غزة ستبقى جميلة بسواعد أبنائها".
وذكرت البلدية أن "دعم هذه الجهود مسؤولية الجميع"، مضيفة أن "الحفاظ على النظافة يعكس وعي المجتمع وإرادته في صنع مستقبل أجمل".
ولن يتمكن معظم الغزيين من التجهيز لاستقبال شهر الصيام بسبب انعدام السيولة المالية لديهم، إذ إن الإبادة الجماعية حولت جميع الفلسطينيين بالقطاع إلى فقراء، وفق بيانات البنك الدولي.
إلى جانب ذلك، فإن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة في غزة يعانون مأساة التشرد القسري جراء الدمار الواسع.
ويقول فلسطينيون إن هذه المبادرات تأتي محاولة لزرع البهجة والطمأنينة في نفوس المواطنين الذين أرهقتهم الإبادة.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: حرب الإبادة شهر رمضان إلى جانب
إقرأ أيضاً:
وزارة البلدية ومركز قطر للتصوير يطلقان مسابقة "عدسة الزراعة القطرية"
أعلنت وزارة البلدية، ممثلة بلجنة التنظيم والإشراف على معرض قطر الزراعي الدولي الثالث عشر لعام 2026، عن إطلاق مسابقة التصوير الفوتوغرافي بعنوان "عدسة الزراعة القطرية"، بالشراكة مع مركز قطر للتصوير، وذلك بالتزامن مع بدء الاستعدادات لانطلاق المعرض في نسخته المقبلة.
وذكرت وزارة البلدية، في بيان اليوم، أن استقبال طلبات المشاركة في المسابقة، سينطلق اعتبارا من يوم غد الأحد وحتى 15 يناير المقبل، على أن يتم إعلان أسماء الفائزين في 11 فبراير المقبل، تزامنا مع فعاليات الدورة المقبلة من معرض قطر الزراعي الدولي.
وتمتد المسابقة على مدى ثلاثة أشهر، بهدف توثيق جمال وتنوع المشهد الزراعي في دولة قطر من خلال عدسات المصورين المحترفين والهواة على حد سواء.
وسيتم عرض الصور الفائزة ضمن فعاليات المعرض، في تجسيد للشراكة البناءة بين المؤسسات الحكومية والقطاعين الثقافي والفني، بما يعكس التلاحم بين الاستراتيجية الوطنية للتنمية الثالثة وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
كما تهدف المسابقة إلى إبراز القيمة المضافة للقطاع الزراعي المحلي، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، واستشراف متطلبات المستقبل في مجالات الأمن الغذائي والاستدامة، بالإضافة إلى توظيف الإبداع الفني والتقنيات الحديثة لتسليط الضوء على الجوانب الجمالية للمشاهد الزراعية في الدولة.
وفي هذا السياق، أكد السيد يوسف خالد الخليفي، رئيس لجنة التنظيم والإشراف على معرض قطر الزراعي الدولي الثالث عشر 2026، أن هذه المسابقة تأتي في إطار جهود الوزارة الرامية إلى ربط هذا القطاع الحيوي بالمجتمع من خلال الفنون البصرية، مضيفا أن المبادرة وسيلة فعالة لتسليط الضوء على قصص النجاح الزراعية في قطر، وإبراز الالتزام بأعلى المعايير العالمية في مجال الإنتاج الزراعي المستدام.
من جانبه، أوضح السيد جاسم البوعينين، مدير مركز قطر للتصوير، أن مسابقة "عدسة الزراعة القطرية" تفتح آفاقا جديدة أمام المصورين لإبراز إبداعاتهم وتوثيق مراحل التطور الزراعي في قطر، مشيرا إلى أن المبادرة ستسهم في تعزيز مكانة الدولة على الخريطة العالمية، وتقديم محتوى بصري يواكب التوجهات الدولية الداعمة للبيئة والاستدامة.