موقعها أشبه بواحة صحراوية آية في الجمال وتعد واحدة من أكثر القرى الفلسطينية تنوعا بيئيا وحيويا في الضفة الغربية، لما تتمتع به من موقع جغرافي مميز، وتنوع في التضاريس، وخصوبة في التربة، ومصادر المياه المتعددة.

العوجا بلدة فلسطينية تتبع محافظة أريحا في الضفة الغربية وتبعد نحو 12 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة أريحا على الطريق الإقليمي الشرقي الذي يربط بيسان مع البحر الميت بمحاذاة نهر الأردن، وتربطها بشمال منطقة الأغوار، وكذلك على الطريق الذي يربط فلسطين المحتلة عام 1948 شمالا بمدينة أريحا، ووصولا إلى مدينة بئر السبع جنوبا عبر أحد أهم الطرق "شارع 90"، ما يجعل من القرية ممرا ضروريا للآلاف يوميا، وسوقا اقتصاديا حيويا أيضا.



تعود جذور العوجا التاريخية إلى عهد الإمبراطور الروماني هيرودس الكبير، إذ يوجد في القرية موقع أرخليس، وهي بلدة هيروديانية أسسها هيرود أرخيلاوس، وأصبحت الآن موقعا أثريا في الضواحي الشمالية للعوجا (خربة البيودات).

 ويعمل معظم سكان العوجا  في الزراعة، كذلك يقطنها بعض البدو الرحل بعضهم استقر فيها والبعض الآخر انتقل إلى مواقع أخرى في الضفة الغربية ويعودون في أصولهم إلى عرب الكعابنة.


                                        مشاهد لقرية العوجا في الأغوار الوسطى.

بلغ عدد سكانها عام 1931 حوالي 253 نسمة، ارتفع إلى 290 نسمة عام 1945، وبلغ عام 1967 حوالي 267 نسمة، ثم 958 نسمة عام 1987، وفي عام 1996 وصل إلى 1,567 نسمة. ويقدر عدد سكان القرية حاليا بالإضافة إلى الخِرب والمزارع الواقعة ضمن منطقتها الإدارية 5,000 نسمة.

في أعقاب حرب عام 1948 وبعد اتفاقيات الهدنة عام 1949 خضعت العوجا للحكم الأردني. وتم ضمها إلى الأردن عام 1950 ضمن قرار الوحدة. وبعد عام 1967 وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 1997 وبعد توقيع اتفاقية "أوسلو"، شكل اللاجئون 24.7% من السكان. وتم نقل 15.5% من منطقة العوجا التي تقع في  المنطقة "أ " إلى السلطة الوطنية الفلسطينية في صفقة عام 1994 والتي شملت أيضا أريحا وغزة . أما النسبة المتبقية البالغة 84.5% من العوجا فهي المنطقة "ج"، والتي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.


                                    الاحتلال يحرم سكان العوجا من المياه للزراعة.

وتدخل بلدية العوجا ضمن مخطط الضم الاستيطاني، فالاحتلال سبق هذه الخطة، وضم أراضي عدة تحت هيمنته، إذ نهب المستوطنون خلال الفترة الحالية نحو 2000 دونم في منطقة رأس العين، لإقامة مستوطنات زراعية، ومهبط للطيران، وذلك لقربها من المستوطنات المقامة حاليا.

وتواجه العوجا خطرا حقيقيا، جراء خطة الضم، فالمناطق المهددة بالاستيلاء، ويطمع الاحتلال في نهبها هي، منطقة رأس العين، حيث يستولي الاحتلال على 20 ألف دونم من مساحتها، إلى جانب المنطقة السهلية الزراعية الشرقية، وذلك بفعل مجاورتها لحدود الأردن، ولقربها من مشروعات البنى التحتية والشوارع الرئيسة للمستوطنات الجاثمة على أراضي العوجا.

الاحتلال يسعى إلى تذويب حدود البلدة مع الأردن، وبالتالي القضاء على مساعي إقامة دولة فلسطينية، فيما سيفرض على الفلسطينيين سكان البلدة الحكم الذاتي الإسرائيلي، وفرض سلطته الأمنية والمدنية والإدارية على سكان البلدة.

أما ينابيع عين العوجا البالغة 27.5 كيلو مترا، والتي تعد المصدر الأساسي للثروة الزراعية والحيوانية لقرية العوجا، فهي مغتصبة من قبل قطعان المستوطنين، الذين نقلوها إلى المستوطنات الخمس الجاثمة على أراضي العوجا، وهي "تومر"، و"نتيف"، و"نعران"، و"إيطاف"، "عومر".

وأحد من أشهر ينابيع المياه في الضفة الغربية وهو نبع العوجا الشهير.


                         ينابيع عين العوجا المصدر الأساسي للثروة الزراعية والحيوانية.

وقد شكل هذا النبع موطنا لعشرات أنواع الطيور والحيوانات البرية على مدار سنوات طويلة، كما أنه المصدر الرئيس لمياه الثروة الحيوانية في التجمعات البدوية المحيطة، إضافة إلى كونه واحدا من أهم المرافق السياحية والترفيهية لآلاف الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية كافة.

وقد انخفض تدفق المياه في نبعة العوجا بشكل كبير اليوم، وتحول ما حولها إلى صحراء قاحلة، بعد أن حفرت شركة المياه الإسرائيلية آبارا ارتوازية عدة على الحوض الذي يغذي النبع، لتمد مستوطناتها بالمياه، والتي تزرع عشرات آلاف الدونمات في تلك المنطقة بالنخيل، والأعشاب الطبية، والزيتون، والورد، والعنب، فيما يجبر أهالي العوجا على شراء المياه المسلوبة منهم، لتوفير احتياجاتهم الضرورية.

وتعد عين العوجا من المناطق الطبيعية الجميلة في محيط أريحا ومياهها متدفقة طوال العام، كونها تأتي من جبال القدس والخليل وبيت لحم، وتسيل إلى أن تغذي عيون المياه الممتدة في محافظة أريحا والأغوار التي تعد أخفض نقطة في العالم.

وتكثر في البلدة  زراعة الخضراوات وبيارات الحمضيات والموز والبيوت البلاستيكية والتي يستمر استعمالها على مدار العام، وتقع فيها مزارع الموز والحمضيات.

تتعرض البلدة وقرية رأس العوجا المجاورة لهجمات متكررة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، ويشمل ذلك منع الوصول إلى مصادر المياه، والضخ الذي يتسبب في جفاف الينابيع المحلية، وتدمير المنازل، ومصادرة المعدات الزراعية، وإتلاف الماشية، واقتلاع أشجار الزيتون والنخيل، والتدخل في الرعي والهجمات العنيفة على المدنيين الفلسطينيين. في عام 2024، تم إنشاء بؤرة استيطانية غير قانونية بالقرب من العوجا والتي يشن منها المستوطنون و"شباب التلال" هجمات على السكان، بما في ذلك إلقاء النفايات في النبع المحلي.

ورغم الحصار الخانق الذي تعيشه العوجا وانعزالها عن باقي مدن وقرى الضفة الغربية، ورغم السنين العجاف التي مرت ولا زالت تمر على فلسطين لا زال نبعها ينبض بالحياة، ويأبى الجفاف والزوال.

المصادر

ـ  حمزة زبيدات، "بلدة العوجا في الأغوار الفلسطينية فرص استثمار وتنمية مستدامة وتحديات بيئية"، مجلة آفاق البيئة والتنمية، 1/5/2023.
ـ "النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017"، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ـ فادي العصا، "مياهها متدفقة طوال العام.. تعرف على عين العوجا أكبر محمية طبيعية في الضفة الغربية"، الجزيرة نت، 30/5/2022.
ـ  سلمان ابو ستة، أطلس فلسطين.
ـ وليد الخالدي، كي لا ننسى.
ـ "قرية العوجا"،  موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطينية التاريخية قرية العوجا فلسطين تاريخ هوية قرية العوجا تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

العدو الإسرائيلي يضيق الخناق على محافظات الضفة الغربية

الثورة نت /..

تواصل قوات العدو الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، فرض إجراءات تعسفية عند حواجزها العسكرية على مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة، وتغلق معظم بوابات القرى والبلدات.

ففي محافظة رام الله والبيرة، شددت قوات العدو الإسرائيلي، إجراءاتها العسكرية على مداخل مدينتي رام الله والبيرة، وعدة مناطق في المحافظة، عبر نصب حواجز عسكرية وإغلاق بوابات، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات العدو نصبت حاجزا عسكريا عند مدخل مدينة روابي، شمال غرب رام الله، وأغلقت حاجزي عين سينيا وعطارا شمالا بالبوابات الحديدية، وكذلك البوابة الحديدية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

كما أغلقت قوات العدو الإسرائيلي حاجز جبع شمال القدس المحتلة بالبوابة الحديدية التي وضعتها على الحاجز العسكري المقام على مدخل البلدة، وكذلك البوابة الحديدة عن حاجز كراميلو المدخل الشرقي لبلدة الطيبة شرق رام الله.

وبذلك تغلق قوات العدو كافة مداخل ومخارج محافظة رام الله والبيرة وتفصلها عن باقي محافظات الضفة.

أما في أريحا واصلت قوات العدو تواجدها المكثف عند حواجزها العسكرية المحيطة بمداخل مدينة أريحا الرئيسية والفرعية منع المواطنين من الخروج منها.

وفي محافظة نابلس، شددت قوات العدو إجراءاتها العسكرية، ونصبت حواجز عسكرية في محيط المحافظة، وأغلقت معظم البوابات الحديدية المقامة عند مداخل القرى والبلدات.

وحسب وكالة “وفا”، يشهد حاجز دير شرف إغلاقا شبه كامل، كذلك حاجزا المربعة وعورتا جنوبا وبيت فوريك شرقا، وحواجز يتما وعقربا وزعترة جنوبا.

وفي طوباس شددت قوات العدو الإسرائيلي، اليوم السبت، إجراءاتها العسكرية عند حاجزي تياسير والحمرا العسكريين بالأغوار الشمالية.

وأفادت مصادر محلية، بأن العدو يواصل إغلاق الحاجزين لليوم الثاني على التوالي، أمام حركة المواطنين، حيث يشهد الحاجزان تشديدات عسكرية وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين، منذ أكثر من عامين.

وتواصل قوات العدو تشديد إجراءاتها العسكرية في محيط محافظة سلفيت، حيث تغلق المدخل الشمالي لسلفيت، ومداخل بروقين، وقراوة، وحارس، وكفل حارس، وديراستيا، وكفر الديك، وياسوف، ومردا الشرقية، ومردا الغربية.

كما تواصل قوات العدو تشديد إجراءاتها العسكرية في محيط محافظة قلقيلية، حيث تستمر قوات العدو إغلاق المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية، إلى جانب مداخل القرى الواقعة شرق المدينة، وهي: النبي إلياس، إماتين، والفندق–حجة، عبر بوابات حديدية، وتمنع تنقّل المواطنين الفلسطينيين، كما تطلق الرصاص الحي تجاه أي مواطن يحاول الاقتراب من الحواجز أو السير على الأقدام قربها.

وفي محافظة الخليل شددت قوات العدو الإسرائيلي إجراءاتها بحق الأهالي، وأغلقت الحواجز المقامة عند مداخل بلدات المحافظة وقراها، ومنعت تنقل المواطنين الفلسطينيين ووصولهم إلى المدينة أو خارجها.

ووصل عدد الحواجز والبوابات الحديدية، التي نصبها جيش العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى 898 حاجزا عسكريا وبوابة حديدية، منها 18 بوابة حديدية نصبها العدو منذ بداية العام الجاري 2025، منها (146) بوابة حديدية نصبها العدو بعد السابع من أكتوبر 2023، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

مقالات مشابهة

  • من بينهم امرأة وأسرى سابقون.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • مزارعو المسيل يحذرون من تصعيد جراء أزمة المياه وتعديات الينابيع
  • العدو الصهيوني يعتقل عددا من الفلسطينيين خلال حملة اقتحامات في الضفة
  • بالتزامن مع التصعيد ضد طهران.. الاحتلال يشدد الإجراءات في الضفة الغربية
  • ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
  • بالتزامن مع "هجوم إيران".. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل إغلاق الحواجز العسكرية المؤدية إلى الضفة الغربية
  • العدو الإسرائيلي يضيق الخناق على محافظات الضفة الغربية
  • الاحتلال يغلق الضفة لليوم الثاني وإصابة فلسطينييْن بقباطية وطولكرم