ليبيا تنتفض لغزة.. قافلة الصمود تصل طرابلس وتواصل رحلتها التضامنية شرقاً
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
وصلت صباح اليوم الأربعاء “قافلة الصمود” إلى العاصمة طرابلس، قادمة من مدينة الزاوية، وسط إجراءات أمنية مشددة نظّمتها مديرية أمن طرابلس بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية، لضمان سلامة المشاركين وانسيابية حركة المرور.
وانطلقت القافلة من مخيم جدايم بالزاوية، متوجهة مباشرة إلى ميدان الشهداء وسط العاصمة، حيث من المقرر أن يُقام التجمع الرسمي ضمن فعاليات التحرك الشعبي الداعم للقضية الفلسطينية.
ويُنتظر أن تواصل القافلة مسيرها شرقاً، مروراً بعدد من المدن الليبية، في إطار حملة تضامنية رسمية وشعبية مع أهالي قطاع غزة المحاصر، تأكيداً على الدعم الشعبي المستمر للقضية الفلسطينية.
يذكر أن “قافلة الصمود” هي تحرك شعبي مغاربي انطلقت من تونس في 9 يونيو 2025، بمشاركة أكثر من ألفي ناشط من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا، ضمن مسعى رمزي للتضامن مع غزة ولفت أنظار العالم إلى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار.
وعبرت القافلة إلى ليبيا من معبر رأس جدير، وتواصل مسيرها شرقاً باتجاه معبر رفح الحدودي، مروراً بعدة مدن ليبية أبرزها الزاوية وطرابلس ومصراتة وبنغازي، وتلقى دعماً لوجستياً وأمنياً واسعاً من السلطات الليبية، وسط حراك شعبي ورسمي يعكس الالتزام العربي الشعبي المتجدد بالقضية الفلسطينية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة ليبيا وفلسطين وقف إطلاق النار غزة
إقرأ أيضاً:
توجه أوروبي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية| ضغط شعبي ومواقف تعيد رسم المشهد السياسي.. خبير يعلق
في ظل المجاعة المتفاقمة والمعاناة الإنسانية المستمرة في غزة، تتغير مواقف عدد من الدول الأوروبية بشكل لافت تجاه القضية الفلسطينية. ما كان قبل سنوات مجرد دعم إنساني خجول أو دعوات لحل الدولتين، بدأ يتحول إلى خطوات سياسية ملموسة. التصريحات الصادرة من بريطانيا وفرنسا بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، ليست مجرد كلمات، بل مؤشرات على تحرك أوروبي قد يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المشهد السياسي الدولي.
ضغط الشارع البريطاني يقود التحولأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسؤولين بريطانيين كشفوا عن مناقشات داخل الحكومة بشأن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ويبدو أن التحول في الموقف البريطاني مدفوع في المقام الأول بتزايد الغضب الشعبي في الداخل، حيث تخرج مظاهرات وتنتشر دعوات تطالب الحكومة باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يجري في غزة.
المأساة الإنسانية هناك لم تعد تُشاهد فقط عبر الشاشات، بل أصبحت تُناقش في البرلمان البريطاني وتؤثر على الخطاب السياسي المحلي. فالمواطن البريطاني العادي بات يشعر أن بلاده يجب أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ.
فرنسا تتحرك والسعودية تُشيدمن جانبها، أعلنت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون نيتها المضي قدمًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو إعلان لاقى ترحيبًا رسميًا من مجلس الوزراء السعودي. الرياض دعت بدورها بقية دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، إلى اتخاذ مواقف مماثلة تعزز من فرص تحقيق السلام وتكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
رأي خبير.. بداية لموجة أوروبية جديدةيرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، ان هذه التحركات بوادر موجة أوروبية جديدة تتبلور حول دعم الحقوق الفلسطينية. ويشير إلى أن المواقف البريطانية والفرنسية قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا للحاق بالركب، خاصة في ظل تزايد الضغط من المجتمعات الأوروبية والمنظمات الحقوقية على حكوماتها.
السيد يلفت النظر إلى أن المشهد الأوروبي يتغير، وأن دعم القضية الفلسطينية لم يعد حكرًا على الحركات اليسارية أو المنظمات غير الحكومية، بل أصبح جزءًا من الحوار السياسي الرسمي.
اعتراف سياسي أم ورقة ضغط دبلوماسية؟اضاف السيد أن الاعتراف الأوروبي المرتقب بدولة فلسطين ليس مجرد تصرف رمزي، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على إسرائيل لإجبارها على إعادة النظر في سياساتها، خصوصًا تجاه المدنيين في غزة والضفة الغربية.
ويضيف أن مثل هذا الاعتراف، إذا صاحبه تحرك جماعي من الاتحاد الأوروبي، قد يصل إلى مستوى فرض عقوبات اقتصادية أو مراجعة للاتفاقيات مع تل أبيب، مما يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.
غزة في قلب الضمير العالميالقضية الفلسطينية تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة الزخم الدولي الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وبينما تتحرك بعض العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يواصل الشارع الأوروبي لعب دور محوري في دفع هذا المسار إلى الأمام.
ربما لم يعد العالم ينظر إلى فلسطين كملف سياسي فقط، بل كرمز لمعركة ضمير إنساني، تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الوجدان العالمي. والمشهد الآن يحمل كل مقومات التغيير.. فهل يتحقق؟