آخر تحديث: 10 يونيو 2025 - 9:22 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- ذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أن “رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه ترأسا قمة دلتا العالم، التي عقدت، أمس الإثنين، في مدينة نيس الفرنسية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، بحضور عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين”.

وأكد رئيس الجمهورية في كلمته أن “التغير المناخي يسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر دافعاً المياه المالحة إلى الداخل، ومهدداً التوازن الدقيق الذي تميزت به مجتمعاتنا في الأجيال السابقة”، مبينا أن “التهديدات المناخية التي نواجهها تتطلب عملاً دولياً عاجلاً”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن “أهوارنا القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو تعيش حالة مأساوية بتحولها إلى أراضٍ قاحلة مكسوة بالملح”، موضحا أن “العراق يشهد انخفاضاً كارثياً بنسبة قاربت 40% في تدفق نظام دجلة والفرات خلال العقود الأخيرة”.وأضاف، “أنه لشرف عظيم أن أترأس مع رئيس وزراء فيتنام هذه القمة الحيوية حول دلتا الأنهار، كقادة لدول باركها الله ببعض من أهم دلتا الأنهار في العالم على مدى التاريخ، ونجتمع اليوم ونحن نشعر بامتنان لتراثنا المشترك، كما نشعر بقلق عميق على مستقبلنا.
وأضاف، أن “الدلتا تحكي قصة الحضارة الإنسانية ذاتها. دلتا بلاد الرافدين، حيث يعانق دجلة والفرات الخليج العربي، شهدت ولادة الكتابة والقانون والمجتمع الحضري قبل خمسة آلاف عام”.وتابع “وبالمثل، غذت دلتا الميكونغ الحضارة الفيتنامية بوفرتها الخصبة. هذه المناظر الطبيعية ليست مجرد معالم جغرافية، بل هي مهد ثقافاتنا، وأساس أمننا الغذائي، وشريان حياة اقتصادنا”.
وبين أن ” القرآن الكريم يتحدث بجمال عن هذا اللقاء المقدس للمياه، فالدلتا تمثل التصميم الإلهي، أماكن قدر الله فيها التقاء المياه العذبة والمالحة بانسجام، لكننا اليوم، نواجه تهديدات لم يسبق لها مثيل تتطلب عملاً دولياً عاجلاً، التغير المناخي يسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر، دافعاً المياه المالحة إلى الداخل ومهدداً التوازن الدقيق الذي تميزت به مجتمعاتنا في الأجيال السابقة”، مضيفا “في العراق، تشهد أهوارنا القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو حالة مأساوية بتحولها إلى أراضٍ قاحلة مكسوة بالملح”.وقال ” التلوث يضع تحدياً جسيماً آخر امامنا، فالتصريف الصناعي، والجريان الزراعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي غير الكافية تلوث المياه ذاتها التي قدسها أسلافنا”، مشيرا “في دلتا الميكونغ في فيتنام وأهوار العراق الجنوبية على حدٍ سواء، نرى التأثير المدمر لتلوث المياه على مصائد الأسماك والزراعة وصحة الإنسان، ولعل الأمر الأكثر إلحاحاً هو أن انخفاض تدفق المياه من المنبع يهدد وجودها ذاته”.
وتابع “شهد العراق انخفاضاً كارثياً بنسبة قاربت 40% في تدفق نظام دجلة والفرات خلال العقود الأخيرة. بناء السدود في دول المنبع والاستخراج المفرط للمياه حول أنهارنا العظيمة إلى جداول صغيرة”، مضيفا “فيتنام تواجه تحديات مماثلة حيث التطورات في منبع حوض الميكونغ تغير أنماط التدفق الطبيعية. هذه التجارب المشتركة تؤكد أن حفظ الدلتا يتطلب تعاوناً دولياً وحواراً جاداً وعاجلاً بين دول المنبع والمصب”.وتابع “ندعو المجتمع الدولي للاعتراف بأن الدلتا هي بنية تحتية أساسية للأمن الغذائي العالمي والمرونة المناخية وحفظ التنوع البيولوجي”، مبينا “الحلول موجودة، وتتمثل في تحسين كفاءة الري والإدارة المتكاملة للمياه إلى التحولات للطاقة المتجددة، وما نحتاجه الآن هو الإرادة الجماعية لتنفيذها قبل فوات الأوان”.وختم رئيس الجمهورية كلمته “لنتذكر أن حفظ الدلتا في بلداننا هو حفظ لتراثنا الإنساني المشترك. مستقبل مهد الرافدين ووفرة الميكونغ يعتمد على الخيارات التي نتخذها اليوم”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق

آخر تحديث: 9 يونيو 2025 - 1:17 مبقلم:سعد الكناني الماء هو عصب الحياة والمساهم الرئيسي في الأمن الغذائي والبيئي والصحي والمجتمعي والاجتماعي، ومن مشاكل العراق الرئيسية بعد 2003 ملف المياه، باعتبار أزمته قضية وطنية تتطلب تنسيقاً فعالاً بين حكومات دول المنبع (إيران، تركيا) والمصب العراق، والعمل الجاد على حماية الموارد المائية التي تهدد الأمن القومي للبلاد وتمثل إعلان حالة الحرب من قبل دول المنبع لأن العراق يعتمد بنسبة كبيرة على المياه التي تأتي من خارج حدوده بنسبة (70%-80%) من موارده المائية. إيران قامت بقطع المياه عن العراق وحولت (42) رافدا يصب في العراق إلى عمقها الجغرافي دون حراك من قبل حكومات التبعية والولاء، ولم يتجرأ أي مسؤول تنفيذي أو نائب بتوجيه الاستنكار إلى إيران أو تقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة لمخالفتها القوانين الدولية وعلاقات دول الجوار.  تركيا أيضاً خفضت حصة العراق العادلة من المياه كدولة مصب في حوضي دجلة والفرات، وكذلك لم تستخدم حكومة محمد السوداني الإجراءات اللازمة لتفرض على إيران وتركيا تدفق المياه بشكل عادل لتلبية احتياجات السكان، والتقليل من آثار شحة المياه التي تعاني منها البلاد بشكل متزايد، وهو يعاني في العام الحالي (2025) إلى أسوء خزين مائي الذي ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني. ورغم خطورة هذا الملف الحساس، لم يعقد مجلس النواب أي جلسة استثنائية او حتى خلال جلساته الاعتيادية لمناقشة العدوان التركي الإيراني المائي، ولن يناقشوا حتى ولو وصلت نسبة شحة المياه لدرجة العطش، ما دامت إيران طرفا في موضوع الجفاف، فأحد النواب الإطاريين قال في تصريح رسمي “لا داعي لعقد جلسة خاصة بسبب شحة المياه لأن الحسين مات عطشانا في واقعة كربلاء “!!، عجز اللسان عن وصف هذا النائب والأخرين من أمثاله!، وشحة المياه تسببت التالي: – فقدان 60% من الاراضي الزراعية المروية بمياه الأنهار بحسب بيان لوزارة الزراعة. تهجير السكان من بعض القرى والمناطق الزراعية. زيادة الاعتماد على استيراد الغذاء. تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. حكومة السوداني غير جادة بمعالجة شحة المياه وتعتبر هذا الملف اسبقية متأخرة قياسا بـ ” الولاية الثانية ” لإبقاء العراق في مستنقع أزماته لاستمرار انتفاخ الجيوب من السحت الحرام، والغريب والعجيب أن سكان المناطق الشيعية هم الأكثر تضررا من فقدان المياه وهم يشكلون الحاضنة الانتخابية لمكونات الإطار الحاكم. الرئيس محمد السوداني التقى أربع مرات بالرئيس التركي اردوغان في بغداد وأنقرة ولم يطالب الجانب التركي بشكل جاد وحازم بحصة العراق العادلة من المياه، بل قدم لتركيا مكافئات تجارية واستثمارية، فعلى صعيد التجارة وصل حجم الصادرات التركية للعراق في زمن السوداني إلى أكثر من (20) مليار دولار سنوياً، وهناك إتفاق عراقي تركي ليصل إلى (30) مليار دولار سنويا على أمل أن يقابلها تحسن في تدفق المياه من الجانب التركي، اما حجم الاستثمار التركي في العراق وصل إلى (35)مليار دولار. حتى طريق التنمية فهو في صالح تركيا أكثر من العراق، ولم تستخدم حكومة السوداني الجانب الاقتصادي كورقة ضغط على تركيا، وجيشها ما زال يحتل شمال العراق ويتوسع في بناء قواعده العسكرية. اما مع الجانب الإيراني فلا أحد يستطيع ان يفتح فمه معها سواء من قبل الحكومة أو من قبل النواب، بل ذهبت حكومة السوداني الى مكافئتها من خلال إبرام العقود التجارية والاقتصادية المبالغ بأرقمها حيث وصل حجم صادراتها خلال الأشهر العشرة الأخيرة إلى (15) مليار دولار، والسوداني يطمح ان يرتفع الرقم إلى (25) مليار دولار سنوياً، وقيمة استثماراتها في العراق نحو (70) مليار دولار! ، إيران تعد العراق الرئة الاقتصادية الأهم لها في المنطقة وأكبر سوق لتصدير منتجاتها المتنوعة ، خاصة خلال فترة العقوبات وسياسة “الضغوط الأقصى” التي فرضتها الولايات المتحدة. تركيا وإيران تعتبران المياه سلعة تجارية وهما تضربان عرض الحائط بالاتفاقات الدولية التي تنص على حصة دولة المصب من المياه بسبب ضعف تلك الدولة وغياب الإرادة الوطنية. وفي ظل هذا التوجه، يتحول الشعار القديم (النفط مقابل الماء) الذي سمعنا به طيلة السنوات الماضية، إلى واقع جديد عنوانه (الاستيراد مقابل الماء) وهذه المعادلة تحمل في طياتها تهديداً خطيراً للزراعة والثروة الحيوانية والصناعات المحلية، إذ تجعل الاقتصاد العراقي مرتهنًا بإرادة الطرف الخارجي. وعلى حكومة السوداني أن تخرج بتوضيح رسمي يبين فيه كيفية تحقيق توازن تجاري يحفظ مصلحة العراق، بدلاً من الإضرار بقطاعاته الإنتاجية واستقلاله الاقتصادي. ما يحتاجه العراق اليوم وغداً تفعيل دبلوماسية المياه من خلال المفاوضات الجادة الحاسمة وليس التراخي ومكافئة دول المنبع تجاريا واقتصاديا على حساب العراق وأهله.

مقالات مشابهة

  • مياه الشرب بالجيزة: توصيل المياه لـ "30" أسرة بالصف
  • صوفان: من ضمن الصلاحيات التي طلبناها من رئيس الجمهورية إمكانية القيام بإجراءات، منها إطلاق سراح الموقوفين الذين لم تثبت إدانتهم إضافة إلى أمور تفاعلية مع مؤسسات الدولة
  • رئيس الجمهورية غادر الى الأردن
  • سمكة السلور تقتحم مياه العراق وتدق ناقوس الخطر
  • مياه العراق، وقناني المياه المُعبأة، ودول الجوار
  • رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية يُغادر جدة
  • غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق
  • مياه القناة تبدأ تركيب مآخذ نموذجية وتطهير المحطات لضمان جودة المياه
  • أمر حاسم.. هذا ما طلبه رئيس الجمهورية