لأول مرة .. المغرب يُلغي شعيرة الأضحية وسط إقبال على اللحوم البيضاء والديك الرومي
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
تشهد الأسواق المغربية في أول أيام عيد الاضحى موجة إقبال كثيف على اللحوم البيضاء، ولا سيما لحم الديك الرومي، كخيار بديل للأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وذلك في أعقاب القرار الملكي الصادر عن العاهل المغربي الملك محمد السادس، القاضي بـ إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي للعام الجاري.
وجاء القرار الملكي في سياق تداعيات النقص الحاد في أعداد رؤوس الماشية، وتدهور الوضع البيئي المرتبط بموجات الجفاف المتكررة، إلى جانب اعتبارات اقتصادية واجتماعية ملحّة.
وقد أدّى هذا الإقبال المتزايد على لحوم الدواجن، وخاصة لحم الديك الرومي، إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار.
وسجل الكيلوجرام الواحد زيادة تصل إلى 30 درهمًا، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء في صفوف المواطنين، حيث اعتبر العديد منهم أن الأسعار الجديدة تفوق طاقتهم الشرائية وتُضيف عبئًا إضافيًا على كاهل الأسر ذات الدخل المحدود.
أسعار الأضاحي ترتفع في الضفة الغربية وسط أزمة اقتصادية خانقة
وفي هذا السياق، بدأت السلطات المحلية تنفيذ حزمة من الإجراءات المرتبطة بالقرار الملكي، من أبرزها منع دخول شاحنات المواشي إلى الأسواق الأسبوعية، بما في ذلك سوق أولاد مبارك، أحد الأسواق الحيوية في المملكة. وترافق هذه الإجراءات رقابة صارمة تهدف إلى منع أي محاولات لذبح الأضاحي خلال أيام العيد، تنفيذًا للتوجيهات الملكية التي تحظر هذه الشعيرة لهذا العام بشكل استثنائي.
يُذكر أن القرار الملكي لقي تأييدًا من هيئات بيئية وزراعية، باعتباره خطوة وقائية تُسهم في تقليص الضغط على الثروة الحيوانية الوطنية، وتُمهّد لتدابير طويلة الأمد تهدف إلى إعادة هيكلة قطاع تربية المواشي ومجابهة آثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في المغرب.
يُعد قرار العاهل المغربي بإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لعام 2025 سابقة في تاريخ المملكة، حيث لم يسبق أن أُعلن عن تعليق هذه الشعيرة الدينية بشكل رسمي وشامل. وقد جاء القرار استنادًا إلى تقارير رسمية وتحليلات ميدانية من قطاعات الفلاحة والداخلية والتنمية المستدامة، أكدت أن استمرار تقليد الأضحية في ظل الظروف الحالية سيؤدي إلى استنزاف ما تبقى من القطيع الوطني، ويعمّق الأزمة المرتبطة بنقص الأعلاف وارتفاع أسعار المواشي.
ورغم الطابع الديني والاجتماعي العميق لشعيرة الأضحية في المجتمع المغربي، إلا أن القرار حظي بتفهم نسبي من جانب فئات واسعة من المواطنين، لا سيما في ظل الوعي المتزايد بحجم التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه البلاد. ومع ذلك، عبّرت بعض الشرائح المحافظة عن قلقها من تداعيات هذا القرار على الموروث الثقافي والديني، داعية إلى توفير بدائل رمزية وروحية تُعزّز روح العيد وتحافظ على قيم التكافل والتضامن الاجتماعي، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها شريحة كبيرة من المواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عيد الاضحى الأسواق المغربية المغرب العاهل المغربي القرار الملکی
إقرأ أيضاً:
محافظ المنوفية يشهد تسلُّم الدفعة الثانية من صكوك الأضاحي
شهد اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، محافظ المنوفية، تسلُّم الدفعة الثانية من لحوم مشروع "صكوك الأضاحي" لعام 2025، بكمية تقدر بنحو (2) طن من اللحوم البلدي، تمهيدًا لتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية بالقرى الأكثر احتياجًا بنطاق المحافظة، بحضور الدكتور محمد رجب خليفة، مدير مديرية أوقاف المنوفية، وعدد من القيادات التنفيذية ومسئولي العمل الاجتماعي.
وتفقّد المحافظ سيارة لحوم الأضاحي أمام ديوان عام المحافظة، والتي سيتم من خلالها توزيع اللحوم عبر إدارات الأوقاف والوحدات المحلية، وفقًا لكشوف الاستحقاق المعدّة مسبقًا من مديرية التضامن الاجتماعي، بما يضمن وصول الدعم لمستحقيه ويُسهم في تخفيف الأعباء عن الفئات الأكثر احتياجًا.
وأكد الدكتور محمد رجب خليفة أن مشروع "صكوك لحوم الأضاحي" يُعد من أبرز مشروعات البر التي تنفذها وزارة الأوقاف، ويجسّد التزامها بدورها المجتمعي إلى جانب رسالتها الدعوية، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني.
وأشاد اللواء إبراهيم أبو ليمون بجهود وزارة الأوقاف في تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى ما تمثّله من نموذج للفكر الوسطي الواعي، ودورها في خدمة المجتمع وتربية النشء وتعزيز القيم الوطنية، فضلًا عن التزامها بإيصال الدعم بشفافية وانضباط.
وتواصل وزارة الأوقاف توزيع دفعات متتالية من لحوم صكوك الأضاحي بمختلف المحافظات، دعمًا للأسر الأولى بالرعاية، واستمرارًا لدورها المجتمعي بالتوازي مع رسالتها التوعوية.