مجلس النواب المسؤول المباشر عن التمادي في جرائم اقتصاد الكاش
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
كتبت باسمة عطوي في" نداء الوطن": ليس تفصيلاً أن ينقل عن مسؤولي وزارة الخزانة الاميركية (ومسؤولين غربيين آخرين) تحذيرهم للمسؤولين اللبنانيين، بما فيهم الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة والحاكم بالانابة وسيم منصوري، من استمرار توسع اقتصاد الكاش وضرورة ايجاد طريقة لتطويقه، في حين أن مجموعة العمل المالي الدولية FATF (Financial Action Task Force) «فاتف» أجّلت وضع لبنان على اللائحة الرمادية لأشهر، لاعطائه فرصة (تنتهي الخريف المقبل) لاعادة انتظامه المالي، وتشديد الرقابة على حركة الاموال.
من البديهي القول أن تجنب هذا التصنيف ومحاصرة اقتصاد الكاش، يستلزم تشريع قوانين اعادة هيكلة المصارف والانتظام المالي الموجودين في البرلمان اللبناني، بالاضافة الى القوانين الاصلاحية الاخرى. وهذا الامر مؤجل تحت حجة ان البرلمان الحالي هو هيئة انتخابية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية وليس هيئة تشريعية. «أما القول النيابي ان المشكلة عند الحكومة فهو هروب من الحقيقة وتقاعس عن اخذ المبادرة. فلا مكان لادعاء ان لا ارقام نهائية حكومية ومصرفية يبنى عليها. فكما فعل مجلس النواب في 2020 وتصدى لمشكلة الارقام وزعم انه الاقدر على حسم الخلافات حولها، يمكنه اليوم فعل ذلك في ورشة عمل مفتوحة يومياً لانجاز قانون هيكلة المصارف وتوزيع الخسائر. وما رمي الكرة عند الحكومة الا مساهمة مباشرة في فظاعتها من المجلس النيابي في جريمة التوسع الخطر جداً باقتصاد الكاش على نحو يهدد ما تبقى من سمعة لبنان المالية، لا بل تهديد الكيان برمته ربما، وفق اجماع مصادر مالية محلية وأجنبية ذلت صلة بحوكمة القطاع المالي.
وزير الاقتصاد السابق ومدير عام بنك سيدروس انفست رائد خوري قال لـ»نداء الوطن» فيقول: «من البديهي القول انه يجب اعادة الثقة بالقطاع المصرفي للحد من استعمال الكاش، وهذا الامر لا يتحقق الا من خلال تنفيذ عدة خطوات، أولها اقرار القوانين الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، وثانيها تشريع قوانين اخرى لمواكبة الازمة مثل قوانين تفصل بين الفريش دولار والودائع التي كانت موجودة قبل الازمة، حتى تتمكن المصارف من تلقي الكاش واعطاء قروض للمودعين»، لافتاً الى أن «هذا الامر لا يمكن القيام به حالياً في حسابات «الفريش» التي أجيز فتحها وفقاً للتعميم 165، لأن القانون لا يحميهم ويمكن تسديد الديون وفقاً للسعر الرسمي للدولار أو بالشيك المصرفي، وهذه معضلة يجب حلها».
يؤكد خوري على أن «توسع اقتصاد الكاش خطر ويضع لبنان في موقع صعب لجهة عدم الامتثال للقوانين الدولية للمخاطر. ولذلك يجب الحد منه لكي يتراجع اعتماد الناس عليه، أما التعميم 165 فلم نر منه نتيجة ايجابية ولا اتوقع ذلك قبل ان يحصل حل شامل لكل القطاع المصرفي واعادة الانتظام المالي»، معتبراً أنه «كي تستعيد الناس التحويلات المالية عبر المصارف، يجب أن يكون لديها ثقة أنه لن تحصل مشكلة أخرى كالتي عاشوها بعد انتفاضة 2019، ولذلك يجب حل المشكلة من جذورها عبر الخطوات التي ذكرتها سابقاً، والتعميم 165 لن يساهم في حل المشكلة الا بنسبة 10 بالمئة على الاكثر، أما الأساس فهو اقرار القوانين والتشريعات».يشدد خوري على أن «المشكلة الاساسية هي سياسية، بمعنى ان لا تشريع في مجلس النواب بسبب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً ان الاولوية حالياً هي تشريع القوانين المطلوبة، وبالتالي الحل يبدو انه يبدأ بالتسوية في البلد وانتخاب رئيس حتى يصار الى استعادة مجلس النواب لدوره التشريعي، وتتألف حكومة وينتظم العمل في المؤسسات الدستورية في البلد». ويختم: «في تقريرها الاخير منحت «فاتف» لبنان 6 أشهر سماح قبل تصنيفنا في المنطقة الرمادية، وهذا ما فعلته وزارة الخزانة الاميركية ولكن يجب علينا مقابلة هذه الخطوة بايجابية وتنفيذ الاصلاحات، والا لن يمشي الحال».
وقال وزير الاقتصاد السابق وعضو مجلس ادارة بنك البحر المتوسط الدكتور غازي يوسف: «وزارة الخزانة الاميركية سيكون لها ردة فعل تجاه لبنان ككل، وسيتم وضعه على اللائحة الرمادية التي تحظّر (او تحذر من) تعامل المؤسسات المصرفية العالمية مع اي مصرف لبناني، وهذا ما يؤدي الى شل كل البلد».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
«شباب النواب»: هدفنا صياغة قانون عصري يعكس مكانة مصر ويلتزم بالمواثيق الدولية
أكد الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن للجنة لن تدّخر جهدًا في أداء واجبها الوطني، ماضية بعزم لا يلين نحو بناء تشريع رياضي قوي، من خلال تعديلات قانون الرياضة.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم الأحد، لمناقشة تعديلات قانون الرياضة المقدمة من الحكومة، بحضور وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي.
وأشار رئيس لجنة الشباب، أن اللجنة حريصة علي أن يعكس القانون مكانة مصر، ويدعم مؤسساتها الرياضية، ويحمي حقوق شبابها، ويواكب تطلعات جمهورها العريض، لافتا إلى أن اجتماع اللجنة اليوم يأتي في لحظة فارقة من عمر المنظومة الرياضية في مصر، حيث تجتمع الإرادة التشريعية والتنفيذية والقانونية تحت قبة البرلمان، من أجل هدف واحد وهو صياغة قانون عصري للرياضة يليق بطموحات وطنٍ يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
وأوضح أن اجتماع اليوم يأتي استكمالاً لجهد مشترك وعمل دؤوب خلال أدوار الانعقاد السابقة، حيث خاضت اللجنة المشتركة، من لجنة الشباب والرياضة وهيئة مكتب لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، نقاشًا عميقًا حول مواد مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017، منذ اللحظة الأولى لإحالة المشروع إليها.
وأشار إلى أن اللجنة عقدت ثمانية جلسات استماع دُعي إليها جميع الهيئات الرياضية والوزارات والجهات المعنية بالشأن الرياضي للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وجميع الرؤى والمقترحات حول مواد مشروع القانون في إطار حوار مجتمعي حقيقي، هدفه الوصول إلى أفضل صياغة ممكنة تُحقق التوازن بين الالتزام الدستوري، والاعتبارات الفنية، والمواثيق الدولية.
وحرصت اللجنة المشتركة على توثيق مخرجات هذه الجلسات، والتي تنوعت بين آراء فنية وتشريعية، وتصورات متكاملة، ومقترحات عملية تسهم في تطوير الصياغة النهائية لمشروع القانون بما يواكب تطورات الحركة الرياضية ويعالج التحديات القائمة.
كما أكد أن تعامُل اللجنة المشتركة مع مشروع تعديل بعض أحكام قانون الرياضة قد اتسم بالحرص الشديد على اتساق المنظومة التشريعية الرياضية مع المتغيرات الوطنية والدولية، وبما يضمن التوافق مع المبادئ الدستورية والمواثيق الأولمبية والمعايير الدولية الملزمة.
وأوضح أن اللجنة المشتركة التزمت بمنهجية تشاركية، قائمة على الحوار المجتمعي الواسع، والاستماع لكافة الأطراف المعنية، ودراسة المستجدات المؤثرة على الساحة التشريعية والرياضية، وهو ما أتاح لها بناء تصور متكامل وشامل حول متطلبات التعديل.
واستعرضت اللجنة ما انتهت إليه في اجتماعها الأسبوع الماضي وما توافقت عليه من تعديلات على مواد مشروع القانون المشار إليه ووافقت عليها في مجموعه، وقد أرجأت اللجنة المشتركة الموافقة النهائية على تعديلات مشروع القانون بناء على طلب الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة لحين إعداد مذكرة عن ملاحظات الوزارة بشأن التعديلات التي انتهت إليها اللجنة المشتركة بشأن مشروع القانون وهي المذكرة التي يناقشها المجلس اليوم.
وسوف تستمع اللجنة المشتركة إلى آراء النواب وملاحظات المستشارين بشأن ما ورد بتلك المذكرة من ملاحظات، ثم تقرر اللجنة في نهاية اجتماعها التصور النهائي لتعديلات مشروع القانون تمهيدًا لعرضها في تقرير واف وشامل للعرض على هيئة مكتب المجلس ليقرر في شأنها ما يراه وفقًا لما صرح به المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس في جلسة المجلس اليوم.
اقرأ أيضاًرفع الجلسة العامة لمجلس النواب إلى غدا الإثنين
«الموافقة على قانون الإيجار القديم».. حصاد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الماضي