17 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في بلاد الرافدين التي لطالما ارتبط اسمها بالماء، حيث يتعانق دجلة والفرات في ذاكرة التاريخ، يعيش العراقيون اليوم تحت وطأة أزمة مائية خانقة تهدد الحاضر وتلقي بظلال ثقيلة على المستقبل.

تآكلت منابع المياه بفعل التغير المناخي وسوء الإدارة، وتفاقم الهدر من ثلاث جهات: البنية التحتية المتهالكة، والتشريعات الغائبة، وسلوك الاستهلاك غير الرشيد.

في ظل هذا المشهد القاتم، ينهض صوت أممي يدعو إلى ترشيد الماء، لا من باب الرفاه بل من أجل البقاء.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن خطة متكاملة لدعم قطاع المياه في العراق، ترتكز على ثلاثة محاور استراتيجية، تبدأ بتعزيز المشاركة المجتمعية في حملات التوعية، وتحديدًا إشراك الشباب باعتبارهم أداة التغيير، وتمر عبر تحسين كفاءة الإدارة من خلال أتمتة الخدمات وتركيب العدادات الذكية، وصولًا إلى تحديث السياسات الوطنية للمياه من خلال منصات تنسيقية تجمع الوزارات المختصة تحت سقف واحد. الحملة الأممية حملت شعار “الماء هو الحياة”، لكنها بدت في العراق أشبه بنداء استغاثة.

وهذه المبادرات جاءت في وقت صرّحت فيه “يونيسف” أن أكثر من 40% من مياه العراق تُهدر داخل الشبكات الناقلة بسبب التجاوزات والتسريبات، فيما يُهدر 10% منها في عمليات الغسيل العكسي في محطات التصفية. أما على مستوى الأفراد، فالهدر مرتبط بغياب الوعي والمحاسبة معًا، إذ لا يزال كثير من المستهلكين يرون في المياه خدمة مجانية لا تستوجب الترشيد.

في مقابل هذا الواقع، نشهد حراكًا شبابيًا متناميًا، كما في تجربة كردستان حيث يعمل مئات المتطوعين على مشاريع لإعادة استخدام مياه الصرف في ري الحدائق، في مبادرة تعكس اتجاها جديدًا نحو الحلول البيئية المبتكرة. وعلى الصعيد الدولي، أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية عن دعم مالي بقيمة 20 مليون دولار لتحسين البنية التحتية للمياه في خمس محافظات، في شراكة مع “يونيسف” ينتظر أن يستفيد منها نحو 2.5 مليون عراقي.

ورغم خطورة المشهد، فإن التحرك بدأ يتخذ طابعًا متكاملًا يجمع بين التوعية والتكنولوجيا والتخطيط، في محاولة لردم الفجوة بين ما يصل من المياه وما يُهدر في الطريق. ويبقى التحدي الأكبر في تغيير الثقافة العامة تجاه الماء، ليصبح الحفاظ عليه جزءًا من الهوية، لا مجرد توصية تنموية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

القبض على شبكة لتجارة المخدرات وضبط مليون و350 الف حبة

30 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، عن تعزيز جميع المنافذ الحدودية بأجهزة حديثة ومتطورة مخصصة لكشف المواد المخدرة، فيما أشار إلى القبض على شبكة لتجارة المخدرات وضبط بحوزتهم مليون و 350 ألف حبة، داخل سوريا.

وقال الشمري في مؤتمر صحافي، أنه “تم نشر عدد كبير من الضباط والمنتسبين والمنتسبات خلال فترات الزخم، بهدف إحكام السيطرة والحد من محاولات تهريب المخدرات إلى داخل البلاد”.

وأشار إلى “القبض على شبكة لتجارة المخدرات وضبط بحوزتهم مليون و 350 الف حبة مخدرة داخل سوريا”، مبيناً أن “عملية القبض على هذه الشبكة تمت بالتعاون مع الجانب السوري”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • القبض على شبكة لتجارة المخدرات وضبط مليون و350 الف حبة
  • خص منهم النساء.. الأمم المتحدة تتعهد بدعم الفقراء في العراق
  • يونامي”قلقة”من مسيرات الحشد الشعبي تجاه الإقليم
  • العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
  • وزير الخارجية يؤكد على أهمية استكمال مشروع المياه في منطقة الحوبان
  • نائب يطالب وزير الخارجية بايداع خرائط المجالات البحرية إلى الأمم المتحدة
  • الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدة للعراق بمبلغ(1.1) مليون يورو لمعالجة أزمة المياه
  • منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 1.1 مليون يورو لمعالجة أزمة المياه في البصرة
  • القابضة للمياه: بدء عودة خدمة المياه تدريجيًا إلى المناطق المتأثرة