آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:27 صبقلم: سمير داود حنوش في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة “العرب” مقالًا بعنوان “هل تقطع بغداد علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق؟” يتحدث عن بوادر أزمة قد تتفجر بين البلدين بمنحنى طائفي نتيجة عمليات التطهير العرقي التي تمارسها جماعات الرئيس الجديد أحمد الشرع ضد العلويين والمسيحيين وبعض الأقليات، جاءت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد، وهي الأولى بعد تأجيل لعدة مرات لاعتبارات أمنية وسياسية.

هذه الزيارة أكدت وجود تلك الأزمة، ليس فقط بين بغداد ودمشق، بل أيضًا بين جماعات الإطار التنسيقي في تقييم هذه الزيارة بين الرفض والتهديد بمنع دخول الشرع إلى بغداد وحضوره مؤتمر القمة المزمع انعقاده في أيار- مايو، وتفعيل مذكرة إلقاء القبض بحق محمد الجولاني سابقًا وأحمد الشرع حاليًا.الشيباني، الذي كانت زيارته سرية ومحدودة اللقاءات ولم يُعلن عنها إلا بعد أن استقبله وزير الخارجية العراقي، لم يلتقِ خلالها سوى برئيس الوزراء (الشيعي) محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان (السنة)، الذين رحبوا بهذه الزيارة. الحدث السياسي الذي أثار غضب الإطار التنسيقي وماكينته الإعلامية هو جلوس السوداني إلى جانب الشيباني في جلسة استعراض العلاقات بين البلدين وإمكانية أن يساهم العراق في دعم سوريا وإعادة إعمارها. ذلك المشهد تزامن مع إعلان الحكومة العراقية عن توجيه ضربة أمنية لتنظيم داعش من خلال استهدافها والي العراق والشام، الذي عمل بما يسمى بمنصب نائب الخليفة في إدارة العمليات الخارجية لتنظيم داعش الإرهابي.يمكن تخيل المشهدين: تصفية “أبوخديجة” في عملية نفذتها القوات الأمنية بدعم من التحالف الدولي، حيث كان ذلك الإرهابي المستهدف يشغل دورًا مهمًا في إعادة ترتيب صفوف داعش، خاصة في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، وزيارة الشيباني إلى بغداد. فهل كان ذلك من قبيل الصدفة أم هو وضع إقليمي جديد تُرسم ملامحه بين دول المنطقة في تفاهمات غير معلنة؟ وكأن لقاء السوداني بالشيباني كان “خطيئة سياسية” ينتظرها خصوم السوداني لتبرير خصامهم السياسي. كان أول المهاجمين لهذه الزيارة ائتلاف نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، الذي فسّر المقابلة بأنها ضعف حكومي ومهادنة لمسؤول يمثل جماعات تخلت عن الألبسة السوداء واللحى الرثة إلى ارتداء البدلات وأربطة العنق. حتى الترحيب بالشيباني توزع طائفيًا بين مرحب ورافض ومهدد بالويل والثبور.فرصة سنحت للإطاريين قبيل الانتخابات لتوجيه سهامهم إلى الحكومة التي تهادن على حساب الطائفة والمذهب، والمستعدة لترضية كل الأطراف الإقليمية والدولية من أجل نيل رضاها. والأهم هو إثبات العراق حسن نواياه بالابتعاد عن المحور الإيراني الرافض للتغيير السوري الجديد، وبعث رسائل إيجابية للجانب الأميركي. ما بين تظاهرات حاشدة انطلقت في محافظة البصرة للتنديد بزيارة الشيباني وتهديد فصائل مسلحة بمنع حضور الشرع إلى بغداد، ازداد التنافر بين أطراف الإطار التنسيقي. الاتهامات للحكومة بجلوسها مع مسؤولين يحملون ماضيًا من الإرهاب وصلت إلى حد الاتهام بالتناقض بين القضاء على فلول داعش الإرهابي وبين الجلوس مع من كان مثلهم. وبين من يرى أن هذه الزيارة ستكسر الجمود في العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما مصالح مشتركة، ومن يرى أن القبول العراقي بالواقع السوري جاء بضغوط خارجية، وخصوصًا من الجانب الأميركي. العلاقة المتشابكة وصلت آثارها إلى رجال الدين، حين حذّر المرجع الديني محمد تقي المدرسي من انهيار الأوضاع في سوريا وإمكانية تقسيمها إلى دويلات، وهي تلميحات بأن الوضع السوري ذاهب باتجاه الانفلات والفوضى.موقف لافت لجبهة نواب الوسط والجنوب في البرلمان العراقي من زيارة وزير الخارجية السوري، حين وصفته الجبهة بـ“وزير عصابات الجولاني”. ودعت مجموعة النواب الكتل السياسية إلى إدانة هذه الزيارة ومساندة طلب استجواب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في البرلمان العراقي، حفاظًا على سمعة وأمن البلاد، حسب تعبير الجبهة.زيارة المسؤول السوري أشعلت صراعًا بين قوى الإطار التنسيقي، وربما يكون هذا الحدث مادة دسمة لصراع انتخابي يجري الإعداد له وسيناريو يتخوف من أن تمتد آثاره إلى الداخل العراقي في قادم الأيام، بوجود مؤشرات على عقوبات أميركية قادمة في الطريق.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی وزیر الخارجیة هذه الزیارة إلى بغداد

إقرأ أيضاً:

أحزاب تؤيد بيان الخارجية حول ضوابط زيارة الحدود مع غزة.. ويؤكدون: أي مساس بسيادة الدول انتهاك للقانون الدولي

حزب التجمع يؤيد الموقف المصري تجاه ما يُعرف بـ " قافلة الصمود "
حزب الغد: أي مزايدة على الموقف المصري من دعم فلسطين مرفوضة
حزب الجيل الديمقراطي: حدود مصر مصانة وسيادتها الوطنية مقدسة
 

أشاد عدد من الأحزاب ببيان وزارة الخارجية المصرية بشأن تنطيم دخول القوافل الأجنبية الراغبة إلى الأراضي الفلسطينية من خلال معبر رفح المصري ، وأكدوا أن مصر كانت ولا تزال الحاضن العربي الأول للقضية الفلسطينية، وتدفع ثمن هذا الدور من أمنها واستقرارها، وتفتح أبوابها للدبلوماسية الإنسانية,

وانطلاقًا من إيمانه الراسخ بمبادئ السيادة الوطنية ودعم القضايا العادلة للشعوب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، أكد حزب التجمع تأييده المطلق للموقف الرسمي المصري، الذي عبر عنه بيانه وزارة الخارجية ، بشأن ما يُعرف بـ " قافلة الصمود  " المتجهة نحو معبر رفح لكسر الحصار على قطاع غزة .

وقال الحزب في بيان له: و إذ يقدر " التجمع - شأنه شأن الدولة المصرية - كافة المواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، التي تعبر عن دعمها للحقوق الفلسطينية المشروعة، و إدانتها للحصار الجائر والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة و الممنهجة  التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، فهو أيضًا يثمن الموقف الرسمي من " قافلة الصمود " الذي يعكس قدرة القيادة المصرية ،والتزامها الثابت تجاه الامن القومي المصري ،بما لا يتعارض مع مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.

و رأى  حزب التجمع ،إن تضافر الجهود الدولية هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم ، كما يشيد بالجهود الدؤوبة المخلصة ،التي تبذلها مصر على كافة المستويات لإنهاء العدوان الغاشم على القطاع، والتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي طالت أكثر من مليوني فلسطيني.

وتابع إن الدور المصري المحوري ، المتمثل في إدخال المساعدات الإنسانية، واستقبال الجرحى، و بذل كل الجهد في سبيل وقف هذا العدوان ، يمثل صمام أمان حقيقي في ظل الظروف الراهنة. 

وفي هذا الصدد، أكد حزب التجمع على ضرورة الالتزام بالضوابط التنظيمية والإجراءات الرسمية التي وضعتها السلطات المصرية لتنظيم زيارات الوفود الأجنبية إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة، وتحديدًا مدينة العريش ومعبر رفح ،مع الأخذ في الاعتبار ، إن هذه الإجراءات ليست قيودًا تعسفية،كما يصورها البعض ، لكنها ضرورة قصوى ،بالنظر لحساسية الأوضاع في هذه المنطقة الحدودية ، التي تشهد ظروفًا أمنية استثنائية تتطلب أعلى درجات الحيطة و الحذر ،لضمان حماية الوفود الزائرة.

و شدد حزب التجمع ، على أن أي مبادرات لدعم الأشقاء الفلسطينيين ،لا يجوز أن تتم خارج الإطار المنظم،و المتعارف عليه ،حتى لا  تعرض أصحابها للخطر، وحتى لا تعيق الجهود المصرية في تقديم الدعم الإنساني الفعال والمستدام.

و أكد الحزب على أهمية التزام مواطني كافة الدول بالقوانين والقواعد المنظمة للدخول إلى الأراضي المصرية، بما في ذلك الحصول على التأشيرات أو التصاريح المسبقة.

وجدد حزب التجمع تأييده للموقف المصري الثابت - شعبيًا و رسميًا - الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والرافض للتهجير ،و لكافة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. 

ودعا الحزب المجتمع الدولي، وكافة القوى الفاعلة، إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والسماح بالنفاذ الإنساني الآمن والمستدام من كافة الطرق والمعابر، بما في ذلك المعابر الإسرائيلية مع القطاع.

ورأى حزب التجمع أن وحدة الصف الوطني المصري، وتأييد المواقف الرسمية للدولة، هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق تطلعات الشعبين المصري والفلسطيني في الأمن والاستقرار .

و أكد الحزب أن مصر التي حمَت القضية الفلسطينية لعقود، ستظل حريصة على حقوق شعبنا الفلسطيني، لكنها حريصة أيضًا على سيادتها ،و هذه المعادلة الوطنية ليست محل تفاوض أو مساومة .

وأصدر حزب الغد برئاسة المهندس موسى مصطفى موسى بيانا أيد فيه بشدة بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن تنطيم دخول القوافل الأجنبية الراغبة إلى الأراضي الفلسطينية من خلال معبر رفح المصري ، وذلك في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وما يرافقها من تحديات إنسانية وأمنية جسيمة ، مشددا على احترام السيادة المصرية للدولة المصرية على أراضيها.

كما شدد على أهمية التزام أي وفود أجنبية بضوابط قانونية وتنظيمية لدخول مصر بغرض زيارة غزة عبر معبر رفح.

ورفض بيان الغد تلك المساعي والمزايدات التي تزايد على موقف مصر المعلن والداعم للحق الفلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة والمساعي المصرية الحسيسة الدبلوماسية وغيرها  لوقف الحرب وإعادة الإعمار.

وأكد بيان الغد أن أي مزايدات على الموقف المصرى مرفوضة، فموقف مصر يعرفه العالم والجهود المصرية التى قامت بها الدولة المصرية والرئيس  المصرى جبارة ولايمكن حصرها.

كما أكد بيان الغد ـن مصر نظمت العديد من الزيارات لوفود اجنبية عديدة على مدار الفترة الماضية واعطت جميع  التاشيرات اللازمة والموافقات المطلوبة لكل من دخل مصر بالطريق الرسمى القانونى وكل من أراد الذهاب إلى غزة عبر المعبر المصرى وإسرئيل لديها ٥ معابر فلماذا لايدخل منها من يريد الذهاب الى قطاع غزة.

وأيد حزب الجيل الديمقراطي البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية حول الضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقـطاع غزة ، إن بيان وزارة الخارجية المصرية رسالة تأكيد قوية بأن السيادة الوطنية المصرية ليست محل نقاش أو مجال للمزايدة.

وقال الحزب في بيان له إن تنظيم حركة المرور والعبور في المناطق الحدودية وسائر التراب الوطني هو من صميم أعمال السيادة الوطنية، وحق أصيل للدولة المصرية لا تنازع فيه لأحد بأن تمارس سلطتها الكاملة على كل شبر من أراضيها براً وبحراً وجواً.

وتابع: وما أعلنته مصر بشأن ضرورة الالتزام بالضوابط التنظيمية الصارمة في ما يتعلق بطلبات زيارة مدينة العريش أو معبر رفح، إنما هو ممارسة سيادية مشروعة وفقًا للقانون الدولي، وحق أصيل يكفله ميثاق الأمم المتحدة لكل دولة ذات سيادة، ولا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تفرضها الحرب على غزة والتداخل الأمني الإقليمي.

وحذر حزب الجيل من أن أي مساس بسيادة الدول يُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ويعرّض مرتكبيه للمساءلة. ومن ثم فإن الموقف المصري الذي يستند إلى أدوات قانونية ودبلوماسية، واحتياطات عسكرية وأمنية لصيانة وضمان أمن الحدود والتراب الوطني، يجد أساسه في الحقوق المشروعة المكفولة للدولة في مواجهة التحديات الأمنية أو محاولات فرض وقائع مخالفة للقانون الدولي.

وأكد حزب الجيل على ما تضمنه بيان الخارجية المصرية من دعم مصر الثابت قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية بكل السبل سياسياً وإغاثياً، لكنها تفعل ذلك من واقع الدولة ذات السيادة والمسؤولية الوطنية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، لا من موقع الفوضى أو الخضوع للضغوط.

وتابع: مصر كانت ولا تزال الحاضن العربي الأول للقضية الفلسطينية، وتدفع ثمن هذا الدور من أمنها واستقرارها، وتفتح أبوابها للدبلوماسية الإنسانية، كما ظهر في تنسيق وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية من جميع دول العالم، واستقبال المصابين الفلسطينيين، وتنظيم زيارات الوفود الرسمية وغير الحكومية وفق معايير تحترم القانون والسيادة والأمن الوطني.

وشدد حزب الجيل الديمقراطي، أن مصر لم ولن تسمح بالعبث بأمنها أو تجاوز سيادتها تحت أي سياق، وأنها ستواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني، بالطرق التي تضمن الكرامة والسيادة الوطنية، وتُعلي صوت القانون الدولي والعدالة الإنسانية.

ودعا حزب الجيل الديمقراطي جموع الشعب المصري والقوى السياسية والحزبية إلى الالتفاف والاصطفاف الكامل خلف القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية المصرية، دعمًا لمواقفها الراسخة في الدفاع عن السيادة الوطنية، وحرصًا على وحدة الصف الوطني في هذا الظرف الإقليمي الحرج، الذي تشتبك فيه التحديات الأمنية والإنسانية على نحو غير مسبوق.

واختتم: عاشت مصر حاميةً للسيادة، قائدةً للنضال، لا تُهادن ولا تُساوم. وعاشت فلسطين حرة.

طباعة شارك الأحزاب بيان وزارة الخارجية المصرية الأراضي الفلسطينية معبر رفح المصري قافلة الصمود قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • الغرفة التجارية تشيد ببيان الخارجية المصرية بشأن ضوابط زيارة الحدود مع غزة
  • أحزاب تؤيد بيان الخارجية حول ضوابط زيارة الحدود مع غزة.. ويؤكدون: أي مساس بسيادة الدول انتهاك للقانون الدولي
  • الخارجية الأمريكية تحذر رعاياها من السفر إلى العراق
  • البزري: زيارة لودريان دليل على استمرار اهتمام فرنسا بلبنان
  • رئيس اتحاد المحامين العرب يدعم موقف الخارجية المصرية بشأن زيارة الحدود مع غـزة
  • حاتم باشات: بيان الخارجية حول ضوابط زيارة المنطقة الحدودية لغزة جاء في التوقيت المناسب
  • الوزير الشيباني يلتقي وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية على هامش منتدى “أوسلو للسلام”
  • رئيس الوزراء العراقي يؤكد أهمية استقرار سوريا وسيادتها على أراضيها
  • المنتخب العراقي يعود إلى أرض الوطن
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني يلتقي في النرويج وزير الخارجية النرويجي السيد إسبن بارث إيد، وذلك على هامش مؤتمر “أوسلو للسلام” لمناقشة عدة قضايا مشتركة بين البلدين