المناطق_واس

يُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحج عرفة”، إذ يقف فيه الحجاج في يوم غدٍ التاسع من شهر ذي الحجة، في مشهد إيماني مهيب، يوحد فيه ضيوف الرحمن مشاعرهم وقلوبهم متجردين لله سبحانه وتعالى.

ويقع المشعر على بُعد نحو (18) كم2 من المسجد الحرام، و(10) كم2 من مشعر منى، و(6) كم2 من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتسم بهدوئه وروحانيته التي تميّزه عن غيره من المشاعر، إذ لا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع إلى فجر اليوم العاشر.

أخبار قد تهمك وزارة الداخلية: الترحيل والمنع (10) سنوات من دخول المملكة للمقيمين المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج 3 يونيو 2025 - 1:28 مساءً وزارة الداخلية: الترحيل والمنع (10) سنوات من دخول المملكة للمقيمين المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج 27 مايو 2025 - 3:14 مساءً

ويحمل مشعر عرفات رمزية دينية عظيمة، حيث وقف عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وخطب خطبته الشهيرة التي أرست فيها المبادئ الكبرى لحقوق الإنسان، وأعلن فيها تمام الدين بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا)، وهو ما يجعل من هذا المشعر موضعًا ذا بُعد إيماني وتشريعي في الوجدان الإسلامي.

ويتجلى في يوم عرفة أعظم مظاهر المساواة والتجرد من الفوارق بين البشر، حيث يتساوى الجميع في اللباس والدعاء والتضرع، ويتّجهون نحو الله تعالى في موقف جامع تُرفع فيه الأيدي وتُسكب فيه العبرات، راجين عفوًا ورحمة وغفرانًا.

وعبر قرون طويلة، كان مشعر عرفات يشهد تجمع الحجاج في ظروف مختلفة من حيث السبل والخدمات، حيث كانت تنصب الخيام المؤقتة ويستخدم الحجاج وسائل تنقل تقليدية للوصول إلى المشعر، ما جعل المشقة جزءًا من الرحلة الروحية، قبل أن تشهد العقود الأخيرة نقلة تطويرية غير مسبوقة.

وحظي مشعر عرفات باهتمام خاص ضمن المشاريع الكبرى التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030، الرامية إلى؛ تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

واستهدفت “كِدانة” تظليل وتطوير (85) ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة وتظليلها بـ (320) مظلة و(350) عمود رذاذ، وتشجير المنطقة، مما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن، كما حددت مساحة (60) ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.

وتشهد ساحة عرفات وجودًا ميدانيًا مكثفًا للجهات الحكومية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية.

كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فورية بـ (34) لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكية تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.

ويتوسط مشعر عرفات جبل الرحمة، والذي يُعدُّ معلمًا بارزًا وذا رمزية خاصة، إذ ورد في الأحاديث أنه الموضع الذي وقف فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، واشتهر بعدة أسماء منها: جبل الدعاء: لدعاء كثير من الحجاج المسلمين عليه في ذلك اليوم العظيم، وجبل الموقف: لوقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان في حجة الوداع.

ويُعدُّ كذلك مسجد نمرة أحد أبرز المعالم الإسلامية في مشعر عرفات، حيث يستوعب في يوم عرفة أكثر من (350) ألف مصلٍ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ويمتد المسجد على مساحة (110) آلاف متر مربع، ويضم (6) منارات بارتفاع (60) مترًا لكل منها، و(3) قبب، و(10) مداخل رئيسة تحتوي على (64) بابًا.

ويتضمن المسجد (610) مكيفات دولابية و(59) وحدة فريش إير، و(185) مروحة رذاذ في ساحاته، إضافة إلى (10) آلاف متر مربع من مساحته، و(37) كاميرا داخلية، و(35) كاميرا خارجية للمراقبة، فيما يضم (700) دورة مياه للرجال، و(300) دورة مياه للنساء، ويعمل فيه أكثر من (176) فنيًا وعاملًا خلال ذروة موسم الحج.

وشهد المسجد تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها مشروع تهيئة وتلطيف الساحة الخلفية بقيمة تجاوزت (3) ملايين ريال، ومشروع سقيا الحجاج بتكلفة تخطت (2.2) مليون ريال.

ويجسد مشعر عرفات في كل عام مشهدًا فريدًا لوحدة الأمة الإسلامية، وهوية مكانية ذات قدسية راسخة، تتجلى فيها المقاصد الكبرى للحج، ويتجدد فيها عهد المملكة وقيادتها بخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال تسخير الإمكانات والقدرات كافة لخدمة ضيوف الرحمن.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الحج مشعر عرفات صلى الله علیه وسلم مشعر عرفات متر مربع

إقرأ أيضاً:

الكوني يلتقي الدبيبة لبحث توحيد الجهود نحو إنجاح الاستحقاقات الوطنية

التقى النائب بالمجلس الرئاسي، موسى الكوني، اليوم، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، في لقاء خُصص لبحث مستجدات المشهد السياسي، وسبل تعزيز التنسيق بين المجلس الرئاسي والحكومة خلال المرحلة الراهنة.

وشهد اللقاء مناقشة عدد من الملفات الوطنية، في مقدمتها ملف المصالحة الوطنية، والاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، حيث جرى التأكيد على أهمية توحيد الجهود المؤسسية وتكامل الأدوار بين المؤسسات السيادية، بما يسهم في دعم مسار الاستقرار وتمكين الليبيين من التعبير عن إرادتهم عبر صناديق الاقتراع.

ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الجانبين على تعزيز التفاهم، وتجاوز التباينات السياسية، وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة، وصولاً إلى مرحلة دائمة من الاستقرار والتنمية.

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي: الشراكة مع واشنطن ركيزة للاستقرار وموقف مصر ثابت من فلسطين والسودان وسوريا
  • أستاذ علوم سياسية: مصر قلب المنطقة النابض.. وتقف حائط صد ضد مخطط التهجير
  • مديرية الحج والعمرة تعلن آلية استرداد أموال الحجاج السوريين غير المسافرين
  • أجر عظيم عند الله.. خالد الجندي يوجه رسالة للأزواج بشأن حرارة الجو
  • مدبولي: تجويع غزة جريمة حرب.. وموقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت
  • الكوني يلتقي الدبيبة لبحث توحيد الجهود نحو إنجاح الاستحقاقات الوطنية
  • الدكتور احمد زياد الحجاج .. مبارك التخرج
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الصحة السورية تدرس آلية توحيد تسعيرة الأدوية
  • سوق العصرونية.. قلب دمشق النابض رغم تحديات العصر (صور)