ما حقيقة الأهداف الإسرائيلية من ضرب إيران؟ تعطيل البرنامج النووي أم إسقاط النظام؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
شنت إسرائيل هجمات على قواعد عسكرية ونووية في إيران وقتلت كبار القادة، لكن الهدف الأكبر غير واضح: هل هو إنهاء النووي أم إسقاط النظام؟ وهل تستطيع تل أبيب تحقيق أي منهما في ظل الصعوبات المحيطة؟. اعلان
في هجوم غير مسبوق، شنت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة ضربات جوية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية استراتيجية في إيران، في عملية وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها بداية لحملة طويلة الأمد.
وتُظهر تحليلات الخبراء أن الهدف المباشر للضربات هو تعطيل البرنامج النووي الإيراني وتقويض قدراته العسكرية، لكن التحليلات والاستهداف الدقيق للشخصيات العليا في القيادة الإيرانية يشير إلى وجود هدف استراتيجي أوسع: دفع النظام الحاكم في طهران نحو الانهيار.
استهداف القيادة النووية والعسكريةالضربات الإسرائيلية شملت المنشآت النووية الإيرانية، بما فيها مصنع التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز، بالإضافة إلى مواقع تصنيع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. كما استهدفت الهجمات كبار المسؤولين العسكريين والعلماء في البلاد، في خطوة تُعد مؤشرًا على محاولة زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي داخل إيران.
وقالت سيما شاين، الباحثة السابقة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" والباحثة الحالية في معهد الدراسات الأمنية الوطنية في إسرائيل: "هذه الشخصيات كانت ذات أهمية كبيرة وخبيرة للغاية، وعملت لسنوات طويلة في مناصبها، وكانت عنصرًا أساسيًا في استقرار النظام، وخاصة الاستقرار الأمني للنظام".
نداء نتنياهو للشعب الإيرانيوفي رسالة متلفزة مباشرة بعد بدء الهجمات، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نداءً إلى الشعب الإيراني، حيث دعاه للثورة ضد النظام القائم.
وقال نتنياهو إن الحملات الإسرائيلية السابقة ضد حليف إيران "حزب الله" أدت إلى تشكيل حكومة جديدة في لبنان وإسقاط نظام الأسد في سوريا، وأضاف: "أؤمن بأن يوم تحرركم قريب، وعندما يحدث ذلك، ستعود الصداقة العظيمة بين شعبينا القديمين لتزدهر مرة أخرى" في إشارة للعلاقة بين الدولة العبرية ونظام الشاه الذي أسقطته الثورة الإيرانية بزعامة آية الله الخميني.
ما مدى واقعية "تغيير النظام"ورغم الطموح الإسرائيلي لتحقيق تغيير سياسي جذري في إيران، فإن المحللين يحذرون من أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا. فعقود من العداء بين إسرائيل والنظام الإيراني لا تقتصر فقط على القيادة، بل تمتد إلى غالبية السكان الشيعة، مما يجعل من الصعب خلق دعم شعبي داخلي كبيرفي ظل النظام الحالي خصوصا بعد الضربات التي طالبت مدنيين وعلماء نوويين بارزين.
وقال مايكل سينغ من معهد واشنطن للسياسة العامة القريبة من الشرق الأوسط : "يمكننا أن نفترض أن أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل لتنفيذ هذه الهجمات هو رغبتها في مشاهدة تغيير النظام"، مضيفًا أن الدولة العبرية "ترغب في أن ترى الشعب الإيراني ينتفض."
وحذر سينغ من أن لا أحد يعرف ما هي الشروط اللازمة لظهور معارضة قوية داخل إيران.
Related وكالة الطاقة الذرية الإيرانية: الأضرار في منشأة نطنز سطحية ولا إصاباتصواريخ ومسيّرات وتهديدات بأن القادم أسوأ.. إيران وإسرائيل تتبادلان الضرباتضربات جوية إسرائيلية تطال مواقع استراتيجية في إيرانالولايات المتحدة تتجنب الإعلان عن موقف واضحمن جانبه، لم يبدِ البيت الأبيض أي دعم رسمي لفكرة "تغيير النظام" في إيران، رغم تقديم الولايات المتحدة مساعدات لوجستية ودفاعية لإسرائيل خلال الهجوم، ومساعدتها في صد الهجوم الصاروخي الإيراني.
ورفض كل من البيت الأبيض والبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق على تصريحات إسرائيل حول أهداف العملية.
هل يمكن لإسرائيل إنهاء البرنامج النووي الإيراني؟ويرى الخبراء أن الحملة الإسرائيلية، رغم تدميرها لجزء من البنية التحتية النووية الإيرانية، لن تكون كافية لتصفير البرنامج النووي الإيراني تمامًا، خاصة مع تحصين معظم المواقع النووية في أماكن تحت الأرض وفي مواقع استراتيجية يصعب الوصول إليها.
وقال تساحي هنغبي، المستشار الأمني الوطني الإسرائيلي، في مقابلة مع قناة 13 الإسرائيلية: "لا توجد طريقة لتدمير برنامج نووي بالوسائل العسكرية"، مضيفًا أن الحملة العسكرية قد تفتح الطريق أمام اتفاق مع الولايات المتحدة يوقف البرنامج النووي.
وقالت سيما شاين: "من المرجح أن إسرائيل لا تستطيع إنهاء المشروع النووي الإيراني بشكل كامل دون مشاركة أمريكية".
مخاوف من ظهور نظام أكثر تشددًافي حين أن إضعاف البرنامج النووي الإيراني يُعد هدفًا استراتيجيًا واضحًا لإسرائيل، فإن فكرة تغيير النظام تثير قلقًا لدى بعض المحللين، خصوصًا إذا أدى هذا التغيير إلى ظهور قيادة أكثر تشددًا وعدائية تجاه الدولة العبرية.
وقال جوناثان بانيكوف، نائب سابق للمستشار الأمريكي للشؤون الاستخبارية في الشرق الأوسط، ويعمل الآن في مركز الأبحاث الأمريكي المعروف بالمجلس الأطلسي: "لو نجحت إسرائيل في إسقاط القيادة الإيرانية الحالية، فلن تكون هناك ضمانات بأن القيادة الجديدة ستكون أكثر اعتدالًا، فقد تكون أكثر تشددًا وتتبنى موقفًا أكثر عدوانية تجاه إسرائيل".
وأضاف: "على مدى السنين، كان هناك من في إسرائيل يؤكدون أن تغيير النظام في إيران سيؤدي إلى يوم جديد وأفضل، وأن لا شيء يمكن أن يكون أسوأ من النظام الديني الحالي. ولكن التاريخ يذكرنا أن الأمور دائمًا يمكن أن تصبح أسوأ".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو علي خامنئي صواريخ باليستية دونالد ترامب اعتداء إسرائيل تل أبيب البرنامج النووی الإیرانی تغییر النظام فی إیران النظام ا
إقرأ أيضاً: