قرقاش: مليشيات وسائل التواصل وإعلام القاع يبثون حملات مغرضة
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن العالم يمر حالياً بمرحلة من عدم اليقين، سواء في القطاع التكنولوجي وما يشهده من متغيرات متسارعة في الذكاء الاصطناعي، أو في الاقتصاد العالمي الذي يعلي مفهوم «الاقتصادات الوطنية والحمائية»، أو في النظام الدولي بشكل عام.
وأكد أن هناك نهجاً جديداً في السياسة الخارجية الأمريكية يضع المصلحة الأمريكية فوق كل اعتبار، كما أن العالم العربي يشهد تغيراً كبيراً وسقوطاً لأيديولوجيات استمرت لسنوات وأحدثت تأثيرات سلبية، مشيراً إلى أن لبنان وسوريا مثال على هذا التغيير وتسيران في الاتجاه الصحيح بتعاون مع المجتمع الدولي.
وقال: إن دولة الإمارات تقدم رسائل إيجابية من خلال تجربتها الناجحة وسياستها الواقعية التي تولي أهمية كبيرة للأمن والاستقرار والازدهار وتحسين المستوى المعيشي للسكان والاهتمام بالتعليم والتكنولوجيا الحديثة وفي نفس الوقت فإن لديها مسؤولية كبيرة تجاه مرحلة «عدم اليقين» وعدم الوضوح في المجالات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية على المستويين الإقليمي والعالمي.
جاء ذلك خلال جلسة رئيسية ضمن قمة الإعلام العربي 2025، حملت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار»، حضرتها منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية للقمة وأدار الحوار طاهر بركة، الإعلامي بقناة العربية.
وقال قرقاش: «من الدروس المؤكدة جداً خلال الثلاث سنوات الماضية منذ بدأت أحداث غزة هو سقوط ذريع للأيديولوجيات في العالم العربي ومع هذا فإن كثيرين في عالمنا العربي لا زالوا غير واقعيين ومتشبثين بهذه الأيديولوجيات التي ثبت فشلها وتأثيرها السلبي».
وأضاف: إن هناك حاجة ملحّة لانتهاء «زمن الأيديولوجيا» في السياسة العربية لأنها كرست الطائفية والاحتقان وتقزيم دور الدولة، مؤكداً أن هذا التصلب الأيديولوجي لا يتواءم مع الفكر والثقافة العربية الأصيلة والمعتدلة.
وأضاف: إن هناك حاجة للواقعية والالتفات لأمور مهمة كتحسين المستوى المعيشي وخلق فرص العمل وتطوير التعليم وتحقيق مقومات الازدهار والاستقرار الاقتصادي والبحث في سبل معالجة أسباب هجرة الشباب إلى الخارج والنظر للمستقبل، مؤكداً أن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج تقدم رسائل إيجابية في هذا الشأن.
وأكد أنور قرقاش، على أهمية إعلاء مفهوم الدولة الوطنية في عدد من الدول، حيث إن من غير الواقعية أن تقودها مليشيات أو أن يوجد في الدولة الواحدة جيشان وما يتسبب فيه ذلك من تداعيات سلبية على جميع المستويات، مضيفاً: إن التشبث بالشعارات أدى إلى تردي الأوضاع في العديد من الدول العربية واستمرار احتجازها في «عنق الزجاجة».
وأشار إلى أن لبنان وسوريا في طريقهما للخروج من هذا الوضع المتأزم وإن كانت هناك قوى تريد جذبهما إليه مرة أخرى وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وهو ما يجب التصدي له بدعم هاتين الدولتين العربيتين الشقيقتين لأن استقرارهما وانتعاشهما من جديد يمثل إضافة إيجابية للوطن العربي، متمنياً لهما ولحكومتهما الجديدتين كل النجاح.
وأضاف: إن دولة الإمارات تحتضن الكثير من الجنسيات العربية التي تبدع وتشارك بإيجابية في التنمية والتطور وبالتأكيد فإن هذا الإنسان العربي الذي يبدع وينتج هنا يمكنه أن يبدع وينتج ويتفوق على نفسه ويسهم في تنمية ونهضة بلاده إذا توفرت له البيئة المشجعة على ذلك.
وقال: إن دولة الإمارات تصوغ سياستها الخارجية وفق قرار وطني وأن هذا الأمر يرتبط بالسيادة الوطنية، مؤكداً أن البعض يستخدم من موضوع التطبيع «شعاراً سياسياً وفزاعة» للتغطية على الفشل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والاحتقان الداخلي بدلاً من التعامل بواقعية مع التحديات الاقتصادية والمعيشية لتحسين أحوال الناس وخلق فرص عمل والاهتمام بالتعليم وتحقيق الرخاء والازدهار.
وأكد أن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لم يأتِ على حساب النهج الثابت لدولة الإمارات في دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيراً إلى أن لغة الأرقام أصدق من أي ادعاءات فارغة، وقال: إن دولة الإمارات أسهمت بأكثر من 42% من إجمالي حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر.
كما أكد أن الحملة الإعلامية ضد الإمارات مصطنعة ومغرضة وقال: إننا نترك الحكم على التجربة الإماراتية للآخرين، فإنجازاتنا ونجاحاتنا تتحدث عن نفسها وتحظى بتقدير عالمي كبير ومن ينظر إلى الإمارات بموضوعية مثلما هو الحال في الإعلام «الرصين»، يجد نفسه أمام تجربة رائدة في الازدهار الاقتصادي والمجتمعي والسياسي والتكنولوجي والسياحي.
وتابع قرقاش: «إنه لا يمكن التوقف عند هذه الحملات المغرضة التي تبثها مليشيات وسائل التواصل الاجتماعي وإعلام القاع، بل نترفع عنها ونواجهها بالسردية الإيجابية لتجربتنا الناجحة».
وأعرب عن قناعته بأن القطاع الإعلامي هو أيضاً في مفترق طرق ويمر بحالة من عدم اليقين لارتباطه بالذكاء الاصطناعي الذي يشهد تغيراً متلاحقاً، مؤكداً أن مواكبة أو عدم مواكبة هذه المتغيرات هي التي ستحدد المؤسسات الإعلامية التي ستختفي وتلك التي ستبقى أو ستصعد.
كما أكد أن دولة الإمارات تولي قطاع التكنولوجيا والاستثمار فيه أهمية كبيرة باعتباره استثماراً في المستقبل ولهذا فإن لدينا اتفاقيات كبيرة في هذا المجال مع الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أنور قرقاش الإمارات إن دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
حادث مأساوي يفسد احتفالات ليفربول بلقب الدوري… وكلوب يعلّق
صراحة نيوز ـ تحولت احتفالات جماهير ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مأساة، بعد حادث مروري خطير وقع وسط المدينة، أسفر عن إصابات متعددة وأثار موجة من الحزن والغضب بين المشجعين.
وكان الآلاف من جماهير ليفربول قد احتشدوا في شوارع المدينة بعد ظهر يوم الاثنين للاحتفال بلقب الدوري العشرين في تاريخ النادي، في أجواء سادتها الحماسة والفرح. غير أن الأجواء انقلبت رأسًا على عقب بعد أن دهست سيارة عددًا من المشجعين في شارع ووتر وسط المدينة.
وفي أول تعليق له على الحادث، أصدر المدير الفني السابق للنادي، يورغن كلوب، بيانًا مؤثرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه:
“أنا وعائلتي مصدومون ومُدمرون. أفكارنا وصلواتنا مع المصابين والمتضررين. لن تمشي لوحدك.”
وأفادت شرطة ميرسيسايد في بيان رسمي بأنها تلقت بلاغًا عن حادث تصادم مروري في شارع ووتر، تبيّن فيه أن سيارة اصطدمت بعدد من المشاة أثناء احتفالات الجماهير.
وأكدت الشرطة أن السيارة توقفت في موقع الحادث، وتم القبض على سائقها، وهو رجل بريطاني أبيض يبلغ من العمر 53 عامًا. وأضافت أن خدمات الطوارئ سارعت إلى المكان، وقدّمت الإسعافات الأولية للمصابين.
ووفقًا للمعلومات الأولية، تلقى 20 شخصًا العلاج في موقع الحادث، فيما تم نقل 27 آخرين إلى المستشفى، بينهم اثنان في حالة حرجة.
لا تزال الشرطة تواصل تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادث، وتحديد ما إذا كان ناتجًا عن فعل متعمد أو خطأ مروري. وطالبت السلطات المواطنين بعدم نشر الشائعات، وانتظار النتائج الرسمية للتحقيق.
الحادث ترك صدمة عميقة في نفوس سكان المدينة ومشجعي ليفربول حول العالم، الذين كانوا يترقبون يومًا تاريخيًا في مسيرة النادي. وعبّر كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم وتعاطفهم مع الضحايا، وسط دعوات لوقف الاحتفالات احترامًا للمصابين وأسرهم.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه المدينة تلملم جراحها، يبقى الأمل في أن يتعافى المصابون سريعًا، وأن تتم محاسبة المسؤولين عن هذا الحادث المؤلم.