مسقط - العُمانية
اكتشف قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة أثناء أعمال التنقيب الأثري في موقع /دهوى 7/ الذي يقع على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة زوجًا من الصنجات المكتملة والمصنوعة من النحاس (الصنج هو أداة موسيقية نحاسية).

وقد دلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها واخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة، وكشفت عن أسرار ثقافية ومعتقدات دينية طواها الزمان لآلاف السنين.

ونقبت البعثة الأثرية من قسم الآثار في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهرًا جدًا، وأن سكانه اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافةً إلى الزراعة، خاصةً النخيل، وتربية الماشية، وقد دلت الكميات الكبيرة جدًا من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع حضارة "هارابا" التي كانت مزدهرة هناك.

ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل، يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية من المستوطنة.

وكشفت التنقيبات الأثرية عن المخطط العام للمبنى، الذي يتكون من غرفة مستطيلة الشكل لها مدخل صغير في جدارها الشرقي يتم الوصول له عبر عتبة مستطيلة تمتد على طول الجدار الشرقي للمبنى، وقد عثر داخل المبنى على مجموعة من المرافق المعمارية، أهمها طاولة حجرية صغيرة، تقع مقابل المدخل مبنية من حجارة رقيقة، قطعت بعناية، مغطاة بطبقة من البلاستر صفراء اللون.

وتشير المرفقات المعمارية إلى أن المبنى استعمل مبنى دينيًّا وهو يعد أحد أقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد دلت التنقيبات الأثرية أن المبنى شهد مرحلتين رئيسيتين من الاستخدام: مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة، فبعد فترة من الاستخدام تم عمل أرضية جديدة للمبنى وضعت تحتها طبقة من الطين.

وتعد الصنجات التي عثر عليها في هذا المعبد الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وهناك أيضا أدلة تشير إلى استخدام الصنجات في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.

كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن تقاليد استخدم الصنجات كآلة موسيقية كانت مرتبطة بشكلٍ رئيس بالطقوس الدينية، إذ كانت تستخدم في الترانيم الخاصة التي تقام أثناء ممارسة الطقوس المختلفة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وهذا مؤشرٌ على أن المجتمعات التي عاشت في سلطنة عُمان كانت تربطها علاقات وثيقة مع الحضارات الكبيرة ليس فقط على المستوى التجاري وإنما على المستوى الديني والفكري.

وقد أكدت نتائج التحليل الجيوكيميائي للصنجات من موقع /دهوى/على أنها مصنوعة من نحاس محلي ربما جلب من منطقة بالقرب من مسقط، ويعد هذا الاكتشاف مهمًا ليس فقط بسبب ندرة هذه القطع الأثرية، بل أيضًا بسبب المعلومات التي تقدمها عن التأثيرات الثقافية والتفاعلات التي كانت موجودة بين الحضارات البعيدة.

يذكر أنه تم نشر نتائج هذا الاكتشاف حديثا في مجلة انتيكويتي (Antiquity) في المملكة المتحدة، حيث لاقى هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من المجلات العلمية العالمية.


 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

محمد رمضان: أقدم الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي

استضافت جيهان عبد الله، The Global Icon النجم محمد رمضان، اليوم الخميس، في حلقة خاصة من برنامج «أجمد 7» عبر «نجوم إف.إم»

عّبر النجم محمد رمضان عن سعادته باستضافته على «نجوم إف.إم»، موضحًا أنها كيان عريق، مضيفًا: «متشرف بوجودي على (نجوم إف.إم) فهي كيان عريق وعظيم تربينا عليه، وشَكل جزء كبير من شخصيتنا، وسعيد بوجودي مع مستمعي الإذاعة، الجمهور العظيم والكبير، ووجودي هنا إضافة كبيرة ليّ».

تطرق النجم محمد رمضان للحديث عن قيامه بتسجيل وتصوير الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية والتى ستقام في المغرب خلال أسابيع، معبراً عن سعادته بالتواجد للمرة الثانية على التوالي فى هذا الحدث الأضخم والأهم في أفريقيا، وإنها للمرة الأولى تواجد مطرب مصرى في هذا الحدث مرتين بشكل متتالٍ، وإنه يهدف دائماً لإنتشار فنه في غالبية القارات مثل قارة أفريقيا بعيداً عن نجاحاته الطاغية في مصر والوطن العربى، وإن المرة السابقة استعان باستايلست من نيجيريا حتى يكون على نفس شكل فئة الجمهور الافريقي المستهدف، وإنه لايزال متمسكاً بالغناء باللغة العربية لتأكيد نجاح فنه هناك.

كما أكد "رمضان" إن الاتجاه لعالم الغناء بعد نجاحه الكبير في الأعمال الدرامية والسينمائية، مؤكدًا على أن الغناء والتمثيل يقعان تحت مظلة واحدة هي «الفن»، مضيفًا: «لا يوجد مسرحية قد قدمتها على مسرح المدرسة لم يكن بها أغاني، كما أن الكثير من الأفلام السينمائية التي قدمتها تضمنت أيضًا أغاني»، وإنه يبحث طوال الوقت عن «الوعي قبل السعي»، مشيرًا إلى إنه قبل التفكير في الاتجاه إلى مجال الغناء بحث عن تقديم كل ما هو جديد لجمهوره، حيث إن الساحة الغنائية مليئة بالنجوم الكبار وبالأنواع الموسيقية المختلفة.

وأضاف: «الفرق بين الموسيقى والتمثيل، أن التمثيل 3 أنواع: دراما وكوميدي وتراجيدي، بينما الغناء بحر كبير أكبر من التمثيل، من: مهرجانات وتراب وراب وجاز»، كما عقب 

قائلا: «أنا أبدو بتصرفاتي وبالصورة التي صُدرت عني أنني شخص أهوج، أقدم أشياء بلا مرجعية سابقة أو لم تقدم من قبل، فأول مرة نرى فنان مصري يقتني سيارات فاخرة  EXOTICS) ) لم نرها من قبل، لأن الفنان المصري دائمًا يُصدر صورة للعالم أنه شخص بسيط، لكن الجزء المتعلق بالسيارات الفاخرة والطائرات الخاصة مشهور أكثر لدى الفنانين في الخليج».

أكد النجم محمد رمضان على حرصه الدائم على ترسيخ صورة ومكانة الفنان المصري أمام العالم، قائلا: «طوال الوقت أبحث عن ترسيخ فكرة أن النجم المصري (حاجة كبيرة جداً)، ومصدر إبهار للناس خارج مصر».

وأوضح النجم محمد رمضان فلسفته الخاصة في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه يسعى لتغيير هذه المعادلة، قائلا: «الفنان المصري يُبهر كل من هم في خارج مصر، لكن لم يستطع أحد أن يبهره، لذا كان يهمني العمل على هذه المنطقة».

تكريم محمد رمضان

وكرّمت هالة حجازي، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة النيل للإنتاج الإذاعي المالكة لإذاعة "نجوم ونايل إف.إم"، The Global Icon النجم محمد رمضان، اليوم الخميس، قبل بداية لقائه مع جيهان عبد الله في حلقة خاصة من برنامج «أجمد 7» عبر «نجوم إف.إم»، وأهدت هالة حجازي The Global Icon النجم محمد رمضان ميكروفون «نجوم إف.إم» الذهبي تقديرًا لإسهاماته الفنية والغنائية المؤثرة.

ويُعد برنامج «أجمد 7»، من تقديم جيهان عبد الله، أحد أشهر البرامج الإذاعية المختصة بالأغاني في مصر والعالم العربي، ويُذاع البرنامج عبر «نجوم إف.إم»، على تردد 100.6 FM، بالإضافة إلى قناة «نجوم إف.إم TV» على النايل سات، تردد 11900 رأسي.

طباعة شارك محمد رمضان الفنان محمد رمضان أعمال محمد رمضان كأس الأمم الأفريقية

مقالات مشابهة

  • أشجار السدر المعمّرة في وادي الهلالي.. إرث طبيعي نادر شرق عرعر
  • جوجل تكشف عن متصفح ديسكو المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع أداة GenTabs المبتكرة
  • من الرسم إلى الرسوم المتحركة.. جوجل توسع أداة Remix بـ 13دولة جديدة
  • نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع
  • صالون قضايا موسيقية يناقش الإبداع اللحني عند جيل الثمانينات بالأوبرا.. غدًا
  • أمسية موسيقية مصرية تبهر بروكسل وتختتم الموسم الثقافي للسفارة
  • محمد رمضان: أقدم الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي
  • انقلاب دولي على "الإخوان".. هند الضاوي: ترامب يعتبر الجماعة أداة للديمقراطيين
  • تحديث جديد في إنستجرام يكشف عن عالم خوارزميتك المخفي
  • وفاة أسطورة موسيقية بعد ترشحه لجائزة “غرامي”