العُمانية: تمثّل قرية بلد سيت بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة وجهة لسياحة المغامرات بواحاتها الخضراء التي تلفها قمم جبلية شاهقة، وتستقطب القرية شغف المغامرين الدوليين بحكم وقوعها على مسار المغامرات في وادي بني عوف الذي اشتهر بوادي الثعابين، لأنه من أهم مسارات المغامرة، إضافة إلى الممشى الجبلي القديم الذي تم تسجيله واعتماده ضمن المسارات الجبلية في سلطنة عُمان وهو يربط بين قرية بلد سيت وولاية الحمراء.

وقال الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة إن في القرية 5 منشآت سياحية تضم نحو 42 غرفة وتستقطب العديد من الرحلات السياحية اليومية، لتنوعها الطبيعي والتراثي والتجارب السياحية التي توفرها، وخاصة في موسم الشتاء مع بداية اعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة حيث تنشط الحركة السياحية هناك تزامنا مع نشاط الرحلات السياحية القادمة من مختلف دول العالم ويتركز معظمها في الفترة من نهاية شهر سبتمبر حتى بداية شهر أبريل من كل عام.

وأضاف أن السياحية الصيفية في القرية تبدأ منذ شهر مايو حتى نهاية شهر أغسطس من كل عام، لاعتدال الأجواء بها صيفًا، وتقع القرية على مسار سياحي نشط يعتمد عليه العديد من الشركات السياحية ضمن برامج تسويقها نظرا لما تزخر به من تنوع في المعالم التاريخية والعيون المائية والأسواق التقليدية، وبالتالي تتكامل هذه المواقع مع عناصر الجذب الموجودة في وادي بني عوف وقرية بلد سيت وصولا إلى ولاية الحمراء في محافظة الداخلية.

وأشار إلى أن السياح يقصدون وادي الثعابين لسياحة المغامرات وهو عبارة عن فالق صخري في مسار وادي بني عوف، ويعرف بمساره الملتوي في عمق الصخر ويشبه حركة التواء الثعبان، ومن ضمن ما يثري تجربة المغامر في هذا الموقع هو وجود ثلاثة إنزالات بالحبال أعلاها يبلغ 23 مترًا، وتتيح للمغامر كذلك اجتياز أكثر من 13 بركة مائية طبيعية تمتد على طول 3 كيلومترات، أما المسار الثاني الذي يسمى "بصير الزامة" أو المسار القصير فيوجد به إنزال واحد بالحبال بارتفاع 4 أمتار وتتخلله تجربة السباحة والقفز في برك مائية تحيط بها تشكيلات صخرية متنوعة.

وأكد على أن قرية بلد سيت ترتبط نشأتها بعمق تاريخي وموروث تراثي متنوع، حيث تضم شواهد تاريخية أشهرها "برج منيع" الذي يعلو المنازل وهو برج للتحصين والمراقبة قديما إضافة إلى المسجد الأثري "مسجد المضيق" وساقية وتقسيمات فلجها الرئيس المعروف بـ "الفلج الكبير" الذي أصبح ضمن شواهد التراث العمراني وتعود فترة بنائه إلى 400 سنة، ويكتمل الجانب التاريخي مع الموروث التراثي غير المادي بما في ذلك الصناعات الحرفية ومنها صناعة السلال الخاصة بحصاد المزروعات وصناعة الحبال ومختلف أنواع السعفيات.

ويمثل مشروع "السياحة الزراعية البيئية في نظم الأفلاج" في قرية بلد سيت المموّل من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة /الفاو/ بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومركز الزبير لتطوير المؤسسات، خطوة عملية نحو إعادة إحياء المناطق الريفيّة في سلطنة عُمان، وجعلها جزءًا أساسيًّا من المستقبل الاقتصادي لسلطنة عُمان حيث إن المشروع يعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، ويتوقع أن يسهم في تعزيز الاستدامة الاقتصادية وتنمية المجتمعات المحلية بشكل متكامل.

جديرٌ بالذكر أن قرية بلد سيت هي واحدة من القرى الجبلية في وادي بني عوف بولاية الرستاق تقع ضمن سلسلة جبال الحجر الغربي الفاصلة بين محافظتي جنوب الباطنة والداخلية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رغم التحديات الجيوسياسية.. دعم القطاع السياحي سبب رئيسي في حجم الإقبال على مصر

أكد عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية حسام هزاع، أن الإقبال الكبير على مصر خلال الفترة الأخيرة يعود إلى الجهود المبذولة لدعم القطاع السياحي عبر العديد من الإجراءات منها المحافظة على الأمن والأمان والاستقرار على رغم جميع الظروف الجيوسياسية في المنطقة.

وقال هزاع في تصريح «إن الدولة تدعم القطاع السياحي بشكل كبير عبر عدة عوامل من أهمها المحافظة على مكانة مصر كوجهة آمنة وجاذبة للسياح على رغم جميع الأزمات الجيوسياسية في المنطقة».

وأشار إلى أن الحملات الإعلامية والتسويق السياحي في المعارض الدولية أسهمت في زيادة أعداد السائحين القادمين إلى مصر فضلا عن جهود تعزيز الاعتماد على أسواق مختلفة وعديدة لجذب السياح من الخارج عقب الحرب الروسية الأوكرانية خاصة من دول أمريكا اللاتينية والصين والهند.

وأوضح هزاع أن خطط التوسعات بالمطارات المصرية ورقمنة الخدمات السياحية وتبسيط إجراءات الدخول والخروج ساهمت أيضا في تحسين تجربة السائح منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته البلاد.

ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير السياحة والآثار شريف فتحي عن ارتفاع إيرادات القطاع السياحي بنسبة 22% على أساس سنوي لتصل إلى 8 مليارات دولار في إنجاز يعكس قدرة مصر على تحويل تنوعها الثقافي والبيئي إلى رافد اقتصادي قوي.

ويتميز المقصد السياحي المصري بتنوعه الفريد حيث يجمع بين السياحة الثقافية في مواقع مثل الأهرامات ومعابد الأقصر وأسوان والسياحة الشاطئية في الغردقة وشرم الشيخ بالإضافة إلى السياحة الرياضية والترفيهية وهذا التنوع جعل مصر وجهة جاذبة لمختلف شرائح السياح مما عزز من قدرتها على استقطاب أعداد متزايدة من الزوار.

اقرأ أيضاًأزمة انتخابات الغرف السياحية القادمة بين عوار القانون ونصوص اللائحة

قبل نتائج انتخابات الغرف السياحية.. ماذا ينتظر الأعضاء من المنتخبين الجدد؟

فتح باب اعتراضات المرشحين في انتخابات «الغرف السياحية».. الجمعة

مقالات مشابهة

  • مغامراتٌ عابرة للحدود
  • ماذا تقدم السعودية لعشاق سياحة المغامرات؟
  • رغم التحديات الجيوسياسية.. دعم القطاع السياحي سبب رئيسي في حجم الإقبال على مصر
  • محافظ الحديدة يدشن إعادة افتتاح خور أبو زهر السياحي في الخوخة
  • وزير الثقافة ينعى لطفي لبيب: فقدنا فنانًا كبيرًا ومحبًّا لوطنه حتى النخاع
  • ظهور حيوان نادر وغريب في وادي فاطمة شمال مكة المكرمة.. فيديو
  • يحتاج لدعواتكم.. تطورات الحالة الصحية لحارس وادي دجلة ''بونجا''
  • غدا أولى جلسات محاكمة أحد الإرهابيين بتنظيم ولاية سيناء بمجمع محاكم وادي النطرون
  • تتميز بالطبيعة الخلابة والمناظر الجذابة.. أبرز المعلومات عن «وادي الموت» بأمريكا
  • توسع المشاريع الزراعية بقرى وادي العين في "عبري"