الجيش السوداني يكسر حصار المقرات العسكريَّة ويتقدَّم وسط الخرطوم
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
حقق الجيش السوداني مكاسب عسكريَّة مهمَّة داخل العاصمة الخرطوم، وفق متحدِّث عسكري، إذ تمكَّن من الوصول إلى مقار تابعة للقيادة العامَّة بعد أشهر من الحرب التي يفرضها صراع محتدم مع قوات الدعم السريع.
وجاء هذا التقدُّم، بعد حصار طويل، وبالتزامن مع قصف مدفعي عنيف في مدينة أم درمان المجاورة، أسفر عن سقوط ضحايا مدنيِّين.
وتزامن هذا الإنجاز مع بسط سيطرة الجيش على عدَّة مواقع إستراتيجيَّة قرب جسر الحريَّة، وفقًا للبيان الصادر عن المتحدِّث نبيل عبدالله علي.
في المقابل، دفع ذلك بقوات الدعم السريع إلى الدفاع بشراسة عن القصر الرئاسيِّ، وسط تقدُّم للجيش من الجهتين الجنوبية والشرقية.
وجاء هذا التطور غداة قصف مدفعي طال مناطق مدنية في أم درمان، تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص -على الأقل-، وذلك بعد يوم واحد من هجوم آخر أدَّى إلى سقوط ستة مدنيين، بينهم طفلان.
وأفاد مصدر طبي لوكالة الأنباء الفرنسيَّة أنَّ الجرحى البالغ عددهم 36 نصفهم أطفال.
واستهدف الهجوم أحياء سكنيَّة في شمال أم درمان، وأصاب مدنيِّين داخل منازلهم، وأطفالًا كانوا يلعبون كرة القدم، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.وأكد الجيش السوداني أنَّ الاشتباكات امتدَّت أيضًا مساء الإثنين إلى مواقع أخرى، فيما أفاد صحافيون في المنطقة بتصاعد الدخان وسماع دوي الانفجارات.
وتزامن ذلك مع تصريحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي جدد التزامه بالبقاء في القصر الجمهوريِّ.
وشاهد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسيَّة سُحب دخان كثيفة في سماء الخرطوم، في ظل تصاعد الاشتباكات وسمعوا تبادلًا لإطلاق النار وتفجيرات في أماكن عدة.
وفي مدينة الأبيض الواقعة على مسافة 400 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم، قُتل مدنيان وجُرح 15 آخرون، في قصف لقوات الدعم السريع استهدف أحياء سكنية صباح الإثنين، وفقًا لمصدر طبي في مستشفى المدينة تحدث لوكالة الأنباء الفرنسيَّة.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
أثارت الأنباء الواردة عن سيطرة قوات "الدعم السريع" السودانية على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، الكثير من الأسئلة عن تداعيات الخطوة أمنيا وسياسيا، وما إذا كانت ستسبب صداما عسكريا بين مصر وقوات حفتر التي ساعدت في الأمر.
وأعلن الجيش السوداني أن قواته أخلت "المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا، بعد هجوم من قبل قوات الدعم السريع، وأن انسحابه تكتيكيا.
"اتهام رسمي لحفتر"
واتهم الجيش السوداني رسميا القوات التابعة للقيادة العامة في شرق ليبيا برئاسة، خليفة حفتر بدعم الهجوم، واصفا الخطوة من قبل حفتر بأنها بادرة مستهجنة وغير مسبوقة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، معتبرا إياها تعديا سافرا على السودان وأرضه وشعبه وامتدادا للمؤامرة الدولية والإقليمية تحت سمع وبصر العالم ومنظماته"، وفق بيان رسمي.
في المقابل، أعلنت قوات "الدعم السريع" أنها قامت بالسيطرة على منطقة المثلث الحدودي الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما كبَّدت الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما استولت على عشرات المركبات القتالية"، وفق مزاعمهم.
من جهتها، نفت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني لقوات حفتر، واصفا إياها بمجرد "مزاعم وإشارات تمس أطرافا إقليمية ودولية"، مؤكدة أن "ليبيا حريصة على تجنيب المنطقة مزيدا من التوتر ومعالجة أي إشكالات بالطرق السلمية وآليات التشاور الثنائي".
واستدركت الحكومة الموالية لحفتر: "حماية حدودنا وأراضينا واجب مقدس وعقيدة أساسية لقواتنا المسلحة وعدم المساس بأمننا القومي حق وواجب"، وموقف ليبيا والجيش الوطني داعم لوحدة السودان وإيقاف الحرب والجلوس لطاولة الحوار لبناء السودان الآمن"، وفق بيانها.
من جهتها، أكدت حكومة الدبيبة أن "القوات التي ساعدت الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي (قوات حفتر) لا تتبع لسلطة وزارة الدفاع الليبية، ولا تأتمر بأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، في غشارة أن ما حدث تصرف فردي من حفتر يتحمل مسؤوليته.
"صمت مصري"
ورغم أن المنطقة حدودية مع مصر وأن قوات الدعم السريع نشرت صورا ومقاطع مصورة لقواتها خلال توغلها داخل الأراضي المصرية إلا أن الحكومة المصرية والجيش هناك التزم الصمت حتى اللحظة ولم يصدر أي بيان يتناول الاحداث العسكرية هناك، وسط تساؤلات عن هذا الصمت.
والسؤال: هل تسبب أحداث المثلث الحدودي صداما عسكريا وسياسيا بين مصر وقوات حفتر؟ وما مصير الأخير حال تخلت عنه القاهرة؟
من جانبه، رأى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي المصري، اللواء محمد صلاح أبو هميلة، أن "الدولة المصرية تتابع عن كثب التطورات في السودان، لارتباطها بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، وأن ما حدث في المثلث الحدودي لن يكون له تأثيرات أمنية كونها محاولة فقط من "الدعم السريع" للتغطية على خسائرها الميدانية الأخيرة، خصوصاً في العاصمة الخرطوم".
وتابع في تصريحات صحفية لـ"الشرق الأوسط" أن "الحكومة المصرية حريصة على دعم المؤسسات الوطنية في السودان، دون الانخراط في دعم طرف على حساب الآخر"، وفق قوله.
"دور إماراتي مزدوج"
في حين، أكد الأكاديمي من الشرق الليبي عاطف الأطرش أن "وجود الدعم السريع في هذا المثلث ينذر بمخاطر حقيقية على أمن مصر وحدودها الغربية والجنوبية، وحفتر وإن كان حليفاً لمصر فيبدو أنه يُدار من مراكز نفوذ متشابكة قد تتعارض مع المصلحة المصرية المباشرة".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى "دولة الإمارات تلعب دوراً مزدوجاً وخطراً في الملف السوداني، وقد تتسبب سياساتها في توتير العلاقة بين القاهرة وحفتر، لذا فالأيام المقبلة قد تشهد ضغوطاً مصرية على حفتر للانسحاب أو تحجيم وجود الدعم السريع أو من خلال تحركات استخباراتية وعسكرية مصرية أكثر حزماً في المنطقة"، وفق تقديراته.
من جانبه، قال الباحث المصري في شؤون المغرب العربي، أحمد المساري إن "ما حدث في المثلث الحدودي يمس الأمن القومي المصري ولن تسكت عنه القوات المسلحة المصرية وستقوم باستهداف أي مجموعات تتوغل داخل الأراضي المصرية سواء من ميليشيات "حميدتي" أو حتى قوات حفتر المتواطئة معها".
وأوضح لـ"عربي21" أن "تقارب حفتر مع الدعم السريع يتناقض مع تحالفه مع مصر كون القاهرة تدعم الجيش السوداني برئاسة البرهان، وهذا الملف سبب إشكالات كثيرة بين حفتر والقاهرة، وتم توجيه اللوم له والتوبيخ من قبل الرئاسة المصرية لكنه تحجج بأنه يقع تحت ضغوط إماراتية وأنه مجرد ترانزيت لدعم "حميدتي"، وفق كلامه.
وتابع: "إن لم يتراجع حفتر عن تحالفاته ودعمه لمجموعات الدعم السريع ربما يصطدم مع الدولة المصرية بل وقد يصطدم مع قوات الجيش المصري الحدودية وهذا لن يكون في صالحه أبدا كون مصر هي الحامي والضامن له منذ سنوات"، كما رأى.