بدأت صباح اليوم فعاليات مهرجان المسرح المدرسي العاشر تحت شعار "ثقافة وتمكين"، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ممثلةً في مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي، وذلك على مسرح مدرسة دوحة الأدب بالخوير التابعة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وقد رعى حفل الافتتاح سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي، أمين عام مجلس الشورى، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، إلى جانب عدد من المسؤولين ومديري العموم، وبمشاركة شخصيات فنية ومسرحية وإعلامية من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وشهد مسرح دوحة الأدب أولى العروض المسرحية بتقديم عرض "قطّورة الشطّورة"، من تأليف محمد خلفان، وإخراج سعيد بن صالح العبدلي، وقدّمه طلبة مديرية مسقط التعليمية. حمل العرض أجواءً خيالية مفعمة بالرمزية، حيث دارت القصة حول "قطّورة"، قطرة الماء العنيدة والمتعالية التي ترفض الخضوع لدورة المياه الطبيعية، وتتحدى القوانين البيئية، وتجسدت عناصر الطبيعة في شخصيات مثل "شموسة" (الشمس)، و"مواز" (ورقة الشجر العجوز)، و"الرذاذ"، و"الهواء البارد"، حيث تمضي "قطورة" في رحلة مليئة بالتحديات والتجارب التي تُكسبها في النهاية دروسًا ثمينة حول التواضع، والاحترام، وأهمية العطاء والتعاون.

ندوة تطبيقية

وأعقب العرض ندوة تطبيقية ناقشت الجوانب الفنية والتربوية في العمل المسرحي، أدارها الأكاديمي والباحث المسرحي الدكتور محمد الحبسي، وقد أثنى خلال مداخلته على المضامين التربوية والقيم الإنسانية التي تضمنها العرض، وما حمله من رسائل إيجابية تم التعبير عنها بأسلوب بسيط وفعّال.

كما أشاد بأداء الطلبة المشاركين في العرض المسرحي، مع تسليط الضوء على التميز اللافت للطالبة حلا التي أدّت دور "قطّورة"، حيث وصف أداءها بالعفوي والمؤثر، واعتبره تجسيدًا صادقًا للشخصية بكل تقلباتها. ولم يُغفل الإشادة بكاتب النص الأستاذ محمد بن خلفان، الذي نجح – برأيه – في صياغة عمل مسرحي يجمع بين جمالية الطرح ووضوح الرسالة، وتمكن من إيصال فكرة التحول الأخلاقي في الشخصية الرئيسية، من الغرور والتعالي إلى الاعتراف بالخطأ، في قالب قريب من وجدان المتلقي.

وتطرّق "الحبسي" كذلك إلى الدور الفعّال الذي لعبته الأغاني المُدرجة ضمن العرض في تعزيز مضمون الرسالة، معتبرًا أنها أسهمت في تقوية البناء الدرامي وتكامل التجربة المسرحية. كما نوّه بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل الفريق الفني، خصوصًا في جوانب الإضاءة، الأزياء، المكياج، الأداء الجماعي، وتنوع استخدام عناصر الديكور.

وفي ختام مداخلته، شدّد "الحبسي" على أهمية تقديم هذه العروض المسرحية المدرسية إلى جمهور أوسع، وجعلها أقرب إلى الهوية المسرحية العمانية، داعيًا إلى ضرورة تجويد الأداء الصوتي لدى الطلبة المشاركين، كونه عنصرًا محوريًا في نجاح العمل المسرحي وتأثيره الفني.

لمسة إبداعية للطلبة

وكان قد تجوّل راعي المناسبة والحضور قبيل بدء فعاليات المهرجان في معرض الفنون البصرية المصاحب للمهرجان، والذي أطلقته اللجنة المنظمة لهذا العام تحت عنوان "الاحتفاء بالدولة البوسعيدية". ضمّ المعرض 40 عملًا فنيًا متنوعًا بين اللوحات التشكيلية والمنحوتات، أنجزها طلبة من مختلف المديريات التعليمية بالمحافظات، وجاء هذا المعرض تأكيدًا على أهمية تنمية الذائقة الفنية للطلبة، وتعزيز شعورهم بالانتماء الوطني، من خلال التعبير الفني الحر واستلهام التاريخ في أعمالهم الإبداعية. كما شهدت فعاليات اليوم أيضا مشاركة الطالبة مريم بنت موسى البوسعيدية في مسابقة العزف الموسيقي الفردي، حيث قدّمت مقطوعة موسيقية على آلة العود، أعقبت مشاركة الطالب صالح بن سالم الشيادي من مديرية مسقط.

اهتمام بالمسرح التربوي

وفي تصريح له بمناسبة الافتتاح، أكد سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أن وزارة التربية والتعليم تولي اهتمامًا متزايدًا بالمسرح المدرسي، بوصفه منصة حيوية لتمكين الطلبة من التعبير عن قدراتهم الفنية والإبداعية، مضيفًا أن إقامة هذا المهرجان سنويًا يعكس التزام الوزارة بتوفير مساحة لصقل المواهب وتوجيهها التربوي.

بدوره، أوضح سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله أمبوسعيدي أن المسرح التربوي يؤدي دورًا تكامليًا داخل المنظومة التعليمية، إذ يتجاوز حدود الترفيه ليكون أداة تعليمية تسهم في بناء الشخصية، وتعزز قيم الحوار والإبداع والتفكير النقدي. كما أشار إلى أن المهرجان استقطب نخبة من المحكمين من داخل سلطنة عمان وخارجها لضمان تحقيق معايير التقييم الفنية والتربوية، وتقديم ملاحظات بناءة ترتقي بمستوى العروض.

ذكريات التأسيس

وقد افتُتحت فعاليات المهرجان بكلمة ألقاها الفنان القدير صالح زعل، استعرض فيها تجربته الشخصية في بدايات الحركة المسرحية في سلطنة عُمان، والتي تعود إلى العام 1974م، حين بدأ مع مجموعة من الشباب بتأسيس فرقة مسرح الشباب. وأشار إلى العقبات التي واجهت تأسيس الفرقة، وسعيهم الحثيث للحصول على اعتراف رسمي. كما ذكر أن أولى المسرحيات التي قُدّمت رسميًا كانت "تاجر البندقية"، موجهًا في ختام كلمته رسالة تحفيزية للطلبة المشاركين في المهرجان بضرورة استثمار هذه الفرص المتاحة لتطوير مواهبهم، وأكد أن البداية الحقيقية للمسرح العماني كانت في عام 1980.

من جهتها، أعربت الفنانة الدكتورة عبير الجندي، رئيسة لجنة التحكيم، عن فخرها بالمشاركة في هذه الدورة من المهرجان، مؤكدة أن المسرح يجمع بين عدة فنون تعبيرية تُسهم في تشكيل شخصية الطالب الفنان منذ المراحل الدراسية الأولى. وأضافت أن شعار المهرجان "ثقافة وتمكين" يحمل معاني عميقة، فالثقافة تتعلق بالهوية والعادات، بينما التمكين يتصل بصقل المهارات وبناء الثقة والوعي، مشيرة إلى أن المسرح هو الجسر الذي يربط بين الاثنين، ويهيئ الطالب للمستقبل عبر أدوات الفن والحوار والخيال.

جناح التفاحة

في الفترة المسائية، تواصلت عروض المهرجان بتقديم مسرحية "جناح التفاحة"، من تأليف آية الكلبانية، وإخراج شريفة البوسعيدية، وقدّمها طلبة مديرية شمال الشرقية التعليمية. تناول العرض قصة مجموعة من الفتيات الصديقات اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن وسط صراعات داخلية وتحديات واقعية، ليؤكد في نهايته على أهمية الإصرار والمثابرة في بلوغ الطموحات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

صعدة تواصل حشدها المليوني تحت شعار “ثباتا مع غزة وفلسطين، ورفضا لصفقات الخداع والخيانة”

الثورة نت/صعدة أكد أحرار محافظة صعدة، ثبات موقفهم الإيماني في نصرة الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الفلسطينية، منددين بجرائم الحرب التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق أبناء غزة، والمتمثلة في التجويع وتشديد الحصار الخانق عليهم.  جاء ذلك في الاحتشاد الجماهيري غير المسبوق الذي شهدته 39 ساحة متفرقة في صعدة، اليوم الجمعة، تحت شعار “ثباتا مع غزة وفلسطين، ورفضا لصفقات الخداع والخيانة”، والتي تركزت على ساحتي المولد النبوي الشريف بمركز المحافظة، والشهيد القائد بخولان عامر، وساحات عرو وجمعة بني بحر، وذويب بحيدان، وشعارة والحجلة وبني صياح وبنلقم برازح، وربوع الحدود ومدينة جاوي وبني عباد وولد عمر في مجز، والجرشة بغمر، ومركز مديرية قطابر والجفرة وعضلة، والسهلين والحجر في آل سالم، والخميس وآل مقنع ونيد البارق في منبه، وساحة شدا، ومركز مديرية كتاف وأملح والعقيق، ويسنم في باقم، وعزلتي الرحمانين وبقامة في غمر، وساحات غافرة ووادي ليه وبني سعد ووالبه وبني ذهل وقيس والعوشة في مديرية الظاهر، ومذاب في الصفراء. وردد المشاركون في المسيرات شعارات أكدت على أن الدعم والاسناد اليمني لغزة لن يتوقف مهما كلف الأمر، وأدانت صمت وتخاذل الأمة العربية والإسلامية تجاه ما يجري بحق الشعب الفلسطيني من تجويع، كما هتفت الجموع المحتشدة ضد أمريكا التي تدعم الكيان الصهيوني، مبينة أنه لا نصر بدون جهاد. واستهجن المشاركون من أبناء صعدة، غياب النخوة والقيم والدين ممن يتفرجون على الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم بحق سكان غزة العزل، مؤكدين أن غزة ليست وحدها بل يقف إلى جانبها كل شرائح أبناء الشعب اليمني، الذين يخرجون بالملايين إلى مختلف الساحات والميادين كل أسبوع لتجديد العهد لله ولرسوله وللسيد القائد وللشعب الفلسطيني المظلوم. وأوضحوا أن غزة تباد وتموت جوعاً على مدى 22 شهراً على يد العدو الصهيوني المجرم وبدعم أمريكي، بينما يقف العالم صامتاً يغض الطرف على تلك الجرائم الموثقة بالصوت والصورة. واستعرضت المسيرة المركزية في صعدة، فلاشة لشهيد القرآن السيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، أشارت إلى ضعف وعجز وهوان الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام اليهود. وأضاف رضوان الله عليه: ” استطاع اليهود أنه ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كل مختلف المجالات، قهروا هذه الأمة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأمة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية. استطاعوا أن يجعلونا نسكت عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كل وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً، واليهود يفهمون جداً أنهم قد قضوا على هذه الأمة، وحطموا هيكل هذه الأمة، تراهم يضربون كما يشاءون في أي موقع في البلاد العربية، يضربون داخل فلسطين كما يريدون، وحتى وإن كان زعماء العرب مجتمعين في أي عاصمة من عواصمهم، وعلى مرأى ومسمع من جامعة الدول العربية، وعلى مرأى من مجلس الأمن، وعلى مرأى ومسمع من منظمة الأمم المتحدة، خلِّي عنك أولئك، على مرأى ومسمع من زعماء العرب وشعوبها”. في السياق، قال بيان صادر عن مسيرات صعدة، أنه واستشعاراً للمسئولية والدينية والأخلاقية، يستمر أبناء المحافظة في الخروج المليوني كل أسبوع، ابتغاء لوجه الله ورفضاً لصفقات الغدر والخيانة التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وأوضح البيان أن الإجرام الصهيوني الأمريكي بلغ أعلى مستوياته في غزة، لاسيما بعد موت الآلاف جوعاً وعطشاً، وهو ما يجعل البشرية بأكملها شعوباً وأنظمة ومكونات أمام اختبار حقيقي في سلامة انسانيتها واسلامها، أمام الأمة العربية فاختبارها صعب جداً في إسلامها وانسانتيها، ونتائج هذا الاختبار سيسجله الله في صحائف الأعمال يوم القيامة وسيسجله التاريخ ايضاً. وأفاد أن الشعب اليمني، أعلن موقفاً متقدماً رسمياً وشعبياً في نصرة الشعب الفلسطيني، لن يتراجعوا عنه ابداً مهما كلف الأمر ولن يقبلوا أن يسجلهم الله في قوائم المتخاذلين والمتفرجين والصامتين عما يجري بحق سكان غزة. وبارك البيان اعلان القوات المسلحة اليمنية تصعيد في المرحلة الرابعة ضد الكيان الصهيوني، حاثا ابطال الجيش إلى استهداف أي سفينة تتعامل مع الاحتلال المجرم الذي يمثل أبشع مجرم في العصر الحديث، معتبراً هذه العمليات العسكرية البحرية المباركة، أقل واجب لتغيير واقع الحال في غزة، أما البيانات والإدانات فهي عبر التاريخ لم تنصف مظلوماً ولم تطع جائعا ولم تسقي عطشانا. وحذر بيان مسيرات صعدة كل من تسول له نفسه من أدوات العمالة والخيانة، القيام بأي تحرك تحت أي عنوان لاستهداف ضرب الشعب الفلسطيني والموقف اليمني العظيم الداعم لغزة، بعد أن قدم اليمنيون قوافل الشهداء في سبيل هذا الموقف وواجه أعتى الجيوش التحالفات العدوانية الإجرامية، وهو لا يزال على أتم الجهوزية والاستعداد للمواجهة. وأكد أن من يفكر في استهداف هذا المجد والعزة فإنما ينحر نفسه ويهلكها على أيدي ابطال وأحرار اليمن في الدنيا، ويرميها إلى الدرك الأسفل في الآخرة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة والأمن على اتم الجهوزية لمواجهة أي مؤامرات أو عدوان أو خيانة، داعياً الجميع إلى اليقظة والحذر ومواصلة عمليات التعبئة والاستعانة بالله تعالى في كل الأمور.

مقالات مشابهة

  • صعدة تواصل حشدها المليوني تحت شعار “ثباتا مع غزة وفلسطين، ورفضا لصفقات الخداع والخيانة”
  • حضور وتفاعل جماهيري لافت مع الفنان خالد عبدالرحمن في الأردن .. فيديو
  • من المسرح إلى الحكي الشعبي.. مهرجان صيف بلدنا يعيد إحياء التراث
  • 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي بدورته الثانية والعشرين
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • الجمعة.. بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر" لتسليط الضوء على المقومات السياحية وجذب الزوار
  • بعد غد.. افتتاح فعاليات مهرجان الجبل الأخضر 2025
  • بإقبال كبير.. ثقافة المنيا تواصل فعاليات المسرح المتنقل بقرية البرجاية
  • وصلة .. مدّ جسور الحوار بين الأجيال المسرحية
  • غدًا.. «أصحاب الأرض» على مسرح ميامي ضمن المهرجان القومي لـ المسرح