سنغافورة (رويترز)
استقر الملاذان الآمنان، الين والفرنك السويسري، قرب أعلى مستوياتهما في 6 أشهر اليوم الثلاثاء، بينما تكبّد الدولار خسائر كبيرة مع تفاقم مخاوف الركود في الأسواق المالية، عقب الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة.
وتشهد أسواق العملات استقراراً هشاً في التعاملات الآسيوية، بعد تقلبات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إذ عوّض الدولار بعض خسائره الفادحة، مقابل عملات الملاذ الآمن، بينما كان المتداولون يقيّمون التطورات.


وانخفضت أسواق الأسهم العالمية بحدة منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارات الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي. وردت الصين والاتحاد الأوروبي باقتراح فرض رسوم مضادة أعلى، وهو ما هدد ترامب بمواجهته برسوم جمركية أكبر.
وفي أسواق العملات أقبل المستثمرون على الين والفرنك السويسري خلال الأسبوع الماضي بحثاً عن ملاذ آمن من اضطرابات السوق.
وسجّل الين ارتفاعاً طفيفاً عند 147.325 مقابل الدولار ليقترب من أعلى مستوى في 6 أشهر عند 144.82 للدولار، والذي لامسه يوم الجمعة. وبلغ الفرنك السويسري في أحدث التداولات 0.85665 مقابل الدولار، مقترباً أيضاً من أعلى مستوى له في 6 أشهر الذي لامسه في الجلسة الماضية.
وعادة ما ينظر إلى الدولار على أنه من أصول الملاذ الآمن، لكن تلك المكانة تتراجع فيما يبدو مع تزايد حالة الضبابية بشأن الرسوم الجمركية، مما يثير المخاوف من تعثر النمو الاقتصادي الأميركي.
وارتفع اليورو 0.58% إلى 1.0967 دولار، بالقرب من أعلى مستوى له في 6 أشهر، الذي سجله الأسبوع الماضي، كما صعد الجنيه الإسترليني 0.4% إلى 1.2776 دولار، وابتعد عن أدنى مستوى له في شهر الذي سجله في الجلسة الماضية.
وقال ناثان ليم، رئيس قطاع الاستثمار في لونسيك إنفستمنت سولوشنز: «التقلبات الحالية ناتجة تماماً عن خيارات إدارة ترامب السياسية، مما يعني أنه في حال تغييرها، فمن المرجح أن ينعكس التأثير على الأسواق المالية أيضاً».
ويراهن المستثمرون على أن تزايد خطر التباطؤ الاقتصادي، قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية في مايو، وسيتراجع الدولار في ظل مواصلة التيسير النقدي خلال العام الجاري.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، 0.44% اليوم الثلاثاء. وهبط المؤشر بأكثر من 1% منذ إعلان الرسوم الجمركية.
وتراجع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي مقابل نظيرهما الأميركي خلال الأسبوع الماضي، لكنهما ارتفعا اليوم الثلاثاء.
وارتفع الدولار الأسترالي 1% إلى 0.6052 دولار لكنه ظل قريباً من أدنى مستوى له في 5 سنوات، الذي لامسه أمس الاثنين. كما ارتفع الدولار النيوزيلندي 1 إلى 0.5606 دولار قبل اجتماع للسياسة النقدية غداً الأربعاء حيث من المتوقع أن يخفض البنك المركزي النيوزيلندي أسعار الفائدة.
وتراجع اليوان إلى أقل مستوى له منذ 2023 بعد أن خفّف البنك المركزي قبضته قليلاً على العملة، فيما وصفه محللون بأنه محاولة لمواجهة ضربة تلقتها الصادرات نتيجة تصاعد الحرب التجارية.
وفي الأسواق الناشئة هبطت الروبية الإندونيسية إلى مستوى متدنٍ قياسي مع استئناف التداولات بعد عطلة رسمية.
وقال جيمس أثي، مدير قطاع الدخل الثابت في مارلبورو، إن هناك تفاؤلاً تجاه إمكانية التفاوض على تخفيض الرسوم الجمركية، لكنه أشار إلى استمرار المخاطر.
وأضاف: «البيانات الاقتصادية الرئيسية وردود فعل البنوك المركزية والتفاوض على الرسوم الجمركية، ستحدد كيفية انتهاء تلك الأزمة، إذا بدأ أداء أسهم قطاع الصناعات الدفاعية في التراجع بشدة، فسيشير ذلك إلى أننا انتقلنا إلى مرحلة بيع كل شيء».

أخبار ذات صلة الدولار يتراجع وسط اندفاع المتعاملين للملاذات الآمنة بعد رسوم ترامب الدولار يرتفع بعد بيانات قوية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدولار

إقرأ أيضاً:

50% .. لماذا رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم؟

في تصعيد جديد لسياسته الحمائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم لتصل إلى 50%، في خطوة تهدف إلى حماية الصناعات الوطنية، لكنها أثارت موجة انتقادات داخلية وخارجية، لا سيما من الاتحاد الأوروبي الذي لوّح باتخاذ تدابير مضادة. 
ويأتي القرار في ختام أسبوع سياسي صاخب شهد انتكاسات قضائية للإدارة الأمريكية، ويعيد تسليط الضوء على استراتيجية ترامب الاقتصادية المرتكزة على الضغط التجاري وتحقيق المكاسب التفاوضية من خلال التعريفات الجمركية.
مضاعفة الرسوم الجمركية لتعزيز صناعة الصلب
أعلن ترامب، خلال زيارة إلى مصنع شركة "يو إس ستيل" العملاقة في ولاية بنسيلفانيا، عن رفع الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب إلى الولايات المتحدة من 25% إلى 50%، وذلك بدءًا من الأربعاء المقبل الموافق 4 يونيو.

وقال ترامب أمام حشد من العمال: "سنرفع تعريفة واردات الصلب إلى 50%، ما سيشكل ضمانة أكبر لقطاع صناعة الصلب الأمريكي".

وأوضح لاحقًا عبر منصته "تروث سوشال" أن هذه الزيادة ستشمل أيضًا واردات الألمنيوم، مشددًا على أن "صناعاتنا للصلب والألمنيوم ستكون أقوى من أي وقت مضى"، وتشمل الرسوم الجديدة أيضًا مشتقات المعدنين، مثل العبوات المعدنية، وهو ما يشير إلى توسع في نطاق الحماية الجمركية.

ردود دولية غاضبة وتحذيرات أوروبية

أثار القرار الأمريكي استياءً واسعًا لدى الاتحاد الأوروبي، الذي أعرب عن "أسفه العميق"، معتبرًا أن هذه الإجراءات "تقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن".
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، السبت، إن الاتحاد الأوروبي "مستعد للرد"، وأضافت: "إذا لم يتم التوصل إلى حل مقبول للطرفين، فإن تدابير مضادة أوروبية ستدخل حيز التنفيذ تلقائيًا في 14 يوليو، أو حتى قبل ذلك إذا اقتضت الظروف".
وتأتي هذه التهديدات الأوروبية في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي توترات تجارية متصاعدة، وسط مخاوف من أن تؤدي السياسات الحمائية إلى تراجع حركة التجارة العالمية وزيادة التكاليف على المستهلكين.
الرسوم الجمركية ركيزة في سياسة ترامب الاقتصادية
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، جعل الرئيس ترامب من الرسوم الجمركية أداة رئيسية في سياسته الاقتصادية، مستخدمًا إياها وسيلة ضغط في المفاوضات التجارية لانتزاع تنازلات من الدول والشركات، وداعمًا إياها كوسيلة لحماية الصناعات الوطنية وتعزيز الإيرادات الفيدرالية.
وقال ترامب خلال كلمته في بنسيلفانيا إن "لن يفلت أحد من الرسوم الجمركية بعد زيادتها"، في إشارة إلى شمول القرار لجميع الدول المصدرة للصلب والألمنيوم.
لكن قرارته الجمركية واجهت عراقيل قضائية، حيث قضت محكمتان ابتدائيتان هذا الأسبوع بأن بعض رسوم ترامب غير قانونية، وإن كانت لا تزال سارية المفعول إلى حين صدور حكم نهائي في جوهر القضية.

اتفاق "يو إس ستيل" مع "نيبون ستيل".. تقارب مشروط بالسيادة الأمريكية

في كلمته ذاتها، أشاد ترامب بصفقة الشراكة المقترحة بين شركة "يو إس ستيل" الأمريكية ومنافستها اليابانية "نيبون ستيل"، والتي أعلن عنها في أواخر عام 2023 بقيمة تصل إلى 14.9 مليار دولار.
وقال الرئيس الأمريكي: "الأهم أن يو إس ستيل ستبقى تحت سيطرة الولايات المتحدة، وإلا لما أبرمت هذا الاتفاق".
وأكد أن "نيبون ستيل" تعهدت بضخ استثمارات تبلغ 14 مليار دولار في مستقبل الشركة الأمريكية، مع وعد بالحفاظ على مقرها الرئيسي في مدينة بيتسبرغ، وتوفير ما لا يقل عن 70 ألف وظيفة جديدة.
وأثناء عودته إلى واشنطن، صرح ترامب للصحفيين بأن الاتفاق النهائي لا يزال قيد المراجعة، مشيرًا إلى أنه "يتحتم عليه المصادقة عليه رسميًا"، لكنه تلقى "التزامات ضخمة جدًا" من الجانب الياباني.

تشكيك من نقابة العمال وتحذيرات من التفاصيل الغامضة

رغم الترحيب الرسمي بالاتفاق، أعربت نقابة "يونايتد ستيل ووركرز"، التي تمثل آلاف العمال في صناعة الصلب، عن قلقها من الصفقة.
وفي بيان رسمي، قالت النقابة: "من السهل إصدار بيانات صحافية والإدلاء بخطابات سياسية. لكن من الصعب الحصول على تعهدات ملزمة. الشيطان يكمن دائمًا في التفاصيل، وهذا يصحّ بشكل خاص بالنسبة لطرف سيء مثل نيبون ستيل".
وأكدت النقابة أنه لم تتم استشارتها أو إطلاعها على تفاصيل الصفقة، ما أثار شكوكًا حول مدى التزام الطرف الياباني بحماية الوظائف وضمان السيادة الأمريكية على الشركة.
مع تصعيد ترامب لسياسته الحمائية عبر مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة من المواجهات الاقتصادية مع حلفائها التجاريين، وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي. وفيما تسعى الإدارة الأمريكية إلى ترسيخ "السيادة الاقتصادية" عبر الصفقات والاستثمارات، تواجه تحديات داخلية من القضاء ومن النقابات العمالية المشككة. وتبقى بنسيلفانيا، الولاية الصناعية المحورية انتخابيًا، في قلب هذا التفاعل بين السياسات الاقتصادية والطموحات السياسية للرئيس العائد إلى البيت الأبيض.

طباعة شارك ترامب الرسوم الجمركية أوروبا

مقالات مشابهة

  • 50% .. لماذا رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم؟
  • الذهب يرتفع مع تهديد الرئيس الأميركي بمضاعفة الرسوم الجمركية
  • الدولار يتراجع مع تقييم المتداولين لتوقعات الرسوم الجمركية
  • أسعار الذهب ترتفع مع تزايد الطلب بسبب مخاوف الرسوم الجمركية
  • ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
  • تراجع صادرات سيول 1.3% بسبب الرسوم الجمركية على شحنات أميركا والصين
  • أعلى سعر سجّله الدولار اليوم الأحد 1-6-2025
  • الذهب يتراجع مع صعود الدولار رغم عودة التوترات التجارية
  • الدرهم يتراجع بنسبة 0,4 في المائة مقابل الأورو
  • عيار 21 يخسر 400 جنيه من أعلى سعر.. الذهب يتراجع مجددًا اليوم الجمعة