جاء ذلك في حلقة (2025/3/25) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، والتي تناولت مفهوم بناء الإنسان المسلم، وأهمية التربية والتعليم في تحقيق النهضة الحضارية.

وأشار الدكتور بكار إلى أن العالم اليوم يشهد تحولا كبيرا في مفهوم الثروة الوطنية، فبعد أن كانت تعتمد على الموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن، أصبحت تعتمد بشكل أساسي على الإنسان وإمكاناته الفكرية والإبداعية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل الإسلام في صدام مع الحداثة؟ ولماذا يرفضها بعض مفكرينا؟list 2 of 4المفكر المغربي حسن أوريد: الاستعباد الطوعي نتاجٌ للكبوات العربيةlist 3 of 4ليس منة ولا فضلا.. الرفق بالمرأة علامة الرجولة الكاملةlist 4 of 4إصلاح واقع "الأسرة" بين ضيق العلمنة ورحابة الائتمانيةend of list

ويرى إن الدول الأكثر تقدما ليست تلك التي تمتلك موارد طبيعية ضخمة، بل التي استطاعت الاستثمار في الإنسان وتعليمه وتأهيله.

وأوضح الدكتور بكار أن الإسلام كان سبّاقا في التركيز على الإنسان باعتباره محور البناء الحضاري، مشيرا إلى أن أكثر من 95% من آيات القرآن الكريم تتناول الإنسان من حيث العقيدة والعلاقات والأخلاق والتحديات التي تواجهه.

وشدد المفكر الإسلامي على أن الفرق بين الدول المتقدمة والمتخلفة يكمن في طريقة التعامل مع الإنسان وتنمية قدراته.

براءات اختراع

وضرب مثالا على ذلك بالفارق الكبير في عدد براءات الاختراع بين الدول الإسلامية والدول المتقدمة، حيث أشار إلى أن بعض الدول العربية الكبرى سجلت فقط بضع براءات اختراع في عام واحد، بينما سجلت دول مثل كوريا الجنوبية آلاف البراءات.

إعلان

وأكد الدكتور بكار أن التربية تبدأ من الأسرة، حيث تتشكل شخصية الطفل في سنواته الأولى، محذرا من أن إهمال الأسرة لدورها في التنشئة الصحيحة يؤدي إلى انتشار الفوضى والجهل والتخلف.

كما أشار إلى أن التكنولوجيا الحديثة، رغم فوائدها، أصبحت تشكل خطرا على التربية، حيث باتت تشغل الأمهات عن أبنائهن، مما يؤثر سلبا على عملية التنشئة.

وذكر أن الهاتف المحمول أصبح له تأثير سلبي جدا على الحياة الأسرية، حيث "يسرق الوقت والانتباه من الأمهات والآباء".

وأضاف أن ضعف المؤسسات التعليمية وانتشار الأمية كانا من العوامل الرئيسية في تخلف الأمة الإسلامية، لافتا إلى أن النهوض الحضاري لن يتحقق إلا عبر إصلاح سياسي حقيقي وتعليم متطور يواكب العصر.

ضعف الحوكمة

وفي حديثه عن واقع الأمة، أوضح الدكتور بكار أن معظم الدول الإسلامية تعاني من ضعف في الحوكمة وعدم تأهيل الحكومات للنهوض بشعوبها، مما يعرقل أي جهود للإصلاح.

كما أكد أن غياب النماذج الناجحة في المجتمع أدى إلى تراجع القيم الإيجابية لدى الشباب، مشيرا إلى أن "الأمم لا ترتقي بالأفكار فقط، بل بالنماذج العملية التي تجسد هذه الأفكار".

وضرب مثالا بنجاح غزة في الحفاظ على هويتها الإسلامية والتربوية رغم التحديات والحصار المفروض عليها، مشيرا إلى أن صمود سكانها وثباتهم هو نتاج لتربية واعية قائمة على العقيدة والإيمان.

كما شدد على أهمية تكريم النماذج الناجحة في المجتمع، مطالبا بأن يسلط الإعلام والحكومات الضوء على الأشخاص الذين يقدمون مساهمات إيجابية، بدلا من التركيز على المشاهير الذين لا يقدمون فائدة حقيقية للأمة.

وأكد الدكتور عبد الكريم بكار أن بناء الإنسان المسلم لا يعني عزله عن العالم، بل يجب أن يكون متفاعلا مع مستجدات العصر، متسلحا بالعلم والقيم، وقادرا على المساهمة في بناء حضارة إسلامية رائدة.

إعلان 25/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحديات ومعاناة يعيشها مرضى السرطان في اليمن

وتشير تقديرات إلى أن وفيات مرضى السرطان في اليمن تصل إلى 12 ألف حالة سنويا، وهو ما لا يقل عن عدد ضحايا الحرب.

12/6/2025

مقالات مشابهة

  • د.طوقان ينعي الدكتور عبد الكريم مرعي
  • رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تحمل «داخلية الدبيبة» مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبها «العمو»
  • عضو اللجنة الإشرافية العليا للأنشطة والمدارس الصيفية عبدالله عبيد: المدارس الصيفية.. حصن الأمة في مواجهة تحديات العصر وبناء جيل القرآن
  • تربية نوعية أسيوط تنظم معرضها العلمي السنوي الأحد
  • مفيش تربية | انفعال إعلامي شهير بسبب فيديو مثير يخص الأهلي
  • تحديات ومعاناة يعيشها مرضى السرطان في اليمن
  • تربية دمشق مستمرة في تسليم البطاقات الامتحانية لطلاب شهادة التعليم الأساسي
  • هنعمل إيه" لـ آدم البنّا تتصدّر التريند على منصة "إكس" وتتجاوز نصف مليون مشاهدة على يوتيوب
  • الجزائر من الدول الإفريقية القليلة التي لا تعاني من ضغوط المديونية الخارجية