كيف تغلغل الإسلام السياسي في بلجيكا؟
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تتقدّم مكانة الدين أكثر فأكثر في أوروبا، فيما يخشى البلجيكيون بشكل خاص أن يُتّهموا بكراهية الإسلام، إذا ما تحدّثوا عن الأخطار التي يُشكّلها تغلغل تنظيم الإخوان الإرهابي في المُجتمع والدولة، لذا فهم يبقون صامتين.
وبينما وعد الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء بارت دي ويفر، بتغيير الوضع، إلا أنّ المُجتمع البلجيكي الواقع تحت ضغوط الإسلاموية، لا يزال يبدو مشلولاً.
وبالمُقابل، يرى خبراء في الإسلام السياسي، أنّ المُسلمين المُعتدلين الذين يُناهضون الإخوان، لا يحصلون على المُساعدة أو الدعم أو الاستماع لهم بشكل كافٍ، وهو ما قد يُساعد في وضع استراتيجية مُشتركة ضدّ الأيديولوجيات المُتطرّفة.
« Voyage en Belgiquistan, comment l’islam s’est imposé en Belgique » : Le Figaro Magazine sort un dossier choc, qui risque de faire du bruit… https://t.co/ZQibOFLVLX
— Sudinfo.be (@sudinfo_be) March 21, 2025 اقتصاد إخواني لا يخدم المُسلمينوبات المسلمون يُشكّلون نحو 12% من سكان بلجيكا البالغ 11 مليون نسمة، إلا أنّهم في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، يُشكّلون حوالي 23% من إجمالي السكان، حسب دراسات رسمية يرى البعض أنّه مُبالغ بها وتابعة لمؤسسات يمينية، لدرجة أنّه بعد الاستقراءات الأخيرة، وعلى هذا الوتيرة، ستكون عاصمة أوروبا ذات أغلبية مسلمة في غضون 15 عاماً، أي في عام 2040. ويرجع ذلك إلى تزايد عدد السكان المسلمين بسرعة نتيجة استمرارية الهجرة ونسبة الولادات المُرتفعة للغاية.
وحاز تحقيق مُطوّل ومُعمّق نشرته المجلة الأسبوعية التي تصدر عن يومية "لو فيغارو" الفرنسية، أصداءً واسعة في بلجيكا وفرنسا، حيث ذكر مُعدّا التقرير المحللان الفرنسيان نجاة شيريجوي وجوديث وينتراوب، أنّ عاصمة أوروبا تغيّرت بشكل واضح على مدى السنوات الماضية، وباتت ملامح الإسلاموية واضحة جداً وبشكل مُتزايد في شوارع بروكسل، وخاصة عبر الاقتصاد التابع للإخوان من المطاعم والتجارة إلى صالونات تصفيف الشعر ومتاجر الملابس، وهو اقتصاد أحادي لا يخدم المُسلمين، بل الإسلامويين وأجنداتهم فقط.
La situation en Belgique est alarmante. Depuis des années, j’alerte l’#UE et les autorités belges sur l’implantation massive de l’#islamisme et des Frères musulmans. À Bruxelles, j’ai été victime des menaces et d’agressions.
Si rien n’est fait, la Belgique pourrait être… https://t.co/liDqtsuY7f
وعلّق الإمام حسن الشلغومي، حول ذلك بالقول إنّ "الوضع في بلجيكا مُثير للقلق، فبعد مرور سنوات طويلة، تنبّه الاتحاد الأوروبي والسلطات البلجيكية إلى النفوذ الهائل للإخوان المسلمين. وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات السياسية اللازمة، فإنّ بروكسل قد تكون مركز التوترات المُجتمعية في أوروبا. ومن المُلح كذلك أن يحشد مسلمو بلجيكا جهودهم لمكافحة هذا التطرّف الذي يُغرز في مُجتمعاتنا".
وتحدث مدرس بلجيكي سابق، يُدعى بيتر، للصحيفة الفرنسية قائلاً إنّه "استسلم لعمى السياسيين المحليين"، مُتّهماً الحكومات المُتعاقبة صراحة بـ "40 عاماً من الإهمال والتراخي"، عبر زرع المخاوف من الاتهامات بالعُنصرية والعداء تجاه المُسلمين، في حال تبنّي مواقف مُناهضة للإخوان.
En kiosque ce jour. Le @FigaroMagazine_ publie un dossier « Voyage en Belgiquistan : comment l’Islam s’est imposé en Belgique ». Allez, petit complément d'infos belgo belges pour appuyer cet excellent papier de nos collègues français. Je vous fais le topo ! A Bruxelles, les… pic.twitter.com/mdGkbTp0Pw
— Alessandra d'Angelo (@AlessandradAng6) March 21, 2025 سرطان إخواني ينخر الدولةوكشف بشكل خاص عن تحوّل سياسي خطير، تمثّل في تحوّل جهاديين إلى شخصيات محلية مؤثرة بعد انخراطهم في العمل السياسي، على الرغم من أنّهم يدعون صراحة إلى إنهاء الديمقراطية وإقامة دولة إسلامية في البلاد، وذلك على غرار فؤاد بلقاسم زعيم جماعة الشريعة في بلجيكا، والذي حُكم عليه بالسجن عدّة مرّات وفقد جنسيته البلجيكية لتورّطه في تجنيد مُقاتلين متطرفين في سوريا.
كما بدأت تظهر في المشهد السياسي قوائم متشددة مثل قائمة فؤاد أحيدار، التي أحدثت مُفاجأة ضمن الانتخابات الأوروبية في يونيو (حزيران) 2024، حيث فازت لائحة حزبه الجديد بـ 5 مقاعد. وحزبه منشق عن الاشتراكيين الديمقراطيين البلجيكيين بعد أن تمّ طرده منه بسبب توجّهاته المُتطرّفة.
ويُقلق هذا الاختراق ألين، ممثلة منتخبة لبلدية أندرلخت في بروكسل، التي تُلقي باللوم على أصحاب السلطة الذين قرروا عمداً التعامل مع الناخبين الإسلامويين، قائلة بغضب "فريق فؤاد أحيدار هو بمثابة سرطان لبلدنا". وبرأيها فإنّ النظام السياسي البلجيكي، الفيدرالي الثلاثي اللغات - الفرنسية والهولندية والألمانية – يتميّز بالتعقيد الذي يُساعد على دخول الإسلاميين وجماعات الضغط.
La société belge, coincée entre la pression woke et l’islamisme, semble tétanisée.
→ https://t.co/t3AZnMUIy4 pic.twitter.com/Np4jiObYsU
من جهته، يقول جوليان إنّه لا يملك الكلمات القاسية الكافية لوصف السياسيين اليساريين في بلجيكا، مُعتبراً أنّ "ما يحدث في هذا البلد كارثي".
ويشكو محقق الشرطة الجنائية في منطقة والونيا، من قمع الصحافة من قبل اليسار الإسلامي بفضل ما تُمارسه جماعة الإخوان من نفوذ كبير، حتى أنّ منظمة "الائتلاف المُناهض للإسلاموفوبيا"، التي تمّ حلّها في فرنسا، قد وجدت ملجأ لها في بلجيكا، وأطلقت على نفسها اسم "الائتلاف ضدّ الإسلاموفوبيا في أوروبا".
ويُورد مثالاً حول تصاعد دور الإخوان في المُجتمع، ما تقوم به لصالح الإسلام السياسي النائبة البلجيكية فريدة طاهر، زعيمة المجموعة الخضراء في برلمان بروكسل وعضوة مجلس الشيوخ، وهي التي تلقّت تدريباً لمدة 4 سنوات في أكاديمية العلوم الإسلامية والثقافية في بلجيكا.
وتُعتبر الجامعة البلجيكية، مثل المدرسة، هدفاً مميزاً للتوسّع الإخواني. ففي 8 فبراير (شباط) الماضي، شاركت نادية جيرتس، وهي ناشطة نسوية علمانية، في تنظيم مؤتمر حول الصعوبات التي يُواجهها المُعلّمون عندما يواجهون مطالب طلابهم، وخاصة تلك المرتبطة بالهوية والدين.
«La France devrait regarder ce qu’il se passe chez nous, vous ne serez pas épargnés» : comment l’islam s’est imposé en Belgiquehttps://t.co/wQ5vPm8SfU
— Pierre Nerval (@PNerval) March 21, 2025وذكرت أنّ كثيرين منهم قد توقفوا عن اصطحاب طلابهم الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً إلى متاحف الفنون الجميلة، بسبب "الخطر الكبير المُتمثّل في حدوث اضطرابات أمام التماثيل العارية المنحوتة أو المرسومة، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً"، وذلك بالإضافة إلى رفض بعض الطلاب دراسة مواد مُعيّنة لأسباب دينية، حيث يقولون إنّ مُناقشة تلك المواضيع "حرام".
وتُحذّر جيرتس من أنّ "النظام التعليمي البلجيكي يُشجّع على دخول الإسلاميين إلى المدارس، لأنّ مُدرّسي الدين لا يخضعون لسلطة إدارة المدرسة أو وزير التعليم، بل لسلطة هيئة القيادة الدينية، التي تستطيع وحدها التحكّم في محتوى الدورات المُقدّمة داخل البلديات للعاملين في المدارس".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإخوان بلجيكا الاتحاد الأوروبي تنظيم الإخوان الاتحاد الأوروبي بلجيكا فی بلجیکا الم سلمین فی الم التی ت
إقرأ أيضاً:
طور الانقلاب الثقافي..عمان بين الميلاد والإسلام
التاريخ العماني القديم.. لا تزال الدراسات المنهجية فيه مبكرة، وهو ينقسم إلى:
- ما قبل الميلاد.. وهذا لا أدلة عليه إلا من الآثار، وعلم الآثار.. في عمان لا يزال يافعاً، فالتنقيبات الآثارية عمرها حوالي نصف قرن، كما أن معظم المكتشف منها لم يخضع للربط الحضاري، ولم يوضع في سياقه التاريخي، إلا قليلاً، وأهم كتاب صدر في هذا المجال هو «في ظلال الأسلاف.. مرتكزات الحضارة العربية القديمة في عمان» للفرنسي سيرج كلوزيو (ت:2009م) والإيطالي موريسيو توزي (ت:2020م).
- ما بين الميلاد والإسلام.. وقد غلب على هذه الحقبة الأسطرة بحسب السردية العربية الكلاسيكية، ولكنها لم تعدم من بعض الأدلة الآثارية، ومن المقارنة مع التاريخ العام للمنطقة.
قَسمّتُ التاريخ العماني سبعةَ أطوار كبرى على أساس المعالم الثقافية لكل طور:
1. طور ما قبل التاريخ.. يبدأ من أول وجود الإنسان على الأرض العمانية حتى نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهو طور لا نعرف من معالمه إلا القليل.
2. طور التأسيس.. يبدأ بانبثاق الحضارة العمانية مع بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد لينتهي بالميلاد، وهذا الطور تحصّلت له مادة آثارية كشفت عن أهميته؛ بحيث عددتُه أساساً للأنظمة العمانية؛ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في أطوارها اللاحقة.
3. طور الانقلاب الثقافي.. يبدأ بميلاد المسيح وينتهي بظهور الإسلام، وهو محل حديثي هنا.
4. طور التحوّل الإسلامي.. يبدأ بدخول عمان الإسلام، لينتهي بفتنة عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي عام 272هـ، وهذا الطور.. نقل الثقافة العمانية نقلة معرفية كبرى، بحيث أصبح كثير من التاريخ العماني مقروءاً من خلال مدونات العمانيين.
5. طور الاضطراب السياسي.. ما بين عامي 272-1034هـ، وفيه دخلت عمان في حروب أهلية وهيمنة خارجية متوالية، وابتليت سواحل عمان بالاستعمار البرتغالي.
6. طور مواجهة الاستعمار.. يبدأ بقيام الدولة اليعربية، وينتهي بنهاية حكم السلطان سعيد بن تيمور (ت:1972م)، وهو طور انبعاث جديد للأمة العمانية؛ بحيث أشادت دولة مركزية كبرى، ولكن بانهيارها دخلت عمان في حروب أهلية وهيمنة خارجية مرة أخرى.
7. طور الدولة الحديثة.. الذي نعيشه، بدأ بحكم السلطان قابوس بن سعيد (ت:2020م) لعمان عام 1970م، ممتداً لعهد مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق أعزّه الله.
المقال.. خصصته لما بين ظهور عيسى بن مريم والنبي الخاتم، ولأن عمان شهدت خلال هذه الحقبة انقلاباً ثقافياً، شمل الدين واللغة والسياسة والمجتمع؛ أسميته «طور الانقلاب الثقافي». وعمان.. كانت يقطنها سكانها القدماء، وهي بلاد غير مغلقة، فقد شهدت باستمرار هجرات؛ منها وإليها، إلا أنها مرت بوضع استثنائي خلال هذه الحقبة، حيث كثرت الهجرات إليها مما أدى إلى تغيّر سريع في بُنية المجتمع، ومن ملامح هذا الطور:
- الخارطة الجيوسياسية.. إن مما ترك أثراً على التصور الذهني للعمانيين عن بلادهم مجاورتها لفارس، التي كانت تقتسم مع بيزنطة المنطقة، وكان للفرس معسكرات على الشواطئ الشمالية لعمان، فساد التصور بأن المدخل لفهم تأريخ عمان ما قبل الإسلام هو علاقتها بفارس، بيد أنه لم يكن للفرس تأثير يُذكر، واقتصر وجودهم على إقامة بعض المعسكرات على الشاطئ؛ تسمى «دساكر» مفردها «دسكرة» وبالفارسية «دستجرد»؛ والذي سميت به منطقة في صحار. في حين أن الدور الأكبر في تشكّل ملامح عمان الثقافية ما قبل الإسلام يعود لمملكة الحِيرة بالعراق وملوكها اللخميين اليمانيين. لقد تمدد حكم الأزد إلى عمان، وأصبح لها نفس الدور الذي شغلته الحِيرة مع فارس، والذي اقتصر على الجانبين السياسي والعسكري دون أن يؤثر على البُنية القبلية والثقافية للاجتماع العماني، والتي تغيّرت بسبب الهجرات العربية.
- الهجرات العربية.. يبدأ تاريخ عمان ما بعد الميلاد بالقصة التي بدأ بها تاريخ الحِيرة، وهي الهجرات اليمانية بالزعامة الأزدية، وبنفس قصة مالك بن فهم وحكمه للحِيرة. ويبدو أن انتشار الأزد في المنطقة ألقى بظلاله المشتركة بين تاريخ المملكتين، كما جعل الثقافة اليمانية المُشرَّبة بالمؤثرات الشمالية لجزيرة العرب تسود عمان. وهذا عائد إلى تمدد نفوذ الأزد إليها من الحِيرة، لكن ما لبث أن شكل استقلالاً سياسياً على يد المعاول اليمانيين.
تركزت الهجرات اليمانية الجنوبية والنزارية الشمالية التي فاضت بهما الحِيرة على عمان خلال القرنين الثالث والرابع الميلاديين، لتشكّل فاصلاً بين العهد السابق والعهد اللاحق حينذاك، والذي ظل مؤثراً حتى عصرنا.
- الانقلاب الثقافي.. في هذا الطور حصل تحول ثقافي في عموم الجزيرة العربية، إذ إن عرب الشمال ظهروا ثقافياً فيها، مما أدى إلى تبدّلٍ اجتماعي، انعكس على عمان؛ حيث تغيّرت ثقافياً، فأفَلَتْ الملامح الاجتماعية القديمة لتحل محلها ملامح جديدة. ومصطلح «عرب الشمال» لا يعني القبائل الشمالية وحدها، وإنما يدل على بُعد ثقافي، حيث بدأت الثقافة الشمالية تتغلب على الثقافة الجنوبية، وربما يعود ذلك إلى قيام ممالك قوية في الشمال؛ مثل: مملكة الحِيرة في العراق ومملكة الغساسنة في الشام، رغم أن الأسر الحاكمة فيهما يمانية.
لقد ظهر تأثير هذا الانقلاب على اللغة، فبدأت تضعف اللغة الجنوبية أمام اللغة الشمالية؛ وهذه الأخيرة هي التي نزل بها القرآن؛ بمعظمه، وكُتِب بالخط الذي كُتِبت به. وقد لحق هذا التأثير المعاجم العربية التي جُمعت بعد الإسلام، حيث إن اللغات الجنوبية؛ ومنها العمانية لم تنل حظها من الجمع المعجمي. ومن هذا التأثير.. أن ترك الناس أسماءهم القديمة؛ مثل: شعر أوتر، ومعد يكرب، ويهرحب، ويحضب، لتحل محلها أسماء مثل: زيد وعبد ونصر وعمرو.
- خط المسند.. ظهر قبيل الميلاد، وانتشر في ربوع عمان، وأصبحت الحوائط الصخرية بجبالها مكتبة تحتفظ بالنقوش المسندية، وقد عُثِر على كثير منها في الجبال؛ مثل: الشارقة ووادي السحتن ووداي بني خروص والحمراء وبَهلا وظفار. خط المسند انتشر في الجزيرة العربية وعموم المنطقة، لكن قيام الممالك الشمالية في الجزيرة؛ والتي اعتمدت الخط الآرامي وسلالته، أدى إلى انحسار خط المسند منها شيئاً فشيئاً، والذي استمر وجوده في اليمن حتى صدر الإسلام.
يبدو أن انحسار خط المسند من عمان بدأ قبيل الإسلام، نتيجة تأثر العمانيين بالحِيرة، فقد كانوا قبل الإسلام ممثلين دينياً في كنيسة العراق. وهذا استدعى ذهاب بعضهم للتعلم هناك، خاصةً أن الحِيرة كانت «مملكة دينية»، اهتم سكانها بنشر الدين النصراني وتعليم الناس، فانتشر حينذاك خط الجزم الذي كتب به المصحف الشريف، والجزم سليل الخط الآرامي؛ الذي بدأ دخوله إلى عمان منذ وقت متقدم.
- التحول الديني.. حتى الآن لم تظهر وثائق أو أدلة آثارية قاطعة على طبيعة الدين الذي ساد عمان قبل الميلاد، وإن كانت الاكتشافات الآثارية يستشف منها بعض الدلالات الدينية. أما بعد الميلاد.. فوجد بعض الآثارية والوثائق الدالة على وجود النصرانية النسطورية بعمان؛ في شمالها ممثلة بكنسية العراق، مع وجود كنيسة أخرى في ظفار. كما أنه بوجود الفرس في الساحل الشمالي لعمان وجدت فيه المجوسية «الزرادشتية»، لكنها لم تنتشر بين العمانيين إلا نزراً يسيراً لأنفة العرب عن اتباع الأعاجم، ولأن الزرادشتية ديانة غير موحدة لله بعكس النسطورية، حيث كان العرب أقرب للتوحيد.
أما ما يذكر عن عبادة الأصنام في عمان قبيل الإسلام؛ بحسب «قصة مازن بن غضوبة» فلا تثبت، لعدم منطقيتها ولتعارضها من الأدلة القرآنية، انظر: «هل تكلم الصنم» بجريدة «عمان»، بتاريخ: 17/ 1/ 2023م. كما أن عبادة الأصنام قد انكشحت من جزيرة العرب قبل الإسلام، انظر: «الصنمية لدى العرب.. عشية البعثة المحمدية»، بجريدة «عمان»، بتاريخ: 12/ 10/ 2024م.