العلاقات العمانية الروسية.. آفاق واعدة
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية ولقاؤه المهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكتسبان أهمية كبيرة على صعيد تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي المجال السياحي والمتحفي أو على صعيد القضايا الدولية.
منذ انطلاق العلاقات العمانية الروسية في السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٨٥ وهي تشهد تطورا إيجابيا على كل المستويات، ومن هنا تأتي زيارة الدولة التي اختتمها سلطان البلاد إلى موسكو أمس لتعطي دفعة وزخما سياسيا واقتصاديا وثقافيا مهما، من خلال التوافق السياسي على جملة من القضايا التي تشهدها المنطقة والعالم، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية هي إحدى القضايا التي كانت مدار بحث بين قيادتي البلدين علاوة على الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها سلطنة عمان على صعيد تخفيض التصعيد في المنطقة والعالم من خلال ضرورة إيجاد حلول سياسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن جولتي مسقط وروما واللتين تمتا بوساطة عمانية قد شهدتا نتائج إيجابية، وهناك الفرق الفنية والتي سوف تجتمع قريبا في مسقط.
روسيا الاتحادية وسلطنة عمان يجمع بينهما تاريخ بحري منذ ٥٠٠ عام من خلال زيارة السفن الروسية إلى ميناء مسقط، كما أن التدفق السياحي بين البلدين يشهد نموا ملموسا، خاصة وأن الطيران المباشر يواصل جهوده لنقل آلاف السياح بين البلدين، كما أن تسهيلات التأشيرات أصبحت عاملا مساعدا لنمو قطاع الطيران والسياحة بين سلطنة عمان وروسيا الاتحادية.
زيارة الدولة لعاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية سوف تفتح مجالات التعاون بشكل أكبر خاصة في مجال الطاقة والتبادل التجاري وفي مجال الاستثمار المشترك وقطاع المعادن والرياضة والثقافة والمتاحف وهذا الأخير يحظى بتعاون كبير.
إن توقيع عدد من مذكرات التعاون في المجالات المختلفة بين مسقط وموسكو سوف يعزز رؤية البلدين نحو خلق شراكة اقتصادية وتجارية وفي كل المجالات خاصة وأن روسيا الاتحادية تعد من الأسواق الكبيرة على صعيد العالم.
كما أن سلطنة عمان تحظى بميزات مهمة على صعيد الفرص الاستثمارية وفي قطاع السياحة وفي مجال الموانئ والقطاع اللوجستي، وهناك عدد من الشركات الروسية التي تعمل في سلطنة عمان في عدد من المجالات الحيوية، وعلى ضوء ذلك فإن العلاقات العمانية الروسية سوف تشهد المزيد من التطور وآفاقا واعدة في المستقبل القريب على كل المستويات.
اللقاء التاريخي بين جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يعد على قدر كبير م
ن الأهمية حيث دارت المباحثات حول عدد من القضايا الحيوية، أولا على صعيد تطوير علاقات البلدين الصديقين وثانيا استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يعزز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين.
إن الزيارات السلطانية التي قام بها سلطان البلاد المفدى إلى الدول المختلفة تهدف كما نشير دوما إلى تعزير أواصر التعاون وتعزيز الشراكات الاقتصادية بشكل خاص، كما أن جلالته -حفظه الله- حريص ويبذل جهودا كبيرة لوضع الاقتصاد الوطني في مصاف الدول المتقدمة من خلال وجود اقتصاد مستدام ديناميكي لا يعتمد على مصدر وحيد كالنفط على سبيل المثال.
ومن هنا فإن ترسيخ مبدأ الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة هو خطوة على الطريق الصحيح وسوف تكون له نتائج ملموسة في المرحلة القادمة، خاصة وأن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ ترتكز على محاور أساسية تحتاج إلى وجود تلك الشراكات الاقتصادية وتنوع الاقتصاد والاتجاه إلى صناعات رقمية والتركيز على التقنية والابتكار والطاقة المتجددة وهي مجالات تنطلق من خلالها بلادنا نحو تحقيق الأهداف الوطنية واستثمار طاقات الشباب العماني المبدع في كل المجالات.
على الصعيد الدولي فإن سلطنة عمان تقدم رؤية سياسية تهدف إلى خفض التصعيد وإيجاد حلول واقعية للمشكلات والصراعات بين الفرقاء في اليمن وعلى صعيد المفاوضات الأمريكية الإيرانية، ومن هنا تمتد يد الخير العمانية في كل العواصم هذه الأيام من أمستردام إلى روما وإلى موسكو ومن القلب منها عاصمة الوطن مسقط التي أصبحت خلال الفترة الماضية محط أنظار العالم والشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية حيث تصدرت المشهد السياسي والإعلامي لجهودها الكبيرة في إيجاد حلول سياسية عادلة وملزمة بين الفرقاء من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ضوء تلك الجهود تنطلق رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى توسيع نطاق التعاون والشراكات الاقتصادية والتنسيق السياسي مع دول العالم وإقامة عالم بلا صراعات، عالم يتسم بالاستقرار والسلام والتعاون وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة وفقا للقانون الدولي.
ومن هنا يواصل جلالته -حفظه الله ورعاه- مساعيه الخيّرة نحو وضع بلادنا سلطنة عمان في المكانة المميزة التي تستحقها كدولة حضارية راسخة كان لها إسهام كبير على صعيد الحضارة الإنسانية. حفظ الله سلطان البلاد في حله وترحاله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: روسیا الاتحادیة حفظه الله ورعاه سلطنة عمان على صعید خاصة وأن من خلال ومن هنا عدد من کما أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يثمن خلال لقائه مع نظيره اليوناني العلاقات المتميزة بين البلدين
استقبل الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء، و«جورجيوس جيرابيتريتيس» وزير خارجية اليونان، حيث تناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين.
وثمن وزير الخارجية خلال المشاورات الروابط التاريخية المشتركة بين مصر واليونان والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية المتميزة والتي توجت الشهر الماضى بترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية وذلك خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوي في أثينا برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى و«كيرياكوس ميتسوتاكيس» رئيس وزراء اليونان، مؤكداً تطلع مصر لمواصلة دفع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين إلى آفاق أوسع في شتى المجالات.
كما أطلع وزير الخارجية نظيره اليونانى على الحكم القضائى الصادر يوم ٢٨ مايو الخاص بالأراضي المحيطة بدير سانت كاترين، مشددا على عدم المساس بدير سانت كاترين والأماكن الأثرية التابعة له وقيمته الروحية ومكانته الدينية، مشيراً الى أن الحكم القضائى يحافظ على القيمة الروحية والمكانة الدينية الرفيعة للدير، وأن الحكم أقر باستمرار السماح لرهبان الدير بالانتفاع به وبالمناطق الدينية والأثرية بالمنطقة.
وأكد أنه خلافا لما تردد إعلاميا بشكل خاطئ، فإن الحكم أكد بوضوح الحيازة الدينية والروحية والرهبانية للدير والأراضى المحيطة، مما يمثل خطوة تاريخية مهمة تؤكد قدسية ومكانة الدير الدينية، كما أنه يُمكّن الدير من مواصلة أداء وظائفه الدينية والروحية دون أي تغيير في الوضع القائم.
وسلط وزير الخارجية الضوء على تأكيد رئيس الجمهورية في عدة مناسبات بما في ذلك خلال زيارة سيادته الأخيرة إلى أثينا في ٧ مايو بالتزام مصر الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية المقدسة للدير، وحمايته من أي شكل من أشكال التعدي، موضحاً أن ذلك يعكس احترام مصر الكامل والثابت للطابع الديني والمقدس للدير في إطار قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان الراسخ في مصر علي مدار التاريخ.
اقرأ أيضاًاتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة و نظيره الليتواني
وزير الخارجية يبحث مع نظيره البنيني سبل دعم العلاقات الثنائية
وزير الخارجية الإيراني: نؤكد أهمية تعزيز العلاقات المشتركة بين مصر وإيران