"منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (2- 4)
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
د. سالم بن محمد عمر العجيلي **
ويُعَدّ الأسلوب العلمي في تنفيذ واتخاذ القرارات الفنية والإدارية، وخاصة بالإنتاجية، مهمًا، ويجب أن يكون هناك تكامل بين تصميم الخدمات والمنتجات والأداء المتحقق منها. وهناك العديد من المعايير والمواصفات العلمية الخاصة بها، أهمها في إدارة الجودة الأساليب الإحصائية، التي تُساهِم في ضبط الجودة، بجانب التحسين والتطوير، والوقاية من الأخطاء قبل وقوعها، لأن تكلفتها ستكون أقل من معالجتها.
والجودة تعتمد على الرقابة المستمرة للأداء لتفادي الخطأ، ويتطلب وجود معايير مقبولة لقياس جودة الخدمات والمنتجات أثناء الإنتاجية بدلاً من تطبيقها بعد وقوع الأخطاء. كما أن توجيه وتدريب العاملين يعتمد على تحفيز وإطلاق جميع الطاقات لممارسة الأعمال وزيادة شعورهم بالولاء للمؤسسة، ومنحهم بعض الامتيازات كالتأمين الاجتماعي والأمن الوظيفي والتأمين الصحي، بجانب توفير المناخ الملائم للعمل التنظيمي القائم على الثناء والتقدير وحرية التعبير والمشاركة والتطوير؛ فهي عملية جماعية شاملة تعتبر التدريب والاستمرارية في التحسن والتطوير أساسيات لتطوير عملية الإنتاجية والنجاح.
ويؤدي ذلك إلى تطبيق قواعد وأدوات الجودة وتبسيط الإجراءات والفاعلية التشغيلية، لتحسين مستوى العمل والأداء وتطور المؤسسة لأعلى درجات الجودة.
وإدارة الجودة تُشكِّل أهمية كبيرة وتعطي قيمة هائلة للعملية الإنتاجية وأنشطة المؤسسة في أعين عملائها، وترفع من معنويات العاملين وتزيد من ولاء العملاء لها. وقد ينجح البعض في تطبيقها وقد يفشل غيرهم، فهناك العديد من المشاكل والأخطاء تقف أمام حلم تطبيقها، فهي مقياس مهم لتطوير أداء المؤسسة والعاملين بقطاعاتها، ينعكس على مستوى الخدمات والسلع ويرفع من قيمتها.
ويجمع خبراء الجودة والتميز في العالم على أن توظيف أي خطة رؤية ناجحة للمستقبل لا بد له من رؤية ورسالة وأهداف رئيسية وفرعية وقيم. وتمتلك الرؤية الجيدة للمؤسسة ورسالتها أهمية كبيرة في نموها ونجاحها المستقبلي، بصرف النظر عن نوعها أو حجمها أو طبيعة عملها؛ فالرؤية والرسالة تعملان معًا على توجيه الأعمال والموظفين، وتساعدان في تسويق العلامة التجارية للمؤسسة. والرسالة تُساهِم في توجيه الرؤية والخطة الاستراتيجية مستقبلاً، ولكل منهما وصف ووظيفة؛ فالرؤية تركز على الغد وما ستكون عليه، والوضع الذي ترغب الشركة أو المنشأة أو المنظمة أن تصل له في المستقبل.
أما الرسالة فتركز على الوقت الحاضر والأعمال التي تنفذها من أجل تحقيق أهدافها، والحالة والأهداف التي ترغب بتنفيذها في الوضع الراهن، وكلاهما يوجهان أهداف المؤسسة إلى ما تطمح إليه.
الرؤية (Vision) تعني الحلم والتصورات أو التوجهات لما يجب أن تكون عليه المنظمة في المستقبل البعيد، أي تحديد إلى أين تتجه المنظمة، فهي صورة تخيلية ذهنية أو حلم تصبو إليه المنظمة مستقبلاً، والريادة في نشر وتطبيق مفهوم الجودة الشاملة في شتى العمليات، وتمتاز بأنها طموح عالٍ يرتقي بوضع المنظمات إلى ما هو أفضل؛ فهي تحدد الوضع المستقبلي الذي تطمح إليه، وتبقى ثابتة ولا تتغير مع مرور الوقت، والتي لا تعتمد على رؤية لن يدوم نجاحها طويلاً، فهي تساعدها على تحقيق أهدافها بمشاركة جميع الأعضاء الموجودين فيها، وتساعد الموظفين على فهم طبيعة عملهم على المدى الطويل، وأن تتصف بالوضوح والبساطة والإيجاز وتعابير جذابة تصف المستقبل المشرق لها، تحتوي على تطلعات وطموحات واقعية قابلة للتنفيذ والتحقيق، والملاءمة بين القيم التي تحتوي عليها وثقافة المؤسسة، وعلى بنود تهتم بالوقت المناسب لتحقيق الأهداف المطلوبة، وتُعتَبَر قاعدة أي تطور تسعى المؤسسة لتحقيقه بتعاون أعضائها والتزامهم بعملهم.
وتكمن أهميتها في أنها خطوة مهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي، والدليل الذي يُسترشَد به على تنفيذ الخطة بطريقة جيدة.
أما الرسالة (Mission)؛ فالسبب في وجود المنظمات الاستراتيجية يرجع في الأساس إلى الرسالة، وهي عبارة عن مستند ضروري لتأسيس المنظمة وإقامتها، وكتابة توجيهاتها الهامة من خلال اتخاذ القرارات، والركيزة والإطار لتميّزها عن نظيراتها، وعنصرًا مهمًا تستند عليه لتحدد رؤيتها والغاية منها ووصف هدفها الشامل، وغرس ونشر ثقافة تطبيق معايير الجودة والتطوير المستمر في كافة نشاطاتها، لتحقيق الرؤية لها ولأهدافها الاستراتيجية والتخطيط بفاعلية.
وتُعبّر عن أهدافها التنظيمية التي يجب إنجازها، وتعكس جوانبها كاملة لتعزيز مهارات الكوادر البشرية (الموظفين) بالتدريب والتحفيز، والعملاء، والخدمات، والتكنولوجيا، وجودة إنتاجها، وموقف قوتها أو ضعفها في السوق، وقدرتها على الاستمرار، والتأكد من تطبيق نظام إدارة الجودة وفق المعايير العالمية المعتمدة.
** خبير الجودة والتميز المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إعلاميون وحقوقيون وسفراء في لقاء علمي بـ المعهد العربي لدراسات الإعلام
كتب-عمرو صالح:
عقد المعهد العربي لدراسات الإعلام، لقاءً علميًا جمع كوكبة من الإعلاميين والصحفيين والحقوقيين والطلاب الدارسين من مختلف الدول العربية والأفريقية، من بينها: السعودية، قطر، السودان، العراق، فلسطين، اليمن، ليبيا، الصومال، وإثيوبيا، وذلك ضمن فعاليات ختام الفصل الدراسي الثاني لكل من برنامجي الماجستير المهني في الاتصال السياسي والدبلوماسي، وماجستير صناعة الفيلم.
ومن جهته قالت الدكتورة عزّة هيكل، رئيس المعهد، والعميد السابق والمؤسس لكلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري: «نفخر بأن يجمعنا هذا اللقاء العلمي تحت مظلة الأكاديمية العربية، لنؤكد على دور الإعلام في خدمة القضايا المجتمعية والدبلوماسية، إن المعهد العربي لدراسات الإعلام يسعى إلى تخريج كوادر قادرة على التأثير في المجالين الإعلامي والسياسي، من خلال برامج تعليمية متخصصة تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي».
وأضافت هيكل أن المعهد يمنح درجة الماجستير المهني في مجال الاتصال السياسي والدبلوماسي وصناعة الفيلم، موضحة أن البرامج تُعد من بين الأقوى والأكثر تكاملًا في المنطقة، لما تتضمنه من تدريب عملي، ومحتوى أكاديمي متقدم، ونخبة من المحاضرين والخبراء.
وأشارت هيكل إلى أن هذا اللقاء العلمي يؤكد مكانة المعهد كمنصة أكاديمية متقدمة تجمع بين العلم، والفكر، والهوية العربية، وتسهم في تأهيل جيل إعلامي جديد أكثر احترافية وتأثيرًا على الساحة الإقليمية والدولية.
وشارك في اللقاء عدد من أساتذة الإعلام والاتصال والسفراء، والخبراء المتخصصين في مجالات الإعلام والدبلوماسية وصناعة المحتوى، وذلك بهدف تبادل الخبرات والتجارب بين نخبة من المهنيين والمتخصصين وطلاب المعهد من أنحاء الوطن العربي.
اقرأ أيضاً:
اليوم.. رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
انخفاض درجات الحرارة.. تعرف على طقس الأيام المقبلة
رفع الحراسة عن "الصيادلة".. تفاصيل الجمعية العمومية لاتحاد المهن الطبية الجمعة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
المعهد العربي لدراسات الإعلام الدكتورة عزة هيكل فعاليات ختام الاتصال السياسي والدبلوماسي أساتذة الإعلام والاتصال والسفراءتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
إعلاميون وحقوقيون وسفراء في لقاء علمي بـ المعهد العربي لدراسات الإعلام
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك