يمانيون:
2025-06-08@17:02:57 GMT

دماء على مذبح الصمت

تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT

دماء على مذبح الصمت

 

غيداء شمسان غوبر

بينما تشرق شمس عيد الأضحى المبارك، وتقرع طبول الفرح في أرجاء الأرض، وتذبح الأضاحي طاعة لأمر الله، تخنق صرخات الألم من قلب غزة النازفة كيف لقلب أن يرقص فرحا، ولروح أن تستطيب العيد، بينما أهلي هناك يقتلون بكل عبثية وإجرام لا متناهي؟ كيف للقمة أن تستساغ، ولثوب جديد أن يلبس، ولضحكة أن تطلق، بينما أطفال غزة يتضورون جوعا، ويرتجفون خوفا، ويدفنون تحت الركام بلا كفن؟

هنا تكمن المفارقة الكبرى، وهنا يتجلى عار العصر إنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أضحية العيد، وكبش الفداء التي تسفك دماؤها على مذبح الصمت العالمي، وتقدم أشلاؤها قربانا لضمائر ماتت أو كادت تموت.

أي عيد هذا الذي يمر على أرواح مثقلة بالوجع، وقلوب محطمة بالفقد؟ أي فرح هذا الذي نبنيه على أنقاض بيوتنا، وعلى صرخات أطفالهم التي لا تجد صدى؟ إن فرحنا اليوم، إن كان فرحا، فهو ملطخ بالدم، مثقل بالخجل، محاط بعار الخذلان الذي يلف الأمة والعالم.

يا لقسوة المشهد الذي يحرج كل ضمير حي! بينما تزين موائدنا بأطايب الطعام، ترى موائد غزة خاوية إلا من غبار الدمار ومرارة الجوع بينما تلبس أطفالنا أجمل الثياب، يرى أطفال غزة عراة إلا من أكفانهم، أو ثياب بالية لا تقي حرًا ولا بردًا.

إنهم لا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون، لا يملكون سوى الصبر الذي فاق صبر الجبال، والإيمان الذي زلزل عروش الطغاة إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.

أين هي بهجة العيد في ظل هذا النزيف؟ أين هي روح التكافل التي يعلمنا إياها ديننا؟ أين هي صرخات “لبيك” التي تردد في عرفات، بينما غزة تنادي ولا مجيب؟

إن هذا العيد ليس عيدًا لمن يرى أطفاله يذبحون، ولا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.

الصمت اليوم ليس حيادًا، إنه تواطؤ إنه خذلان يلطخ جبين الأمة بوصمة عار لا تمحى فالله سيسألنا جميعًا، كل بقدر استطاعته: ماذا قدمت لغزة وهي تباد؟ ماذا قدمت لأطفالها وهم يقتلون؟ ماذا قدمت لنسائها وهن يروعن؟ هل كان صوتك حبيس صدرك؟ هل كانت يدك مكبلة بالخوف أو بالمصالح؟

ليكن عيدنا هذا العام وقفة ضمير، لا مجرد وقفة احتفال ليكن كل تكبيرة نطلقها صرخة حق في وجه الظلم ليكن كل دعاء نرفعه نصرة لأهلنا في غزة.

فلا فرح يكتمل، ولا عيد يبهج، وقطعة من جسدنا تباد إن أضحيتنا الحقيقية اليوم هي كسر الصمت، ورفع الصوت، والعمل بكل ما أوتينا من قوة لإيقاف هذه المجزرة.

فهل من مجيب لنداء غزة؟ هل من قلب يرفض الفرح الزائف لأجل الحق؟ هل من يد تتحرك لإيقاف هذا النزيف؟

إن الجواب يبدأ من هنا، من كل قلب ينبض بالإنسانية، ومن كل يد تتحرك لإحقاق الحق. فلنحول هذا العيد إلى وقفة عز، ولنسخر كل طاقاتنا لنصرة إخوتنا في غزة فالله معنا، والحق معنا، والمستقبل لأهل الحق.

دماء على مذبح الصمت

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بعد رمي الجمرات والمبيت في منى.. ما الذي يجب على الحاج في ختام مناسكه؟

أوضحت الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة في بيان توعوي أصدرته، أن أعمال الحاج لا تنتهي بانقضاء يوم النحر، بل تمتد لتشمل أيام التشريق الثلاثة، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، التي يُطلق عليها كذلك “أيام منى”، والتي تُعد من الأيام المباركة التي ينبغي على الحاج اغتنامها بالعبادة والذكر.

وأكدت الهيئة أن من واجبات الحج خلال أيام التشريق المبيت بمنى لياليها، حيث يجب على الحاج أن يبيت ليلتي الحادي عشر والثاني عشر على الأقل، ومن أراد التعجل فعليه مغادرة منى قبل غروب شمس الثاني عشر، وإلا وجب عليه المبيت لليلة الثالثة ورمي الجمرات في اليوم الثالث عشر، المعروف بيوم التأخر.

وأشارت إلى أن المبيت بمنى واجب مستقل عن رمي الجمرات، ولا يسقط عن المريض أو العاجز الذي لم يتمكن من الرمي، إذا كان قادراً على المبيت.

وفيما يتعلق برمي الجمرات، ذكرت الهيئة أنه يتم بعد الزوال حتى غروب الشمس في كل يوم من أيام التشريق، ابتداءً بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى، كما بيّنت أنه يُشترط في الرمي ما يُشترط في جمرة العقبة يوم النحر، ويجوز التوكيل فيه للعاجز، شريطة أن يبدأ النائب بالرمي عن نفسه ثم عمن أنابه.

ووفق البيان، من السنن التي يُستحب للحاج الالتزام بها خلال هذه الأيام قصر الصلوات الرباعية، كصلاة الظهر والعصر والعشاء، فيصليها ركعتين في وقتها، ما عدا أهل منى، إذ لا يقصرون الصلاة بحسب رأي كثير من الفقهاء.

وحثت الهيئة الحجاج على الإكثار من ذكر الله عز وجل، خاصة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصف أيام التشريق بأنها “أيام أكل وشرب وذكر لله”، مشيرة إلى أن هذه الأيام فرصة عظيمة لقراءة القرآن، والتكبير، والاستغفار، ودوام الانشغال بذكر الله، بعيداً عن الغفلة والانشغال بما لا ينفع.

وأضافت: في ختام أعمال أيام التشريق، يعود الحاج إلى مكة المكرمة، استعداداً لمغادرته إلى بلده، سائلاً ربه القبول، كما قال تعالى: “ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”.

ماذا يفعل الحاج بعد انقضاء أيام التشريق؟ #الهيئة_العامة_لشؤون_الحج_والعمرة_ليبيا #رحلةٌ_وشوق #حج_1446 #أيام_التشريق

تم النشر بواسطة ‏الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة – ليبيا‏ في الأحد، ٨ يونيو ٢٠٢٥

مقالات مشابهة

  • بعد رمي الجمرات والمبيت في منى.. ما الذي يجب على الحاج في ختام مناسكه؟
  • شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
  • من هو الأسير متان تسنجاوكر الذي يحاصر الاحتلال مكان تواجده؟
  • برلماني يطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن الصمت المريب تجاه الكارثة الإنسانية في غزة
  • راغب علامة.. "صاحب الصوت الذي لم يخذلنا يومًا"
  • لجنة كسر الحصار تعلن اقتراب سفينة “مادلين” من غزة
  • كان يدفع له 20 مليون دولار شهريًا!.. طيار بابلو إسكوبار يكشف أسرارًا لأول مرة بعد 35 عامًا من الصمت
  • أجواء العيد في ميناء غزة الذي يؤوي نازحين
  • عون: إسرائيل استخدمت دماء الأبرياء صندوق بريد رسالة لأميركا