أهالي العُلا بين عشق المزارع وأجواء رمضان العائلية
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
المناطق_واس
في قلب واحات العُلا، التي تنبض بحب أهلها وارتباطهم العميق بها، تتجاوز المزارع كونها مجرد أرض للزراعة، لتصبح إرثًا متجذرًا في الوجدان فلكل مزرعة حكايات تُروى بين النخيل، وأحاديث تدور حول موائد الإفطار في رمضان، وتجتمع العائلات في ظلال الأشجار، مستمتعةً بعبق التاريخ وأصالة المكان.
وسط هذا المشهد، يقف سليمان محمد عبدالكريم، كل صباح بين أشجار مزرعته، يروي بيديه الغراس التي رعاها لسنوات, لم تكن المزرعة بالنسبة له مجرد مصدر للرزق، بل قصة حياة، وتاريخ ممتد، وملتقى يجمع الأجيال, ويبدأ سليمان يومه قبل طلوع الشمس، يتنقل بين الأشجار والمحاصيل، يسقي النخيل، ويتفقد الأشجار المثمرة، ويراقب الأرض لم يتخلَّ يومًا عن هذا الروتين، فهو يؤمن أن الأرض تعطي بقدر ما يُمنح لها من حب ورعاية, ولم يتوقف سليمان عن غرس حب الأرض في نفوس أبنائه، فيحثهم دائمًا على التمسك بالزراعة، ويروي لهم قصصًا عن أيام مضت، حين كانت الزراعة عماد الحياة، وأصبحت إرثًا ممتدًا عبر الأجيال، محافظين على أساليب الزراعة التقليدية التي تتناغم مع الطبيعة.
وتُشكّل المزارع في محافظة العُلا جزءًا أساسيًا من حياة سكانها وثقافتهم، حيث يعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة نظرًا لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها، وتتنوع تلك المحاصيل ما بين التمور، والحمضيات والقمح والشعير واللبان العربي والمانجو، مما يعكس التنوع الزراعي الغني في المحافظة.
ومع اقتراب أذان المغرب، تتوافد العائلات إلى المزرعة، ويفترشون الأرض وسط النخيل، وتبدأ وجبة الإفطار بالتمر والماء، ثم تمتد سفرة رمضان بمأكولات تقليدية محضرة من منتجات المزرعة كالتمر، واللبن، والفواكه الموسمية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: سليمان محمد عبدالكريم
إقرأ أيضاً:
تهدد المحاصيل الزراعية.. أسوأ موجة جفاف تضرب بريطانيا منذ 173 عامًا
تعيش بريطانيا حالة من القلق الزراعي غير مسبوقة، في ظل أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عام 1852، إذ انخفض معدل هطول الأمطار في الربيع إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من قرن ونصف، ما يهدد محاصيل رئيسية مثل البطاطا والقمح والشعير.
80.6 ملم فقط من الأمطار سُجّلت منذ بداية مارس، مقابل 100.7 ملم في عام 1852، وووفقًا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، يُعدّ هذا الربيع الأجف منذ 173 عامًا.
أخبار متعلقة زيلينكسي يشيد بهجوم المسيرات "الأبعد مدى" داخل روسيامكالمة ترامب وشي.. هل تحتوي الأزمة التجارية بين واشنطن وبكين؟مناطق مثل اسكتلندا وشمال إنجلترا تشهد مستويات مائية "منخفضة بشكل استثنائي"، بحسب وكالة البيئة البريطانية.تأثر المزارع بالجفافوفي مزرعة لوك أبليت الواقعة في منطقة بيتربورو شرق إنجلترا، لم تهطل أي قطرة مطر منذ نهاية مارس. لوك، البالغ من العمر 36 عامًا، يعتمد على الزراعة دون نظام ريّ، وهو يواجه خطر خسارة محصول البطاطا الذي يُستخدم لتحضير الطبق البريطاني الشهير fish and chips.
يقول المزارع: "حبات البطاطا الكبيرة هي مصدر ربحي الأساسي، لكنها في حاجة إلى الكثير من الماء، ودون المطر، لن تنمو بما يكفي".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جفاف ربيعي استثنائي يثير مخاوف المزارعين في بريطانيا - Red Cross
وفي حقوله القاسية الجافة، لا تزال سيقان الشمندر السكري الصغيرة غير مكتملة النمو، في حين يواصل زراعة البطاطا في تربة صلبة كالصخر بمساعدة والده.تغير المناخ يفاقم الأزمةبحسب الجمعية الملكية للأرصاد الجوية، فإن تغير المناخ أدى إلى ارتفاع احتمال حدوث موجة جفاف شديدة من مرة كل 16 عامًا إلى مرة كل 3 إلى 5 سنوات فقط في العقود المقبلة.
وتقول المديرة ليز بنتلي: "انخفاض رطوبة التربة يؤدي إلى تراجع المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء في المتاجر".نداء لإنقاذ الزراعةإذا لم تصل ثمار البطاطا هذا العام إلى طول 45 ملم على الأقل، فلن يتمكن المزارع لوك أبليت من بيعها للمطاعم، وفي غياب نظام ري، يعتمد بالكامل على الأمطار.
ويقول: "نحن ننتقل من أقصى إلى أقصى: شتاء غزير بالأمطار، ثم ربيع وصيف جاف تمامًا".
وعلى المستوى الوطني، دعا الاتحاد الوطني للمزارعين في بريطانيا الحكومة إلى الاستثمار العاجل في أنظمة تخزين المياه في المزارع، محذرًا من أن "الظروف الجوية القاسية تؤثر على قدرة البلاد على إطعام نفسها".