يمانيون | تقرير

مثّلت ثورة 21 سبتمبر 2014، نقطة تحوّل سياسي حاسم في مسار اليمن المعاصر، حيث تبنّت خطابًا واضحًا يرفض مشاريع التقسيم التي طُرحت خلال المرحلة الانتقالية، وعلى رأسها مشروع الأقاليم الستة المنبثق عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في عام 2014.

في هذا التقرير، نستعرض كيف أسهمت الثورة في تعزيز وحدة اليمن، ورفض مشاريع التشطير، وذلك من خلال رؤية السيد القائد عبد الملك الحوثي والخطاب السياسي لأنصار الله.

 

الثورة وتصحيح مسار الدولة اليمنية

أعلن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة أن “مشروع الأقاليم ليس سوى بوابة لتفتيت اليمن والسيطرة عليه عبر أدوات داخلية وأجندات خارجية” (قناة المسيرة، 2017). وأكد أن الثورة جاءت لتصحيح مسار الدولة اليمنية، لا للاستحواذ على السلطة، مشددًا على أن الوحدة الحقيقية لا تكون بالشعارات، بل ببناء دولة عادلة لجميع اليمنيين.

برنامج الرؤية الوطنية وموقف أنصار الله

انطلاقًا من مبادئ الثورة، تضمن “البرنامج التنفيذي للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة”، الصادر عن المكتب السياسي لأنصار الله، بنودًا تؤكد على الالتزام بالسيادة الوطنية والوحدة، ورفض أي صيغة حكم قد تؤدي إلى التمزيق أو التبعية.

وأشارت دراسة لمركز صنعاء للدراسات إلى أن أنصار الله تبنوا، منذ عام 2015، خطابًا سياسيًا يركز على مركزية الدولة ووحدة القرار السياسي، لا سيما في ظل تدخلات إقليمية دعمت توجهات انفصالية، خاصة في الجنوب.

 

مشروع الأقاليم والتشطير

خرج مؤتمر الحوار الوطني في عام 2014 بمقترح تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم كحل فيدرالي. إلا أن أنصار الله رفضوا المشروع، واعتبروه تفكيكًا مقنّعًا للدولة اليمنية، حيث يؤدي إلى حرمان بعض الأقاليم من الثروات والمنافذ البحرية.

وفي تأكيد لموقف أنصار الله، قال الناطق الرسمي محمد عبد السلام في مقابلة مع قناة الجزيرة:
“موقفنا من الوحدة ثابت ومبدئي ولا يمكن أن يتغير. نحن مع الوحدة ورفضنا مشروع الأقاليم ونرفض الشرذمة.”
وأضاف أن الشعب اليمني بكل مكوناته يرفض أي مسعى للتقسيم، وأن الوحدة اليمنية تمثل “خطًا أحمر لا يمكن المساس به”.

الثورة كمنطلق لبناء دولة موحدة

جاءت ثورة 21 سبتمبر لوضع حد لتدهور الدولة والانقسام السياسي، وسعت – بحسب بيانها الأول – إلى بناء دولة مدنية عادلة تقوم على الشراكة الوطنية، وترفض التبعية والإقصاء.

ونصّت وثيقة “الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة” على:
“إرساء دعائم دولة موحدة، قوية، مستقلة، ترفض مشاريع التشطير أو الإضعاف الداخلي بأي شكل من الأشكال.”

موقف الثورة من القضية الجنوبية

على الرغم من التوترات مع بعض القوى الجنوبية، لم تتخذ أنصار الله موقفًا عدائيًا من الجنوب. بل شدد السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب له عام 2020، على أن:
“الحل العادل للقضية الجنوبية لا يكون بالانفصال، بل ببناء دولة عادلة تحتضن الجميع.”
ووصفت قناة الميادين هذا التوجه بأنه:
“نقلة في التعامل مع الجنوب من ملف أمني إلى أفق سياسي عادل ضمن يمن موحد.”

الثورة ومواجهة مشاريع الخارج

منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015، قدم أنصار الله هذا العدوان كمشروع خارجي يهدف إلى تقسيم اليمن والسيطرة على موارده. وبيّن تقرير لمركز صنعاء للدراسات عام 2020 أن خطاب أنصار الله أصبح أكثر تمسكًا بوحدة الدولة في مواجهة مشاريع انفصالية برعاية خارجية.

خاتمة:

رغم الجدل الواسع الذي رافق ثورة 21 سبتمبر، فإنها تمثل حركة تصحيحية هدفت إلى إنقاذ اليمن من التمزق والانهيار، وتعزيز وحدته الداخلية عبر بناء دولة تقوم على الشراكة لا الإقصاء. إن رفض مشروع الأقاليم والدعوة إلى وحدة عادلة هما دليل واضح على أن هذه الثورة ترى في التشطير خطرًا وجوديًا يهدد كيان الدولة اليمنية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مشروع الأقالیم الدولة الیمنیة ثورة 21 سبتمبر أنصار الله

إقرأ أيضاً:

مأرب.. مجلس شباب الثورة يحتفي بذكرى الوحدة اليمنية

نظم مجلس شباب الثورة السلمية فعالية جماهيرية، بمحافظة مأرب، شمال شرق صنعاء، إحياءً للذكرى الوطنية الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990.

 

وشهد الحفل حضوراً شعبياً لافتاً من مختلف فئات المجتمع، وتخللته فقرات فنية متنوعة وقصائد شعرية عبّرت عن عظمة المناسبة، ومكانة الوحدة في وجدان الشعب اليمني، إلى جانب فقرات غنائية وطنية جسّدت ارتباط اليمنيين بوطنهم الكبير وهويتهم الجامعة.

 

وفي كلمة ألقاها رئيس مجلس شباب الثورة السلمية بمأرب، الدكتور محمد بن سعيد بن غريب، أكد فيها أن ذكرى الثاني والعشرين من مايو تمثل محطة مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، ومجداً لا يليق إلا بالكبار الذين آمنوا بوطن واحد وراية واحدة.

 

وأوضح أن الوحدة اليمنية ليست تفصيلاً سياسياً عابراً بل منجزاً وطنياً سيادياً جاء ثمرةً لتضحيات طويلة من أبناء الشعب في الشمال والجنوب، مشددًا على أن ما اعترى التجربة الوحدوية من اختلالات لا يمس جوهر الوحدة، بل يستدعي تصحيح المسار لا هدم المشروع.

 

وحذّر الدكتور بن غريب من مشروعين تدميريين يهددان اليمن: مشروع الإمامة العنصري، ومشروع المناطقية الضيق، اللذين وصفهما بأنهما يلتقيان في هدف واحد هو تمزيق اليمن ونهب إرادة شعبه.

 

ودعا في كلمته مجلس القيادة الرئاسي إلى تحمّل مسؤولياته في استعادة الدولة وتثبيت مؤسساتها وتطبيع الحياة، مؤكداً أن وحدة اليمن ستظل عنواناً للكرامة الوطنية، ولن تمر المؤامرات ما دام في هذا الوطن رجال أحرار وشرفاء.


مقالات مشابهة

  • محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع
  • مجلس شباب الثورة في تعز يحتفي بذكرى تحقيق الوحدة اليمنية
  • مأرب.. مجلس شباب الثورة يحتفي بذكرى الوحدة اليمنية
  • المساوى: دعم اليمن لقضية غزة جزء من الهوية الإيمانية والوطنية في رفض الهيمنة الخارجية
  • تنظيم التصحيح: الوحدة اليمنية تتويج لتضحيات شعب ناضل ضد التشطير والاستعمار
  • تعز.. مجلس شباب الثورة يحتفي بالذكرى الـ 35 لتحقيق الوحدة اليمنية
  • في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام
  • الوحدة اليمنية في مواجهة مشاريع التفكيك .. بين نداء الأرض واستجابة الكرامة
  • اليمن بعد 35 عاماً على الوحدة…دولة غائبة ومشاريع تتنازع الجغرافيا