1 مارس، 2025

بغداد/المسلة: انوار داود الخفاجي

يُعتبر شهر رمضان المبارك موسمًا ذهبيًا للدراما العربية والعراقية، حيث تتسابق القنوات الفضائية ومنصات البث الرقمية على تقديم أفضل الإنتاجات لجذب المشاهدين. لكن يبقى السؤال الأهم هل تستحق هذه الدراما المشاهدة، أم أنها مجرد تكرار لمواضيع مستهلكة وأحداث مكررة؟.

يشهد شهر رمضان كل عام تنوعًا كبيرًا في الإنتاجات الدرامية، فهناك المسلسلات الاجتماعية التي تتناول قضايا الأسرة والمجتمع، والأعمال التاريخية التي تسلط الضوء على شخصيات وأحداث مؤثرة، إلى جانب المسلسلات الكوميدية التي توفر جرعة من الترفيه والتسلية. كما تحتل الدراما العراقية مكانة مميزة في هذا السباق، إذ تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة من حيث جودة الإنتاج والأداء التمثيلي.

أحد أبرز أسباب مشاهدة الدراما الرمضانية هو مستوى الإنتاج المتطور الذي يشمل التصوير السينمائي، والإخراج المتقن، والاعتماد على ممثلين بارعين قادرين على تقديم أدوار مؤثرة. كما أن بعض الأعمال تتناول قضايا اجتماعية مهمة مثل الفقر، والعنف الأسري، والهجرة غير الشرعية، ما يجعلها ذات قيمة ثقافية وتوعوية.

إضافةً إلى ذلك، توفر المسلسلات الكوميدية متنفسًا للمشاهدين وسط زخم الحياة اليومية، خاصة تلك التي تعتمد على كوميديا الموقف والحوارات الذكية بدلاً من التهريج والمبالغة.

الدراما العراقية بين التقدم والتحديات
شهدت الدراما العراقية تطورًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت تخرج من الإطار التقليدي للأعمال الدرامية إلى مجالات أوسع، مثل الجريمة، والأكشن، والدراما النفسية. بعض المسلسلات العراقية أصبحت تنافس عربيًا من حيث الحبكة والأداء، وهو أمر إيجابي يعكس نضج الصناعة الدرامية في العراق.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، مثل ضعف بعض النصوص، وتكرار المواضيع، واعتماد بعض الأعمال على الإثارة المفرطة أو الميلودراما غير الواقعية، ما يفقدها عنصر الإقناع. لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن الدراما العراقية أصبحت تحظى بمتابعة واسعة من الجمهور داخل العراق وخارجه.

رغم كل الإيجابيات، تواجه الدراما الرمضانية بعض الانتقادات، من بينها التكرار في المواضيع، والاعتماد على النجوم أكثر من القصة، والاستهلاك الزائد للمشاهد العاطفية والمبالغات الدرامية. كما أن بعض الأعمال تميل إلى إطالة الأحداث بشكل غير ضروري، فقط من أجل ملء ثلاثين حلقة، ما قد يؤدي إلى شعور المشاهد بالملل.
من جهة أخرى، هناك انتقادات تتعلق بالمبالغة في عرض مظاهر البذخ والترف في بعض المسلسلات، ما يجعلها بعيدة عن واقع الجمهور، بالإضافة إلى إقحام بعض المشاهد غير الملائمة لشهر رمضان، الأمر الذي يدفع البعض إلى العزوف عن مشاهدتها.

الخلاصة هل تستحق المشاهدة؟
يعتمد الأمر في النهاية على نوعية المسلسل وما يقدمه من محتوى. فهناك أعمال تستحق المشاهدة لما تحمله من رسائل هادفة وإنتاج مميز، وأخرى يمكن تجاوزها إذا كانت تعتمد على الحشو والمبالغات الدرامية. وعلى المشاهد أن يكون انتقائيًا فيما يتابعه، بحيث يختار ما يضيف له فائدة أو متعة حقيقية، دون الانجراف وراء الأعمال التي تفتقر إلى القيمة الفنية أو الثقافية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الدراما العراقیة

إقرأ أيضاً:

أميرة سليم تطلق برنامج «أوبرا ريمكس»: الأوبرا ليست مملة بل سبقت السينما في الدراما

أطلقت السوبرانو العالمية أميرة سليم، الحلقة التنهيدية من برنامجها الجديد «أوبرا ريمكس»، من سلسلة حلقات تمتد إلى اثنتي عشرة حلقة تُعرض أسبوعيًا كل يوم ثلاثاء في تمام الثامنة مساء على القناة الرسمية الخاصة بها على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب.

ويتناول البرنامج، الذي تمزج فيه أميرة بين المعرفة الفنية والتبسيط الثقافي، تاريخ الأوبرا والغناء الأوبرالي، موضحة كيف كانت الأوبرا - قبل ظهور السينما والتلفزيون - سبّاقة في تقديم أعمال درامية وحبكات معقدة، بل وطرحت موضوعات إنسانية شديدة العمق والتأثير.

وأشارت أميرة خلال حديثها إلى أن موسيقى الأوبرا ليست مجرد قالب كلاسيكي جامد، بل هي أصل تطور العديد من الأشكال الموسيقية المعاصرة، مؤكدة أن كبار المؤلفين مثل فاجنر وموتسارت وفيردي قد تركوا بصمة لا تمحى في الموسيقى العالمية، وأن تأثيرهم ما زال واضحًا في الكثير من الإنتاجات الموسيقية الحديثة.

وأضافت أن الكثير من الناس يظنون أن الأوبرا مملة أو بعيدة عنهم، ولكنهم لا يعرفون أن الأوبرا تطورت كثيرًا منذ نشأتها الكلاسيكية، ومرّت بتحوّلات جعلتها قادرة على مواكبة العصر الحديث، بما فيه من ثقافة «التريند» و«التيك توك».

وأكدت أميرة سليم أن الأوبرا، في جوهرها، تعبير إنساني شديد الثراء عن المشاعر والصراعات الإنسانية، وأنها كانت، وما زالت، قادرة على لمس قلوب الناس في كل زمان، وأنها تسعى من خلال «أوبرا ريمكس» إلى كسر الحواجز بين هذا الفن العريق والجمهور الجديد.

اقرأ أيضاًريهام عبد الحكيم تتألق في ثالث ليالي المهرجان الأوبرا الصيفي باستاد الإسكندرية

الفنانة نسمة عبد العزيز لـ الأسبوع: الإسكندرية في قلبي.. وسعيدة بمشاركتي في مهرجان صيف الأوبرا

صيف الأوبرا 2025.. «استاد الإسكندرية الدولي» يستعد لاستقبال هشام عباس

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: اعتذار رئيس الوزراء عن أزمة الكهرباء خطوة تستحق التقدير
  • رحيل “رجل الظلّ” في الدراما المصرية… لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة
  • من الكوميديا إلى الدراما.. أشهر 10 أدوار في مسيرة لطفي لبيب
  • أميرة سليم تطلق برنامج «أوبرا ريمكس»: الأوبرا ليست مملة بل سبقت السينما في الدراما
  • حمود وأبوه.. الدراما السعودية تعود بنكهة شبابية
  • الداخلية: ضبط المتهمة بالتشهير بفنانة لزيادة نسب المشاهدة
  • الداخلية: ضبط المتهمة بتشهير بفنانة لزيادة نسب المشاهدة
  • بعد القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة.. تعرف على الاتهامات والعقوبة التي يواجهها
  • يوسف معاطي يعلن عودته إلى الدراما والسينما
  • اطلاق مشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الأردنية