تقديرات إسرائيلية: هذه دلالات كشف ديرمر عن خطة إنهاء الحرب خلال عام
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
لا أحد يُعتبر أقرب لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من وزيره للشئون الاستراتيجية رون ديرمر، لأنه يعامله مثل ابن كان يتمنى أن يكون له، يتحدث الاثنان الإنجليزية، ويستخدمه الأول في كل ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، لذلك، فإن تصريحه حول عام إضافي للحرب على غزة ليس مصادفة، وذلك بحسب عدد من المقالات نُشرت على مواقع إخبارية، عبرية.
ونشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للكاتب باراك سيري، جاء فيه أن: "ديرمر شاركبمؤتمر JNS، وكالة الأنباء اليهودية، حدّد الجدول الزمني لإنهاء حرب غزة"، زاعماً أنه "بعد 12 شهرًا، ستنتهي حرب الجبهات السبع، وستنتصر إسرائيل، وستشهدون العديد من اتفاقيات السلام، هناك العديد من الدول التي تريدها معنا، لكن مفتاح ذلك هو النصر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنّ: "ديرمر هو الوحيد الذي يثق به نتنياهو تمامًا، ويقدره أكثر من أي شخص آخر، ويحبه، ومن الغريب الحديث أن نتنياهو أحبّ شخصا آخر غير نتنياهو، ديرمر أمريكي تمامًا، شغل والده، غاي ديرمر، وشقيقه، منصب عمدةولاية ميامي بيتش، وهاجر لإسرائيل عام 1997".
وأضاف: "لم يخدم في الجيش، ولم يُنتخب حتى في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود؛ هذا تعيين شخصي تمامًا من نتنياهو لوزير يتعامل مع الأمور الحساسة، فهما يتحدثان الإنجليزية مع بعضهما".
وأشار إلى أنّ: "ديرمر الوحيد الذي يتعامل مع العلاقات مع الولايات المتحدة، وتمتع بسلطة كبيرة خلال فترة الرئيس الديمقراطي، وساعدته علاقاته الجيدة في الحزب الجمهوري ببناء عقبات أمام الرئيسين أوباما وبايدن طوال السنوات، لكنه في المقابل، ليس لديه أي نفوذ على الرئيس ترامب".
وأبرز: "عندما أقال نتنياهو رئيس الشاباك، رونين بار ورئيس الموساد ديدي برنياع من فريق التفاوض لإطلاق سراح الأسرى، وعيّن ديرمر، كأنه عيّن نفسه في هذا المنصب، ولأنهماوجهان لعملة واحدة، فإن كل من يقترب من نتنياهو يعلم ذلك".
وأوضح أن "هذه المقدمة مهمة لأنه عندما يقول ديرمر شيئًا عن عام إضافي للحرب، يُمكننا الافتراض أنه "سمعه في بيت نتنياهو"، كطفل يُفصح عما يُقال في بيت عائلته، مما يكشف عن خطة الأخير للعام القادم 2026 حيث الانتخابات المصيرية في تاريخ الدولة، مع أنه في جميع استطلاعات الرأي الجادة تراوحت نسبة تأييد كتلة نتنياهو بين 45 و50%، أما حزب بيتسلئيل سموتريتش فلا يتجاوز نسبة الحسم".
"جميع أحزاب الائتلاف الحالي: الليكود، والأحزاب الحريدية، وحزبي بن غفير وسموتريتش، التي حصلت على 64 مقعدًا مستقرًا في الانتخابات الأخيرة، وتعيش حالةً جيدةً، لن تحصل في الانتخابات القادمة على أكثر من 48 مقعدًا، أقل بـ16 مقعدًا مما حصلت عليه في انتخابات نوفمبر 2022" بحسب المقال نفسه.
وأبرز أنّ: "السبب الرئيسي في هذا التراجع هو بالطبع الفشل أمام حماس في السابع من أكتوبر، وما تلاها، حيث لم يعتقد أحد في الحكومة ولا في مكتب نتنياهو أنهم سيتمكنون من البقاء في حكومة مستقرة بعد عام وسبعة أشهر منه، ولكن ما زال أمامهم أشهرٌ أخرى".
واسترسل بالقول: "رغم أن نتنياهو الذي صُدِم في البداية، ثم تعافى من الصدمة، آمن بإمكانية النجاة، لأنه مُحارب سياسيّ، ولن يسلب منه أحد غريزة البقاء، وبعد أن خرج من الصدمة، وضع خطةللبقاء على قيد الحياة، والابتعاد عن الكارثة قدر الإمكان، وإلقاء اللوم كله على الجيش والشاباك، ويبدو أن الخطة نجحت".
وأكد أنّه: "ما لم ينجح في فعله نتنياهو هو تقوية كتلة الحزبية، حيث تعافى الليكود من جهة عدد المقاعد، لكن كتلته اليمينية في ورطة، وإذا لم يكن هناك 61 مقعدًا، فلن تكون هناك حكومة ولا رئيس وزراء، ولن تكون سوى محاكمة جنائية صعبة، وربما حتى رحلة للسجن في النهاية، لذلك فإنه مُحبط، ولم يُسعفه القضاء على قادة المقاومة من تعزيز كتلته إلى حيز 61 مقعدًا".
إلى ذلك، أوضح أنّ: "الخطة الجديدة، كما كشفها ديرمر، إذا لم تُجدِ الحروب نفعًا، فسنسعى للتطبيع، وكما ذُكر، سننهي الحروب على الجبهات السبع، ونعلن النصر الكامل عليها جميعًا، وربما تكون هناك أيضًا اتفاقيات سلام في الطريق، ومع هذه الحزمة الكاملة، سنحلّالكنيست، ونُسرّع للانتخابات".
وختم بالقول: "ربما لتحقيق نصر آخر، وماذا عن الميزانية القادمة التي يُفترض إقرارها في مارس 2026، على الأرجح أنها لن تُقر، لأنه لا جدوى من إقرار ميزانية مع تخفيضات وتخفيضات، قبل بضعة أشهر من الانتخابات".
من جهته، قال المحلل السياسي، شالوم يروشاليمي، عبر مقال لموقع "زمان إسرائيل" العبري، إنّ: "ديرمر، الوزير المكلف برئاسة فريق التفاوض لإطلاق سراح الأسرى، لم يأتِ على ذكرهم، وهو يعلن أن إنهاء الحرب يتطلب القضاء التام على حماس في غزة، رغم أن انهيارها قد يُوديبحياتهم".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنّ: "ديرمر، أهم شخصية بعد نتنياهو، وقد حدّد موعدًا لإنهاء الحرب خلال عام، وقائمة بالأهداف التي يجب تحقيقها، ومفادها تحقيق الانتصار الكامل في كل الجبهات، رغم أن مساعديه يزعمون أنه لا تناقض بين تحقيق الانتصار وإطلاق سراح الأسرى".
"مع تكرار الادعاء بأنّ استئناف الحرب بعد انسحاب القوات من غزة أمرٌ مُستحيل" تابع المقال نفسه، زاعما أنّ: "الانسحاب سيكلّف الدولة عشرات من حوادث الاختطاف في المستقبل أكثر مما حدث بالفعل، وهنا لا فرق بين نتنياهو وديرمر سموتريتش وستروك".
وأشار إلى أنه: "يبدو غريباً بعض الشيء التفاؤل برؤية ديرمر التي يتبنّاها نتنياهو بشأن إنهاء الحرب متعددة القطاعات خلال عام، فيما يدور حديث هذه الأيام عن تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط للحرب في غزة، ما سيزيد من تعقيد المنطقة".
وختم بالقول: "ربما يكون هذا ما يود نتنياهو تحقيقه في الانتخابات القادمة بعد عام، لكن الاتجاه الآن عكس ذلك، وعلى جميع الجبهات تقريبًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة غزة قطاع غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات مقعد ا
إقرأ أيضاً:
خدعة نتنياهو الجديدة ومقترح ويتكوف
في خضم المفاوضات المعقدة حول مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يهدف إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وتبادل جزئي للأسرى، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريح متوقع: "سنواصل الحرب حتى بعد الاتفاق".
هذا التصريح لا يعكس مجرد موقف عابر، بل يكشف عن إستراتيجية متجذرة في العقيدة الإسرائيلية: تحويل أي اتفاق إنساني إلى محطة تكتيكية في مسلسل الدم المستمر، لا مقدمة لتسوية عادلة.
فشروط نتنياهو لإنهاء الحرب، التي سبقت ووردت في تصريحاته، تتضمن ثلاثة محاور رئيسية:
أولًا، إطلاق سراح جميع الرهائن، وهو شرط يرتبط مباشرة بمقترح ويتكوف لتبادل الأسرى، لكنه يبقى مشروطًا بموافقة حماس على شروط إسرائيلية صارمة. ثانيًا، تسليم حماس للسلاح وإبعاد قيادتها عن غزة، وهي مطالب تهدف إلى إضعاف البنية العسكرية والسياسية للحركة، مما يعكس إستراتيجية إسرائيلية . ثالثًا، تنفيذ خطة ترامب لإعادة توطين سكان غزة، وهي رؤية طويلة الأمد لتغيير الواقع الديمغرافي في القطاع. اتفاق تكتيكي.. لا نهاية للصراعتصريح نتنياهو بمواصلة الحرب رغم قبول مقترح ويتكوف ليس خروجًا عن المألوف في سلوكه السياسي، بل يعكس فلسفة "إدارة الصراع" التي تميّز العقيدة الأمنية الإسرائيلية.
إعلانبالنسبة لنتنياهو، المقترح ليس "خارطة طريق للسلام"، بل "محطة" لاستعادة الرهائن من جهة، إعادة التموضع أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، استعادة احتكار طاولة المفاوضات وإعادة ترتيب الجيش والسياسة من جهة أخرى.
وفي خطابه الأخير، عاد ليكرر أسطوانة "حماس عدو يجب اجتثاثه"، رابطًا أي هدنة – حتى لو كانت إنسانية – بضرورة إضعاف المقاومة الفلسطينية، وليس بحلّ شامل.
في مؤتمر صحفي بتاريخ 21 مايو/ أيار 2025، ربط نتنياهو علنًا إنهاء الحرب بتنفيذ خطة ترامب لإعادة هندسة ديمغرافية سكان غزة، إضافة إلى شروط يراهن أنها مستحيلة مثل تسليم حماس السلاح، وإبعاد قيادتها. هذه الشروط ليست مجردَ أوراق تفاوض، بل هي إعلان مبطّن بأن الحرب لن تنتهي، مهما تعددت "وقفات" إطلاق النار.
ومع ذلك لا يمكن قراءة تصريح نتنياهو الحالي بمعزل عن سياق تاريخي طويل من "إدارة الصراع" التي اعتمدتها إسرائيل. فمنذ اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، اتبعت الحكومات الإسرائيلية تكتيك استخدام أي اتفاق مؤقت كوسيلة لإعادة ترتيب أوراقها، لا كمدخل لتسوية شاملة. هدنة 2014 مثلًا، رغم أنها أوقفت القتال مؤقتًا، مهدت لاحقًا لتشديد الحصار، وتوسيع رقعة الاستيطان في الضفة الغربية.
واليوم، يعيد مقترح ويتكوف إنتاج هذا النمط. فبدلًا من أن يكون "هدنة إنسانية"، يُستخدم كذريعة لإعادة نشر الجيش، وتجديد الشرعية السياسية. هذه العقلية الإسرائيلية، التي تجمع بين "العسكرة" و"التسويف"، تتعامل مع أي اتفاق كوسيلة لتحقيق أهداف توسعية، وليس لحل الصراع.
غياب الضمانات.. فراغ يخدم نتنياهوما يفاقم خطورة هذا التصريح أن مقترح ويتكوف نفسه يفتقر لأي نص ملزم بوقف نهائي للعدوان. فتسريبات رويترز (29 مايو/ أيار 2025) تكشف أن الاتفاق يقتصر على وقف إطلاق نار مؤقت، وتبادل جزئي للأسرى، من دون أي التزام بانسحاب كامل من غزة أو خطة إعادة إعمار جديّة.
إعلانالرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن دعمه للاتفاق، لكنه لم يقدّم ضمانات حقيقية طويلة الأمد. هذه الثغرات تمنح إسرائيل هامشًا واسعًا لاستئناف العمليات العسكرية في أي لحظة، مستندة إلى ذريعة "التهديد الأمني"، أو "عدم الامتثال الفلسطينيّ".
وهكذا، يتحول غياب الضمانات إلى سلاح في يد نتنياهو:
إظهار "إنجاز إنساني" باستعادة الرهائن لكسب رأي عام داخلي ودولي. الاحتفاظ بحرية العودة للهجوم العسكري متى شاء، دون مساءلة أو التزام. مقايضة المساعدات الإنسانية بالحالة العسكرية، وهي بداية ترويض لوجود حكم عسكري، أحد أهم أهداف "عربات جدعون".وهنا تبرز مقارنة لافتة مع اتفاقيات أوسلو أو هدن 2014، حيث وظفت إسرائيل غموض النصوص لتعزيز سيطرتها.
توظيف سياسي: فرصة لكسب الوقت وإعادة التموضعتصريحات نتنياهو لا تُقرأ فقط في سياق عسكري، بل تحمل بُعدًا سياسيًا داخليًا واضحًا. فهو يواجه ضغوطًا هائلة من عائلات الرهائن، وتظاهرات ضخمة في تل أبيب والقدس. الموافقة على المقترح تمنحه فرصة لتخفيف هذا الضغط مؤقتًا، ليظهر كقائد "براغماتي" يُنجز "تحرير الرهائن"، بينما يحتفظ بخطابه المتشدد.
هذا الموقف يُرضي شريكيه في الائتلاف – إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش – اللذين يلوّحان بسحب الثقة إذا شعرا بأي تنازل. وفي الوقت نفسه، يكسِب نتنياهو دعمًا من إدارة ترامب، التي تتبنى مشروع إعادة توطين سكان غزة كوسيلة لتصفية القضية الفلسطينية.
اللافت أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تكشف تناقضًا يستغله نتنياهو بدهاء: 70% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب، لكنهم يعارضون دولة فلسطينية. و80% يدعمون خطة ترامب لتوطين سكان غزة (The New Yorker, 2025).
بهذا التناقض، يستطيع نتنياهو تمرير المقترح كـ"هدنة إنسانية" تخفف الضغط الدولي، دون تقديم تنازلات سياسية جوهرية.
هذا التوظيف السياسي للاتفاق يتضح أيضًا في لغة نتنياهو، حيث يستخدم مصطلحات مثل "המשך המאבק" همشيخ همأفاك (مواصلة النضال)؛ لتعزيز صورته كقائد صلب يرفض التنازل أمام "العدو".
هذه اللغة تتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مثل يديعوت أحرونوت، التي نقلت عنه تأكيده على "القوة العسكرية المتزايدة" كأداة أساسية لتحقيق الأمن. هذا الخطاب يخدم غرضًا مزدوجًا: تعزيز الدعم الداخلي وتبرير استمرار العمليات العسكرية.
إعلان أصوات نقدية إسرائيلية: "مستنقع الاستنزاف"في موازاة هذا الخطاب الرسمي، تشهد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذاتها حالة من التباين بشأن جدوى استمرار الحرب بلا أفق سياسي. ففي مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت ، حذّر اللواء احتياط عاموس يدلين من مغبة التورط فيما أسماه "مستنقع الاستنزاف"، داعيًا إلى تبني مقاربة "الانتصار الذكي" كبديل أكثر واقعية: "علينا أن نعرف أين تنتهي العمليات العسكرية وأين تبدأ التسوية السياسية الشاملة… وإلا سندفع ثمنًا أكبر مما نتوقع".
ما يقترحه يدلين يُمثّل نموذجًا "إسرائيليًا تقنيًا"، لكنه يقترب من الواقعية الإستراتيجية: يقوم على إنهاء الحرب فورًا مقابل استعادة جميع الأسرى، بشرط أن تكون إعادة إعمار غزة مشروطة بسحب سلاح حماس، مع مشاركة عربيّة وأميركيّة وفلسطينيّة (السلطة).
والأهم، أنه يفتح بابًا لمسار "تسوية جديدة" تعترف ضمنيًا بأن إسرائيل وحدها عاجزة عن إنهاء حماس عسكريًا. لكن هذا الخيار يصطدم بمعضلة واضحة: في ظل الوضع السياسي الحالي، لا أحد في الحكومة الإسرائيلية يملك الإرادة الحقيقية لفتح مسار سياسي مع أطراف عربية وفلسطينية؛ فنتنياهو وبن غفير وسموتريتش يعتبرون أي شراكة إقليمية تنازلًا وجوديًا، بينما اليمين الديني يفضل سياسة "الاستنزاف" على أي تسوية سياسية حقيقية.
فكما نبه الصحفي نداف شرغاي، في مقالة نُشرت في يسرائيل هيوم (26 مايو/ أيار 2025)، إلى أن مواصلة الحرب عقب صفقة الرهائن قد تفتح أمام إسرائيل "أزمة أخلاقية وإستراتيجية" مع المجتمع الدولي، مشددًا على أن استمرار العمليات العسكرية دون أفق سياسي واضح من شأنه تقويض "ما تبقى من شرعية الحرب"، سواء داخليًا أو خارجيًا.
تُظهر هذه المواقف النقدية من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إدراكًا متزايدًا لفشل سياسة "الإدارة الدموية" في تحقيق الاستقرار الحقيقي.
وهي مواقف تضع تصريحات نتنياهو في سياقها الطبيعي: كإعلان عن رفض أي تسوية شاملة، وتأكيد جديد على أن ما يُقدَّم كاتفاق إنساني ليس سوى ذريعة لمواصلة حرب مفتوحة، وإطالة عمر الأزمة على حساب الفلسطينيين وأمن الإقليم بأسره.
إعلان إعادة تشكيل غزة وتجاهل الحقوق الفلسطينيةمن منظور إقليمي، يُظهر تصريح نتنياهو وتصميمه على مواصلة الحرب، أن الهدف ليس مجرد "إضعاف حماس"، بل إعادة رسم الواقع الفلسطيني والديمغرافي في غزة.
فبدعم من خطة ترامب، تتحول غزة إلى حقل تجارب لسياسة إعادة هندسة ديمغرافية قسرية، بينما يغيب ضغط دولي حقيقي. إدارة ترامب، رغم دعواتها لاتفاق "شامل"، عاجزة -أو غير راغبة – عن فرض ضمانات أو مساءلة.
هكذا، يتكشف الهدف الإستراتيجي لنتنياهو: إدامة الحرب لتثبيت هيمنة إسرائيل على القطاع، وتصفية أي أفق حقيقي لحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
في نهاية المطاف، تصريح نتنياهو بمواصلة الحرب بعد أي "اتفاق إنساني" يجسّد فلسفة إسرائيلية راسخة ومتجذرة لدى نتينياهو نفسه: كل هدنة هي فرصة لإعادة التموضع عسكريًا وسياسيًا، لا بوابة للسلام.
غياب الضمانات، وتوظيف الاتفاق لكسب الوقت، وتحويل كل وقف إطلاق نار إلى خدعة تكتيكية، كلها عناصر تكشف أن مقترح ويتكوف ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل "إدارة الدم" الإسرائيلي.
والنتيجة؟ استمرار معاناة الفلسطينيين، وإطالة أمد أزمة غزة، وإبقاء المنطقة بأسرها رهينةً لحسابات إسرائيلية ضيقة لا ترى في الحرب سوى وسيلة دائمة للهيمنة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline