يا أخي يا أخي
يا أخي لا تشح بوجهك عني
ما أنا مثقف ولا أنت حارس الخزنة
ما أنا مهاجر ولا أنت خفر السواحل
ما أنا مواطن ولا أنت صاحب الإشارة الضوئية
ما انا سوى كائن حي مثل تريليونات تريليونات الكائنات الحية في هذا الكوكب. ما انت سوى مصادفة
إن منحك زيوس ساحة الخردة التي تحرسها أو الإشارة الضوئية التي تتسول عندها، فيلمنحك الخلود أو يفديك من المرض
إن منحتك البلطجة المجد فلتحمك من الزهايمر أو من ازدراء الناس
ان كنت “أزعر” وجد في المزابل ورقا يسمى نقودا فقد تسلبك الحياة كل المزابل التي مُنِحتَها
ليس لك في الكون أكثر مما لدى مائة تريليون كائن حي يعيش فيك
لم تمنحك الطبيعة أكثر مما منحت قملة في شعر رأسك، أو بكتيريا تحت إبطك.
لست آمنا في مجدك الذي منحتك إياه الــ “المزبلة” فلو دام المجد للعلم لما آل إلى المزبلة
أنت لم ترشدك الزهرة حتى تكون عارفا. فلا تفرح انك متسول. الوهم الذي يملؤوك لا يجعل أحدا سواك ضئيلا.
الورم الذي تسبح فيه لا يجعلك كبيرا
إن كنت تقدر على المنع فامنع عن نفسك الفيروسات والبكتيريات والديدان التي تتنعم بجسدك أكثر منك
إن كنت تمنح شيئا فهب “المزبلة” رائحة أخرى.
إن كنت قادرا على شيء فاجعل من مناجم الفضة في شعرك وحقول الغاز في جوفك شيئا مفيدا
هل نحن إلا مثل غيرنا نلوح بالصواني في الشوارع
ليس لنا من الحياة وفيها سوى أن نعيش؛ ألا نموت.
إبراهيم غرايبة – وكالة عمون الإخبارية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
كل الأحداث والأزمات والتحديات التي كانت السبب الرئيسي في خلق ثقب في جسد الأمن القومي هو (الفقر).
الفقر.. هو السرطان الذي ينخر جسم أي أمة مهما امتلكت من إمكانيات أمنية وحربية وسياسية.
ولذلك فإن أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي يستغل المجتمعات الفقيرة كثغرة فاعلة لزعزعة أمن أي دولة معادية أو منافسة.
البيئة الفقيرة ليس لديها ما تخسره لأنها دائماً تنظر إلى أهدافها من الزاوية المظلمة.
عندما نتطرق إلى الفقر، فإننا نعني بذلك تلك المجتمعات التي تعيش في حالة الشعور بعدم العدالة الاجتماعية، والتهميش، وعدم الشعور بالعدالة في توزيع ثروة الدولة، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى غياب الحياة الكريمة وانعدام فرص العمل، وعدم الحصول على الحد الأدنى من الأجور بما يتماشى والوضع الاقتصادي، هذه الظروف تخلق حالة غامضة متخبطة ومظلمة تعيش في دوامة البحث عن وسائل للخروج من هذا النفق، ويكون لديها هدف هو رأس الدولة باعتباره المسؤول عن الحال الذي يعانون منه.
وهذه الأسباب والمعطيات دائماً هي القمة السابغة لطرف المعادي ووسيلة سهلة لخلق قاعدة متماسكة لتهديد الأمن القومي لأي دولة.. لسهولة التجنيد والإقناع والاستعداد لضرب الهدف الذي يعتقدون بأنه السبب الرئيسي في حالة مجتمعاتهم الفقيرة والمقهورة.
الأحداث السابقة في كل مكان وأينما وقعت أبطالها جاءوا من مجتمعات معدومة وفقيرة.
إن البيئة الحاضنة للإرهاب بأشكاله وصوره هي تلك البيئة التي تعاني الفقر في معناه الواسع وما يترتب عليه من سلوكيات متشددة والصور المظلمة اتجاه رأس الدولة.
العـلاج.. لا يكمن العلاج من وجهة نظرنا في محاربة هذه المجتمعات بقوة السلاح والترهيب وإرهاب الدولة والقتل والاعتقال والتهجير والإقصاء إلى آخر تلك الأساليب البوليسية التي أثبت الزمن وأثبت الأحداث بعدم جدوتها، وإنما زادت من تنامي ظاهرة الإرهاب بل زادت من استقطاب الرأي العام ضد الدولة.
إن العلاج.. يتطلب إعادة هيكلة الدولة في ملفاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، والتركيز على العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، والعدالة في توزيع ثروة الدولة، وتحسين الظروف المعيشية، والتعليم والصحة وأمن المواطن. وبذلك يمكن قطع الطريق أمام أي طرف معادي يسعى إلى استخدام تلك المجتمعات الفقيرة وتوجيهها إلى زعزعة أمن الدولة.
وهذا يشير إلى ضرورة اهتمام رأس الدولة بغالبية الشعب الذي عادة ما يمثل الطبقة البسيطة والمتوسطة والتي إذا ما ثارت قلبت الموازين رأساً على عقب دون مراعاة لأي معايير أو ترتيبات أو استراتيجيات ودون حساب العواقب وهنا يكون الكل خاسر الحاكم والمحكوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.