بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هى تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟

في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.

. وبلا إجابات!

الحلقة الثامنة

كان صوته وقود الثورة، وألحانه نشيدًا للوطنية.. سيد درويش، العبقرى الذي غيّر وجه الموسيقى المصرية، رحل فجأة في ظروف غامضة، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا، وسرًا لم يُكشف حتى يومنا هذا.

وُلد السيد درويش البحر في 17 مارس 1892 بمحافظة الإسكندرية، ونشأ بين أزقة المدينة الساحلية، يعزف ويلحن بشغف لم يُعرف من قبل.

رغم صغر سنه، تزوج في السادسة عشرة، لكنه لم يترك فنه يومًا. انتقل إلى القاهرة عام 1917، وهناك لمع نجمه سريعًا، فلحن لفرق المسرح الكبرى، مثل فرقة جورج أبيض ونجيب الريحاني وعلي الكسار.

لم يكن مجرد موسيقي، بل كان صوت الشعب في ثورة 1919، حين غنى "قوم يا مصري"، ليصبح رمزًا للنضال ضد الاحتلال البريطاني.

لكن هذا الصوت الثائر لم يدم طويلًا.. ففي أوائل سبتمبر 1923، عاد سيد درويش إلى مسقط رأسه بالإسكندرية، لترتيب استقبال سعد زغلول العائد من المنفى، إلا أن القدر كان له رأي آخر.. ففي التاسع من سبتمبر، أسدل الستار على حياته بشكل مفاجئ وصادم.

رحل سيد درويش عن عمر لم يتجاوز 32 عامًا، ودفن سريعًا في مقابر المنارة، دون أن يعلم أحد بموته إلا بعد يومين، حين نشرت الصحف الخبر.
لكن الأسئلة لم تتوقف منذ ذلك اليوم: هل مات سيد درويش طبيعيًا؟ أم أن أحدًا أراد إسكاته إلى الأبد؟

الروايات الثلاث.. لغز بلا حل
1.اغتيال سياسي: تشير بعض المصادر إلى أن الإنجليز دبروا اغتياله بالسم، خوفًا من تأثير أغانيه الوطنية التي كانت تشعل الحماس ضد الاحتلال، خاصة وأن جثته دُفنت دون تحقيق أو تشريح.

2.جرعة زائدة: تقول رواية أخرى إنه تناول جرعة قاتلة من الكوكايين، ربما عن طريق الخطأ، ما أدى إلى وفاته المفاجئة.

3.انتقام غامض: أما الرواية الأكثر إثارة، فتحكيها عائشة عبد العال، ملهمته، حيث زعمت أن صديقًا له دس له السم في كأس خمر، انتقامًا منه بسبب قصة حب انتهت بشكل مأساوي.

مئة عام مرت، وما زالت الحقيقة ضائعة، كأنما أراد الزمن أن يبقى سيد درويش لغزًا، كما كانت موسيقاه ثورة لا تهدأ. بقيت ألحانه، وبقي الغموض.. لتُقيد قضية جديدة "ضد مجهول".







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: ضد مجهول سيد درويش سید درویش

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني وسام الأرز الوطني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منح الرئيس اللبناني جوزاف عون، زياد الرحباني، "وسام الأرز" الوطني من رتبة "كومندور"، ووضع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الوسام على نعش الفنّان الراحل، خلال حضوره لمراسم جنازته في كنيسة "رقاد السيدة"، الإثنين.

وشارك سلام، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، صورتين من مراسم الجنازة، إحداها لوضعه الوسام على نعش  زياد، والأخرى له وهو يتقدم بواجب العزاء لوالدته الفنّانة فيروز.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية متحدثًا لجموع المعزين في الكنيسة: "في وداع زياد الرحباني أتكلّم حيث تختنق الكلمات.. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء… ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير".

وأضاف: زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضًا صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن. وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما "بالنسبة لـبكرا شو؟"، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة".

وأعلن سلام تقليد الراحل الوسام، قائلاً: " قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة (كومندور)، وقد كلّفني، فتشرّفت أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة متقدماً منها باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي، بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يتغمّده بغالي رحمته، ويسكنه فسيح عليائه وأن يُلهم عائلته، ومحبّيه الصبر والعزاء".

مقالات مشابهة

  • بعد جدل دخول البلوجرز الفن.. نقابة المهن التمثيلية تصدر بيانا
  • هل يبني الحوثيون دولة بوليسية بتقنيات تجسس إسرائيلية؟ أدلة تفضح المليشيا
  • أبرزهم أحمد رزق.. نجوم الفن يساندون خالد جلال في جنازة شقيقه
  • كارثة وشيكة.. خطر الموت يواجه الرضع في غزة
  • وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
  • الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني وسام الأرز الوطني
  • أحمد ماهر: كنت محظوظ بالعمل وسط عمالقة الفن المصري
  • جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
  • أوريغامي.. حين يتحول الورق إلى معلم للصبر والتركيز
  • بكلمات مؤثرة.. لطيفة تنعى الموسيقار زياد الرحباني