أمرت الحكومة الكينية مصانع الشاي بوقف التعاون مع منظمة تحالف الغابات المطيرة غير الربحية، بسبب الأعباء المالية الكبيرة التي قالت إنها تُثقل كاهل المزارعين للحصول على شهادة الاستدامة الأخلاقية التي تمنحها المنظمة.

وتحالف الغابات المطيرة (Rainforest Alliance) هو اسم لمنظمة دولية غير ربحية تُعنى بالحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان سبل عيش مستدامة من خلال تغيير ممارسات استخدام الأراضي، وأساليب الأعمال التجارية، وسلوك المستهلك.

وتُعد هذه المنظمة من أبرز المنظمات المعنية بمنح الشهادات البيئية في العالم، ويُوضع شعارها (الضفدع الأخضر) على عبوات المواد الغذائية، كرمز لدعم المنتجات المستدامة.

لكن كينيا، ثالث أكبر منتج للشاي في العالم، قررت تعليق العمل ببرنامج الشهادة، معتبرة أن تكاليف الحصول عليها تزيد من الضغط المالي على صغار المزارعين الذين يعانون أصلا من ظروف اقتصادية صعبة.

نحو نصف كمية الشاي المستهلكة في المملكة المتحدة تأتي من مزارع الشاي في كينيا (رويترز)

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "فيرتريد" أن واحدا فقط من كل 5 مزارعين وعمال في قطاع الشاي الكيني يحصل على دخل شهري يكفي لتغطية الحاجات الأساسية لأسرته.

إعلان

وفي مذكرة صادرة عقب قمة صناعية، قال وكيل وزارة الزراعة الكيني، بول رونوه، إن "عبء تنفيذ" برنامج منظمة الغابات المطيرة تتحمله مصانع الشاي، ثم يُحمَّل لاحقا للمزارعين، مضيفا أن هذه التكاليف "ينبغي في العادة أن يتحملها المستهلكون".

ويظهر شعار المنظمة على نحو 240 علامة تجارية، ويُعتبر منتشرا في الأسواق البريطانية، حيث تعتمد علامات شهيرة مثل "تيتلي" و"بي جي تيبس" و"يوركشاير تي" على الشاي المعتمد من المنظمة. ويُذكر أن نحو نصف كمية الشاي المستهلكة في المملكة المتحدة تأتي من كينيا.

ويُعزى الطلب المتزايد على شهادات الاستدامة إلى رغبة الأسواق الغربية في تجنب المخاطر المرتبطة بسلاسل توريد الشاي، التي تعاني من مشكلات مثل تدني الأجور، وظروف العمل غير الآمنة، وعدم المساواة بين الجنسين، والممارسات البيئية غير المستدامة.

لكن منتقدين يرون أن المشترين في الأسواق الغربية يطالبون بالشاي المعتمد دون دفع علاوة سعرية مقابل هذه الشهادات، مشيرين إلى أن المستهلك البريطاني، مثلا، لا يُبدي استعدادا لإنفاق مبالغ إضافية على الشاي، على عكس القهوة.

ووفقا لتقرير من مؤسسة "فيرتريد"، فإن سعر كيس الشاي لا يتجاوز بنسين أو 3 بنسات، رغم ارتفاع تكلفة الزراعة والحصاد.

عمليات حصاد الشاي في مقاطعة ناندي الكينية (رويترز)

يُذكر أن منظمة الغابات المطيرة لا تحدد الرسوم التي يتقاضاها المدققون الخارجيون المعنيون بتقييم مدى التزام المزارعين بمعاييرها، إذ تختلف التكاليف وفقا لحجم المزرعة، وغالبا ما يتعاون صغار المزارعين لتقليلها.

وتُقدَّر كلفة الشهادة السنوية لمصنع يديره صغار المزارعين بنحو 3 آلاف دولار، مع توقعات بانخفاضها قريبا بفضل إجراءات جديدة لتبسيط عمليات التدقيق.

وقال رونوه إن استخدام شعار المنظمة لم يُظهر أثرا ملموسا يتناسب مع كلفة التنفيذ، مما أدى إلى اتخاذ قرار بتعليق البرنامج فورا.

إعلان

ويأتي ذلك في وقت تُعاني فيه البلاد من تداعيات انخفاض أسعار الشاي، وهو محصول نقدي رئيسي يعتمد عليه الملايين في معيشتهم.

من جهتها، قالت منظمة تحالف الغابات المطيرة إنها تتواصل مع وزارة الزراعة الكينية "لفهم القرار والعمل على إيجاد حل مشترك سريع"، مؤكدة للمزارعين أن الشهادات الصادرة لا تزال سارية المفعول حتى تاريخ انتهائها، مما يسمح لهم بمواصلة بيع الشاي كمنتج معتمد.

وأكدت المنظمة التزامها بدعم المزارعين الكينيين إلى "أقصى حد ممكن"، مشيرة إلى أن الشركات والعلامات التجارية الشريكة لها ما زالت ملتزمة بشراء الشاي المعتمد.

وتدرس الحكومة الكينية حاليا إمكانية تطوير نموذج محلي لشهادة الاستدامة، يحقق أهدافا مماثلة ولكن بتكاليف وتعقيدات إدارية أقل.

بدورها، أعربت "الرابطة الأخلاقية للشاي"، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بمشكلات قطاع الشاي، عن أملها بأن يكون تعليق الشهادة مؤقتا، وأن يتم التوصل إلى حل للأزمة الراهنة.

وأضافت أن الشهادات تُعد وسيلة أساسية لضمان معاملة منصفة للعاملين والمزارعين والمجتمعات التي تعتمد على الشاي في معيشتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج الغابات المطیرة

إقرأ أيضاً:

خبير نفطي يتهم حكومة عدن بالتستر على كارثة بيئية في شبوة

الجديد برس| اتهم الخبير النفطي عبدالغني جغمان، الجهات المعنية في حكومة عدن الموالية للتحالف، بالتورط في كارثة بيئية غير مسبوقة تشهدها محافظة شبوة، نتيجة تسربات نفطية وانبعاثات سامة في مناطق القطاع النفطي S2. وفي منشور على صفحته في فيسبوك، أكد جغمان أن السلطات المحلية ووزارة النفط تتعامل مع “المأساة البيئية” بسياسات التستر والإقصاء، بدلاً من المحاسبة والمعالجة. وأشار إلى أن الهيئة العامة لحماية البيئة كانت قد وثّقت الانتهاكات في مذكرة رسمية وجهتها إلى وزير النفط في حكومة عدن مطلع يناير الماضي، غير أن الوزارة تجاهلت التحذيرات ورفضت تشكيل لجان رقابية مشتركة. وأضاف أن الوزارة أقدمت لاحقاً على إقالة مدير مكتب البيئة في شبوة بسبب مطالباته بإيقاف التجاوزات، وعيّنت بديلاً عنه شخصية غير متخصصة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف إلى “تفريغ المكتب من صلاحياته”. وفي تطور لافت، أعلن المهندس فيصل الثعلبي، القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، تعليق التعاون مع وزارة النفط وهيئة الاستكشافات، محملاً إياهما مسؤولية الأضرار البيئية الناتجة عن “تواطؤ رسمي” في القطاع. وحذّر جغمان من استمرار الآثار الصحية والبيئية الكارثية التي يدفع ثمنها المواطنون في ظل غياب الحلول والمعالجات الجادة، داعياً إلى تحرك عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيئة المحلية في شبوة.

مقالات مشابهة

  • حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف احتجازهم والعائلات المتضرر الأكبر
  • نقابة المزارعين في بعلبك الهرمل تناشد وتطالب الحكومة بهذا الأمر!
  • «مصيرنا واحد» تطالب «الصحة» بكشف حقيقة قرار ارتفاع تكاليف العلاج النفسى بالمستشفيات الحكومية
  • هل شرب الشاي بعد الأكل مفيد أم ضار؟ إليك ما يقوله الخبراء!
  • حملات بيئية متواصلة.. الخرطوم تعيد بناء حياتها من جديد
  • خبير نفطي يتهم حكومة عدن بالتستر على كارثة بيئية في شبوة
  • مبادرة بيئية تخدم آلاف المصلين على طريق الهجرة السريع
  • تأثير شرب الشاي بعد الطعام مباشرة.. دراسة حديثة تحذر
  • كينيا وأوغندا توقعان 8 اتفاقات جديدة لتعزيز التعاون
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا