في حادثة مروعة هزت المجتمع البريطاني، تم الكشف عن تفاصيل جريمة قتل قام بها المراهق نيكولاس بروسبر "19 عاماً" في بلدة لوتون البريطانية، والتي أسفرت عن مقتل أفراد عائلته وتخطيطه لقتل 30 طفلًا آخر في مدرسته.

وأفادت صحيفة "ديلي ميل" أن المراهق بدأ جريمته الوحشية بإطلاق النار على عائلته داخل منزلهم ليلقوا حتفهم على الفور.

وتروي الصحيفة تفاصيل مسرح الجريمة المروعة "في البداية أطلق المتهم النار على والدته جوليانا، فأصابها بطلقة واحدة في أعلى رأسها أثناء محاولتها صد ابنها، وعُثر لاحقاً على جثتها الملطخة بالدماء في الردهة". 
والضحية التالية هو شقيقه الأصغر كايل، عُثر عليه بالقرب من والدته المقتولة مطعوناً أكثر من مئة طعنة اخترقت رئتيه وذراعيه وساقيه قبل أن يُطلق النار على رأسه، ثم قتل بروسبر شقيقته الصغرى بإطلاق النار على عينها وهي تختبئ تحت طاولة الطعام في غرفة المعيشة.  

ثم انطلق نحو مدرسته الابتدائية القديمة مسلحاً ببندقية محملة بعدة أسحلة بغية إطلاق النار على ما لا يقل عن 30 من التلاميذ والمعلمين في مدرسة محلية قريبه منه، لكن الشرطة أوقفت بروسبر بالصدفة عندما كان في طريقه لتنفيذ المذبحة وكانت يداه لا تزال ملطخة بالدماء.


وخلال جلسة النطق بالحكم أمس الثلاثاء، أشار القاتل أنه قام بفعلته توقاً للشهرة حيث أراد "قتل الجميع" وكان لديه حلم قذر حول زيادة عدد القتلى عن عدد ضحايا مذبحة جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة عام 2007، والتي قُتل فيها 32 شخصاً. 
وفسر الدكتور إيان كويمان، استشاري الطب النفسي الشرعي، لصحيفة "ديلي ميل" أن: "جميع الجوانب غير الطبيعية تقريباً في الحالة النفسية والسلوكية للمراهق بروسبر يمكن تفسيرها بالتوحد".وسرعان ما سلطت الجريمة الضوء على حاجة المجتمع البريطاني لمزيد من الاهتمام بالصحة النفسية للمراهقين، وتوفير الدعم الكافي لهم في بيئاتهم الأسرية والمدرسية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بريطانيا حوادث النار على

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة

في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة تُقاس بعدد المشاهدات، وتصنعها الخوارزميات لا الجدارة، لم يعد مستغربًا أن نرى بثًا مباشرًا يتجاوز دخله مئات الآلاف من الجنيهات خلال دقائق، دون أن يحمل أي مضمون حقيقي أو قيمة معرفية.

تنتشر مشاهد لفتيات وشباب يحتفلون بما يُسمى "النجاح الرقمي"، وهم يتلقون سيلًا من الهدايا الافتراضية: ورود، نجمات، وأيقونات رقمية تبلغ قيمة بعضها عشرات الآلاف من العملات داخل التطبيق. عند هذا الحد، تبدأ الأسئلة:
من أين تأتي هذه الأموال؟ ولماذا تُمنح بهذا السخاء لمحتوى سطحي؟

خلف الستار: صناعة الترند

ما يبدو للمتابعين كنجاح عفوي، تقف خلفه منظومة منظمة تديرها ما يُعرف بـ"الوكالات الرقمية"، وهي جهات تمثل بعض صانعي المحتوى وتتحكم في ظهورهم، ومسارهم، وحجم أرباحهم.

تقوم هذه الوكالات باختيار أشخاص بعينهم ممن يمكن دفعهم إلى مقدمة المشهد، بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمونه، وتعقد معهم اتفاقات يُقتطَع بموجبها جزء كبير من العوائد، مقابل الترويج والدعم المستمر.

غير أن الخطر الحقيقي لا يكمُن فقط في الترويج للسطحية، بل في توظيف هذه المنصات كوسيلة حديثة لعمليات غسيل الأموال، وهي ظاهرة باتت تثير قلق المهتمين بالشأن الاقتصادي والأمني.

كيف تتم العملية؟

يبدأ السيناريو من طرفٍ يمتلك أموالًا نقدية يصعب إدخالها إلى النظام المصرفي نتيجة غياب مصدر قانوني واضح. يبحث هذا الطرف عن قناة تُخرج أمواله في صورة شرعية، فيلجأ إلى بعض الوكالات الرقمية التي تتولى تحويل هذه المبالغ إلى "دعم" ظاهر على المنصة.

يُقدَّم الدعم لصناع محتوى مختارين مسبقًا على هيئة هدايا رقمية، تُحتسب كأرباح رسمية تصل إلى حساباتهم المصرفية. ثم تُعاد غالبية هذه الأموال إلى المصدر الأصلي، بعد اقتطاع نسبة بسيطة منها كأرباح شكلية لصانع المحتوى، بينما تدخل الأموال إلى النظام المالي وقد تم "غسلها" رقميًا.

الخوارزميات وتفكيك الوعي الجمعي

لا يمكن فصل ما يحدث على منصات التواصل عن السياق الأوسع الذي يُعيد تشكيل وعي الشعوب وفق مخططات دقيقة وممنهجة. فالخوارزميات التي ترفع بعض الشخصيات السطحية إلى صدارة المشهد، لا تفعل ذلك اعتباطًا، بل تعمل وفق معايير تستهدف إعادة توجيه الذوق العام، وتشويه منظومة القيم، وإضعاف البناء الثقافي للأمة.

هذه الاستراتيجية تتقاطع — بشكل أو بآخر — مع ما ورد في ما يُعرف بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، تلك الوثائق المثيرة للجدل التي، وإن اختلف البعض حول مصدرها، فإنها تُظهر بوضوح نوايا استهداف الشعوب من خلال إغراقها في اللهو، وتشتيت وعيها، وتفريغ مفاهيم القدوة والمعرفة والعمل من معناها الحقيقي.

إن صناعة نجوم من فراغ، والترويج لمحتوى فارغ من المعنى، وتمرير الأموال عبر قنوات تبدو ترفيهية، ليست مجرد عوارض رقمية، بل جزء من منظومة أوسع تسعى — ربما بوعي أو دون وعي — إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ثقافيًا واجتماعيًا، بما يخدم مصالح القوى التي ترى في وعي الشعوب خطرًا على مشاريعها التوسعية.

أثر اجتماعي مدمِّر

تكمن الخطورة في الأثر الاجتماعي والنفسي الذي تخلّفه هذه المشاهد.
فالشباب الذين يجتهدون في دراستهم أو يعملون بكدّ لا يمكنهم إلا أن يشعروا بالخذلان حين يرون من يُحَقق مكاسب طائلة دون جهد معرفي أو إبداع حقيقي.
ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدِّق أن "الظهور السهل" طريق للنجاح، وأن الجهد لم يعد شرطًا لنيل التقدير.

الثمن الحقيقي

المال الذي يُكتسب عبر طرق غير مشروعة، ولو بدا لامعًا في ظاهره، فإنه يحمل في طياته ثمنًا باهظًا:
ثمنًا أخلاقيًا، وربما قانونيًا، ناهيك عن التآكل الداخلي الذي يصيب صاحبه.
فمن يُستخدم أداةً في منظومة كهذه سرعان ما يُستغنى عنه، وقد يدفع وحده ثمن التورط.

بوصلة الوعي
في عالم يزداد ضجيجه يوماً بعد يوم، ينبغي علينا أن نُعيد الاعتبار للمعنى، لا للرقم.
أن نُعلّم أبناءنا أن الرزق لا يُقاس بالسرعة، بل بالنزاهة،
وأن المال حين يُكتسب من باطل، فلا بركة فيه ولا استقرار.

الطريقان لا ثالث لهما:
طريق الحلال، وإن طال، يمنح صاحبه الطمأنينة وكرامة النفس.
وطريق الحرام، وإن سهل، يُفضي إلى التيه والندم.

فلنختر الطريق الذي يُشبهنا، لا ذاك الذي يُغري بريقه ويُخفي خيبته.

طباعة شارك النجاح الرقمي صناعة الترند الوكالات الرقمية الوعي الجمعي

مقالات مشابهة

  • أمنية حضرموت تتهم عناصر تابعة للقاعدة والحوثيين بإطلاق النار على الأطقم العسكرية وتأجيج الفوضى
  • مقتل شاب بجريمة إطلاق نار في الرملة
  • جريمة مروعة في فرجينيا..إضرام النار في مسؤول محلي داخل مكتبه
  • أنا الحكومة.. الداخلية تضبط المتهمين بإطلاق النار في فيديو القليوبية
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
  • مختص: جريمة الاتجار بالأشخاص تمس أمن المجتمع والنظام يغلظ العقوبات إذا كان الضحية طفلا أو امرأة
  • المجلس الوطني يرحب بعزم بريطانيا الاعتراف بفلسطين
  • حادثة مروعة بنيويورك .. مسلح يقتل 4 أشخاص بينهم شرطي ويصيب آخرين قبل أن ينتحر
  • مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
  • مراهق يُنهي حياته بـكلاشنكوف في السليمانية والشرطة تحقق