وزير الخزانة أم طفله الصغير من تسبب بالكدمة الزرقاء على وجه إيلون ماسك؟
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
أثارت كدمة زرقاء واضحة ظهرت تحت عين الملياردير الأميركي إيلون ماسك اليُمنى جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد ظهوره إلى جانب الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض قبل أيام.
ونُظم المؤتمر بمناسبة انتهاء فترة خدمة ماسك كمشرف على مشروع حكومي لتحسين الكفاءة الإدارية.
ورغم أن المناسبة كانت بروتوكولية وتضمنت تصريحات كثيرة لافتة، إلا أن الكدمة الظاهرة بوضوح تحت عين ماسك سرقت الأضواء من كل شيء آخر.
وعندما لاحظ أحد الصحفيين الكدمة وسارع لطرح السؤال قائلا "سيد ماسك، ماذا حدث لعينك؟"، كان جواب ماسك بسيطًا ومباشرًا، وقال إنه كان يلهو مع ابنه الصغير "إكس".
وأضاف ماسك أن الطفل ضربه على وجهه، وأنه اتضح له أن ضربة من طفل في الخامسة على الوجه مؤلمة فعلًا.
بينما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" رواية مختلفة تمامًا عما حدث، وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول الحقيقي عن هذه الكدمة هو وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، وليس ابن ماسك الصغير.
وتشير تفاصيل الرواية البديلة إلى أن خلافًا اندلع بين ماسك وبيسينت بعد اجتماع داخل المكتب البيضاوي.
وخرج الرجلان غاضبين وتبادلا الإهانات، حيث نعت بيسنت ماسك بالمحتال، وتصاعد الموقف عندما "دفع ماسك بكتفه قفص بيسنت الصدري"، فردّ عليه الأخير بضربة مقابلة قيل إنها أصابت وجه ماسك وتسببت في الكدمة المرئية.
إعلانوبحسب نفس المصدر، تدخل الحاضرون لفض الشجار، وأُخرج ماسك من الجناح الغربي للبيت الأبيض، وعندما أُبلغ الرئيس ترامب بالحادثة، علّق باقتضاب قائلا "هذا تجاوز للحدود".
شجار سياسي
وأجمع مغردون على أن رواية الشجار السياسي أكثر منطقية من ادعاء ماسك بأن طفله ضربه، واتفقوا حول عدم منطقية الرواية التي قدمها إيلون ماسك لتفسير الكدمة الزرقاء الواضحة تحت عينه، وهو ما أبرزته حلقة (2025/5/9) من برنامج "شبكات".
وبحسب المغرد آدم فإن رواية ماسك مثيرة للسخرية، وعلق متهكما: "حسنًا، على الأقل هذه رواية أكثر منطقية، أما أن تقول إن ابنك هو من لكمك، إذا كان طفلك البالغ 5 سنوات قادرًا على إحداث هذه الكدمة، فأنت بحاجة إلى خوذة في المنزل".
وفي نفس السياق الساخر، حوّل الناشط هنري الحادثة من مجرد إصابة شخصية إلى رمز للتحديات التي يواجهها ماسك، وغرد يقول "ماسك دخل البيت الأبيض ليعيد هيكلة المصاريف الحكومية، وانتهى به الأمر بإعادة هيكلة وجهه، لكمة السياسة موجعة يا ماسك".
بينما لفتت صاحبة الحساب تارا إلى أن ما حدث نتيجة لطبيعة المشكلة التي يواجهها ماسك في إدارة ترامب، وكتبت تشير إلى أن "الشجار بين ماسك وبيسنت ليس مجرد حادث فردي، بل صورة عن فشل إدارة ترامب في دمج الكفاءات غير السياسية ضمن منظومتها المفرطة في الولاء الشخصي للرئيس".
واتفقت المغردة لويز مع رأي تارا بقولها "ماسك دخل إدارة ترامب كمصلح تقني، لا كسياسي، لكن السياسة لا تكافئ الأفكار الجريئة وحدها، بل قدرة صاحبها على بناء التحالفات وتفادي الألغام. وماسك دخل كما دخل سابقا إلى تويتر… صدامي، منفلت، وحاد الطباع".
تقرير "واشنطن بوست" لم يتوقف عند الكدمة، بل أكد أن نقص الحنكة السياسية لماسك وتسرعه في الصدامات جعله في حالة تصادم مستمر مع طاقم إدارة ترامب، خاصة مع شخصيات مثل مديرة المكتب سوزي وايلز ومستشارين مقربين، ثم أفضى بالنهاية لخلاف مع الرئيس ترامب نفسه.
إعلان الصادق البديري9/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
أولًا: عودة ليبيا إلى واجهة الاهتمام الأمريكي
مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادت ليبيا مكانة متقدمة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية, ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واحتدام التنافس بين القوى الكبرى داخل القارة الإفريقية، ما جعل من ليبيا بوابة استراتيجية لا يمكن تجاهلها.
ثانيًا: خلفيات وأبعاد الزيارة الأمريكية
زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى كل من طرابلس وبنغازي، لم تكن مجرد بروتوكولية، بل يمكن قراءتها باعتبارها خطوة استطلاعية لجمع معلومات مباشرة من الفاعلين الليبيين، وتشكيل تصور دقيق لصانع القرار في واشنطن حول موازين القوى واتجاهات النفوذ.
وقد عبّر بولس خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن قلق الولايات المتحدة العميق من الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، في ظل استمرار انتشار السلاح بيد التشكيلات المسلحة، وغياب سيطرة حقيقية للدولة على هذه القوى.
ويأتي هذا القلق خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة قبل نحو أربعة أشهر بين قوات حكومية وتشكيلات تابعة لقوة “دعم الاستقرار”، والتي قلّص الدبيبة نفوذها مؤخرًا، ما فاقم التوتر داخل طرابلس. واليوم، تعيش العاصمة على وقع حالة احتقان أمني متصاعدة، وسط مخاوف من تفجر الوضع في أي لحظة.
هذا الواقع دفع بولس إلى التركيز خلال محادثاته على أولوية الأمن والاستقرار، مشددًا على أن استمرار حالة التفلت الأمني يعيق أي مسار سياسي أو اقتصادي، ويثير قلقًا أمريكيًا ودوليًا متزايدًا مما قد يحدث، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات مفصلية، منها الحديث عن تنظيم الانتخابات واستئناف المسار السياسي.
تأتي هذه الزيارة أيضًا في لحظة حساسة، حيث تواجه المنطقة خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يهدد إمدادات الطاقة العالمية، ويجعل من ليبيا — بثرواتها وموقعها الجيوسياسي — بديلًا استراتيجيًا في الحسابات الأمريكية.
ثالثًا: السيطرة الميدانية ودلالاتها الاستراتيجية
لا يمكن فصل التحرك الأمريكي عن المعادلة الميدانية الليبية. إذ يسيطر الجيش الليبي على نحو 80% من مساحة البلاد، وهي مناطق تحتوي على أهم الحقول النفطية والثروات المعدنية، إضافة إلى مناطق استراتيجية متاخمة لدول الساحل الإفريقي.
هذه السيطرة تعكس واقعًا أمنيًا يختلف عن حالة الانقسام السياسي، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية وتنموية، لأن المصالح الاقتصادية — بما فيها الاستثمارات الأمريكية المحتملة — لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. ولذلك، فإن هذه السيطرة تُمثل نقطة جذب لأي انخراط دولي يسعى لحماية المصالح الاستراتيجية في ليبيا.
رابعًا: واشنطن والمنافسة الدولية في إفريقيا
في الوقت الذي تُرسّخ فيه الصين وجودها الاقتصادي في إفريقيا، وتتابع فيه روسيا تعزيز مصالحها الاستراتيجية في عدد من الدول الإفريقية، تسعى واشنطن لإعادة التمركز في القارة، انطلاقًا من بوابة ليبيا.
فالتحرك الأمريكي يحمل طابعًا مزدوجًا: مواجهة تنامي النفوذ الروسي – الصيني، وتأمين إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تدهور الوضع في الخليج أو شرق المتوسط. وليبيا تُعد خيارًا مطروحًا، خاصة بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن غياب الدور الأمريكي فتح المجال لتنافسات إقليمية ودولية معقدة.
خامسًا: آفاق التحرك الأمريكي وحدوده
ورغم هذا الاهتمام المتجدد، لا تزال السياسة الأمريكية في ليبيا تتسم بالغموض النسبي، إذ لم تُعلن الإدارة الأمريكية حتى الآن عن مبادرة واضحة أو رؤية متكاملة للحل، كما أن تعاطيها مع خريطة الطريق الأممية الحالية لا يزال ضبابيًا.
ويُثير هذا تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانتقال من الدور الرمزي إلى دور فاعل في حلحلة الأزمة الليبية، خاصة في ظل الانقسام الحاد بين المؤسسات، وانتشار السلاح، وفشل المبادرات السابقة.
ليبيا بين الفرصة والتنافسإن عودة ليبيا إلى حسابات الإدارة الأمريكية تعكس تغيرًا في التقديرات الاستراتيجية، لكنها تظل مرهونة بمدى قدرة الأطراف الليبية على استثمار هذه اللحظة، والذهاب نحو توافق حقيقي يتيح بناء دولة مستقرة.
ففرص التنمية والشراكة مع القوى الكبرى قائمة، لكن تحقيقها يتطلب أولًا التأسيس لسلطة وطنية موحدة تُنهي الانقسام، وتفتح الباب أمام استثمار الموقع والثروات في مصلحة الليبيين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.