بين الروحانية والفن..مصور يبرز زاوية منسية داخل مساجد الإمارات
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما تتمتع المساجد بالعمارة الإسلامية المهيبة، لكن هناك جانبا قلّ ما يحظى بالانتباه داخل هذه التحف المعمارية، أي القباب.
وفي هذه السلسلة التي عُرضت خلال النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025" في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، يوجّه المصور الصحفي السوري عماد الدين علاء الدين عدسته نحو الأعلى، مستعرضا الجوانب المعمارية والفنون الروحية داخل مساجد الإمارات.
ويبرِز علاء الدين من خلال مشروعه الذي يحمل عنوان "مساجد الإمارات: تناغم الفن والروحانية"، مزيجًا من الإبداع والروحانية، مجسدًا جهود الفنانين، والنحاتين، والخطاطين في صياغة هوية بصرية مميزة لهذه المساجد.
وقال المصور السوري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه يسعى عبر عدسة كاميرته إلى إبرز التفاصيل الخفية التي تعكس التناغم الفريد بين الفن والروحانية في مساجد الإمارات، بهدف مشاركة العالم جمال هذا الإرث المعماري.
وقد استلهم هذا المشروع الفريد من خلال "تأمله العميق" داخل هذه المساجد، قائلًا: "لطالما كنت مفتونًا بجمال العمارة الإسلامية، ووجدت أن المساجد ليست فقط دور عبادة، بل عبارة عن تحف فنية متكاملة تعكس التراث الإسلامي العريق من خلال التصميمات الهندسية المعقّدة، والزخارف الدقيقة، والخطوط القرآنية التي تتناغم مع الإضاءة الطبيعية، ما يخلق أجواءً روحانية ساحرة".
وبصفته فنانا ومصورا، سعى علاء الدين إلى "نقل هذه التجربة البصرية والروحانية إلى العالم" من خلال عدسته، إذ أوصح "التصوير هو لغتي البصرية، ومن خلاله أسعى لإبراز هذا الفن العريق، وتعريف العالم بالحضارة الإسلامية من زاوية جديدة، تتجاوز الصور النمطية، وتُظهر مدى الدقة والإبداع الذي انعكس في بناء هذه المساجد".
وأِشار المصور السوري إلى أنه كان يبحث عن مشروع "يحمل رسالة ثقافية وإنسانية"، وقد وجد في تصوير المساجد من الداخل، وتسليط الضوء على القباب بتناسقها الهندسي الفريد "وسيلة لإبراز التراث الإسلامي بطريقة فنية يفهمها الجميع، حيث يجتمع الفن والروحانية في صورة واحدة".
تتميز المساجد التي وثقها في الإمارات بـ"تنوعها الفريد من حيث طرازها المعماري، حيث يعكس كل منها مزيجًا من التأثيرات الإسلامية المختلفة، بدءًا من العمارة العثمانية والمغولية، وصولًا إلى الطراز الفاطمي والمملوكي، مع لمسات حديثة تتناسب مع روح العصر"، حسبما ذكره.
خلال رحلته التي استغرقت مدة شهرين، وثقت عدسة علاء الدين في هذا المشروع عددا من المساجد في الإمارات السبع، ومن بين أبرزها: مسجد الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ومسجد النور في الشارقة، ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب في دبي.
وأضاف المصور السوري: "لكل مسجد وثقته سحره الخاص، سواء من حيث التصميم أو التاريخ أو الروحانية التي يشعر بها كل من يزوره. لكن ما جذبني تحديدًا بتلك المساجد هي القباب الهندسية المتقنة، التي تعكس عبقرية الهندسة الإسلامية وروعة التناظر البصري، ما جعلها محور هذا المشروع".
أما عن زاوية التصوير الفريدة التي اختارها للمشروع، فشرح قائلًا إن زاوية التصوير نحو الأعلى تلعب دورًا أساسيًا في إبراز الدقة الهندسية والجمال البصري لمساجد الإمارات، خاصة عند توثيق القباب والزخارف المعمارية المعقدة.
لكن علاء الدين لم يعتمد هذه الزاوية في التصوير فقط لإبراز التفاصيل المختلفة، بل لتقديم منظور جديد، حيث قام بتحويل المشهد ثلاثي الأبعاد إلى منظور مسطّح، ليبدو وكأنه طبقة واحدة منسجمة، ما أضفى بعدًا فنّيًا فريدًا على الصور.
وأوضح: "هذا الأسلوب في التصوير يسمح بإبراز التفاصيل الدقيقة بطريقة أكثر وضوحًا، ويصنع تجربة بصرية تجعل المشاهد يتأمل في التناغم المثالي بين الفن الإسلامي والهندسة المعمارية".
واستطاع المصور السوري أن يوازن بين الجوانب الفنية والجوهر الروحي لمساجد الإمارات من خلال اختيار الإطار المربع، والذي يصنع إحساسًا بالتوازن والتناظر، ما يعكس الهندسة الدقيقة للعمارة الإسلامية، إذ قال: "الشكل المربّع يوجّه عين المشاهد مباشرة نحو التفاصيل المعمارية والزخارف، من دون تشتيت، ما يعزز التأمل في البنية والتناسق".
وأضاف: "هذا النهج لا يبرز فقط جمال التصميم، بل يعكس أيضًا الشعور بالسكينة والروحانية".
مع ذلك لم يخل هذا المشروع الفني الفريد من التحديات، إذ كان على المصور السوري تحديد مركز قبة المسجد من الأسفل من دون الاستعانة بجهاز الليزر، الذي قرر عدم استخدامه، التزامًا بحاية نفسه ومن حوله.
كما كان عليه التصوير قبل غروب الشمس مباشرة للحصول على أفضل إضاءة طبيعية تُظهر الضوء المنبعث من نوافذ القبة، وكذلك لتسليط الضوء على النقوش، والألوان، والزخارف، التي تزين النوافذ، ما يعكس جمال التفاصيل المعمارية.
ويجدر بالذكر أنّه خلال الفترة بين 20 و26 فبراير/ شباط الماضي، في منطقة الجادة بالشارقة، استضاف المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025" أبرز المصورين بالعالم، حيث شاركوا حكاياتهم وخبراتهم مع هواة وعشاق التصوير.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبوظبي الشارقة دبي عجمان مساجد مساجد الإمارات هذا المشروع علاء الدین من خلال
إقرأ أيضاً:
«رُوّاد» تمول 5 مشاريع وتنظم 23 برنامجاً تدريبياً بالشارقة خلال النصف الأول
والشارقة (الاتحاد)
كشف التقرير السنوي لمؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رواد» التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة أن النصف الأول من العام الحالي 2025 سجل اعتماد تمويلات مباشرة من قبل المؤسسة بقيمة إجمالية بلغت مليونًا و120 ألف درهم لصالح خمسة مشاريع منها ثلاثة في القطاع المهني ومشروعان تجاريان.
ونجحت المؤسسة في استقطاب 237 مشروعًا جديدًا لقاعدة المنتسبين إلى عضويتها إلى جانب تنفيذ 161 زيارة ميدانية للمشاريع الأعضاء ومواصلة تقديم الخدمات الداعمة الأخرى.
أخبار ذات صلةوقال حمد علي عبدالله المحمود رئيس الدائرة: إن النتائج التي حققتها «رُوّاد» في النصف الأول من عام 2025 تؤكد المكانة الراسخة لإمارة الشارقة في تعزيز بيئة ريادة الأعمال، وإيمانها العميق بالدور المتنامي والفاعل الذي بات يؤديه الشباب الإماراتي في دعم التنمية الاقتصادية للإمارة، وقدرة رواد ورائدات الأعمال على إطلاق مشاريع نوعية وناجحة تشكّل إضافة حقيقية للاقتصاد المحلي، وتعزز من حيوية السوق ومرونته وتنوع الأنشطة والأعمال فيه، وهو ما تعكسه مؤشرات النمو المستمر في قطاع المشاريع الريادية الصغيرة والمتوسطة، والذي يمثل نسبة مهمة من مجمل الرخص الاقتصادية الصادرة في الإمارة.
وأضاف أن مؤسسة «رواد» تؤدي دورًا محوريًا في ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتمكين رواد الأعمال المواطنين من خلال منظومة دعم مرنة وشاملة تستجيب لتطلعاتهم واحتياجاتهم في مختلف مراحل المشروع سواء في التمويل أو العضوية أو التدريب أو الاستشارات، فضلًا عن خدمات الدعم الأخرى، بما يعزز من فرص نجاح مشاريعهم واستدامتها ويرسّخ ثقافة الريادة والابتكار في الإمارة.
وقالت فاطمة آل علي مدير مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رُوّاد» بالتكليف: إنه منذ انطلاقتها تسهم المؤسسة بجهود فاعلة في سبيل بناء منظومة دعم متكاملة تحفز الشباب الإماراتي على الدخول بثقة إلى عالم ريادة الأعمال، وتزودهم بالفرص والتسهيلات للانطلاق بمشاريعهم.
وأشارت إلى حرص المؤسسة على توفير خدمات نوعية تلبي احتياجات أصحاب المشاريع، وابتكار حلول ومبادرات تعزز بيئة ريادة الأعمال في إمارة الشارقة، بما يواكب الرؤية الاقتصادية للإمارة ويحقق التنمية المستدامة، معربة عن فخرها بما تحقق خلال النصف الأول من العام الحالي، وأكدت سعي المؤسسة لمواصلة البناء على هذه النتائج، بما يخدم أهداف الإمارة وغاياتها ويوطد مكانة الشارقة مركزاً حيوياً لريادة الأعمال على مستوى الدولة والمنطقة.
وأظهر التقرير أن المؤسسة تلقت 284 طلب عضوية تم قبول 237 مشروعًا منها بنسبة قبول مرتفعة بلغت 83.5%، وتوزعت هذه المشاريع المعتمدة على 137 مشروعًا تجاريًا(57.8%) و99 مشروعًا مهنيًا (41.8%) ومشروع صناعي واحد (0.4%).
وبلغت نسبة المشاريع التي تعود ملكيتها للذكور 61.2% وللإناث 31.6% بينما شكلت المشاريع المشتركة 7.2% من الإجمالي.
وحصل 185 مشروعًا على تجديد العضوية للسنتين الثانية والثالثة إضافة إلى تمديد عضوية 91 مشروعًا للسنتين الرابعة والخامسة.
وقدّمت المؤسسة خلال الفترة نفسها 69 استشارة تخصصية وأجرت 282 مقابلة مع أصحاب المشاريع، وتفاعلت مع 7,186 مكالمة صادرة وواردة، ونفّذت 161 زيارة ميدانية منها 27 زيارة ضمن برنامج تصنيف وتقييم المشاريع، مما يعكس الحرص على المتابعة والتطوير المستمر للمشاريع المنتسبة.
وأوضحت أن «رواد» واصلت جهودها في تعزيز التمكين الاقتصادي للمشاريع الوطنية من خلال رفع قيمة المشتريات الحكومية منها إلى 3.6 مليون درهم، وزيادة عدد المشاريع المسجلة في بوابة رواد بنظام الموردين في دائرة المالية المركزية إلى 144 مشروعًا، فيما تم إبرام 7 صفقات تعاقدية بين الأعضاء ضمن برنامج «تشبيك» وترشيح 17 مشروعًا للمشاركة في فعاليات داخلية وخارجية.
وشاركت المؤسسة في 10 فعاليات مهمة، منها مسابقات طلابية في جامعة الشارقة وجلسات حوارية في جامعة الذيد ومشاركات مجتمعية في جامعة كلباء والجامعة القاسمية، إلى جانب حضورها شريكاً استراتيجياً في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال وقمة AIM للاستثمار في أبوظبي ومعرض «اصنع في الإمارات» الذي نظمته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
ونفّذت المؤسسة 23 برنامجًا تدريبيًا خلال النصف الأول، إلى جانب إطلاق النسخة الثالثة من برنامج سفراء الريادة ضمن الماجستير المصغر والدبلومات المهنية، وبلغ عدد المستفيدين 660 متدربًا ومتدربة بينهم 469 رائدة أعمال و191 رائد أعمال.