إيران تنفي مسؤوليتها عن أحداث سوريا.. وتؤكد: برنامجنا النووي سلمي
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد التوترات في الساحل السوري، سارعت إيران إلى نفي أي علاقة لها بالأحداث الدامية التي شهدتها مدينتا طرطوس واللاذقية.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن الاتهامات الموجهة لها أو لحلفائها "مضحكة وغير مقبولة"، معتبرة أن تحميلها مسؤولية العنف في سوريا لا يعدو كونه محاولة لتبسيط الواقع المعقد هناك.
هذه التصريحات تأتي كرد فعل على اتهامات وجهتها وزارة الإعلام السورية لإيران بالتحريض على العنف عبر دعمها لفلول النظام السابق، وهو ما يشير إلى تباين في المواقف بين طهران ودمشق في هذه المرحلة.
كما عبرت الخارجية الإيرانية عن قلقها العميق إزاء الوضع الأمني في سوريا، مؤكدة رفضها لاستهداف المدنيين، وخاصة الأقليات، معتبرة أن ما يحدث يمثل "اختبارًا حقيقيًا للحكام الجدد". هذا التصريح يحمل في طياته رسائل مبطنة؛ فمن جهة تحاول إيران الإيحاء بأنها لا تزال معنية بالوضع السوري، ومن جهة أخرى تضع القيادة السورية أمام مسؤولية مباشرة عن التصعيد الحاصل.
كما أشارت طهران إلى أنها أوصلت مخاوفها بشأن التطورات في سوريا إلى الدول ذات النفوذ في المشهد السوري، ما يعكس محاولتها الحفاظ على دورها في المعادلة، دون التورط المباشر في الصراع الحالي.
الهجمات ضد الطائفة العلوية والانعكاسات الإقليمية
أبرز ما أثار قلق إيران هو التقارير التي تحدثت عن استهداف الطائفة العلوية، التي كانت تُعتبر من أبرز الداعمين للنظام السابق. وأكدت الخارجية الإيرانية أن الاعتداءات التي طالت بعض أبناء الطائفة تركت "جرحًا عميقًا في الضمير الإنساني"، وهو تصريح يُمكن فهمه على أنه محاولة لاستمالة العلويين، أو على الأقل الإبقاء على قنوات التواصل معهم مفتوحة، تحسبًا لأي تغييرات سياسية قد تفرضها المرحلة المقبلة.
تصاعد العنف وتزايد الضحايا المدنيين
بحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما يقارب 973 مدنيًا منذ 6 مارس، مع استمرار المواجهات العنيفة بين قوات الأمن السورية والمجموعات المسلحة، خاصة في المناطق الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية.
هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في سوريا، وتطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الجديدة على فرض الاستقرار، في ظل اتهامات متبادلة بين الفاعلين الإقليميين.
موقف متصلب أمام الضغوط الغربية
بالتزامن مع التوترات السورية، لا تزال إيران تواجه ضغوطًا دولية بشأن برنامجها النووي. وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي شدد على أن بلاده لن تفاوض تحت التهديد أو الإملاءات، مؤكدًا أن برنامجها النووي كان وسيظل سلميًا بالكامل. هذا التصريح يأتي في وقت تستمر فيه المشاورات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وكذلك مع روسيا والصين، وسط مساعٍ لرفع العقوبات مقابل تعزيز الشفافية حول الأنشطة النووية الإيرانية.
إيران تعتمد في استراتيجيتها على معادلة واضحة: إذا تعاملت القوى الدولية معها باحترام، فسترد بالمثل، أما إذا لجأت للضغط، فستواجه برد فعل قوي. هذه السياسة تعكس رغبة طهران في الاحتفاظ بأوراقها التفاوضية، سواء في الملف النووي أو في الملفات الإقليمية الأخرى، مثل الوضع في سوريا.
الولايات المتحدة وإيران.. مواجهة مستمرة
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة اتباع سياسة الضغط على إيران، إذ كرر البيت الأبيض تحذيراته لطهران، مطالبًا إياها بوضع "مصالح شعبها فوق الإرهاب"، في إشارة إلى دعمها لحلفائها الإقليميين. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح بأن بلاده تسعى إلى اتفاق نووي مع إيران، لكنه حذر من أن الوقت المتاح للتفاوض محدود. هذه التصريحات تعكس تباينًا بين رغبة واشنطن في احتواء إيران دبلوماسيًا، وبين استعدادها لاستخدام القوة إذا لزم الأمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران البرنامج النووي فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تركيا تُحذّر من تقسيم سوريا: تحركات مريبة في أربع جهات بعد أحداث السويداء
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده رصدت تحركات مريبة في شمال وجنوب وشرق وغرب سوريا، عقب التوترات التي اندلعت مؤخرًا بين البدو والدروز في محافظة السويداء جنوبي البلاد، محذرًا من أن جهات خارجية تستغل هذه الأحداث لدفع سوريا نحو التقسيم.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة “NTV” المحلية، الجمعة، شدد فيدان على أن أنقرة أطلقت تحذيرًا رسميًا إزاء ما وصفه بمحاولات تقويض وحدة الأراضي السورية، قائلًا: “كتركيا، توجب علينا التحذير، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها، ونعتبر أمنها جزءًا من أمننا القومي”.
وأكد أن أنقرة تتابع بقلق استغلال أطراف محلية وخارجية لحادثة السويداء، مشيرًا إلى أن تلك الجهات تسعى لإدامة حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا، ومنع تعافيها عبر خلق صراعات داخلية وتغذية النزعات الانفصالية.
وكشف الوزير التركي عن انطلاق عملية سياسية جديدة بشأن سوريا بدعم تركي وإقليمي ودولي، تشمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بهدف تعزيز الاستقرار وإعادة توحيد البلاد عبر مسارات سلمية ودبلوماسية.
وأضاف: “لطالما كنا نعلم أن هناك من يسعى للاستفادة من تقسيم سوريا، وأنهم لا يريدون لها أن تتعافى. لكن بفضل الجهود الدبلوماسية والمجتمع الدولي، لم تسر الأمور كما كانوا يتوقعون، فلجأوا إلى مسارات مختلفة تمامًا”.
واتهم فيدان إسرائيل ضمنيًا بتبني توجه مضاد لاستقرار سوريا، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يبدي موقفًا إيجابيًا تجاه استقرار سوريا”، وهو ما اعتبره مؤشرًا على وجود نوايا لعرقلة أي حل شامل للأزمة السورية.