أسمع دعواك أصدقك .. أشوف تعويلك استعجب!
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
*بينما يروج جماعة “تقدم” لدعوى أن قيادة الجيش تحابي المؤتمر الوطني، يصل إيمانهم بعكسها، حد أن يكون هذا العكس هو ( تعويلهم الرئيسي): أي أن تتحامل قيادة الجيش على المؤتمر الوطني تحاملاً شديداً، لا تخففه المحاباة المزعومة، ولا تضعفه مناصرته للجيش، فلا تساويه بغيره، ولا تخفضه عنهم، بل تصطفي ألد خصومه ــ بأفضلية الخصومة هذه لا بغيرها ــ وتكتب معهم، للمرة الثالثة، الوثائق التي تجعل دوس المؤتمر الوطني، كياناً وتوجهاً، في قلب مواد “الدستور”، الذي يفترض أن يكون عقداً اجتماعياً ينظم التعايش بين أبناء الوطن الواحد.
* *استمرار هذا التعويل، واستمرار القناعة بأنه ليس على سراب، هو أقوى مرافعة من “تقدم” ضد دعوى المحاباة، بينما انتهاؤه ــ ولا يبدو أنه سينتهي ــ ليس مرافعة مضادة، لأن التفسير الأوضح في هذه الحالة هو سوء العلاقة بين قيادة الجيش و”تقدم”، بسبب التعويل على بندقية حميدتي، ومناصرة انقلابه المتحول إلى حرب تخريب واحتلال أجنبي.*
* *”تقدم” التي تزعم رفضها لتدخل العسكريين في السياسة تريد منهم، في ذات الوقت، أن يتدخلوا بعمق ضد خصومها، وأن يصبح العداء لهم أيديولوجية للمؤسسة، وسياسة للحكومة، وروح للدستور، ليتفقوا مع الميليشيا و”تقدم” في أن داعميه يستحقون العقوبات، خصوصاً بسبب دعمهم له، على أن تكون هذه العقوبات، وشدتها، هي الإثبات الوحيد لعدم وجود المحاباة، وعلى أن تكون المبالغة في مكافأة الميليشيا و”تقدم”، هي الإثبات الوحيد على حياد الجيش ووقوفه على مسافة واحدة من القوى السياسية!*
* *أحزاب “تقدم” صغيرة في حجمها، صغيرة في عقلها، فاقدة للسند الشعبي، وتطمع في تأثير يفوق حجمها وعقلها أضعافاً مضاعفة، وتملأ هذه الفجوة الكبيرة بالفهلوة، والابتزاز، والفاولات المنطقية، والتعويل على البنادق، من الداخل والخارج، وهذا يجعلها صيدة سهلة لناقديها، فلا يجدون صعوبةً في تطبيق قاعدة ( أقوى تفنيد لأي دعوى هو كشف تناقضها الداخلي)، فأدق تعريف لتقدم هو: كيان لانتاج التناقضات الداخلية! لِمَ لا يكون كذلك وناطقه الرسمي، وقيل فيلسوفه، هو جعفر حسن، ومن قبله كان علاء نقد!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عاجل. وزير خارجية ألمانيا موبخا إسرائيل: ما يجري في غزة غير مقبول ولا يجب أن يكون التضامن بالإجبار
وزير خارجية ألمانيا موبخا إسرائيل: ما يجري في غزة غير مقبول ولا يجب أن يكون التضامن بالإجبار اعلان
الصحفيون يعملون على تحرير هذه القصة، سيتم التحديث بأسرع وقت بالمزيد من المعلومات فور ورودها
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةأخبارابحث مفاتيح اليوم