دمشق - الوكالات

قال رجال إنقاذ ومصادر أمنية إن أكثر من 12 شخصا قتلوا في بلدة ذات أغلبية درزية قرب العاصمة السورية دمشق اليوم الثلاثاء في اشتباكات اندلعت بسبب تسجيل منسوب لرجل درزي يسب النبي محمد مما أثار غضب مسلحين سنة.

ومثلت الاشتباكات أحدث حلقة من العنف الطائفي الذي يتسبب في سقوط قتلى بسوريا، حيث تزايدت المخاوف بين الأقليات منذ أن أطاح مقاتلو المعارضة المسلحة بقيادة إسلاميين بالرئيس السابق بشار الأسد من السلطة في ديسمبر كانون الأول وشكلوا الحكومة.

وتزايدت هذه المخاوف بعد مقتل المئات من العلويين في شهر مارس آذار الماضي، فيما يبدو أنه انتقام لهجوم شنه موالون للأسد.

وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات بدأت ليلا عندما تجمع مسلحون من بلدة المليحة القريبة ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب شرقي دمشق.

وبحسب عمال إنقاذ محليين، أسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة عن مقتل 13 شخصا.

وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو إن من بين القتلى اثنان من عناصر جهاز الأمن العام السوري، وهي قوة أمنية جديدة تضم في معظمها مقاتلين سابقين في المعارضة.

ونفى العبدو أن يكون مسلحون قد هاجموا البلدة، وقال إن مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجا تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعات درزية.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تعمل على "تحديد هوية مصدر الصوت" في التسجيل ودعت إلى الهدوء، وحثت المواطنين على "الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات".

وذكرت في بيان صدر لاحقا "شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة".

وقال مصدر أمني سوري إن شيوخا من الدروز اجتمعوا مع قوات الأمن في محاولة لمنع المزيد من التصعيد.

وقال الشيخ يوسف جربوع إن ما صدر عن قلة من الأفراد بحق النبي محمد لا يمثل إلا أنفسهم وهو مرفوض من قبل الدروز والمجتمع كله، داعيا الطائفتين إلى رفض محاولات تأجيج الانقسامات الطائفية.

وقسمت الحرب السورية التي استمرت قرابة 14 عاما البلاد إلى مناطق نفوذ مختلفة، حيث تسلح الدروز -وهم أقلية عربية يعتنقون مذهبا إسلاميا- للدفاع عن بلداتهم.

وتدعو الإدارة السورية الجديدة التي يقودها إسلاميون إلى وضع جميع الأسلحة تحت سلطتها، لكن المقاتلين الدروز يعارضون ذلك قائلين إن دمشق لم تضمن حمايتهم من المسلحين المعادين.

واتهم شيوخ الطائفة الحكومة بالفشل في منع هجوم اليوم الثلاثاء وحذروا من أنها ستتحمل مسؤولية أي تداعيات مستقبلية.

وقال ربيع منذر، وهو ناشط درزي محلي في جرمانا، لرويترز إن السلطات مسؤولة عن حفظ الأمن.

وقالت إسرائيل إنها مستعدة للتدخل في سوريا لحماية الدروز الذين يعيش الآلاف منهم في إسرائيل وفي هضبة الجولان التي تحتلها منذ أن استولت عليها من سوريا في حرب الأيام الستة عام 1967.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سوريا.. قتيل خلال اقتحامات إسرائيلية بريف دمشق وتل أبيب تزعم اختطاف عناصر فلسطينية

قتل شاب برصاص دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، خلال اقتحام نفذته فجر اليوم في بلدة بيت جن الواقعة بريف دمشق الغربي، وفق ما أفادت قناة الإخبارية السورية.

وأضافت القناة قوات الاحتلال اعتقلت سبعة أشخاص خلال العملية، وسط استنفار أمني شهدته المنطقة وعمليات دهم وتفتيش طالت عدداً من منازل المدنيين.

في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أن قواته نفذت عملية ليلية في منطقة بيت جن جنوبي سوريا، أسفرت عن اختطاف عدد من أعضاء حركة حماس، تم نقلهم لاحقًا إلى داخل إسرائيل.

ولم يكشف الجيش الإسرائيلي عن عدد الأشخاص الذين تم اختطافهم أو تفاصيل العملية، مكتفيًا بالإشارة إلى أنها استهدفت عناصر للحركة في المنطقة الحدودية القريبة من الجولان المحتل.

ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجانب السوري أو من حركة حماس بشأن العملية أو مصير المختطفين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية مع الجولان المحتل توتراً متزايداً منذ أسابيع، وسط تحذيرات سورية من تبعات الخروقات المتكررة للسيادة السورية.

نتنياهو يطلب وساطة أمريكية لعقد اتفاق سلام مع سوريا.. وتل أبيب تردّ على “لفتات حسن نية” من دمشق

كشف مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا، توم باراك، التوسط لدى القيادة السورية لعقد مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الجانبين.

وبحسب المسؤول، يسعى نتنياهو إلى التفاوض على اتفاق أمني جديد مع سوريا يستند إلى اتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974، مع إدخال تعديلات عليها، على أن تمهد هذه الخطوة نحو اتفاق سلام دائم.

وأضاف المصدر أن المبعوث الأميركي أبلغ تل أبيب بأن الرئيس السوري أحمد الشرع “منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة”، فيما نقل عن الشرع قوله، خلال لقائه نظيره الفرنسي في قصر الإليزيه في مايو الماضي، إن هناك مفاوضات غير مباشرة جارية مع إسرائيل “لتهدئة الأوضاع ومنع الانفجار”.

بدوره، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب لقائه بالشرع، أن الأخير أبدى استعداداً مبدئياً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه شدد على أن ذلك “سيستغرق وقتاً”، بينما لم يصدر تعليق مباشر من الشرع على هذا التصريح، واكتفى بالتأكيد على رغبته بالعودة إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، والذي أسس لمنطقة عازلة في الجولان تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، نقلت قناة “العربية” عن مسؤول إسرائيلي أن لقاءات سابقة جرت بين ممثلين عن تل أبيب والنظام السوري الجديد برعاية تركية، وُصفت بـ”الإيجابية”، مشيراً إلى أن دمشق قدمت “لفتات حسن نية” ستقابلها إسرائيل بخطوات مماثلة، ومن بين تلك المبادرات، موافقة دمشق على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أُعدم قبل عقود في سوريا.

موجة عودة اللاجئين السوريين من تركيا بعد سقوط نظام الأسد.. وانعكاسات اقتصادية على المدن الحدودية

في ملف اللاجئين، أفادت تقارير إعلامية بعودة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، أغلبهم من تركيا، ما أدى إلى تغييرات ديمغرافية واقتصادية واضحة في عدد من المدن التركية، لا سيما الصغيرة منها.

وذكرت وسائل الإعلام أن هذه العودة تركت أثراً مباشراً في بلدات تركية، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو خلو عدد كبير من المحلات والأبنية بعد مغادرة اللاجئين، وجرى عرض الكثير منها للإيجار.

وبحسب مصدر من “جمعية اللاجئين” التركية، فإن معظم العائدين حتى الآن هم من النساء وكبار السن والأطفال، في حين ترك بعض الشباب للعمل داخل تركيا بهدف دعم أسرهم مادياً. كما أجبرت الضغوط المعيشية، وتوقف المساعدات، عدداً من العائلات على العودة النهائية.

وتسببت موجة العودة في أزمة اقتصادية محلية، خاصة بعد إغلاق عشرات المحلات التي كان يديرها سوريون، إلى جانب تقلص الأيدي العاملة في قطاعات كالبناء والزراعة والخدمات.

وتصدرت ولاية عينتاب قائمة المناطق التي شهدت عودة مكثفة للاجئين السوريين، نظراً لقربها الجغرافي من الحدود السورية، وهو ما أكدته شهادات عدد من العائدين.

ويبلغ عدد السوريين حالياً في تركيا نحو 2.7 مليون، بعد أن كان عددهم يتجاوز 3.2 مليون قبل سقوط النظام. وتشير بيانات وزارة الداخلية التركية إلى أن أكثر من 250 ألف لاجئ عادوا من تركيا إلى سوريا منذ ديسمبر 2024 وحتى يونيو الجاري.

سوريا تفرض ضوابط جديدة على اللباس في الشواطئ والمسابح العامة

نشرت وزارة السياحة السورية، الثلاثاء، تعليمات جديدة تضبط قواعد اللباس في الشواطئ والمسابح العامة، تلزم الزوار بارتداء ملابس “أكثر احتشاماً”، مع اشتراطات خاصة تتعلق بملابس النساء والرجال، تحت عنوان “مراعاة الذوق العام واحترام التنوع الثقافي والديني”.

وبحسب التعليمات التي نشرتها الوزارة عبر منصاتها الرسمية، يُطلب من النساء ارتداء البوركيني أو ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر، إضافة إلى ارتداء رداء فضفاض عند التنقل خارج مناطق السباحة. كما يُفرض على الرجال عدم الظهور مكشوفي الصدر في الأماكن العامة كالمطاعم أو بهو الفنادق.

القرار الصادر “بناءً على مقتضيات المصلحة العامة”، يتضمن أيضاً منع ارتداء الملابس الشفافة أو الضيقة جداً، وضرورة تغطية الكتفين والركبتين في الأماكن المفتوحة.

في المقابل، حددت الوزارة تعليمات مخففة في المنتجعات المصنفة أربع نجوم وما فوق والأندية الخاصة، حيث يُسمح بارتداء ملابس السباحة الغربية التقليدية، “ضمن حدود السلوك الحضاري والآداب العامة”، على أن لا تسري هذه الاستثناءات على المنتجعات والفنادق السياحية من مستويات أقل.

وألزمت الوزارة مستثمري المنشآت السياحية بوضع الإرشادات الجديدة بشكل واضح وبارز في أماكن السباحة، ومتابعة الالتزام بها، بما في ذلك تحديد أوقات السباحة المسموح بها. غير أنها لم توضح بعد آلية تنفيذ هذه التعليمات أو العقوبات المترتبة على مخالفتها.

وتأتي هذه الضوابط في سياق ما وصفته الحكومة بـ”حماية الذوق العام” وضمان بيئة تتناسب مع التركيبة الثقافية والاجتماعية للبلاد، وسط تباين في ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيدين ومعارضين للقرار.

مقالات مشابهة

  • الأمن العام يوضح دلالات صفارات الإنذار التي دوت صباحًا
  • من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
  • ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل في طهران؟
  • مقتل شخص واعتقال 7 في توغل إسرائيلي بريف دمشق
  • وزير الطوارئ يبحث مع الاتحاد الأوروبي التحديات التي تواجه عودة اللاجئين وإمكانية تقديم الدعم
  • سوريا: استشهاد مدنى واعتقال 7 آخرين خلال اقتحام إسرائيلى بلدة بريف دمشق
  • داعش يعيد تنظيم صفوفه في سوريا
  • سوريا.. هل يتبخّر حلم انتعاش السياحة أمام الفوضى الأمنية والقيود على الحريات؟
  • سوريا.. قتيل خلال اقتحامات إسرائيلية بريف دمشق وتل أبيب تزعم اختطاف عناصر فلسطينية
  • اشتباكات عنيفة في تلكلخ بريف حمص الغربي