يمثل مشروع تطوير هضبة الجيزة، حيث تقع الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، أحد أكبر الاستثمارات السياحية في مصر خلال العقد الأخير، بتكلفة وصلت إلى 30 مليون دولار، ويهدف إلى توفير بيئة منظمة تحترم القيمة التاريخية للموقع، وتلبي توقعات ملايين الزوار، كما يسعى إلى الحد من الفوضى التي رافقت زيارة الأهرامات لعقود.

وبحسب تقرير مفصل لوكالة بلومبيرغ، يأتي هذا المشروع ثمرة اتفاق شراكة وُقّع في 2018 بين الحكومة المصرية وشركة “أوراسكوم بيراميدز إنترتينمنت” المملوكة للملياردير نجيب ساويرس، ويستعد المشروع لافتتاحه الرسمي في 3 يوليو 2025.

ووفق التقرير، أهم التغييرات التي أُدخلت تشمل نقل بوابة الدخول إلى “البوابة الكبرى” على طريق سريع يبعد نحو 2.5 كيلومتر عن موقع الأهرامات، مما ألغى الازدحام المروري الذي كان يقترب من المعالم الأثرية، ويبدأ الزوار رحلتهم من خلال قاعة عرض جديدة، ثم يصعدون إلى حافلات حديثة من نوع “اصعد وانزل” تنقلهم عبر مسارات منظمة إلى الأهرامات وأبو الهول، مع نقاط توقف مزودة بمرافق أساسية مثل دورات مياه حديثة، متاجر مرخصة للهدايا، ومقاهٍ مكيفة.

وبحسب التقرير، أضيفت كذلك مطاعم فاخرة منها مطعم “خوفو” المطل على الهرم الأكبر، المصنف ضمن أفضل مطاعم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقدم نسخًا راقية من الأطباق المصرية التقليدية.

وعلى صعيد التجربة الشخصية، قالت مريم الجوهري، زائرة كندية ذات أصول مصرية، إن زيارتها الأخيرة بعد 15 عامًا كانت تجربة أكثر تنظيماً وراحة، مشيرة إلى أن المكان أصبح يشبه متحفًا عالميًا، بخلاف تجربتها السابقة التي تخللتها مشكلات مع الخيالة والباعة المتجولين.

ورغم الجهود لتنظيم عمل الخيالة والباعة، الذين تم نقلهم إلى منطقة معزولة، لا يزال البعض يحاول العودة إلى المداخل القديمة، ما يستدعي وقتًا لضبط هذا الجانب وتحسين راحة الزوار، وفق تصريحات عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة “أوراسكوم بيراميدز”.

وأشار عمرو جزارين إلى ضرورة مضاعفة أعداد الزوار، مع اعترافه بتأثير النزاعات الإقليمية على السياحة، لكنه أبدى تفاؤله بانعكاسات افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي بلغت تكلفته مليار دولار.

يذكر أن عدد زوار الأهرامات لا يزال دون الطموحات، فقد سجل 2.5 مليون زائر عام 2024، نصفهم من المصريين، مقارنة بـ12 مليون زائر للكولوسيوم في روما عام 2023، ومع ذلك، أعلنت وزارة السياحة ارتفاع عدد الزوار بنسبة 24% في أبريل 2025 مقارنة بالعام السابق، وهو مؤشر إيجابي رغم صعوبة عزل تأثير المشروع عن عوامل أخرى.

والمشروع لا يقتصر على الحفاظ على إرث عمره 4600 عام فحسب، بل يهدف لتحويله إلى مصدر متجدد للنمو الاقتصادي والعائدات السياحية في مصر، من خلال توفير بيئة سياحية راقية، تنظيم زمني متطور، وخدمات متميزة تلبي توقعات الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وتعمل الحكومة المصرية على الاحتفاظ بعوائد بيع التذاكر، بينما تعتمد شركة “أوراسكوم بيراميدز” على الجولات الخاصة، الرعايات، وتأجير المحلات والمطاعم ضمن الموقع، في نموذج تشغيلي مبتكر.

هذا وتُعد أهرامات الجيزة، الواقعة على هضبة الجيزة غرب القاهرة، من أشهر وأعظم المعالم الأثرية في العالم، ورمزًا للحضارة المصرية القديمة. تضم الهضبة ثلاث أهرامات رئيسية هي: هرم خوفو (الهرم الأكبر)، وهرم خفرع، وهرم منقرع، إلى جانب تمثال أبو الهول الشهير، وتم بناء الأهرامات قبل حوالي 4600 سنة خلال عصر الدولة القديمة في مصر، وكانت مقابر ضخمة مخصصة للفراعنة، لا سيما هرم خوفو الذي يعتبر أحد عجائب الدنيا السبع القديمة ولا يزال يحير العلماء بفضل هندسته المعقدة ودقته الفائقة.

والأهرامات ليست فقط شاهدة على العبقرية الهندسية لمصر القديمة، بل تمثل أيضًا مركزًا روحيًا وتاريخيًا، حيث كان يُعتقد أنها تمهد للفراعنة طريقهم إلى الحياة الأخرى. على مدار آلاف السنين، جذبت الأهرامات ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وأصبحت رمزًا للتراث الإنساني العالمي.

 وزارة السياحة والآثار المصرية تعلن عن اكتشافات أثرية هامة في معابد الكرنك والأقصر تكشف أسرارًا جديدة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف نقوش أثرية جديدة داخل معبد أخ منو بمنطقة معابد الكرنك بالأقصر، تحمل تفاصيل طقوس دينية ملكية مكرسة للإله آمون، ضمن مشروع ترميم وتأهيل “المقاصير الجنوبية” بالمعبد. ويأتي هذا الكشف بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، حيث شملت أعمال الترميم تنظيف وترميم دقيق بالإضافة إلى توثيق كامل للنقوش والمناظر.

وقال محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، إن النقوش تبرز طقوسًا دينية كان يؤديها الملك تحتمس الثالث تقربًا للإله آمون، كما زُين الممر الرئيسي للمعبد بمشاهد من احتفال “حب سد” (عيد اليوبيل) الذي يؤرخ لتكريس المعبد كـ”معبد لملايين السنين” مكرسًا للإله آمون-رع وآلهة الكرنك.

وأضاف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المشروع يهدف إلى رفع كفاءة الخدمات السياحية، شملت تحسين تجربة الزوار ووضع لافتات إرشادية، بالإضافة إلى تيسير الزيارة لذوي الهمم عبر إنشاء رامبات خاصة.

من جانب آخر، تمكنت بعثة الحفائر المصرية في منطقة العساسيف من اكتشاف توابيت خشبية صغيرة مخصصة للأطفال، رغم تضررها، فيما يجري الاستعداد لدراسة العظام داخلها لتحديد التفاصيل التاريخية والعمرية، الأمر الذي يعزز فهم موقع الحفائر.

وفي منطقة نجع أبو عصبة، كشفت البعثة عن سور ضخم من الطوب اللبن يعود لعهد الملك من خبر رع من الأسرة الـ21، إضافة إلى بوابة حجرية، وورش صناعية، وأفران لصناعة تماثيل البرونز، وورش لصناعة الجعة، مما يوضح أهمية المنطقة كمنطقة صناعية قديمة.

وشملت الاكتشافات أيضًا تماثيل أوزويرية برونزية، عملات وتمائم، إضافة إلى أوستراكات من الحجر الجيري والفخار وخواتم مخروطية منقوشة تحمل اسم “المشرف على البيت خونسو”.

وتُعد هذه الاكتشافات إضافة مهمة للتاريخ الحضاري المصري القديم، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الطقوس الدينية والحياة الاقتصادية والصناعية في الأقصر عبر العصور.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: آثار مصر الأهرامات عالم آثار مصري مصر

إقرأ أيضاً:

بلدنا تطلق المرحلة الأولى من مشروع ضخم لإنتاج الحليب في الجزائر

الدوحة- أعلنت شركة "بلدنا" القطرية عن توقيع حزمة أولية من عقود تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع "بلدنا الجزائر" بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار، وذلك خلال مراسم أقيمت في العاصمة الجزائر بمشاركة شركاء المشروع وموردي المعدات والاستشاريين.

ويأتي هذا التوقيع في إطار خطة استثمارية متكاملة بقيمة 3.5 مليارات دولار، تهدف إلى إنشاء مشروع ضخم لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر.

وقالت الشركة -في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية- إن هذه العقود تمثل الانطلاقة الفعلية للاستثمار الإستراتيجي، وتشكل جزءا من الحزمة الأساسية المخصصة للمرحلة الأولى، الهادفة إلى دعم الأمن الغذائي الجزائري وتقليص الاعتماد على واردات الألبان بما يعزز الاقتصاد المحلي.

و"بلدنا الجزائر" شركة مساهمة جزائرية تأسست بالشراكة بين إحدى الشركات التابعة لـ"بلدنا" القطرية والصندوق الوطني للاستثمار الجزائري.

بقيمة تفوق الـ500 مليون دولار.. "بلدنا الجزائر" توقع حزمة أولية لعقود تنفيذ المرحلة الأولى من مشروعها المتكامل لإنتاج الحليب#قنا #قطرhttps://t.co/E11pw0PIqU pic.twitter.com/ZHrhCigNIx

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) July 29, 2025

شراكات عالمية

وأوضح البيان أن العقود الموقعة تشمل توريد آليات الري وحفر الآبار وتجهيزات الحديد والهياكل الفولاذية، إلى جانب خدمات استشارية تتعلق بإدارة المشاريع والمسح الطبوغرافي ودراسات التربة والأثر البيئي.

وشملت قائمة الموردين شركات عالمية مثل "جي إي إيه" "GEA" الألمانية المتخصصة في خطوط إنتاج الحليب وتجهيزات الحلب الآلي، و "فالمونت" (Valmont) الأميركية الرائدة في تصميم وتنفيذ شبكات الري لترشيد استهلاك المياه، و"أورباكون" للتجارة والمقاولات "يو سي سي" (UCC) وشركة "إي إتش إيه إف" (EHAF) للاستشارات الهندسية، فضلا عن شركات جزائرية كبيرة المتخصصة في حفر الآبار.

إعلان

وأكد رئيس مجلس إدارة "بلدنا" محمد معتز الخياط أن توقيع هذه الحزمة من العقود يمثل خطوة أساسية في مسار أحد أكبر مشاريع إنتاج الألبان في العالم، مضيفا "اليوم نخطو خطوة حاسمة نحو تنفيذ مشروع زراعي صناعي متكامل لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر، بما يحقق الاكتفاء الذاتي من واحدة من أهم المواد الغذائية واسعة الاستهلاك".

وتابع معتز الخياط "نحن فخورون باستقطاب أفضل الخبرات الدولية والوطنية، من خلال شراكات مع كبرى الشركات من الولايات المتحدة وألمانيا وقطر والجزائر، لضمان تنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني وأعلى المعايير العالمية، بدءا من الدراسات الميدانية والتربة وآبار المياه وصولا إلى شبكات الري وخطوط الإنتاج الحديثة".

#دولة_قطر???????? #الجزائر????????
التوقيع على عقود تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع الاستراتيجي "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر pic.twitter.com/CacApY2Hmt

— سفارة دولة قطر في الجزائر (@QatarEmbAlgeria) July 29, 2025

خطوات متسارعة

من جانبه، قال عضو مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "بلدنا" رامز الخياط إن المشروع يسير بخطوات متسارعة، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل استصلاح الأراضي وبناء مزرعتين من أصل 4 مزارع، وإنشاء مصنع واحد من أصل مصنعين، وتركيب 700 وحدة ري محوري من إجمالي 1400 وحدة.

وأضاف العضو المنتدب لشركة بلدنا أن الإنتاج سيبدأ قبل اكتمال أعمال البناء النهائية، على أن يتم تكوين القطيع عام 2026.

ويمتد مشروع "بلدنا الجزائر" على مساحة 117 ألف هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) ويعد الأول من نوعه في البلاد وأحد أكبر مشاريع إنتاج الألبان في العالم، حيث يستهدف تلبية 50% من احتياجات الجزائر من مسحوق الحليب محليا، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب المجفف وتوفير اللحوم الحمراء للسوق المحلي. كما سيتيح المشروع نحو 5 آلاف فرصة عمل.

وقد تأسست "بلدنا" عام 2019 وتم إدراجها في بورصة قطر في ذات العام، ويبلغ رأس مالها المصرح به مليارا و901 مليون ريال (521.9 مليون دولار) ويصل عدد أسهمها القابلة للتداول إلى مليار و425 مليونا و750 ألف سهم.

مقالات مشابهة

  • "السعودي للتنمية" يبدأ نشاطه في باربادوس بـ 92.7 مليون دولار
  • بكلفة 45 مليون ريال.. "المياه الوطنية" تنجز مشروعًا بيئيًا يخدم عكاظ الرياض
  • رؤية مشروع الجبل العالي
  • بلدنا تطلق المرحلة الأولى من مشروع ضخم لإنتاج الحليب في الجزائر
  • بلديةُ ظفار تدعم أكثر من 300 مشروع للأسر المنتجة في سوق اللبان بشاطئ الحافة
  • بلدنا توقع حزمة أولية لعقود تنفيذ المرحلة الأولى من مشروعها الزراعي الصناعي المتكامل في الجزائر، بقيمة تفوق ٥٠٠ مليون دولار، مع موردين واستشاريين جزائريين وعالميين.
  • وزير الخارجية: ندعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار
  • رغم أنف الحرب.. زراعة مليون فدان في مشروع الجزيرة
  • مشروع جديد سيغيّر حركة المرور في سامسون.. ما الذي سيحدث في أغسطس؟
  • "المدينة المستدامة – يتي" تطلق "ذا آرك" لتجسيد نمط حياة فاخر ومستدام