كل الأحداث والأزمات والتحديات التي كانت السبب الرئيسي في خلق ثقب في جسد الأمن القومي هو (الفقر).
الفقر.. هو السرطان الذي ينخر جسم أي أمة مهما امتلكت من إمكانيات أمنية وحربية وسياسية.
ولذلك فإن أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي يستغل المجتمعات الفقيرة كثغرة فاعلة لزعزعة أمن أي دولة معادية أو منافسة.
البيئة الفقيرة ليس لديها ما تخسره لأنها دائماً تنظر إلى أهدافها من الزاوية المظلمة.
عندما نتطرق إلى الفقر، فإننا نعني بذلك تلك المجتمعات التي تعيش في حالة الشعور بعدم العدالة الاجتماعية، والتهميش، وعدم الشعور بالعدالة في توزيع ثروة الدولة، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى غياب الحياة الكريمة وانعدام فرص العمل، وعدم الحصول على الحد الأدنى من الأجور بما يتماشى والوضع الاقتصادي، هذه الظروف تخلق حالة غامضة متخبطة ومظلمة تعيش في دوامة البحث عن وسائل للخروج من هذا النفق، ويكون لديها هدف هو رأس الدولة باعتباره المسؤول عن الحال الذي يعانون منه.
وهذه الأسباب والمعطيات دائماً هي القمة السابغة لطرف المعادي ووسيلة سهلة لخلق قاعدة متماسكة لتهديد الأمن القومي لأي دولة.. لسهولة التجنيد والإقناع والاستعداد لضرب الهدف الذي يعتقدون بأنه السبب الرئيسي في حالة مجتمعاتهم الفقيرة والمقهورة.
الأحداث السابقة في كل مكان وأينما وقعت أبطالها جاءوا من مجتمعات معدومة وفقيرة.
إن البيئة الحاضنة للإرهاب بأشكاله وصوره هي تلك البيئة التي تعاني الفقر في معناه الواسع وما يترتب عليه من سلوكيات متشددة والصور المظلمة اتجاه رأس الدولة.
العـلاج.. لا يكمن العلاج من وجهة نظرنا في محاربة هذه المجتمعات بقوة السلاح والترهيب وإرهاب الدولة والقتل والاعتقال والتهجير والإقصاء إلى آخر تلك الأساليب البوليسية التي أثبت الزمن وأثبت الأحداث بعدم جدوتها، وإنما زادت من تنامي ظاهرة الإرهاب بل زادت من استقطاب الرأي العام ضد الدولة.
إن العلاج.. يتطلب إعادة هيكلة الدولة في ملفاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، والتركيز على العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، والعدالة في توزيع ثروة الدولة، وتحسين الظروف المعيشية، والتعليم والصحة وأمن المواطن. وبذلك يمكن قطع الطريق أمام أي طرف معادي يسعى إلى استخدام تلك المجتمعات الفقيرة وتوجيهها إلى زعزعة أمن الدولة.
وهذا يشير إلى ضرورة اهتمام رأس الدولة بغالبية الشعب الذي عادة ما يمثل الطبقة البسيطة والمتوسطة والتي إذا ما ثارت قلبت الموازين رأساً على عقب دون مراعاة لأي معايير أو ترتيبات أو استراتيجيات ودون حساب العواقب وهنا يكون الكل خاسر الحاكم والمحكوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
من الخرطوم .. تحذير من مدير جهاز المخابرات السوداني .. الخطر ما زال قائمًا
متابعات تاق برس- قال المدير العام لجهاز المخابرات العامة بالسودان، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، أن خطر المتعاونين مع “التمرد” والخلايا النائمة ما زال قائماً.
وشدد على أهمية توخي الحيطة والحذر.
وزار مدير جهاز المخابرات اليوم الاثنين حكومة ولاية الخرطوم، وامتدح التحسن الأمني والخدمي في العاصمة.
وشدد على أهمية رتق النسيج الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية عبر مناشط مشتركة مع أهل الفن والثقافة، وأعلن جاهزية جهاز المخابرات للمشاركة في هذا الدور.
مدير جهاز المخابرات ووالي الخرطوموأوضح ان الغرض الأساسي من زيارته هو الوقوف على الترتيبات الجارية في تهيئة بيئة عمل جهاز المخابرات والعمل على تطوير مقدراته .
وقال إنه لمس التحسن المستمر في العاصمة كما أن العديد من المناطق صارت تنعم بالخدمات ودعا لمزيد من الاهتمام بقضايا البيئة واستكمال بقية الخدمات.
وطالب مفضل بأخذ الحيطة والحذر فالتمرد لايزال قائما بنشاط المتعاونين مع من اسماهم المليشيا والخلايا النائمة .
لافتاً لأهمية رتق النسيج الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية وذلك من خلال المناشط المشتركة مع أهل الفن والثقافة بما يخدم القضايا الوطنية وان جهاز المخابرات جاهز ليكون شريكاً في هذا المجال.
وتقدم والي الخرطوم احمد عثمان حمزة بالشكر للمدير العام لجهاز المخابرات العامة علي زيارته ودعمه للولاية طوال فترة الحرب كما ثمن دور الجهاز في معركة الكرامة .
وقدم تنويرا تناول فيه الخطط التأمينية التي اتبعتها الولاية عند تحرير المناطق المختلفة بالولاية وأنه تم تكليف لجنة من أمن الولاية لإعداد خطة لتأمين الولاية وستفرغ اللجنة من عملها خلال الأيام القادمة.
كما أشار لقرار رئيس مجلس السيادة بالرقم (153) والذي قدم سند كبير للولاية خصوصاً في قضايا إخلاء العاصمة من المظاهر العسكرية وإزالة السكن العشوائي وترحيل الأجانب .
كذلك تحدث الوالي عن الخدمات وبشر بأن الولاية استطاعت حل مشكلة المياه ولكن تواجه الولاية مشكلة في توفير الكهرباء حيث تحتاج الولاية لأكثر من (13) ألف محول للقطاع السكني.
الخرطومالخلايا النائمة من قوات الدعم السريعمدير جهاز المخابرات