6 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في السنوات الأخيرة، باتت الشهادات العليا الصادرة عن الجامعات الأجنبية مثارًا للجدل، بعد أن أُثيرت العديد من الأسئلة حول طبيعة من يحصل عليها، خاصة عندما يتبين أن بعض هؤلاء حصلوا على ألقابهم العلمية بالمال، وليس بالاستحقاق، فقد أصبحت هذه الشهادات مدخلًا للوجاهة الاجتماعية والسياسية، أو حتى وسيلة لزيادة الرواتب والتعيينات في المناصب الحكومية.

وتشير تقارير إلى أن الحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه من بعض البلدان بات أسهل من أي وقت مضى، بل وأصبح متاحًا لمن يملك المال، مما أدى إلى ظهور قضايا تسلط الضوء على تجار الشهادات، الذين يبيعون هذه الألقاب مقابل مبالغ مالية قليلة نسبيًا.

وتشير المعلومات إلى أن البلدان التي تشتهر بذلك هي لبنان وتركيا وإيران، فضلاً عن أوكرانيا وروسيا والهند، حيث يستطيع الطالب دفع مبالغ لا تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات للحصول على شهادة دون عناء أو دراسة حقيقية.

ونقل عن المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، حيدر العبودي، قوله إن الوزارة تضع ضوابط صارمة بخصوص الاعتراف بالشهادات الأجنبية.

وأوضح العبودي أن الشهادات التي تصدر عن جامعات غير معترف بها من قبل الوزارة لا يمكن معادلتها، ما يضع آلاف العراقيين الذين حصلوا على شهادات من جامعات غير معترف بها في مأزق، لا سيما أولئك الذين قدموا إلى الخارج بنية العودة للحصول على وظائف مرموقة.

“الطالب الذي يدرس في جامعة غير مدرجة في دليل وزارة التعليم العالي لن يتم الاعتراف بشهادته”، أضاف العبودي.

ولكن في الواقع، تشير شهادات العديد من الخريجين إلى أن هذه القواعد لم تُطبق بصرامة دائمًا. فالكثير من الطلاب العراقيين، بحسب بعض التقارير، يحصلون على شهاداتهم بعد دراسة قصيرة أو بمساعدة من مكاتب خاصة تقوم بالنيابة عنهم بإعداد الأبحاث والرسائل الدراسية مقابل رسوم مالية، مما يجعل العملية أسهل وأكثر ربحية.

وتعتبر هذه الظاهرة عبئًا حقيقيًا على النظام التعليمي، حيث تُمثل تهديدًا لجودة التعليم وتضر بمصداقية الشهادات الأكاديمية.

وأفادت مصادر تعليمية عراقية أن الشهادات الصادرة عن جامعات أهلية غير معترف بها قد تسببت في أزمة ثقة في سوق العمل، إذ يتعرض الكثير من حملة الشهادات العليا الحقيقية إلى تساؤلات تشكك في مؤهلاتهم الأكاديمية.

وقال أحد الباحثين الاجتماعيين: “الطلاب الذين درسوا بجد وقدموا سنوات من العمل الشاق يجدون أنفسهم في نفس الفئة مع أولئك الذين اشتروا شهاداتهم، وهذا يخلق فجوة كبيرة في سوق العمل”.

وتتفاقم هذه المشكلة بسبب ما وصفه البعض بـ “الفساد المؤسسي” الذي يسمح للبعض بالتحايل على الأنظمة والقوانين. وكتب ناشط على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “من يملك المال يستطيع أن يصبح دكتورًا، بينما نحن الذين تعبنا لسنوات نجد أنفسنا في نفس المرتبة مع من اشتروا الشهادات”.

في حين تحدثت مواطنة عراقية عن تجربتها: “كان من المفترض أن تكون الشهادات العليا مؤشرًا على الجدارة والتفوق، لكن الواقع أظهر لنا أن المال هو العامل الحاسم اليوم”.

وفقاً للإحصاءات الحكومية، فإن هناك ازديادًا ملحوظًا في عدد الطلاب العراقيين الذين يحصلون على شهادات من الخارج. وذكرت التقارير أن 18% من الطلاب العراقيين الذين يدرسون في الخارج يختارون جامعات غير مدرجة ضمن الدليل الرسمي للوزارة، ما يجعلهم عرضة لرفض معادلة شهاداتهم عند العودة.

 

 

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

خالد أبو بكر: لن تؤثر حملات التشويه الخارجية في وعي المصريين ..فيديو

قال الإعلامي خالد أبو بكر، إن المصريين قد أدركوا بوعي كامل أن قضايا الأمن القومي لا تحتمل التسييس أو التلاعب، وأن الاصطفاف خلف القيادة السياسية وقت الأزمات أمر محسوم وغير قابل للنقاش.


وأضاف أبو بكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة النهار، أن الشعب المصري يفرّق بين النقد المشروع للسياسات الداخلية، وبين الاصطفاف الوطني عند التهديدات الكبرى، لافتاً إلى أن المصريين ينتقدون أوضاعهم المعيشية في وطنهم بحرية، لكن حين يتعلق الأمر بالأمن القومي، فلا صوت يعلو فوق صوت الدولة.


وتابع، أنّ ما يقوم به تنظيم الإخوان الدولي من تمويل وتحريض ودعم للعمليات التخريبية والإرهابية، على مدار 12 سنة، لم ولن يُجدي نفعاً، لأن المصريين اكتسبوا مناعة ضد محاولات اختراق وعيهم الوطني.


وذكر، أنّ وجود جيش قوي، وشرطة تضحي من أجل المواطن، ومؤسسات أمنية محترفة، ورئيس يُمثل كل المصريين، هو ما يجعل مصر صامدة: "في قضية الأمن القومي المصري، نحن وراء رجل واحد، عبد الفتاح السيسي، عن اقتناع ووعي تام".

خالد أبو بكر : تنظيم الإخوان الدولي يلجأ إلى بث الأكاذيب لإثارة الفوضى بمصرخالد أبو بكر: الإخوان تخوض معركة ثأر شخصية ضد الرئيس السيسيخالد أبو بكر : الإخوان تحرض على سفاراتتا وتستغل أوجاع أهالي غزةخالد أبو بكر من المستشفى: "المرض كسرني.. ولن أنسى هذه المواقف"


 

طباعة شارك خالد أبو بكر الأمن القومى الرئيس السيسى

مقالات مشابهة

  • أراضي العراقيين بقبضة السلاح.. مواجهة بين «الحشد» والشرطة تفضح المستور
  • الدبيبة يبارك نجاح الطلاب بامتحانات الشهادات ويشيد بجهود التعليم
  • تصعيد بوقت خاطئ.. هل يُعيد مقتل 6 مصريين على يد الشرطة مشهد يناير؟
  • رؤساء جامعات إسرائيلية يطالبون نتنياهو بحل مشكلة الجوع في غزة
  • إدارات تعليمية تدعو طلاب الأول والثاني ثانوي لاختبار تحديد الميول المهنية والأكاديمية عبر «مدرستي»
  • خالد أبو بكر: لن تؤثر حملات التشويه الخارجية في وعي المصريين ..فيديو
  • امتعاض نجل الزوكا يشكّك في مصداقية وثائقي المعركة الأخيرة لصالح
  • وزير الخارجية السعودي: الكارثة الإنسانية في فلسطين تهدد مصداقية النظام الدولي
  • أمريكا:ميليشيا حشد كتائب حزب الله منظمة إرهابية ويجب محاسبتها على قتل العراقيين
  • بعد دخول الشاحنات إلى غزة.. أحمد موسى: حملات التضليل لم تؤثر في المصريين