علاقة حرام باسم الحب.. حكاية خديعة سيدة ثرية لسرقتها
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
تباشر النيابة العامة بأكتوبر تحقيقات موسعة في تعرض سيدة ثرية لجريمة سرقة واحتجاز داخل شقة بمنطقة حدائق أكتوبر من عشيقها.
وكشفت التحقيقات أن السيدة اعتادت التشاجر مع زوجها ما دفعها للارتباط عاطفيا بعامل محل هواتف محمولة تعرفت عليه منذ فترة قريبة وبعد التواصل بينهما أوهمها بحبه لها والزواج منها في حالة الحصول على الطلاق، صدقت السيدة الثرية الشاب الثلاثيني وبالفعل تركت منزل الزوجية وذهبت للقاءه في شقة استأجرها بمنطقة حدائق أكتوبر.
أضافت التحقيقات أن السيدة مكثت مع ذلك الشاب ليلة في تلك الشقة مارسا خلالها الرذيلة بعدما خدعها باسم الحب والزواج بعد طلاقها من زوجها وعندما استيقظت في اليوم التالي اكتشفت اختفاء الشاب ومبالغ مالية ضخمة كانت بحوزتها تخطت ١٥٠ ألف جنيه وهاتفها المحمول كما اكتشفت احتجازها داخل الشقة ما دفعها للاستغاثة بالجيران وادعاء اختطافها حتى يتم تحريرها.
تلقى قسم شرطة حدائق أكتوبر، بلاغًا من الأهالي بسماع صوت استغاثة سيدة من احدى شقق بالعقار وادعاءها اختطافها، انتقلت على الفور أجهزة الأمن إلى مكان الواقعة، وبكسر باب الشقة تبين العثور على سيدة، أربعينية في حالة بكاء هيستيري واتهامها شاب بسرقتها واحتجازها.
كشفت التحريات من خلال استجواب السيدة اعتيادها التشاجر مع زوجها، حتى تعرفت على عامل بمحل هواتف محمولة، في الثلاثينات من عمره وارتبطت به بعلاقة عاطفية، واتفقا على اللقاء بشقة استأجرها الشاب، بعدما تتخلى عن زوجها واثناء تواجدهما سويا أقاما علاقة محرمة بعدما خدعها المتهم باسم الحب، وفي الصباح عندما استيقظت اكتشفت سرقة أموال من داخل حقيبتها، عبارة عن 2900 دولار و500 يورو و150 جنيه إسترليني، وهاتفها المحمول، كما وجدت الباب مغلقًا لم تستطع الخروج، ولم يكن معها هاتفها المحمول، للاتصال بأحد لإنقاذها، فقررت الصراخ للاستغاثة بالأهالي.
وبسؤال مالك العمارة، قرر أن الشاب حضر له منذ يومين، وطلب تأجير الشقة لمدة عام ولكنه لا يعرفه شخصيًا، وتمكن رجال المباحث من تحديد هوية المتهم من خلال تفريغ كاميرات المراقبة وجار ضبطه، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خديعة أكتوبر النيابة العامة حدائق أكتوبر
إقرأ أيضاً:
حين لا تأتي الرسائل!
د. إبراهيم بن سالم السيابي
الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه.
و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته، الأماكن التي مرّ بها، الأغاني التي لم تعد تعنيه إلا لأنها تحمل صوته، عطوره، وطريقة نطقه لاسمه. لم يكن يمرّ على شيء إلا وترك فيه أثرًا منه، كأن من أحبّه أصبح لغة جديدة يقرأ بها كل شيء. كل مكان جلس فيهما معًا، كل طريق مشيا عليه، كل مساء تبادلا فيه حديثًا عاديًا، تحوّل إلى ذكريات لا يشاركها مع أحد.
ثم جاء العيد..
العيد، بما يحمله من فرحٍ للقلوب، من لحظات قرب، من تكبيرات الفجر، ومن انتظار لمن نحبّهم كي يُضيئوا تفاصيل اليوم بكلمة؛ فالعيد موسم المشاعر، ومرآة للقلوب، وفيه تُختبر الذاكرة والمحبّة.
كل الناس كانوا يحتفلون، يرسلون التهاني، يعانقون اللقاء، أما هو، فكان هناك… خلف كل ذلك. لم يكن ينتظر شيئًا من الدنيا في ذلك اليوم، سوى أن يُشعل أحدهم اسمه في هاتفه، برسالة واحدة.
ليست طويلة، لا تحتاج إلى كلمات منمقة، فقط: "عيدك مبارك" كانت كافية أن تردّ له شعوره بالحياة. كان يحمل الهاتف كما لو أنه يحمل روحه فيه. يراه، يفتحه، يُغلقه، ثم يعود إليه، كما يعود العطشان إلى السراب. وفي كل لحظة صمت تمرّ، كان قلبه ينقص شيئًا.
كان العيد يمرُّ من حوله، أصوات التكبير تموج في السماء، الأطفال يركضون بثيابهم الجديدة،
لكن داخله كان صامتًا.. هشًّا.. خاليًا من الفرح؛ فالرسالة التي كان ينتظرها لم تأتِ!
العيد مرّ، والعين ممتلئة بالانتظار، واليد فارغة. هو لم يُعاتب، لم يُظهِر شيئًا، كان فقط يعيش داخله لحظة من الحزن الخفي؛ ذلك النوع من الحزن الذي لا يبكي، لكنه يمكث طويلًا.
لم يكن الأمر مجرد عيد بلا تهنئة؛ بل كان صدىً لخذلان عميق…
لأن من نحبّ، لا ننتظر منه الكثير، فقط أن يتذكر.
أن لا يمرّ بنا مرور الغريب.
ورغم الصمت، لم يتوقف عن الحب.
ولا عن التذكّر.
ولا عن بناء التفاصيل الصغيرة في قلبه كلما مرّت ذكرى، أو عبَر اسمه فجأة في حديث لا علاقة له بشيء.
هو لا يبحث عن حضور، ولا حتى عن وعدٍ قادم، كل ما يريده هو أن يبقى في ذاكرة من أحبّ، كما بقي هو.
تمرُّ عليه الأعوامُ وهو كما هو، قلبه عند أول اللقاء، وصوته داخله يُردّد اسمًا لم يَعد يُقال... لكنّه لا يُنسى.
هو لا يكتب ليُشتكي، ولا ليُسمِع؛ بل لأن الحب حين لا يجد من يُصغي له، يتحوّل إلى كتابة…
إلى نظرة طويلة من النافذة، إلى دعاءٍ خافت في سجدة، إلى شوقٍ يَكبر… ولا يُقال.
وذلك هو... قلب عاش حبًا كبيرًا، وما زال يسكنه كما لو أن الزمن لم يتحرك، كما لو أن العيد لا يبدأ إلا حين تصله تلك الرسالة… ولم تصله بعد.
رابط مختصر