يمانيون:
2025-07-27@09:46:39 GMT

دماء على مذبح الصمت

تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT

دماء على مذبح الصمت

 

غيداء شمسان غوبر

بينما تشرق شمس عيد الأضحى المبارك، وتقرع طبول الفرح في أرجاء الأرض، وتذبح الأضاحي طاعة لأمر الله، تخنق صرخات الألم من قلب غزة النازفة كيف لقلب أن يرقص فرحا، ولروح أن تستطيب العيد، بينما أهلي هناك يقتلون بكل عبثية وإجرام لا متناهي؟ كيف للقمة أن تستساغ، ولثوب جديد أن يلبس، ولضحكة أن تطلق، بينما أطفال غزة يتضورون جوعا، ويرتجفون خوفا، ويدفنون تحت الركام بلا كفن؟

هنا تكمن المفارقة الكبرى، وهنا يتجلى عار العصر إنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أضحية العيد، وكبش الفداء التي تسفك دماؤها على مذبح الصمت العالمي، وتقدم أشلاؤها قربانا لضمائر ماتت أو كادت تموت.

أي عيد هذا الذي يمر على أرواح مثقلة بالوجع، وقلوب محطمة بالفقد؟ أي فرح هذا الذي نبنيه على أنقاض بيوتنا، وعلى صرخات أطفالهم التي لا تجد صدى؟ إن فرحنا اليوم، إن كان فرحا، فهو ملطخ بالدم، مثقل بالخجل، محاط بعار الخذلان الذي يلف الأمة والعالم.

يا لقسوة المشهد الذي يحرج كل ضمير حي! بينما تزين موائدنا بأطايب الطعام، ترى موائد غزة خاوية إلا من غبار الدمار ومرارة الجوع بينما تلبس أطفالنا أجمل الثياب، يرى أطفال غزة عراة إلا من أكفانهم، أو ثياب بالية لا تقي حرًا ولا بردًا.

إنهم لا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون، لا يملكون سوى الصبر الذي فاق صبر الجبال، والإيمان الذي زلزل عروش الطغاة إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.

أين هي بهجة العيد في ظل هذا النزيف؟ أين هي روح التكافل التي يعلمنا إياها ديننا؟ أين هي صرخات “لبيك” التي تردد في عرفات، بينما غزة تنادي ولا مجيب؟

إن هذا العيد ليس عيدًا لمن يرى أطفاله يذبحون، ولا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.

الصمت اليوم ليس حيادًا، إنه تواطؤ إنه خذلان يلطخ جبين الأمة بوصمة عار لا تمحى فالله سيسألنا جميعًا، كل بقدر استطاعته: ماذا قدمت لغزة وهي تباد؟ ماذا قدمت لأطفالها وهم يقتلون؟ ماذا قدمت لنسائها وهن يروعن؟ هل كان صوتك حبيس صدرك؟ هل كانت يدك مكبلة بالخوف أو بالمصالح؟

ليكن عيدنا هذا العام وقفة ضمير، لا مجرد وقفة احتفال ليكن كل تكبيرة نطلقها صرخة حق في وجه الظلم ليكن كل دعاء نرفعه نصرة لأهلنا في غزة.

فلا فرح يكتمل، ولا عيد يبهج، وقطعة من جسدنا تباد إن أضحيتنا الحقيقية اليوم هي كسر الصمت، ورفع الصوت، والعمل بكل ما أوتينا من قوة لإيقاف هذه المجزرة.

فهل من مجيب لنداء غزة؟ هل من قلب يرفض الفرح الزائف لأجل الحق؟ هل من يد تتحرك لإيقاف هذا النزيف؟

إن الجواب يبدأ من هنا، من كل قلب ينبض بالإنسانية، ومن كل يد تتحرك لإحقاق الحق. فلنحول هذا العيد إلى وقفة عز، ولنسخر كل طاقاتنا لنصرة إخوتنا في غزة فالله معنا، والحق معنا، والمستقبل لأهل الحق.

دماء على مذبح الصمت

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

دفاع النواب: حركة الداخلية ضخت دماء جديدة لمواكبة التحديات الأمنية وحافظت على الكفاءات

قدم اللواء ابراهيم المصري وكيل بجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، الشكر لوزارة الداخلية وعلي رأسها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية علي سعيه الدائم نحو تطوير الأداء الأمني وتعزيز كفاءته، من خلال حركة تنقلات القيادات الجديدة، والتي جاءت بهدف ضخ دماء جديدة قادرة على مواكبة التحديات الأمنية المتلاحقة، مع الحفاظ على الكفاءات المتميزة التي أثبتت جدارتها خلال السنوات الماضية.

وأضاف وكيل دفاع النواب في تصريحات للمحررين البرلمانين أن  هذه الحركة امتدادًا لدور الشرطة الوطني الراسخ، في حماية الجبهة الداخلية، وفرض هيبة الدولة، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، بما يواكب توجيهات القيادة السياسية ورؤية الدولة المصرية نحو تعزيز الأمن والاستقرار.

عقب حركة ترقيات وتنقلات الداخلية.. تعرف على مدير أمن أسوان الجديدمفاجأة في حركة تنقلات الداخلية 2025.. أبو عمرة رئيسا للمجلس الأعلى للشرطة وغانم مديرا لمباحث الوزارةحركة تنقلات الداخلية 2025.. من هو مدير مباحث الجيزة الجديد ؟تعيين 11 مدير أمن جديد في حركة الداخلية.. تعرف عليهم

وأوضح اللواء ابراهيم المصري أن الحركة قد تضمنت تكريم عدد من الكفاءات والقيادات الأمنية الذين أدوا واجبهم بكل إخلاص واقتدار، وذلك من خلال منحهم مواقع استشارية تقديرًا لعطائهم الممتد، بما يحقق التوازن بين عنصر الخبرة وروح التجديد.

وشدد وكيل دفاع النواب على  أن جهاز الشرطة بقيادة الوزير الكفء اللواء محمود توفيق ستظل صمام أمان الوطن، ودرعه الحصين في مواجهة التحديات، انطلاقًا من مسؤولياته الدستورية والوطنية، وتفاني رجاله في أداء الواجب بلا تراجع أو تهاون.

وقدم المصري التهنئة لكل الضباط الذين حصلوا علي ترقيات في الحركه الأخيرة تقديراً لدورهم الوطني الكبير المخلص متمنيا لهم دوام التقدم والرقي والتميز فى مواقهعم الامنيه ،  وعلي راسهم ضباط قطاع الامن الوطني الذراع الطولي للوزارة الذي اثبت كل حق بانه صمام الامن الداخلي للوطن.

طباعة شارك وزارة الداخلية وزير الداخلية حركة تنقلات التحديات الأمنية القيادة السياسية

مقالات مشابهة

  • دفاع النواب: حركة الداخلية ضخت دماء جديدة لمواكبة التحديات الأمنية وحافظت على الكفاءات
  • تنقلات يوليو الشرطية تعزز الخدمات الأمنية وتمهد لضخ دماء جديدة
  • حركة تنقلات الشرطة السنوية تطرق الأبواب استعدادًا لضخ دماء جديدة
  • تنقلات الشرطة السنوية.. ضخ دماء جديدة واستقرار وظيفى للضباط
  • بينما يموت أطفال غزة.. اليمين الأمريكي يستضيف مجرم حرب للحديث عن برجره المفضل
  • ماراثون احتفالي بالإسكندرية وانطلاق قوافل الخير بالتزامن مع العيد القومي
  • لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟
  • ترقيات الشرطة 2025.. دماء جديدة لتعزيز كفاءة الجهاز الأمنى
  • تعامد الشمس في ظاهرة فريدة أثناء قداس عيد مارجرجس
  • إقبال جماهيري كثيف على المواقع الأثرية بالإسكندرية في العيد القومي الـ73