ملاكم هاو يحسم انتخابات بولندا ويربك أوروبا
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
في اللحظة التي بدا فيها النصر حليفا للمرشح الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، التزم منافسه القومي كارول ناوروتسكي الصمت، مكتفيا بجملة واثقة: "سوف ننتصر." وبالفعل، انتصر؛ فبعد ساعات، أعلن رسميا فوزه رئيسا لبولندا، موجها بذلك صفعة لحكومة وارسو الحالية المؤيدة لأوروبا.
فقد وعد ناوروتسكي، بحماية سيادة بولندا وتقديم مصلحة مواطنيها على الجنسيات الأخرى، بما في ذلك اللاجئين من أوكرانيا، وخلال حملته، وجّه انتقادات متكررة لما وصفه بتدخل بروكسل (الاتحاد الأوروبي) المفرط في شؤون بلاده.
وعقب الإعلان عن فوز، وجه ناوروتسكي رسالة شكر للناخبين، مؤكدا التزامه بخدمة البولنديين والدفاع عن مصالح بلاده التي "تعتز بتقاليدها العريقة وتحترم تاريخها".
وقال المقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيبذل قصارى جهده ليكون على مستوى تطلعات الناخبين، مشددا على تمثيل وارسو على الساحة الدولية، والدفاع عن مكانتها وحقوقها.
أما تشاسكوفسكي، فأقرّ بالهزيمة وهنأ ناوروتسكي على فوزه، موجّها الشكر لكل من صوّت له.
وفي انتخابات حبست أنفاس البولنديين، جاء فوز كارول ناوروتسكي على خلاف استطلاعات الخروج الأولية التي رجّحت تقدم مرشح الائتلاف الحاكم رافال تشاسكوفسكي، كما خالف نتائج الجولة الأولى التي تصدّرها المرشح الليبرالي بنسبة 31.36%، قبل أن تحسم النتائج الرسمية السباق لصالح المرشح القومي في استحقاق شهد نسبة إقبال قياسية بلغت نحو 72%."
إعلانوبحسب النتائج النهائية التي أُعلنت صباح الاثنين، حسم كارول ناوروتسكي السباق الرئاسي بفارق ضئيل، إذ حصد 50.89% من الأصوات مقابل 49.11% لمنافسه رئيس بلدية وارسو، رافاو تشاسكوفسكي، في جولة انتخابية اتسمت بحدة التنافس والانقسام الحاد في صفوف الناخبين.
مسار قوميويبدو أن فوز المحافظ ناوروتسكي قد وضع البلاد على مسار القومية، مثيرا الشكوك حول مدى قدرة الحكومة المركزية التي يقودها رئيس الوزراء دونالد توسك على الاستمرار، بعد هزيمة حليفه الليبرالي في السباق الرئاسي.
ورغم الفصل الدستوري بين الحكومة والرئاسة، فإن امتلاك الرئيس لحق النقض يمنح ناوروتسكي القدرة على تعطيل أجندة توسك المؤيدة للاتحاد الأوروبي، ما يجعل من فوزه عقبة حقيقية أمام توجهات الحكومة الحالية.
وينذر انتصار المحافظين بتقويض موقع بولندا داخل الاتحاد الأوروبي، إذ يُتوقع أن يصطف مع زعماء قوميين مشككين في التكتل، ما قد يفاقم الانقسامات داخله.
بالنسبة لأوكرانيا، فإنه رغم دعمه لكييف في الحرب مع موسكو إلا أنه فإنه تخذ موقفا أكثر تشددا تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقارنة بسابقيه، ويعارض انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما يربط ذلك باعترافها في "مذابح الفولينيا" (أقلية بولندية تعيش في أوكرانيا) خلال الحرب العالمية الثانية.
وفور إعلان فوز مرشح حزب "القانون والعدالة" الشعبوي، سارع زعماء اليمين في أوروبا إلى الترحيب بحليفهم الجديد في معسكر المنتقدين للاتحاد الأوروبي، فهنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، كارول ناوروتسكي على "فوزه الرائع"، مضيفا أنه يتطلع إلى التعاون معه.
كما وصفت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان النتيجة بأنها "خبر سار"، واعتبرتها "رفضا لهيمنة أوليغارشية بروكسل وسعيها لفرض إرادة فوق الديمقراطيات الوطنية".
ودخل كارول ناوروتسكي، البالغ من العمر 42 عاما، المعترك السياسي لأول مرة عبر هذه الانتخابات الرئاسية، وهو مؤرخ وملاكم هاوٍ سابق لا يملك سجلا سياسيا سابقا، بحسب صحف عالمية.
إعلانوقد رشحه "حزب القانون والعدالة القومية" كوجه جديد في محاولة لاستعادة الحكم بعد خسارته لصالح ائتلاف دونالد توسك الوسطي عام 2023.
ورغم أن كثيرين اعتبروا الحزب قد طُوي من حسابات العودة، شكّل فوز ناوروتسكي دفعة قوية لاستراتيجية زعيمه ياروسواف كاتشينسكي، فيما رأى مراقبون أن تراجع شعبية توسك ومرشحه تشاسكوفسكي كان أحد أسباب الهزيمة.
وعليه، فإن نتائج هذه الانتخابات لن ترسم فقط ملامح المرحلة المقبلة في بولندا، بل اعتُبرت بمثابة تصويت على هوية أوروبا السياسية، وعلى توازن القوى بين التيارات الليبرالية والنزعات القومية المحافظة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کارول ناوروتسکی
إقرأ أيضاً:
حارس الفندق إلى كرسي الرئاسة.. ناوروتسكي يفوز بأصوات البولنديين
فاز القومي كارول ناوروتسكي في الانتخابات الرئاسية في بولندا أمام رئيس بلدية وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، حسبما أظهرت النتائج الرسمية التي نُشرت الإثنين.
وطغت على حملة ناوروتسكي الانتخابية، جدل بشأن الظروف التي حصل من خلالها على شقة من رجل مسن وبشأن ماضيه.
ونفى الملاكم الهاوي السابق بشكل قاطع التقارير الإعلامية التي نُشرت في الأيام الأخيرة من حملته والتي تفيد بأنه قام بتجنيد عاملات جنس لعملاء في فندق كان يعمل حارسا فيه.
ووعد ناوروتسكي، الوافد الجديد إلى عالم السياسة، في حملته الانتخابية بضمان أن تكون السياسات الاقتصادية والاجتماعية لصالح البولنديين على حساب الجنسيات الأخرى، بما في ذلك اللاجئين من أوكرانيا المجاورة.
وتعهد بحماية سيادة بولندا وانتقد ما قال إنه تدخل مفرط في شؤون البلاد من بروكسل.
وتفيد بيانات اللجنة الانتخابية الوطنية بنيل ناوروتسكي 50,89 في المئة من الأصوات في مقابل 49,11 في المئة لمنافسه خلال الدورة الثانية من الانتخابات الأحد.
وفي منشور على فيسبوك، شكر ناوروتسكي ناخبيه على "دعمهم اليومي" و"مشاركتهم" في حملته.
وبعد ساعات، هنّأه منافسه رافال تشاسكوفسكي، وكتب على حسابه على إكس، "هذا الفوز مقنع، خصوصا في هذه الظروف الصعبة. خصوصا مع هذه النتيجة المتقاربة. لا تنسوا ذلك".
وفي بولندا، يمارس رئيس الدولة نفوذا معيّنا على السياسة الخارجية والدفاعية.
ويتمتع خصوصا بحق النقض (الفيتو) على المستوى التشريعي، والذي لا يمكن إبطاله إلا بأغلبية ثلاثة أخماس أعضاء البرلمان، وهو أمر لا تتمتع به الحكومة الحالية.
وتمّت عرقلة العديد من الإصلاحات التي سعى رئيس الوزراء دونالد توسك إلى إقرارها، وذلك بسبب العلاقة المأزومة مع الرئيس المنتهية ولايته أندريه دودا.
وهنّأ دودا الفائز شاكرا البولنديين على نسبة المشاركة القوية التي بلغت 71,63 في المئة.
ووصف أعضاء في حزب القانون والعدالة الشعبوي المعارِض، الذين دعموا ناوروتسكي، فوزه بأنه "استفتاء" على حكومة دونالد توسك.
أوروبا تهنئ
وهنّأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ناوروتسكي على فوزه، معربة عن "ثقتها" في استمرار "التعاون الجيد للغاية" مع وارسو، بينما أعرب الأمين العام للناتو مارك روته عن تطلّعه إلى "العمل معا".
وكذلك فعل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الذي دعا البلدين إلى "التعاون الوثيق على أساس الديموقراطية وسيادة القانون".
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يشاطر ناوروتسكي رؤيته السيادية حيال بروكسل، "تهانيَّ للرئيس ناوروتسكي على فوزه الرائع في الرئاسة البولندية"، مضيفا "نتطلّع للعمل معكم".
وحض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين ناوروتسكي على مواصلة بناء أوروبا "قوية" و"مستقلة"، "تحترم سيادة القانون".
من جهتها، اعتبرت زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن فوز ناوروتسكي "خبرا طيبا" و"ابتعادا عن حكم الأقلية في بروكسل".
وهنّأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ناوروتسكي، مشيرة إلى "القيم المشتركة" بين البلدين.
على مستوى آخر، قد يؤثر هذا الفوز على العلاقات الوثيقة مع أوكرانيا المجاورة، خصوصا أنّ ناوروتسكي يعارض خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ويريد تقليص الامتيازات المقدّمة للاجئين الأوكرانيين.
وفي السياق، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في "تعاون مثمر" مع الرئيس البولندي الجديد.