هي أقرب إلى حزب الله... هل ستفشل فرنسا مرّة جديدة في لبنان؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
لا تزال الرسالة التي وجّهها الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان إلى بعض النواب اللبنانيين تُثير ردود فعل سلبيّة، وخصوصاً من ناحيّة المعارضة التي لا تُحبّذ الذهاب لحوار مع "حزب الله"، طالما أنّه يتمسّك بإيصال رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة دون سواه. وقد خرجت أصوات من تكتّل "الجمهوريّة القويّة" لتُعلن رفضها الإجابة على أسئلة وزير الخارجية الفرنسيّة السابق، في دلالة على أنّ أفرقاء رفضوا المسعى الفرنسيّ الجديد قبل زيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان، والتي حُكِيَ أيضاً أنّها ستتأجّل، بعد علم باريس أنّ هناك عقبات تُواجه مبادرتها، ولإعطاء المزيد من الوقت للإتّصالات التي تجري في بيروت بين الكتل النيابيّة المتحاورة.
ويُؤخذ على فرنسا وعلى موفدها لودريان، أنّهما لم يُبدّلا حتّى اللحظة طريقة معالجة المشاكل السياسيّة التي تُواجه اللبنانيين، فأتت الرسالة الفرنسيّة لتُجدّد طرح الحوار، وتُفضّل فريقاً على آخر. وتقول مصادر معارضة إنّ لودريان لم يُقدّم ضمانات لها بأنّ "الثنائيّ الشيعيّ" مستعدّ للتوافق، ولم يُقنعه أصلاً بالتنازل عن سليمان فرنجيّة، بل كان مستمعاً لكافة الأفرقاء، ولم يدخل في الأسماء، علماً أنّه يتفهمّ هواجس المعارضة بالإتيان برئيسٍ "ممانع" يُعادي الغرب والدول العربيّة، ويأخذ لبنان إلى الشرق وإيران، ويُعزّز من نفوذ "حزب الله" سياسيّاً وعسكريّاً، ويُقحم البلاد في محاور وحروب في المنطقة لا تعنيه.
وتُشير المصادر إلى أنّ فرنسا لا تزال أقرب إلى "حزب الله"، وهي تعمل على أخذ اللبنانيين للتحاور والتوافق على فرنجيّة، بدلاً من حثّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الدعوة إلى جلسات إقتراع مفتوحة لانتخاب الرئيس وإنهاء الفراغ الرئاسيّ. وتُضيف أنّ لودريان خرج عن بيان الإجتماع الخماسيّ حول لبنان، الذي شدّد على أهميّة تطبيق الدستور لانتخاب الرئيس، وهو انحاز لـ"الثنائيّ الشيعيّ" مرّة جديدة، ويُحاول تهيئة الظروف للحوار، من دون إقناع "حزب الله" و"حركة أمل" بأقلّه خيار ثالث.
ويبدو بحسب مراقبين، أنّ لبّ المشكلة السياسيّة هي عدم التوافق على هويّة الرئيس المقبل بين الجميع، ولودريان يُحاول جمع اللبنانيين لاختيار رئيسهم بشكلٍ توافقيّ، إلّا أنّ فشله يتمثّل بعدم تمنّيه على "حزب الله" بالتنازل عن فرنجيّة، فيما حارة حاريك وعين التينة لا مرشّح لهما غير رئيس "المردة"، وهما سيدعمانه أكثر بعد الذي حصل في الكحالة بين الأهالي وموكب "المقاومة" الذي كان يُرافق الشاحنة المحمّلة بالأسلحة. ويرى المراقبون أنّ فرنسا تُدرك أنّه من دون الحوار يستحيل إنتخاب أيّ مرشّح، لأنّ كلا الفريقين في مجلس النواب يملك القدرة على تطيير النصاب، فمن دون مباركتهما إنتخاب أيّ شخصيّة، لن تُحلّ الأزمة الرئاسيّة في القريب العاجل.
ويلفت المراقبون إلى أنّه يتبيّن أنّه لم يتبقَ أمام فرنسا سوى توافق "حزب الله" مع "التيّار الوطنيّ الحرّ"، لزيادة رصيد فرنجيّة من الأصوات، فهي لا تستطيع أنّ تُقنع "الحزب" بالتخلّي عن رئيس "المردة"، لأنّ الأمر يحتاج إلى قرارٍ إيرانيّ، ولا قدرة لها على إقناع "المعارضة" بالذهاب إلى الحوار، فالأخيرة نجحت بإسقاط المبادرة الفرنسيّة الأولى، وقد وجّهت أوّل ضربة لرسالة لودريان، من خلال إنتقاد مضمونها، وعدم حماستها بالردّ عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجيش الفرنسي: قواتنا في اليونيفيل تلعب دور وساطة بين لبنان وإسرائيل
أكد متحدث باسم الجيش الفرنسي، اليوم، أن انتشار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يساهم بشكل فعّال في خفض التوترات بين لبنان وإسرائيل، مشددًا على أن القوات الفرنسية العاملة ضمن البعثة تلعب دورًا محوريًا في الوساطة والحد من التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان.
وقال المتحدث في تصريح صحفي: "وجودنا في إطار قوات اليونيفيل يهدف إلى دعم الاستقرار في المنطقة، ونحن نضطلع بدور الوسيط بين الطرفين، ونعمل بشكل يومي على منع أي تدهور أمني يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة".
وأفادت وسائل لبنانية، الثلاثاء، بأنه تم اعتراض دورية لليونيفيل في عيناتا لدخولها إلى أحد الأحياء السكنية”.
وذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أن عددًا من أهالي شقرا جنوبي لبنان، اعترضوا اليوم "الثلاثاء"، دورية لـ”قوات حفظ السلام” (اليونيفيل).
ويأتي ذلك بعد سلسلة من الحوادث المشابهة في بلدات جنوبية، حيث أقدم أهالي عدد من البلدات سابقًا على اعتراض اليونيفيل بسبب دخولها إلى مناطق من دون مؤازة من الجيش اللبناني، وذلك مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان.
ويعد آخر هذه الحوادث كانت في 16 مايو الحالي بين اليونيفيل وأهالي بلدة الجميجمة، حيث أقدم عناصر اليونيفيل على إطلاق النار في الهواء، في حين قالت اليونيفيل في بيان لها إنّ “مدنيين هاجموا دورية تابعة لنا بين الجميجمة وخربة سلم والجيش تدخّل فورًا ورافق الدورية إلى قاعدتها”.
ولاحقًا، وبعد أن تم تداول مقطع فيديو يظهر إشكالاً بين قوات من اليونيفيل وأهالي في بلدة الجميجمة جنوبي لبنان، علّقت قوات اليونيفيل على الحادثة ببيان أكدت فيه عدم وقوع إصابات في صفوفها.
وأشار المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إلى أنه أثناء قيام دورية تابعة لليونيفيل بنشاط عملياتي روتيني بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية.
وأتم: حاول هؤلاء الأفراد إيقاف الدورية باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية. ولحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات”.